الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في اللادينية – 10– أصل الدين - فيورباخ.

نضال الربضي

2017 / 8 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في اللادينية – 10– أصل الدين - فيورباخ.

------------
لقد هجرت اللاهوت
لا عبثا ً و لا استهتارا ً و لا كرها ً
لكن لأنه لا يشبعني
لا يعطيني ما أحتاج إليه و لا أستطيع الإستغناء عنه.
أود أن أضم الطبيعة َ إلى قلبي
تلك التي يرتدُّ عن أعماقها رجال اللاهوت الجبناء.
أود أن أعانق الإنسان
الإنسان في كماله!
-----------
(من رسالة لودفيج فيورباخ إلى والده في العام 1824، كتاب: أصل الدين، الكاتب: لودفيج فيورباخ، دراسة و ترجمة: د. أحمد عبد الحليم عطية، الطبعة الأولى للعام 1991، المؤسسة الجامعية للدرسات و النشر و التوزيع، نسخة إلكترونية )

يقدِّم فيورباخ الدين كنتيجة طبيعية لإدراك الإنسان لاعتماديته على عوامل تأثير خارجية، و بالتالي وعيه لتبعيته لما هو خارج عن نفسه من عوامل بيئية، ثم َّ احتفاله طقسيا ً بأثر هذه العوامل و ما تمليه من تغيرات. البيئة كحاضنة للإنسان تفسِّر عند فيورباخ خصوصية كل دين و ما يقدمه من معتقدات و وسائل تعبير عنها. من هنا نستطيع ُ أن نفهم لم تقدم الديانات توقيرا ً لكائنات قد تبدو وضيعة لنا مثل الكلاب أو التماسيح أو البقر، إنها كائنات من البيئة، من الطبيعة المحيطة بإنسان ذلك الدين، تؤثر فيه و تعملُ في حياته، و بالتالي تبرز في وعيه كعوامل تاثير يدين لها بالتبعية و يمجِّدها.

العبادة و الطقس مرتبطان بشكل رئيسي بمفهوم التأثير و التبعية، و اللذان يمكن إدراكهما فقط بواسطة العقل الواعي. نحن هنا أمام َ الاستحقاق البيولوجي لارتقاء الدماغ البشري فوق المستوى الحيواني، و هو يتجلى بشكله الذي نعرفه في ظهور الإله الإبراهيمي المُتسامي المُنفصل عن الإنسان كفكرة يتم تسويقها في وعي المُتدين.

لكن َّ الفحص الدقيق لهذه الفكرة سيقود ُ بالضرورة إلى فحص الصفات الإلهية التي يُقرُّها الدين للإله، و التي تتجلى في ظهوره من خلال الطبيعة كما ينص التعليم. يورد فيورباخ المساجلة بين الإله و أيوب كمثال، ليقول أن تلك الصفات هي في الحقيقة إدراك الإنسان لخصائص الطبيعة، و بالتالي فالإله في جوهره ليس إلا الطبيعة لكن تحت اسم: الإله.

أجد ُ أنَّني أتفق مع هذا التحليل، فالدين يستدل على الإله من خلال ما يسميه: الخلق أولا ً (أي وجود الطبيعة)، ثم َّ: تكوين الكائنات الداخلي، و النظام الذي تعمل من خلاله الموجودات، لكن ليس من خلال ظهور ماهية الإله أو تجلي ما هو مفارق للطبيعة. إننا هنا ننظر إلى تفسير الإنسان بوعيه و عقله للطبيعة بواسطة الإله كسبب و الإله كأداة و الإله كمشيئة. هذه الاستعارة لكيان مفارق للإنسان، متسامٍ عنه تم َّ خلقه في العقل البشري هي منتج ٌ مُتعلِّق ٌ باعتمال الأفكار داخليا ً كمحاولة لتفسير معطيات خارجية، و ناجم ٌ عنها.

ننظر في فكر فيورباخ إلى انسجام ٍ بين الأسباب و النتائج، و هو القانون العلمي الذي نعرفه من العلوم الطبيعية، فها هو يعرض فكرة ً ثورية حين يُصرِّح بهذه العبارة العميقة:

"لا يوجد شئ يمتلئ بالتناقض و الضلال و يخلو المعنى أكثر من أن تعتبر الكائن الطبيعي نتاجا ً لكائن أسمى كمالا ً من الناحية الروحية"

و حتما ً سنسأل: لماذا؟

الجواب عند فيورباخ هو:

"طبقا ً لهذه العملية، و بما يتفق مع كينونة المخلوق كصورة للخالق فقط، فإن الإطفال لا يجب أن ينشؤوا في ذلك العضو المخري الهابط أي الرحم لكن في أعلى الأماكن تنظيما ً أي الرأس"

بعبارة أخرى، يقول فيورباخ أن الإله المتسامي يجب أن يخلق بطريقة متسامية، لكن بما أن الإنسان يأتي عن طريق عملية حيوانية بحتة هي اجتماع الرجل و المرأة بالفعل الجنسي بدافع غرائز بدائية جدَّا ً، مع ما يصاحب هذا الفعل من تبادل للسوائل و التحام للأجساد، و غياب للعقل، أي بقناة منحطَّة تصنيفا ً (انحطاط كلفظ يصف المستوى الحيواني للفعل، و ليس كوصف خالٍ من الاحترام أو التقدير، يقتضي التنويه)، فإننا لا بدَّ هنا أن نُدرك صدور الإنسان من أسباب طبيعية بالكامل، لا من أسباب ٍ سامية مفارقة للطبيعة من كائن مُفترض هو الإله. يُعبِّر فيورباخ عن الفكرة السابقة بطريقة جميلة جدَّا ً و بسيطة مُذهلة في بساطتها و صدقها في آن ٍ معا ً، فيقول:
"و في الحقيقة فإنه عندما تمضي الأشياء طبيعياً فإن النسخة تتبع الأصل، و الصورة تتبع الشئ الذي تمثله، و الفكر يتبع موضوعه"

يدفع الشعور بالتبعية و الاعتماد على الطبيعة الإنسان إلى اعتبارها بواسطة حواسه: كائن أو كائنات شخصية، و من هنا تصيرُ تقلُّباتها مثار خوفه، على اعتبار أن هذا الكائن المُتقلِّب المُتعسِّف يجبُ استرضاؤه لكي يُمنح الاحتياجات التي لا يمكن الاستغتاء عنه، فيبدأ الإنسان بتقديم: التضحية، و هي ما يسميها فيورباخ: أكثر الأفعال ضرورية ً للدين الطبيعي. الطبيعة ككائنات شخصية تمتلك أرواحاً ما هو إلا إسقاط الإنسان لطبيعته هو (كوعي، كإدراك، كحياة) على الموجودات، فتصير َ هي أيضا ً ذوات وعي ٍ و إدراك ٍ و حياة، إي ذوات أرواح. يعدِّدُ فيورباخ نماذج كثيرة للدلالة على هذا المبدأ الديني، فعلى سبيل المثال:

- "يقوم الفيلبينيون بسؤال السهول و الجبال طالبين الإذن إذا ما رغبوا أن يعبروها، و يعبرون قطع أي شجرة عتيقة جريمة."
- "ما كان للروماني أن يغامر بقطع شجرة في أرضه دون أن يضحي بخنزير لاسترضاء الإله أو الآلهة في بستانه"
- "و بالكاد يجرؤ البرميون Bramin على أن يشربوا ماءً أو يطؤوا الأرض بأقدامهم لأن كل خطوة و كل جرعو ماء تسبب ألما ً و موتا ً لكائنات ٍ حساسة، نباتية و حيوانية"

يمضي فيورباخ في فحص مفهوم التضحية لاستخراج البُنى النفسية التي يُمثِّلها و تعملُ فيه فيقول أن التضحية هي الجوهر الكلي للدين (بعدما قال سابقا ً أنها أكثر الأفعال ضرورية ً للدين الطبيعي. قارن هذا بممارسات الذبائح و المحرقات في اليهودية، و صلب الإله المسيح في المسيحية و حضوره في القربان الأقدس، و خاروف الأُضحية في الإسلام كحدث يتكرر سنوياً و شعيره مقدسة لا بدَّ من إقامتها)، و يعزو مصدر المفهوم إلى الشعور بالاعتمادية و الاتكال (يقصد هنا على الطبيعة و الموجودات) و الخوف و الشك و عدم اليقين من النجاح (أي غياب الاطمئنان إلى ما سينتج من أحداث في المستقبل) و تأنيب الضمير بسبب ارتكاب الخطايا. و يستكملُ الفحصَ و الكشف ليستنتجَ أن غرض التضحية و نتيجتها هو الوعي بالذات، و الشجاعة و المتعة و التيقن من النجاح و الحرية و السعادة.

استرضاء الإله أو الآلهة المختلفة يحمل ُ في أعماقه ما هو أكثر من مجرد الإحساس بالعجز أمام الطبيعة، إنه اعتقاد راسخ أن الأفعال الطبيعية التي يأتيها الإنسان على ضرورتها لا بُدَّ لها من تدخُّل الإله لكي تنجح، فبحسب العقلية الدينية و كمثال: فإن الفلاح المجتهد يزرع لكن َّ الإله هو الذي يُخرج الثمرات و قد يُعطيها أو لا، هنا إذا ً نرى التدخل الحاسم لعاملين هما:المشيئة و القدرة الإلهية، في: حصول الأفعال، و نجد صدى هذا واضحاً في موروثنا الشعبي سواء ً كان أمثالا ً أو عبارات ٍ أو آيات أو أحاديث متداولة: "العبد في التفكير و الرب في التدبير"، "قل إن شاء الله أولا ً"، "إعقل و توكل"، "خذ بالأسباب"، "لتكن مشيئتك يا رب لا مشيئتي"، و حينما نفهم هذه العقلية بشكل جيد نفهمُ بالضرورة لزوم المتديِّن للصلاة و الدعاء، فكل ُّ شئ ٍ يمكن تغيره و التأثير عليه بواسطة الاتصال بالخالق الإله. و لا تظنَّن عزيزي القارئ أن القضاء و القدر يقف ُ عائقا ً دون أن تصلي الناس و تطلب، على اعتبار أن الأفعال قد قُدّرت بسابق العلم و المشيئة، فإن الخيال الديني سيجد لذلك جواباً كأن يقول بأن سابق المعرفة الإلهية سبـَّـب حدوث الأمر أو منعه لما علمه من اندفاع صاحب الصلاة إلى صلاته. إننا في كل ِّ الأحوال أمام: الاعتمادية و الخوف، مرة أخرى.

إذا ً موضوع الدين الأساسي هنا هو: أغراض الإنسان و حاجاته، لذلك جاءت كل آلهة الإنسان مطيعة ً لرغباته و تتمحور ُ حول احتياجاته، و علينا أن نستطيع أن نرى ما تحت القشرة السميكة للدين و التي يبدو منها أن الإله هو محور الدين و غايته فنعترف أن الآلهة هي التي تسترضي الإنسان ليعبدها و يقدِّسها و يعطيها الأهمية مقابل َ مكافأت أو وعيدا ً بعقاب ٍ شديد. و لن يكون صعبا ً أن نفهم هذا إذا ما أدركنا أن الإنسان خلق آلهتهُ بنفسه، فصفاتها مثل صفاته و كل ما تستطيع أن تفعله هو ما نتج َ عن خيال الإنسان فوصفه، بل إن هذا الإنسان سيكشفُ في بُنية دينه عن هذا الموضوع بشكل ٍ واضح حينما يتمحور اهتمامه شديدا ً حول: المعجزات التي يأتيها الأنبياء و الرسل بقدرة الإله، و هي التي تكونُ دائما ً على شكل خرق ٍ للقوانين الطبيعية أو عمل استثناءات ما كانت لتحصل تلقائيا ً و لا بدَّ لها من تدخل مباشر من الإله، هذا التدخل الذي يكون تأثيره دائما ً على: شئ من الطبيعة (إنسان، جماد، نبات، حيوان). و سنرى تشابهُا ً و يجوز أن نقول: تماثلاً، بين الدين و السحر من حيث أن الساحر يستخدم قوى ً أخرى غير قوة الإله من أجل تحقيق أثر ما على نفس الأشياء التي يحقق الإله تأثيره عليها، إي إننا في الحالتين أمام: تغيرعلى الطبيعة، محاولة للتحكم فيها، لأن الإنسان لديه: حاجة، لذلك التغير و يعجزُ عن سدِّها، فيطلبه من ممثل الإله: الكاهن أو النبي أو الرسول، أو من ممثل القوى الساحر.

يربط فيورباخ بين اختراع الإنسان لفكرة الروح كجوهر و كائن موضوعي مختلف عن الإنسان (لكن طبعا ً متحد به أي بجسده) و بين النظر إلى الطبيعة ككائن أو كائنات فيها حياة، فمصدر فكرة الروح يفترض أن الحركة و الفعل و النتائج ليست خصائص ناتجة عن طبيعة الموجودات، إنما عن كيانات داخل الموجودات، و لهذا فالشجرة لا تنمو بقوتها و استجابة ً لقوانين الطبيعة لكن لأن الإله شاء أن تنمو و تدخل بشكل مباشر في نموها (في الديانات المتطورة) أو لأن روحها جعلتها تنمو (في الديانات البدائية)، و في الحالتين تكون الشجرة مجرد موضوع لفعل كيان مختلف و منفصل عنها.

في الأفكار التي يقدمها فيورباخ نلمس فهما ً عميقا ً لقانون السبب و النتيجة، باعتبار أن السبب هو طبيعة الكائن و النتيجة هي سلوكه. إننا بهذا الفكر حين ننظر إلى الطيور و هي تطير نفهم أنها تمارس طبيعتها ليس إلا، و أنه ليس في هذا الطيران قصد ٌ أو غائية لكائن مفارق للطبيعة، كما أنه ليس فيه أي شئ ٍ من جمال ٍ أو قُبح ٍ أو فن ٍّ راق ٍ أو انحطاط، فهذه كله أحكام نطلقها نحن ُ حينما نجعل من الموجودات و سلوكها موضوعات لتأملاتنا و إصدار أحكامنا. هنا أيضا ً نحن نُلزم الموجودات بما لا يلزمُها.

من هنا علينا أن نفهم الطبيعة كوجود يتصرف بحسب خصائصه بحسب ماهيته، و ستكون الفكرة مرعبة ً بالنسبة للمُتدين الذي لا بُدَّ له من أن يفهم الوجود من خلال الغايات و الأهداف و الخطط و الانكشافات المُتعلقة بأسباب سامية مُتعالية، و هو هنا مُتَّفِقٌ مع الشعور الغريزي بضرورة الفهم، و هو شعور بدائي استطاع إنسان القرنين العشرين و الواحد و العشرين أن يُشبعه بما قدمته العلوم الطبيعية من تفاسير، و استطاع أن يرى أن الطبيعة في ذاتها لا شأن لها بالطبيعة كما نُدركها نحن، لا يوجد اتصال سوى بقدر ما نكون موضوعين في الأحكام و بشرط أن تلتقط َ حواسُّنا الواقع كما هو لا بحسب ما تقدر عليه، و هي مهمَّة ٌ أشبه بالمستحيل. هذا الارتباط بين ماهية الطبيعة و حُكم الإنسان عليها سيقود ُ بالضرورة إلى استخدامه إياها كأدوات مقدسة في طقوسه، كمثال: الماء، فهو في المعمودية ماء الخالق المُقدَّس و المُطهِّر الذي يشترك فيه المسيحيون، لكنه ممنوع ٌ على غير المسيحي طقسا ً و عبادة ً، بينما هو في جوهره لا يعدو المركب الكيميائي الناتج عن اتحاد ذرتين من الهيدروجين مع ذرة أكسجين، و هو ذاته ما يستخدمه غير المسيحي للشرب و حاجات الحياة الأخرى. إن عنصر الماء أصبح مُكرَّسا ً للدين بقيمة دينية، أي بحكم إنساني صادر عن منظومة دينية، وقع على موضوع لا يطلب بنفسه حكماً.

في الدين يأمل الإنسان أن يتجاوز الطبيعة نحو نوع ٍ من الخلود الذي يقدمُ محياً، له صفات مناقضة لصفات ما ينتج عن قوانين الحياة الطبيعية، هذا الخلود الذي يخلو من خيبات الأمل و الألم و الموت و الاحتياج للطعام و الشراب و تنظيف الجسد، و فيه يعيش الإنسان كما تمنى أن يعيش على الأرض: بسعادة غير مشروطة، أو مُقاطعة من نوازل، أو الحاجة إلى تلبية ضرورات، أو الفجيعة في الأهل و الأحباء و الأصدقاء. و بما أن َّ الطلب يستحيل تحقيقه بواسطة الإنسان يظهر الإله كوكيل لضمان تحقيق هذا الحلم الإنساني. يورد ُ هنا فيورباخ مقولة ً بليغة لأبيقور:
"توجد الألهة في ثنايا الكون، إنهم يوجدون فقط في الفضاء الخارجي و في الفجوة (الهاوية العميقة) التي تكون بين عالم الخيال و عالم الواقع، و بين القانون و تطبيقه، و بين الفعل و النتيجة، و بين الحاضر و المستقبل، و الألهة كائنات خيالية و بالتالي فإنهم يدينون بوجودهم ليس للحاضر فقط و إنما أيضا ً للمستقبل و الماضي"

ينبغي لنا أن نتأمل فكرة الخلود السابقة مقرونة ً بفكرة المُعجزات، و هما ركنان أساسيان في الدين، حتى نتمكن من فهم مبدأ التبعية و الاعتمادية و العجز الذي يجده الإنسان تجاه الطبيعة، التي على الرغم من كونها ناتجة عن كائن: خيِّر (هو الإله) و لذلك تمنح الإنسان أسباب البقاء (طعام، هواء، مطر، أرض) إلا أنها تتجاوز في عطائها المعقول فتقلب خيريتها إلى شر قاتل (رياح عاتية، فيضانات، زلازل) مما يتطلب تدخل الإله بمعجزات تكبح الطبيعة. هاتان الفكرتان الغريبتان غيرُ المدعومتين بأي دليل عليهما: الخلود و المُعجزات، بل و اللتين تتعارضان مع الحقائق على الأرض و التي عاشها الإنسان خلال تاريخه المكتوب منذ 3500 عام قبل الميلاد و لغاية اليوم، و قبل ذلك في التاريخ غير المكتوب و الذي عرفناه بواسطة البحوث الأنثروبولوجية و الأركيولوجية،،،

،،، ناتجتان بشكل مبُاشر عن الاختراع الأول للإنسان و هو الدين و الإله، و ذلك بحسب قانون: السبب و النتيجة، فإذا كان السبب هو: وجود منظومة دينية تنظر إلى الكون كناتج عن إرادة لحضرة إلهية مفارقة للواقع، فلا بدَّ إذا ً أن تكون النتيجة اللجوء إلى تلك الحضرة و قدرتها و مشيئتها لتفسير أي شئ مُستجد على أرض الواقع، مما يعني أيضا ً و بالضرورة، و بسبب تشعُّب الأحداث و تعقيدات الحقائق على الأرض، ظهور تفسيرات متناقضة يتم الالتفاف عليها بتفسيرات و اختراعات أخرى، و أمامنا الفكرة السابقة: خيرية الإله و الطبيعة (كاختراع من المنظومة الدينية) و تناقضها مع الواقع على الأرض (وجود الشر و الألم) كأكبر مثال، و قس عزيزي القارئ على ذلك.

و على الرغم من تعدد أشكال ظهور الكيان الإلهي أو الروحي سواء ً في: الإحيائية القديمة (**)، أو تعدد الآلهة، أو الإله الواحد، سنجد مرة ً أخرى ذات الفكرة التي طرحها فيورباخ و ناقشتها في الأعلى، أي فكرة: أن َّ موضوع الدين هو: أغراض الإنسان و حاجاته. ما يختلف في هذه الأشكال هو التفصيلات و الصفات و الخصائص و درجة الالتصاق بالطبيعة، حيث نرى في الإحيائية القديمة مبدأ ً رئيسيا ً هو أن في كل شئ روحا ً، و لذلك َ تقف على اتصال أقرب بالطبيعة من الدين التوحيدي الذي يرى وجود إله واحد يتحكم في الطبيعة، ففي الإحيائية تنتج الأرواح الحية عن مراقبة الإنسان للطبيعة و محاولته تفسير الحركة فيها، بينما ينتج الدين التوحيدي عن نضوج في الفكر الديني يرى أسبقية الإله على الخلق و نشوْءَهُ عن المشيئة الإلهية بعد ذلك. و ينكشف أمامنا تطور مهم للفكر الديني يورده فيورباخ، حين يدرس المسيحية تحديداً من حيث أنها تجاوزت كون الإنسان موضوع الدين أو موضوع انشغال الإله لكي يصير الإله بنفسه إنساناً، هذا الإيمان المسيحي يدل بوضوح على أصل جميع الأديان، و هو ما يحمل في داخله البذرة الحتمية لهذا الانكشاف و هو حلول الزمن الذي يصير فيه الحديث عن الإله و مشيئته حديثا ً عن الخرافات،،،

،،، فيضيفُ فيورباخ بثقةٍ استقراء ً علميا ً دقيقا ً نراه اليوم واقعا ً، حين يقول:
"و سيأتي الوقت الذي يضئ فيه نور الطبيعة النقي و العقل للإنسانية و يبعث ُ فيها الدفئ بدلا ً من نور الكنيسة".

-------------------------
1 - مصدر الأفكار في المقال:
كتاب: أصل الدين، الكاتب: لودفيج فيورباخ، دراسة و ترجمة: د. أحمد عبد الحليم عطية، الطبعة الأولى للعام 1991، المؤسسة الجامعية للدرسات و النشر و التوزيع، نسخة إلكترونية.

لقراءة النسخة الإلكترونية من الكتاب، إتبع الرابط:

http://www.sooqukaz.com/index.php/main/7588-أصل-الدين-فيورباخ/download

ملاحظة: بعض الأحيان و بعد نشر المقالات تظهر الروابط الإلكترونية بصورة مشوهة لسبب تقني، فإذا لم يعمل الرابط يمكن للقارئ الكريم أن يستخدم الطريقة البديلة التالية:

- www.google.com
- ثم كتابة النص التالي في صندوق البحث:

أصل الدين فيورباخ سوق عكاظ

- عند ظهور النتائج يرجى النقر على الرابط الذي يحمل العنوان:

أصل الدين - فيورباخ - سوق عكاظ

- ثم النقر على كلمة:

التحميل



2- ** لمزيد من المعلومات عن اصول فكرة الإله و الشيطان و ارتباطها بأفكار: الطوطم و التابو و الإحيائية، في الديانات البدائية للقبائل المعزولة، أقدم للقارئ الكريم مقالاتي الثلاثة التالية:


قراءة في اللادينية – 3 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 1
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=436007


قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=436219

قراءة في اللادينية – 5 – جذورُ: الإحيائية، الطوطم و التابو في بُنيَة الدين الأوَّل.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=461922








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انسان وكاتب ومفكر خلوق ومحترم
شاهر الشرقاوى ( 2017 / 8 / 5 - 20:45 )
تحياتى استاذ نضال الربضى المحترم
الحقيقة انت من افضل الملحدين الذين قرات لهم ودخلت معهم فى حوارات كانت بسيطة وقصيرة ولكنها مهمة الحقيقة وان لم تكتمل

الحقيقة مفهومكم جميعا كملحدين يتم من خلال وعيكم النسبى .بالوجود ..وقراءتكم الارتجاعية لمراحل التاريخ البيولوجى والاجتماعى والفكرى للانسان ومن هنا ياتى الخطا
.
ما تتحدثون عنه جميعا من معنى تدخل الاله الشخصى او الانى او المباشر بذاته فى احداث الحياة كلها سواء حياتية او ادارية لبعض احداث التاريخ والبشر (قصص الانبياء نموزج ومثال ) انما يتم بشكل وفهم خاطئ الحقيقة
التدخل يتم وفق معايير وضعت مسبقا وصفات وجينات ومعادلات كيميائية حيوية فى اساسيات كل خلق ومن بعدها تتم الدورات التكاثرية والتطورية وفق هذه الالية الفطرية والغريزية .والاصطغائية والانتقائية بذاتها بشكل تلقائى كما نراه ..
وهذا ما يجعلكم تفهمون التدخل الالهى فهما غير صحيحا
توضح الاية الكريمة الامر ببساطة شديدة

(الذى اعطى كل شئ خلقه .ثم هدى)

اى اعطى وخلق اى شئ يريده صفاته المراد وجودها بداية ..ثم هداه الى طريقة الحفاظ على حياته وكما نرى فى تنوع المخلوقات وطرق حياتها.

وشكرا لك


2 - الله والعالم
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 8 / 6 - 02:43 )
تحياتي زميلي العزيز نضال الربضي
شكرا لك على هذا المقال الجميل وعلى تذيكرنا بالفيلسوف العظيم فويرباخ الذ ي بفضله تحول الكثيرون من الشباب الهيغلي اليساري ومنهم ماركس ونجلز الى المادية وتركوا هيغل وحيدا بفلسفته التي لا يجد احد يفهما حتى الالمان، فيقرأونها بالانجليزية لانه اقرب الى الفهم من لغة هيغل الالمانية

انا وعندما كنت صغيرا كنت اسئل نفس
من خلقنا
اجيب كما لُقنت، انه الله
لكني اسئل لا اعرف لماذا
ومن الذي خلق الله
لم اجد جوابا
وكلما اسئل كان الجواب ناهرا. ان لا يجب علي ان اسئل عن ذات الله
بقى السؤال في دواخلي
اليوم فكرت
هل يمكن احالة الاله الى العدم، او الى مجرد علاقة كما يعتقد الكوانتم فيزيك؟
اوليس الله وجود، والوجود مادة كما يقول الزميل نعيم؟
تصور انا مسكنا الله
ثم جزئناه الى اجزاء حتى يصبح فونتونات
فهل عندها يتلاشا الله عن الوجود
ونتخلص من كينونة لا توعدنا الا بالشر والعذاب؟
ماذا لو وضعنا الله في مطحنة
هل نطحن الكون العالم معه ايضا؟
اليس العالم من اشراقاته حسب التفكير الديني؟



3 - العزيز شاهر الشرقاوي
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 6 - 11:28 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي شاهر و أشكرك لكلامك الطيب،

يشرفني حضورك و تسعدني محاورتك، فالتآخي الإنساني و التقارب و الالتقاء هي أمور ٌ أحرص ُ عليها كونها من أصالة جوهر طبيعتنا الإنسانية التي يجب علينا جميعا ً أن نحتفي َ بها و نمارسها.

ما ذكرته في تعليقك يمكن إيجازه في نقطة واحدة، هي بالضبط الآية التي تفضلت بإيرادها، و هي نقطة الافتراق الأساسية بين المنظومتين الدينية و اللادينية.

في المنظومة الدينية يسبق الإله الوجود، و يخلق بمشيئته و حكمته، و عليك أن تؤمن بهذا لأن الكتاب المقدس الخاص بالديانة التي تتبعها كمؤمن (أي ديانة كانت) قال هذا، و ينتهي الموضوع بهذه البساطة.

في المنظومة اللادينية نمضي لفهم الوجود عن طريق دراسته علميا ً (بدون أحكام مسبقة) لإدراك ماهية الموجودات و العلاقات بينها، ثم نطلق الحكم بحسب ما نتوصل إليه.

لهذا السبب لا يمكن أن يلتقي الدين و العلم على الإطلاق، لكن هذا لا يمنع من تبني المنظومة العلمانية، بل يجب أن يكون دافعا ً إليها، لأنها تضمن للعالم حريته في البحث و الإبداع، و للمتدين حريته في الدين، و للمجتمع تماسكه و غناه ضمن إطار إنساني حر صحي.

مودتي و احترامي!


4 - العزيز مالوم أبو رغيف - 1
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 6 - 11:40 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي مالوم و أشكرك لحضورك الطيب،

لم أقرأ بعمق لهيغل مع إلمامي بمبادئ فلسفته بشكل عام، و أعوُّل أكثر فيما أكتبه على عقلي و ما يتوصل إليه من استنتاجات بعد قراءات كثيرة و خبرات داخلية في الحياة و مراقبة لسلوك الناس، و لهذا فإن أكثر ما أسعدني في فيورباخ هو انسجامه مع علم النفس في فهم الدين كوليد للحاجات النفسية الإنسانية (يسميها هو: التبعية للطبيعة).

السؤال الأزلي: من خلق الله؟
في الحقيقة أن العقل البشري يعمل بقانون: السبب و النتيجة، و بالتالي لا يستطيع استيعاب فكرة -الأزلي- الواجد بدون -ما قبله- و لا نستطيع أن نجزم هنا هل المشكلة بعقلنا المحدود العاجز عن فهم فكرة كهذه، مما يتطلب عقلا ً ذا إمكانيات أكبر،،،

،،، أو أن فكرة ما هو بدون: ما قبله، مستحيلة. و هنا أيضا ً سيكون عقلا ً محدوداً غير قادر على فهم: الواجد دائما ً، و سندخل في متاهة: هل هو واجد دائماً لأنه ثابت (أي لا زمن) أو واجد بدون زمن ثم استحدث الزمن (و هذه لوحدها مشكلة، فكيف تستحدث الزمن و أنت ثابت، الزمن هو مقياس التغير، فإذا ً الواجد تغير، و ما هو متغير يلزمه حدث ما لتغيره، طبعا ً صارت المعضلة واضحة)


5 - العزيز مالوم أبو رغيف - 2
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 6 - 11:48 )
تابع

تفضلت بالتطرق إلى الفوتونات و الكوانتم فيزيكس و المادة (أوجه التحية للأستاذ نعيم إيليا هنا)،،،

،،، يجيب على هذا فيوزباخ في نهاية كتابه موضوع المقال، حين يقول في المقطع رقم 54 أن على المؤمن أن يتسم بالنزاهة ليعترف أن ما يعتبره دلائل على وجود الله ليس سوى: الطبيعة نفسها بجوهرها، و بالتالي عليه أن يتوقف عن استخدام اسم الله للدلالة عليها، هكذا و بكل وضوح و صراحة و بساطة،،،

،،، كأننا هنا نرى إله أينشتاين و سبينوزا (أي الطبيعة تحت اسم الإله)،،،

،،، و لذلك أجد أنني أتسق مع الفكر الإلحادي في تسمية الأمور بمسمياتها دون توريات أو محاولات تفسير صوفية كما يحلو للكثير من المذاهب الدينية الليبرالية (و قد كنت في وقت من الأوقات من مريديها).

يبقى الإله: فكرة في عقل المؤمن، فإذا انقرض الإنسان، انقرض معه الإله و اختفى.

احترامي و مودتي!


6 - الإله في جوهره ليس إلا الطبيعة لكن تحت اسم: الإله
ليندا كبرييل ( 2017 / 8 / 6 - 16:50 )
الأستاذ نضال الربضي المحترم

سلاما لحضرتك وللحضور الكريم
لا أخجل من التصريح بأني لم أطلع على فكر الفلاسفة الذين يرد ذكر أعمالهم في مقالاتكم الكريمة
لذلك أجد نفسي مدينة لحواراتكم الرائعة التي تقودني بسلاسة الشرح والتبسيط لفهم العقل الإنساني المعقد

أشعر يا أستاذ نضال أن فكر الفيلسوف فيورباخ قريب جدا لفكر أهل الشنتوية والبوذية

فالفقرة التي تتحدث عن اعتماد الإنسان على الطبيعة بكل مظاهرها واعتبارها كائنات حية تمتلك أرواحا تنتج عن مراقبة الإنسان للطبيعة و محاولته تفسير الحركة فيها،ولخشيته من تقلّباتها يسعى إلى استرضائها بالتضحية ليُمنح الاحتياجات التي لا يمكن الاستغتاء عنها،فيسميها فيورباخ كما تفضلت:أكثر الأفعال ضرورية للدين الطبيعي ...
هذه الفقرة بالذات عايشتها مع أهل البوذية والشنتوية بأوضح ما يكون

وهي فكرة ترعب حقا العقل التوحيدي الذي يرى وجود إله واحد يتحكم بالطبيعة والخلق بعكي ما يتصوره أهل الشنتوية تماما،
استهوتْني هذه الفلسفة،وانشرحت نفسي ل(نور الطبيعة النقي الذي يبعث دفئاً حقيقيا)
وقد دفعني مقالك الكريم للاستزادة من فكر هذا الفيلسوف العظيم

سعدت جدا بمقالك
وتحياتي للأساتذة الكرام


7 - الدين لبناء الروح والنفس والعلم للجسد والمادة
شاهر الشرقاوى ( 2017 / 8 / 6 - 21:21 )
اشكرك على التعليق الراقى اولا
تقول ان العلم والدين لا يلتقيان ..
لا مجال للمقارنة والمقاربة استاذ نضال بين المجالين
ما ينفعش اقارن بين الشيف الشربينى فى عمل المحشى وبين محمود الخطيب فى براعة اللعب
واحراز الاهداف

فالدين امر عقائدى انسانى معنى فلسفى منطقى فى جزء كبير منه وجد ليعلم الانسان ماهية
وجوده وكيف يدير حياته فى كل حلة من مراحل وجوده وفق معطيات الزمان والبيئة التى وجد فيها عبر الاف وربما ملايين السنين ..حتى اكتمل الانسان فى صورته الكاملة شكلا وموضوعا وصفاتا ووعيا وفهما لطبيعة مهمته الادارية البنائية فى الحياة ببعثة الحبيب محمد .نبينا الحبيب ورمز الكمال الانسانى .اختلفنا قطعا حول هذه النقطة او اتققنا

لكن هكذا رايناه وعرفناه حقيقة من خلال تحليل وقراءة شخصيته وسيرته الشريفة .والقران الكريم الموحى اليه من خلال تدبر قصصه واياته لاستخلاص العبر والحكم والاحكام والاسس العلاجية والتربوية للانسان وللمجتمع البشرى ككل

اما العلم فامر مادى تجريبى بحثى ملموس يتطور وياتى كل يوم بجديد.واذا حدث خلاف بين العلم وما جاء فى الاديان فلان ليس مهمة النبى ولا الدين تعليم الناس علوم الطبيعة
وشكرا


8 - العزيزة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 6 - 22:43 )
مساء ً طيبا أديبتتنا الجميلة و يسعدني حضورك العذب!

أسعدني أكثر شفافيتكِ في ذكر ِ عدم اضطلاعك ِ على أفكار الفلاسفة المذكورين، و هذا طبيعي، فليس من المُفترض أن يكون هناك لائحة ٌ ما بأسماء المفكرين و الكتب الذين ينبغي التعرف عليهم للحصول على لقب ما: مفكر، أو فيلسوف، أو مثقف، أو مستنير،،،

،،، يكفي أن يكون الإنسان حرَّا ً يُفكر و يفحص و يُقيِّم، و يحرص على أن يكون بطيئ التصديق و شبه معدوم الحماس لإعطاء الولاء و الارتباط بالتبعية، نعم هذه صفة المفكرين: حرية عقولهم و دوام فحصهم،،،

،،، القراءة جميلة، مفيدة، ضرورية، إنما الأساس هو عقل الشخص نفسه. يقول نيتشه في أحد كتبه، إن لم تخني الذاكرة: هذا هو الإنسان، أنه لعامين متتابعين لم يقرأ حرفا ً لأحد، و لم يخجل.

أشكرك ِ لحديثك ِ عن الشنتوية و البوذيه، و إن كنت ُ مضطلعا ً بشكل ٍ جيد على الثانية إلا أنني أجهل الأول و سأبدأ بالقراءة عنها، أشكرك ِ للمعلومات و الإشارات.

مودتي و احترامي!


9 - العزيز شاهر الشرقاوي
نضال الربضي ( 2017 / 8 / 6 - 22:55 )
مساء طيبا ً أخي شاهر و شكرا ً لردك الجمل!

كنت ُ سأوافقك َ على ما تقول لو كان الدين يقتصرُ على تعريف الإنسان بالإله، و بمتطلبات الوصول إلى الحياة الأخيرة،،،

،،، لكن المشكلة الكبرى أنه يتدخل في كل المجالات: فيعطيك قصة ً عن كيفية الخلق، و قصصا ً عن أشخاص مقدسين و أقوام بائدة، و يقدم تاريخا ً للبشرية، و يتدخل بشكل مباشر في التكوين النفسي للأفراد و يقدم حلولا ً لمشاكل الواقع، و كل السابق بتعارض تام مع المعارف العلمية و العلوم الطبيعية،،،

،،، فهو يقدم نفسه كتفسير و حل شمولي، أي كمنظومة جامعة، و بالتالي لا بد أن تتم مقارنة ما يقدم مع التفاسير و الحلول العلمية التي نعرف بقوة التجربة و الفحص و إعادة الإنتاج و القياس أنها صحيحة فنجد خطأه، بل إننا استطعنا بواسطة علوم النفس و الأمراض العقلية أن نشخص ظاهرة النبوءة تشخصيا ً دقيقا ً يعلم مصدرها و إرهاصاتها و أعراضها، و نعالجها بالأدوية و العقاقير و الجلسات الاستشارية، نعم أخي شاهر لقد وصلنا إلى هذه المرحلة،،،

،،، لذلك نقول أن الدين لا يلتقي مع العلم.

مودتي و احترامي!

اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا