الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة إعمار الموصل

زيد كامل الكوار

2017 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية




كثيرة ومتعددة هي المقومات الضرورية والمهمة لإنجاح وإتمام عملية إعادة إعمار الموصل أو أية مدينة عراقية أخرى تعرضت أو سوف تتعرض إلى التدمير بسبب الحرب مع المتشددين من التكفيريين الدواعش أو غيرهم، فالميزانية الكافية اللازمة والتخطيط العلمي السليم، والإدارة الحكيمة الرشيدة، والإعداد الفني النموذجي المتطور، والآليات والمعدات الإنشائية والجهد الهندسي المتخصص ، والمبالغ المالية الكبيرة المرصودة، كل ما ذكرنا من مستلزمات هي أمور حتمية لا بد منها ولا غنى عنها لمن يريد إعمار ما دمرته الحرب، ولكن ذلك وحده لا يكفي ولا يحقق على الأرض إنجازا يذكر إذا لم تتوفر مع كل تلك المستلزمات أمور جوهرية مهمة وهي توافر الكوادر المهنية المشرفة والمخططة والعاملة التي تمتلك النية الصادقة ، والعزم والإصرار الأكيدين تدفعهما الهمة العالية التي لا تقهرها العقبات والصعاب، كما لا يفوتني أن أورد عناصر أخرى لولا توفرها لا ينجز عمل ما, ألا وهي الأمانة والإخلاص والشفافية والنزاهة والذمة البريئة من كل اتهام أو ريبة.
وقد شهدنا ورأينا بأم أعيننا وعلى مدى السنوات السابقة من عمر الحكومات العراقية المتعاقبة منذ التغيير الذي حل بالعراق في عام 2003 كيف أهدرت المليارات من الدولارات في عمليات إعادة إعمار الكهرباء وغيرها من المشاريع الفاشلة كالمشاريع الخدمية الوهمية التي استنزفت مبالغ طائلة من موازنات الحكومة المتتالية، فلم يكن سبب فشل تلك المشاريع وهدر تلك الأموال ذات الأرقام الفلكية المرعبة سوى الفساد المالي والإداري الذي يتجسد في سوء اختيار الكوادر المهنية التي تشرف والتي تخطط والتي تنفذ، فهم إما أن يكونوا ناقصي الأهلية والكفاءة والمهنية، أو عديمي الأمانة والنزاهة والإخلاص، ولا أتوقع صحوة متأخرة تشهدها الكوادر الحكومية الفنية أو السياسية أو الإدارية لتتصدى لهذا المشروع الكبير الحيوي المهم. ولكنني في الوقت عينه أراهن على صندوق الدول المانحة الخاضع لهيئة الأمم المتحدة الذي سيمول تلك المشاريع المتعددة التي ستنبثق في الموصل بشتى المجالات والاتجاهات، إذ ستعمد الأمم المتحدة إلى اختيار الشركات الرصينة المتخصصة في مجال الإعمار ومتابعة تنفيذ وتمويل تلك المشاريع لغرض حماية المبالغ المرصودة للإعمار من عبث الفاسدين الذين يتربصون بتلك الأموال سياسيين كانوا أم مقاولين فاسدين أم شركات مشبوهة. ولنا في تلك الحالة أن نضمن إنجاز أعمال إعادة الإعمار وفق أسس وأصول عملية مهنية حديثة متطورة. أما إذا ترك الأمر لوزارات الحكومة العراقية لتقوم باستثمار إعمار المدن ومباشرتها إياه بنفسها وبكوادرها المعروفة فقد ضاع الخيط والعصفور كما يقال، فقد جربنا أن نثق بالفاسدين ونعطيهم الفرصة تلو الفرصة فلم نر منهم سوى الإصرار والتمادي في الفساد وإهدار المال العام والعاقل من اتعظ كما يقال ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. ولا نزعم أن ليس في العراق مهنيون مخلصون نزيهون ولكنهم مهمشون ومبعدون عن ميادين العمل الفعلية لأنهم لا يتعاملون بالرشوة والمحسوبية والفساد فيكونون بذلك عبئا على الفاسدين وحجر عثرة في طريقهم، لذلك همشوهم وأبعدوهم عن الصورة والميدان ليخلو لهم الجو فيمرحوا كما يشاؤون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من


.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية




.. المركزي التركي يُبقي الفائدة دون تغيير عند مستوى 50 بالمئة


.. بايدن يغضب بوتين ويمد أوكرانيا سراً بصواريخ قد تغير قواعد ال




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. ومخاوف من انزلاق الأو