الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازهر والكنيسة والحكم فى مصر

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2017 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



اختار الازهر على مر تاريخه ان يكون مع الحاكم ايا كان الا فيما ندر ، فهو ملكى مع الملك ، ثورى مع الثوار ، سادادتى مع السادات وهكذا ، ولا يغير من ذلك طبيعته الوسطية فى فهمه للاسلام وتبنيه تدريس كافة الملل والنحل داخل اروقته ، وان كنت اخشى ان يتم اختطافه ممن لا يروق لهم الاسلام الوسطى المتسامح
والازهر لم يتبنى يوما ان يكون مع المستضعفين او المعذبين فى الارض، او مع الفقراء ، او حقوق الانسان فهو اعتقد انه مؤسسة رسمية فقط تدور فى فلك النظام ايا كان
اما الكنيسة ونحن هنا نقصد الكنيسة الاكبر الارثوزذكسية فقد تبنت نهجا مغاير يقوم على المهادنة للحاكم ايا كان وعدم الاصطدام معه فى مقابل اطلاق يديها فى شئون رعاياها ، وتدرجيا استطاعات الكنيسة ( بتعبيرها ) ان تستوعب الشعب المسيحى داخل جدرانها ، فوفرت لهم معظم وسائل الرعاية بل والترفيه والمشافى ان امكن والسكن ان امكن ، ولعبت دون ان تدرى دورا خطيرا يضر بالمسيحيين باعتبارهم مواطنين مصريين
حيث سحبت المسيحيين صغارا وكبارا من الحياة العامة بكل ما تعنيه الكلمة من حياة سياسية وعائلية واجتماعية مع مواطنيهم المسلمين بحيث اصبح المواطن المسيحى كائنا غريبا بالنسبة للمسلم
ورغم ان المواطن المسيحى يعرف كثيرا عن المواطن المسلم ويتقبله بكل رحابة صدر الا ان المواطن المسلم الذى لم يعرف مواطن مسيحى فى جيرة او عمل او يحتك به فى افراح او اتراح صار يعتبره غريبا ( والانسان عدو ما يجهل )
وقد ساهم فى هذه الصورة السلبية ملايين العاملين فى دول مثل السعودية والتى تعتبر فى الفكر العام ان المسلمين السنة والسلفين منهم تحديدا هم المسلمين والباقين اغيار
ترى هل من الممكن ان يعيدا الازهر والكنيسة التفكير فى عمق المأساة التى تسببا فيه لمصر
نحن لانقول ان يلعب الازهر دورا سياسيا مع او ضد او تلعب الكنيسة دورا سياسيا مع او ضد
ولكننا نعتقد انه من المهم على هاتين المؤسستين العريقتين التفكير فى لعب دورا لاهوتيا على غرار كنائس امريكا اللاتينيه فى حماية حقوق الانسان وحماية الفقراء والانتصار للحرية للانسان ايا كان دينه او مذهبه
انه لعمل رائع ان تتصدى هاتان المؤسستان ولو معا لهذه القضايا ، هو عمل رائع، ولكنه محفوف بالمخاطر ويتطلب فهما عميقا ودراسة متانية لظروف بلادنا وواقعها السياسى ، ولكنه عمل يستحق التفكير وبقوة لصالح بلادنا وبناء مستقبلها فى وطن متسامح يسع الجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني