الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين

عماد علي

2017 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اقدام السيد مسعود البارزاني على عملية الاستفتاء و تغيرت المعادلات الداخلية و لُفتت الانظار نحو هذه العملية بعيدا عن الكثير من الامور الضرورية التي كان من الاولى الاهتمام بها قبل هذه المفاجئة و ان كان الاستقلال من اولى الاولويات لشعب كوردستان عبر تاريخه ، و فعل القرار فعلته التي لا يمكن ان نعتقد بانها ستؤدي الى نهاية مرضية للجميع باي حال كان .
ما نريد ان نقصر الكلام عنه هو بروز جبهتين مضادتين من حيث الهدف، وهو تاييد الاستفتاء او رفضه و المنتمين للجانبين لهم اراء مختلفة و لكل منهم دوافع متعددة الا ان اكثرية الرافضين ينتمون للمعارضة مع اخرين من المحسوبين على المستقلين ظاهرا و دون ان نسمع عن ولو راي واحد فقط من ضمن هذه الجهة مؤيدا لاجراء عملية الاستفتاء و كذلك عدم ادلاء اي منتمي الى صاحب المقترح باي راي مخالف او مطالب لتاجيل العملية، هذا امر عجيب في عالم الديموقراطية و الحرية و تعدد الاراء و الرؤى، و هذا ان دل على شيء فهو يدل على مدى ثبوت الراعي و الرعية ان لم نقل القطيع عند شعبنا و احزابنا .
انقسم الشعب المنتمي بشكل عام الى الجهات و ان لم ينتموا تنظيما اليهم و نادرا ما نرى مستقلا بمعنى الكلمة من حيث المواقف و الخلفية و التوجه و العمل . و عليه لم نلمس من لم يدل برايه في هذا الموضوع الحساس المصيري، و اصبحت التوجهات وفق المناطقية و المعاقل الحزبية التي فرضتها الظروف الموضوعية لما فيه المناطق من حيث التاريخ و المجتمع و الثقافة عبر الزمن .
فالجبهتين المضادتين من حيث نظرتهم الى عملية الاستفتاء، ينظقون بما تمليه عليهم انتماءاتهم و مصالحهم و خلفيتهم المختلفة الشكل و اللون و البائن كلون واحد ظاهرا، اي من ينتمي او يميل الى حركة التغيير يرفض الاستفتاء جملة و تفصيلا, لانها عملية و ان تم الشعب ككل الا انها طرحت من قبل الند او المناويء لها و لهدف لا يمكن ان تصدقه هذه الحركة على انها لصالح الشعب الكوردستاني . و على الاكثر انها و بنسبة كبيرة على حق لان الاقتراح طرح في غفلة من الزمن و في لحظة و من قبل شخص و حزب منغمس في المشاكل و الازمات التي صنعها بديها محاولا انقاذ النفس و القفز على المشاكل بهذه الطريقة كهدف رئيسي له, وكما نعتقد نحن و من ثم يمكن ان يحقق الهدف الاسمى وهو الاستقلال بهذه الطريقة الغريبة و من دون اية ارضية مطلوبة . و في المقابل و الجانب الشيء من قبل حركة التغيير و من حولها لا يعلنون عن البديل المناسب الافضل غير طلبهم بتاجيل العملية و هم يعلمون بان التاجيل يعني الالغاء و من ثم مرور العقود دون اجراءها نتيجة الظروف غير المؤآتية للشعب الكوردستاني و لم نحصل على فرصة اخرى و كم من فرص هدرت دون تحقيق الهدف الاسمى، و هذا افضح من فشل العملية .
اما الديموقراطي و رئيسه البارزاني يريد ان يلتف حول المستحقات القانونية و يجانب الكثير من الامور الضرورية المطلوبة قبل هذه العملية و يهدف بشكل رئيسي ان ينقذ ذاته من الاخطاء الكبيرة المتكررة التي ارتكبها هو و حزبه دون عقاب سياسي, و يهدف بهذه الخطوة ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد و احدها وهو الاهم لديه ان يكون في المقدمة و هو المتنفذ دائما و ان اهدر اكبر الفرص لخلاص الامة الكوردية من هذه الحال . اي ان يبقى على راس السلطة و ان يتحايل على تداول السلطة بشكله الديموقراطي و بحجج اكثرها واهية و بعيدة عن الديموقراطية الحقيقية . و عينه على المجد و الفخر الحزبي و الشخصي دائما و اكثر من تحرير الامة الكوردية و مستقبله مهما ادعى غير ذلك و كما تدلنا عليه فترة حكمه و تكتيكاته من اجل البقاء على حساب القانون و الديموقراطية و تداول السلطة .
اما الاتحاد الوطني و الاحزاب الاخرى الذين يريدون ان يبقوا بعيدين عن اية جبهة لاسباب حزبية ايضا و كاولوية و من ثم ما يمكنهم من ان يبقوا في الوسط لتقارب وجهات النظر و اختيار الاصح في النهاية، اضافة الى الكثير من العقد الذي يحملونها هم ايضا مع ما تتداخل مع هذه المهمة من المشاكل الدخلية التي يحملونها و ربما قد تعيق الطريق امامهم اضافة الى تعنت الاخرين في افعالهم و توجهاتهم و استنادهم على الاتكيتات السياسية الحزبية البعيدة عن المصالح العليا للشعب، ان لم نتكلم عن العقدة الانتخابية التي يحملها الاتحاد الوطني منذ انشقاق حركة التغيير عنه .
من المؤسف اننا نسمع يوميا اراءا متناقضة من مختلف الجهات و كل له حجته معتبرا نفسه على الطريق الصواب، و الاكثر اسفا ان نرى الكثير من المثقفين المحسوبين على الجبهتين يتبجحون باراءهم و ان كانوا على الخطا و توزعوا على الجبهتين و لم نر مستقلا بمعنى الكلمة يطرح رايه حول هذا الموضوع المهم و الحساس و المصيري بموضوعية . هذا في الوقت الذي نفتقر الى مؤسسة مستقلة للبحث و التطرق في الموضوع ونحن نعيش في ظل تحزب المؤسسات المهمة كالقضاء و الجامعات و مراكز البحوث الضعيفة و هي المنقسمة على الجهات السياسية ايضا، عدا ما نراه من المواقف الدولية المناوئة للعملية في ظل انعدام موقف دولي مخلص و بعيد عن المصلحة و داعم للعملية. اي اننا نعيش في اصعب مرحلة و في مفترق طرق خطير لابد ان يُردس جيدا قبل اية خطوة، و لكن يجب ان نحسب بان التراجع عن العملية سوف يؤدي الى ما يمكن ان يصل لحد الكارثة المعنوية و فقدان الامل، و هذا له افرازاته السلبية اكثر من اجراء العملية و بدقة في اتخاذ الخطوات المطلوبة مهما كانت النتائج فيها . و لكل منا حججه و اسبابه في بيان الراي الاصوب لديه، و لكننا نحن من بين القليلين ممن يدلون بارائهم بصراحة و استقلالية و لكوننا مستقلين روحا و انتماءا و امام اعيننا المصلحة العامة و لا يمكن ان يدخل اي مؤثر حزبي في تفكيرنا، و عليه يمكن ان يتخذ ما هو الاصوب من اراء و مواقف امثالنا غير المنتمين حزبيا و بعيدونين عن اية مصلحة ولو قليلة جدا و هم ندّر في كوردستان, و مع ذلك نحن نعلم من انعكف عن كل شيء و له الراي و الموقف الاصوب في هذا الجانب و لكن المتنفذين لم يلتفتوا الى عمل اي كان ان لم يكن لمصلحتهم الشخصية و الحزبية الضيقة، و هذا ما ابتلينا بهم و لم ننتظر الخير منهم الا قليلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا