الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار ... مع الذات .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2017 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لي صديقة لم تغادرني منذ تعارفنا في الصبا !.. وما زالت لصيقة بي !.. بالرغم من محاولاتي الغير متعمدة لفك الأرتباط بها ، وأن تطلق حريتي ، وتخلي سبيلي !
وقد نَذًرْتُ لهذه الأمنية نٍذورُ كثيرة لأصحابي الكرامات للأئمة الذين ظهروا حديثأ .. في زمن الكرامات !!.. ولكن دون جدوى !.. وطلعوا هؤلاء ( خوش بوش ) ولم يستطيعوا الوفاء لأماني هذه !
وهي تلاحقني في حللي وترحالي !.. وتقول لي بأنك لن تستطيع الأبتعاد عني ولا أنا كذلك ، كوننا قدر مقدر لبعضنا !.. ووفر نذورك وقدمها لنا نحن ؟.. فنحن أحق من غيرنا بها !!
قالت السلام على دعات السلام والأمن والتعايش والديمقراطية والصدق والأمانة ..
قلت لها وعليكم السلام !.. ولكن هذه ليست بتحية ؟.. بل هذا أفتتاحية لمقال سياسي !
قالت وما الضير في ذلك .. ألم تُصدعوا رؤوسنا ببياناتكم ومقالاتكم وخطاباتكم ؟.. ومع هذا فنتحملناها على مضض !... بالرغم من الكذب والوعود الفارغة والكلمات المعسولة من ألفها الى يائها !.. ولم يلمس شعبنا منكم أي شئ ؟
ماذا دهاكٍ اليوم ؟.. ولٍمَ هذا الهجوم الغير مبرر ؟.. ما تعودت عليه من قبل !
قالت لقد طفح الكيل !.. والكأس المملوئ لا يحتمل زيادة فيه حتى قطرة واحدة !
أنتي لماذا لا تصفعيني وتأخذي عن كل صفعة دينار ؟.. قالت هذه قديمة وشاهدناها في مسلسل ، في يوم مضى سويتا ، ولا تحاول تغيير ما بدئنا به !
قلت يا هذه أنا لم أبدء بشئ !.. وأنتي من جاء ويريد أن يفتح جبهات ّ.. وليس جبهة واحدة !
قالت حسنا لا تؤخذني بما فعل السفهاء بنا !
ياقدري المقدر .. ويا حبيبتي !.. تكرمي علي بما جأتي من أجله !
أنا جأت لأحاورك في المستجدات على الساحة العراقية ، ولدي أسألة محددة ، هلا تفيدوني بالتوضيخ والأفادة ؟.. أذا تكرمت !
مثل ماذا ؟.هل الأسلام السياسي قد أعلن أفلاسه اليوم ؟
وهل الأنشطارات بين الكتل والتحالفات السابقة بدءت تنفرط ، ذات اللون الواحد والطائفة الواحدة ؟ .. أم لها دوافع مخفية تحت الطاولة ؟ وما الغاية المراد تحقيقها من وراء ذلك ؟
وهل ما يجري وما نراه متعلق بالأنتخابات وبقاتون الأنتخابات وبالمفوضية المستقلة وبموعد الأنتخابات ؟
وهل ستجري الأنتخابات في موعدها من وجهة نظرك ؟.. أم هناك متغيرات عاصفة ؟.. أو كما أسميتها أنت وفي مقال سابق ( بأن هناك سونامي وزلزال قد يتعرض له العراق نتيجة للتناحرات والتقاطعات والتناقضات بين مختلف الأطياف والمكونات ، ناهيك عن التدخلات الخارجية ) ؟
يا مليكتٍ ويا قدري !... بالنسبة لقوى الأسلام السياسي ، فأنها قد أخفقت وبشكل فاضح في أدارتها للدولة ، والدين الذي تبرقعوا به وأرادوه فزاعة لأرهاب المختلفين معهم ، لم يعد طوق نجات لهم ، ولم ينجيهم من كل الذي أرتكبوه عن قصد أو دون قصد ، لأن لعبتهم وفسادهم وكذبهم تعدى كل الخطوط الحمر !
هذا أولا .. والمسألة الأخرى ، فهم قوى غير متجانسة !.. ومن شرائح مختلفة ومن تيارات مختلفة ، جمعتهم المصلحة بالمال والسلطة والجاه !
ولكنهم أختلفوا عندما حدث تفاوت كبير في توزيع المغانم فيما بينهم !.. ومن يمتلك قوة أكبر ودعم أقوى داخليا وخارجيا ، كان يستحوذ على النصيب الأكبر ( لواحد منهم 99% والأخرين لهم 1% ) وأستمرت هذه سنوات ، وعندما جاء وقت الحساب ، أختلفوا !.. وستظهر نتائج هذا الخلاف تدريجيا ، وبشكل تصاعدي وفاضح ، وبعد أن تتضح مجريات الأمور ويتبين المستور ، وهذه مسألة أقتصادية !.. فنمو الأقتصاد الطفيلي ومن السحت الحرام ، ومن عمليات غير مشروعة ، فأثناء هذا النمو تبدء مجاميع تنشطر عن الحيتان التي نمت في رحمها ، لتنمو بنفس طريقة نمو الحيتان في بدايتها كجنين ما زال في رحم الدولة والمجتمع .
المسألة الأخرى والتي لا تقل أهمية عن سابقاتها !.. وهي كيف تستطيع هذه القوى التي أنتهت صلاحياتها وهي تحتضر اليوم ( وأكرام الميت دفنه ) !
فهي تبحث لنفسها عن مخارج لتعيد دورة الحياة أليها ، ولكن بأسلوب مختلف وبثوب مختلف ، لتكون مقبولة ويتم الترويج لها ، من خلال ما لديها من أمكانات مادية وما تراكم عندها نتيجة السرقات والأنشطة الغير مشروعة والمخالفة للقانون ، وهي مازالت تمتلك السلاح والميليشيات والحشد الشعبي ، وكذلك فهي ما زالت تسيطر على مؤسسات الدولة وسطوتها الكبيرة على المؤسسة الأمنية والعسكرية ، كذلك فهذه القوى تتلقى الدعم الكبير من أيران ومن تركيا ، وهذه أرصدة غير قليلة .
فهي ستتبنى شعارات ويافطات محتلفة !.. وستركب موجة الوطنية والقومية والدفاع عن العراق ومحاربة الأرهاب ، وتعمل لبناء الدولة على أساس المواطنة ، ولكن بنفس الوجوه وبمسميات قد تختلف بعض الشئ عن سابقاتها ، ولكن ليس ببعيد ، وسيحاولون أبعاد الدين شكلا !.. ولكن عمليا ومضمونا سوف لن يخرجوا عن نهجهمم وفلسفتهم وطائفيتهم وفسادهم ، فأن تركيبتهم وفكرهم هو هذا ، وسيبقى عدائهم للتقدم وللحريات وللديمقراطية وللمرأة وللحياة .
ولا أستبعد أن يستفيدوا بعض الشي ويسخروه لصالحهم من هذه الأنشطارات والأنقسامات ، وتعدد مراكز قواهم لخوض الأنتخابات القادمة ، أذا تمت في موعدها ، رغم أعتقادي بغياب فرص أجرائها في موعدها ، لأسباب موضوعية ولرغبة بعض القوى في تأجيلها ختى حين ، فأن مصلحتهم قد تدفعهم لأعادة هذا التحالف ومن أجل تقاسم المغانم أذا أعيد أنتخابهم ثانيتا .
ما زال العراق في مواقع الخطرو الصراع والأحتراب ، وربما ستزداد وتيرته ، وستنغمس أكثرالتدخلات الأجنبية والتجاذبات الأقليمية ، والتي جميعها تعمل بالضد من مصالح شعبنا ووطننا .
أما القوى الديمقراطية والوطنية والأسلامية الوسطية والمعتدلة ، فأمامها فرصة تأريخية في تغيير موازين القوى لصالح شعبنا ، من خلال توحيد العمل المشترك ، وتوعية الجماهير المكتوية بالحرب وبالجوع والبطالة ، وغياب الخدمات وغياب الأمن والعدل والمساوات والفساد ، ودفعهم للمشاركة الفاعلة في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وحقوقهم المغتصبة .
والمساهمة النشيطة في النضال لتحقيق المنجزات التي تصب في صالح السواد الأعظم من الناس ، وعلى كل القوى الخيرة أن تعي هذه الخقيقة ، ’وتعمل بكل ما تمتلك من قوة لأعادة بناد الدولة الديمقراطية العلمانية الأتحادية ، دولة المواطنة وقبول الأخر .
ليس لدي ما أضيفه وما أقدمه لكٍ سيدتي الكريمة .. شكرا لكَ والى حوار أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل