الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أينَ يَكمُن الخَلَل... في الطُلابِ أم المِنهاج

بولس اسحق

2017 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعروف انه في أي مؤسسة تعليمية تربوية محترمة في كافة انحاء المعمورة... يتم فيها دوريا مراجعة المناهج ومستواها ومراجعة مؤهلات ومدى انضباط هيئة التدريس... وذلك من اجل غاية سامية لرفع مستوى الخريجين فيها لتحمل الأعباء والصعاب مع تلاميذهم مستقبلا... ومن اهم المؤشرات الهامة في تقييم أداء المؤسسات التعليمية في كافة اصقاع المعمورة... هي قياس نسبة النجاح التي يحققها الطلاب في الامتحانات النهائية ... وفي حال كون ان نسبة النجاح متدنية فهذا يكون دليلا على وجود خلل ما في العملية التعليمية... وقد يكون هذا الخلل ناتج من واحد او اكثر من هذه الأسباب:
1- ربما المنهاج صعب جدا وفوق مستوى الطلاب ولذلك لا يستطيعون استيعابه.
2- ربما طاقم التدريس فاشل او ضعيف ولا يستطيع إيصال المعلومات الضرورية للطلاب بشكل يضمن نجاح نسبة كبيرة منهم.
3- او ربما ان ظروف العملية التعليمية غير صحيحة لذلك لا يوجد أي اهتمام من قبل الطلاب بما يتم تعليمه او تقديمة من قبل الأستاذ الذي سقط في نظرهم نتيجة تصرفاته التي بالأساس تنافي ما يطلبه من التلاميذ لتنفيذه!!
ومن خلال هذا المفهوم المبسط عن أسباب فشل او نجاح العملية التعليمية... وفي محاولة لفهم الإسلام وسبب نزوله من عند الله كما يقولون، نجد انه لا يختلف كثيرا عن انظمتنا التعليمية البشرية التي اقرتها وزارات التربية والتعليم.... فالنظام الإلهي في الإسلام كما يقال عنه... انه يهدف الى تعليم البشر آخر المستجدات والتحسينات حتي يتمكنوا من اجتياز الامتحان والنجاح في الوصول للجنة... وان الراسبون او الرافضون لهذه المستجدات والتحسينات بطبيعة الحال سوف لن يستطيعوا إعادة تقديم الامتحان... بعد انتهاء مدة التقديم للامتحان وسيذهبون الى جهنم وبئس المصير.
لغاية الان لا اجد اية مشكلة في هذا التصور للدين وللخالق الإسلامي خصوصا... فيما اذا كان فعلا منهاجه الجديد به من التحسينات والمستجدات التي يدعيها... ففي النهاية الهدف سامي ويستحق ان ندرس من اجله.... لكن المشكلة ان النتائج التي افرزتها تعليماته ومنهاجه على نظام التعليم... تكمن في الفشل الذريع الذي حققه النظام التعليمي الرباني لإله الإسلام: فمنذ البداية أي منذ وضع الاله القرآني اللبنات الأولى لتأسيس منهاج اللهي لتدرسه المعمورة... لم تستطع وزارة التربية والتعليم الربانية هذه من إيجاد منهاج ثابت موحد للجميع... بل قامت هذه الوزارة بجميع المنتسبين لها وبإيعاز من الوزير شخصيا... بإقرار عدة مناهج متضاربة بدل منهاج واحد موحد منذ البداية وعلى فترات متباعدة... والادهى ان هذه المناهج كان يتم تزويرها وتحريفها بسهولة بحيث ابتعدت عن الهدف... ومن البديهي ان من يقوم بالتقديم الى الامتحان على المنهاج القديم المزور لن ينجح ولن يجتاز المرحلة... حتى لو حصل على اعلى علامات النجاح طالما هو رافض لآخر التعديلات...وعليه فان هذه الوزارة مقصرة وفاشلة بشكل كبير في محو الامية... حيث انه لا يزال اكثر من 3/4 البشرية لا يفقهون شيئا عن هذا المنهج الأخير المعدل لما فيه من متناقضات وتضاربات وبلغة غير مفهومة لديهم ولا يجيدونها... ولكن مع ذلك فان الوزارة الإلهية غير مبالية بذلك وتلزم الجميع بما فيهم الاميين الذين لا يفقهون حرفا من هذه الطلاسم المخالفة جذريا عما كانوا يدرسونه سابقا... بالخضوع للامتحان النهائي بهذا المنهج البائس الغريب وبالتأكيد سيرسبون!!!
وعليه فأننا نرى انه بسبب هذا التعليم الجديد... ان عدد الناجحين بهذا المنهاج للعبور للضفة الأخرى سيكون قليلا جدا وهذا شيء عجيب فعلا... فالمناهج كما قالوا لنا وضعها نفس مشرفي الوزارة الربانية سابقا ولاحقا لكي تساعد البشر على النجاح والوصول للجنة... ولكن مع ذلك فان عدد الناجحين سيكون قليلا جدا قياسا بعدد المتقدمين والرافضين للامتحان... فاين الخلل يا تُرى؟؟
فهل هذه المناهج الربانية الحديثة صعبة جدا وكان من العسير النجاح بها لغرابة المناهج وعدم اتساقها مع مفاهيم الغالبية التي لم تستسيغها... وعليه فان هذا الفشل والرسوب لا بد لنا ان نلقيه على عاتق الوزارة الربانية لأنها وضعت مناهج لا تتناسب مع قدرات ومفاهيم اغلبية الطلاب الذين استخدموا عقولهم... وانما لفئة قليلة مغيبة تعارض استخدام العقول لذلك قبلته بلا اعتراض!!!... ام ان الفشل سببه طاقم إدارة المدارس والمعلمون الجدد الغير كفؤين... ولذلك لم يستطيعوا إيصال المنهاج بشكل صحيح بحيث تتمكن الغالبية من النجاح؟ وهذا فشل مزدوج لله الإسلامي وبطانته وعلى راسهم مشرفه التربوي الأخير الذي بعثه... أي ان جميع الأسباب التي أدت لهذا الخلل كان سببها فشل الله الإسلامي ووزارته التعليمية الحديثة... وحتى فيما لو افترضنا ان السبب الحقيقي في فشل معظم الطلاب في اجتياز الامتحان هم الطلاب انفسهم بسبب غبائهم وبعدم الاهتمام بالمنهاج... فهذا أيضا لا يزكي وزارة التعليم الربانية... فهذا ان دل على شيء فإنما يدل على فشل وزارة التعليم الإلهية وعلى راسها الوزير نفسه... لان المنهاج الأخير الذي وضعته هذه الوزارة وصادق عليه الوزير فاشل... ولو لم يكن فاشلا لاستطاع هذا المنهاج من اثارة فضول الطلاب مما يجعلهم ينخرطون في العملية التعليمية بسهولة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى كاتب المقال
السيد شهير ( 2017 / 7 / 29 - 12:28 )
-اغلبية الطلاب الذين استخدموا عقولهم.- الذين اتبعوا أهواءهم.
- لفئة قليلة مغيبة تعارض استخدام العقول - كيسة تعارض اتباع الهوى.
-لم يستطيعوا إيصال المنهاج بشكل صحيح - حتى و لو أوصلوه بشكل صحيح فإن أمثالك لا يمتثلون.
-فشل الله الإسلامي - فشل عقلك في استعاب الفرق بين الحق و الهوى.
فهل ينجح برنامجك في توجيه الناس إلى الهروب من الموت ؟

اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن