الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاوائل في الفلسفة والعلوم(4)

داود السلمان

2017 / 8 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المعتزلة
أول مدرسة كلامية أسُست في الاسلام هي "المعتزلة" ولهذه المدرسة فلسفة خاصة، مختلفة جدا عن المدرسة التقليدية التي سبقتها بفترة زمنية محدودة؛ وميزة هذه المدرسة انها تفسر كثير من القضايا الجوهرية والميتافيزيقية ووجود الله وصفاته وقضية التوحيد، وغير ذلك مما هو معروف لهذا المدرسة " العقلية" تفسرها بميزة عقلية فلسفية، وكذلك ما هو معروف في المباحث الكلامية التي خاض فيها ويخوض العديد من المفكرين والباحثين في هذا الشأن، قديما وحديثا.
ما هم المعتزلة؟
قيل في سبب تسمية هذه الفرقة أو المدرسة؛ هو أن واصل بن عطاء، مؤسس هذه المدرسة، واحد طلاب الحسن البصري قد اعتزل مجلس استاذه الحسن بعد جدال دار بينهما حول الحكم "مرتكب الكبيرة"، هل هو فاسق أم كافر، فالحسن يرى أنه كافرا، بينما يرى واصل إنه في "منزلة بين منزلتين" أي لا مؤمن ولا كافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري، وقام بتأسيس حلقة علمية وأصبح له فيما بعد أتباع ومقتنعون باجتهاداته، وبآرائه، حتى اصبحت حلقته كبيرة وواسعة، وتتدفق لها رجال كثير؛ وحينها قال الحسن البصري "اعتزلنا واصل". ومن هنا سُميت هذه الفرقة باسم المعتزلة. (راجع: الفرق بين الفرق للبغدادي، ومقالات الاسلاميين للأشعري، والملل والنحل للشهرستاني).
ومن رأي هذه المدرسة أن مرتكب الكبيرة في الدنيا لا يسمى مؤمنًا ولا يسمى كافرًا، بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وهو ما المطلوب ، وإن مات مصرًا على فسقه كان من المخلّدين في عذاب جهنم أبدا. ومن ذلك اعتقادهم بمبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" حيث به يوجبون الخروج على الأئمة والخلفاء وولاة الأمر إذا ارتكبوا الكبائر وأساؤوا في حكمهم إلى الناس، وإن كانوا مؤمنين، وهذا يعتبر الأصل عندهم ومن فروض الكفاية. ومن مبادئهم ايضا ما يسمونه" الوعد والوعيد" ويقصدون به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر، وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدًا منهم من النار فهم مخلّدون فيها، وأن ما وعد الله به عباده المؤمنين فإنه سيحققه لهم لا محالة، فالوعد بالثواب، والوعيد بالعقاب لا يمكن أن يتخلّفا، وكل امرئ بما كسب رهين، بحسب اعتقادهم.
ومن ابرز شخصيات هذه المدرسة الكلامية، ـ عمرو بن بحر، أبو عثمان الجاحظ (توفي سنة 256هـ) وهو من كبار كتاب المعتزلة، ومن المطلعين على كتب الفلاسفة، ونظراً لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أن يوصل أفكاره الاعتزالية في كتاباته في العديد من الكتب الادبية المعتبرة مثل كتاب "الحيوان" وكتاب " البيان والتبيين، وحتى تسمت باسمه فرقة الجاحظية، وقد انقرضت. (راجع المصدر السابق).
ومن ابرز شخصيات هذه المدرية ايضا القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني (توفي سنة 414هـ) وهو من متأخري المعتزلة، وكان قاضي قضاة الري وأعمالها، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره، وقد أرخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقدية، وهو من شيوخ ابن ابي الحديد المعتزلي صاحب شرح كتاب نهج البلاغة للإمام علي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا