الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى زيارة نوري المالكي ورهطه إلى روسيا الاتحادية!

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

2017 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الأيام التي أعلن الناس بالعراق عن فرحتهم بطرد غالبة الداعشيين القتلة من الموصل الحدباء والسعي لإيجاد السبل لمعالجة الجراح العميقة التي خلفها الداعشيون بالموصل وعموم محافظة نينوى، يقوم نوري المالكي على رأس وفد من حزب الدعوة وبعض نواب قائمته الانتخابية بزيارة إلى موسكو لمدة أربعة أيام، إذ التقى حتى الآن بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيلتقي بوزير الخارجية لافروف ومع مسؤولين آخرين. والسؤال المباشر الذي يواجهنا: ما مغزى أو سبب هذه الزيارة المفاجئة وفي هذا الوقت بالذات؟ تشير الكثير من المصادر المطلعة وتصريحات خلف الكواليس، إضافة إلى النهج السياسي العام الذي ينتهجه المالكي، إنه يأمل بالعودة إلى دست الحكم ثانية ليمارس ذات السياسة الطائفية الحاقدة التي وضعت الكثير من مناطق العراق، ولاسيما غرب العراق ومدينة الموصل ومحافظة نينوى بالكامل وشعبها في قبضة عصابات داعش، والتي أدت إلى تنفيذ أكبر عملية إبادة جماعية ضد أتباع الديانات والمذاهب بالعراق، ولاسيما ضد الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان والكثير من أهل الموصل السنة أيضاً. وهي محاولة جادة من نوري المالكي وبتوجيه من علي خامنئي وقاسم سليماني بزيارة موسكو والمبادرة إلى طرح تشكيل محور سياسي عسكري جديد تشارك فيه الدول والقوى السياسية التالية: إيران، وروسيا، وسوريا، وحزب الله اللبناني، إضافة على التحالف الجديد الناشئ ببغداد بأطرافه التالية: نوري المالكي والجعفري، وربما عمار الحكيم بحزبه الجديد "تيار الحكمة الوطني، من جهة، وسليم الجبوري وجماعته الجديدة الاتي انفصلت عن الحزب الإسلامي برئاسة اياد السامرائي، من جهة أخرى، إضافة إلى محاولة كسب جزء من الاتحاد الوطني الكردستاني إليه بدعم من إيران، أن تعذر مشاركة قيادة الاتحاد كلها! وتشير الكثير من المصادر إلى أن طهران وروسيا غير مرتاحتين من سياسة العبادي واقترابه من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يجدون في المالكي شخصية مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية ويمكن اعتماده ليكون رئيس وزراء العراق القادم. كما تشير أوساط أخرى إلى أن هذا التحالف من شانه أن يتصدى لمقتدى الصدر وتياره الشعبي الذي يقترب من العبادي ومن اياد علاوي، إضافة إلى طرحه مهمات وشعارات مدنية تقربه من التيار المدني العراقي والحراك الشعبي. كما إن إيران غير مرتاحة من زيارة العبادي إلى السعودية وتخفيف الصراع معها، وبالتالي فلا بد من تقطيع هذه الوشائج الجديدة بمحور سياسي جديد يتصدى لمحاولات العبادي البقاء في السلطة بتحالف آخر!
ولا بد من الإشارة إلى أن نوري المالكي ورهطه وقوى أخرى بدأت حملة سياسية مناهضة للتيار المدني العراقي والقوى الديمقراطية والحراك المدني والشعبي المطالب بالتغيير واتهام هذه القوى بالإلحاد والحداثة والعلمانية وتعبئة القوى الأكثر طائفية ورجعية لمناهضة القوى المدنية والديمقراطية، التي بدأت، كما يبدو، تكسب المزيد من الشبيبة المناهضة للفساد والإرهاب والخراب والرثاثة التي تعم العراق إلى جانبها، بسبب السياسات الطائفية ومحاصصاتها المذلة التي تراكمت بالعراق منذ حكم إبراهيم الجعفري ونوري المالكي حتى الوقت الحاضر. كما علينا ألّا نغفل التشرذم الجديد في القوى الطائفية السياسية التي باتت تخشى على مواقعها، مما دفع بالمالكي وعمار الحكيم وآخرين إلى محاولة مجابهة كل ذلك بالمحور السياسي الرجعي الجديد!
ويبدو للمتتبع إن هذا المحور السياسي–العسكري الجديد الذي يراد إقامته، على نمط التحالف الذي نشأ مع سوريا، يمكن أن يجر العراق إلى صراع سياسي وعسكري مدمر مع الولايات المتحدة والدول العربية وأجزاء من القوى السياسية العراقية، الذي يمكن أن يحول العراق إلى ساحة حرب فعلية جديدة، كما عليه الحالة بسوريا منذ عدة سنوات، وبالتالي فهذه الزيارة تعتبر مغامرة سياسية وعسكرية عدوانية تعبر عن جو الإحباط الذي يعيشه المالكي ورهطه ومحاولتهم لدفع العراق إلى أتون حرب محتملة على طريقة "إذا مت ظمأناً فلا نزل القطر"، فأما الحكم وإما قلب الطاولة على رؤوس الشعب كله.
إن من مهمة القوى الديمقراطية العراقية بكل أطيافها كشف الحقيقة وفضح أهداف زيارة المالكي إلى روسيا والعواقب المحتملة من وراء تشكيل مثل هذا المحور السياسي العسكري الجديد في وقت يفترض ان يبتعد العراق عن جميع المحاور السياسية العسكرية وأن يجنب نفسه مغبة السقوط في صراعات جديدة مدمرة، وأن ينهض الشعب بهمة وعزيمة للخلاص من نظام المحاصصة الطائفية لصالح الدولة العلمانية الديمقراطية والمجتمع المدني الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد والإرهاب وبناء السلام وإعادة إعمار العراق والعدالة الاجتماعية من خلال توحيد العمل لصالح التغيير الجذري المنشود بالعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة فن تحقيق الممكن لقد فشلت الاحزاب الشيوعية
علاء الصفار ( 2017 / 7 / 28 - 13:02 )
القيادات كانت جلب فعمل صدام بالاعتماد على الشيوعيين الانتهازيين وممن كانوا يمجدون شطارة البعث في استلام السلطة مرتين في 63 ,68! هكذا نما حقد بين القيادات شيوعية عراقية! الحقد كان ليس اختلاف ماركسي مبدئ بل كان اشوفيني_طائفي! كما كان بين توما توماس والجماعة السنة في الحزب وكذلك بين القيادة العربية والكردية! كما حدث في بشت اشان صراع بين الاقليم و الرفاق العرب, أي ان مرض الطائفية مسؤول عنها القيادات الشيوعية لان الكسافة كانت موجودة في العقل الانتهازي المساوم الذي يصفق للبعث العربي والحقيقة الخفية المرئية كان هناك سنة ممن يتعاطف مع قيادات بعثية سنية. فلا عتب على ان ينحدر القادة القوميين والاسلاميين لمستنقع حضره الشيوعيين للنظام الحالي!ليتجسد هنا ب_العبادي يقترب من السعودية (انشا الله خير!)_اهلاً أهلاًكما البعث مع امريكا وضد إيران الشيعية!هذي تنظيرات أعوام 82 _88لليمين. معاداة إيران بموقف دفاع عن وطن_صدام سني لجماعة المنبر (باقر) اليوم يطمح فلول البعث للتعامل مع السعودية والابتعاد عن ايران!هذا هو مرض الشيوعية اليمينية التي لا تعرف الموقف الموحد من الرجعية السعودية والإيرانية.طائفية مبطنة!ن


2 - مقال في الصميم
اسماعيل الجبوري ( 2017 / 7 / 28 - 16:01 )
ابو سامر تحية لك واتمنى لك الصحة والعافية. مقالك في الصميم ولاتنسى هناك شيوعي ملالي
ايران من امثال علاء الصفار وهناك تيار قوي الان داخل الحزب الشيوعي العراقي من الذين يحنون الى الماضي السوفيتي وينادون في الغرف الضيقة بضرورة التحالف مع ا لمجرم الدكتاتور شرطي المخابرات السوفيتية السابقة بوتن بدل من تواجد النفوذ الغربي الامريكي بالعراق واناخضت نقاشات مع بعضهم وهم يعتقدون بان بوتن بمثابة برجنيف ويقولون بالحرف الواحد نريد تواجد روسي في العراق بدل الوجود الامريكي .هذه النستالكيا لازالت معششة في عقولهم ولم يستوعبوا التغيرات العالمية
ولازالت هذه الادلجة تهيمن على عقولهم ومشاعرهم.

اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات