الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة فالساكت عن الحق شيطان أخرس

عبير سويكت

2017 / 8 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يعتبر السيد ياسر عرمان أحد رموز المعارضة السودانية و من أكثر الشخصيات التي شغلت الوسط السياسي و الإعلامي إيجابيا و سلبياً و تدور في أذهان المواطن السوداني العديد من الأسئلة و علامات الإستفهام حول هذه الشخصية التي حاول إعلام المؤتمر الوطني وأمنه و جهاز إستخباراته أن يظهرها بمثابة الأزمة الرئيسية في مشاكل السودان و العائق أمام تحقيق السلام و الإستقرار في مختلف بقاع الوطن لذلك كان لا بد من طرح هذا الموضوع من جميع الزوايا السياسية و الإجتماعية و الفكرية و الإنسانية فإذا نظرنا إلى القضية العرمانية كظاهره إجتماعية قديمة و حديثة في آن واحد و رجعنا إلى الوراء لدراسة هذه الحالة منذ فترة الشباب إلى الآن نجد أنه أحد ضحايا المجتمع السوداني فهو يعتبر أحد أكبر الضحايا التي حاولت أن ترفض و تقاوم الإسلام السياسى و الفكر المتطرف و ضحية للمفاهيم السودانية الخاطئة الموروثة و الفئات التي تصر على التقوقع في الماضي الأليم الموروث و ترفض التجديد و الانفتاح نحو العالم من حولها و أيضاً ضحية الفئات التي ترفض سماع صوت الإنسانية المنادي بالمساواة و الحرية و العدالة و الديمقراطية و من ثم مثل السيد عرمان أكبر نموزج لضحايا العنصرية في السودان و عدم تقبل الآخر الذي ظهر عند انشقاق الحركة الشعبية شمال إلى قسمين ، و التحليل النفسي للشخصية العرمانية يوصلنا إلى أنه يتمتع بذاكرة الفيل ذاكرة قوية جداً و بذكاء حاد بالفطرة و قوة شخصية و بروح ثورية متحدية لا تقبل الإنهزام ، و عرف عنه الثبوت على المواقف و المبادئ و الأفكار التي يؤمن بها دون تراجع أو تزحزح و شبه بالأسود التي يصعب ترويضها أو السيطرة عليها ،يجيد السباحه بجدارة في أعمق و أقذر البحور السياسية و إمكانية تبلله وارده و لكن خروجه من الضفة الأخرى مؤكد ، يمتلك ثقه زائدة بالنفس و صفها البعض بالتكبر ،و من عاصروه أيام الجامعة و أركان النقاش يؤكدون على إجادته فن الخطابة و القدرة على التأثير و بث روح الثورة في المستمع إليه، و أركان النقاش تشهد بأنه سياسي محنك منذ نعومة أظافره خلق ليكون سياسياً عبقريا و مناضلا ثوريا ، لكن إنسان مثله يحمل أفكار مسارها مضاد للإسلام السياسي المنافق و الفكر المتطرف في وقت يحكم فيه التيار الإسلامي علنيا و خفيا و يمسك بمقاليد السلطة بيد من حديد يجعل من الصعب لشخصية مثل عرمان أن تتنفس فهو بمثابة زهرة الديمقراطية و الحرية والعدالة الاجتماعية و المساواة التي نبتت في غير موضعها لذلك حاولوا إقتلاعها من جذورها مرات عديدة عن طريق المضايقات و المعاكسات و السجن أحياناً ، و بما أن الشخصية العرمانية تتمتع بروح الانفتاح الروحي و النفسي و الفكري و الثقافي و الإجتماعي جعلت منه منفتح علي الآخر المختلف عنه عرقيا و دينياً و ثقافياً فكانت له صداقات حميمة بالإخوة الجنوبيين حتي قبل الإلتحاق بالحركة الشعبية أما الروح الإنسانية التي بداخله تطغي عليها قوة الشخصية و الصلابة و الصمود فتحجبها عن الظهور و لكن أظهرها تعاطفه و إيمانه بقضايا المهمشين و الهامش و الروح الثورية بداخله الرافضة للسياسات اللاإنسانية من قمع و كبت الحريات و عدم المساواة و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية جعلته يرفع مع رفاقه شعارات الثورة و النضال حتى ينعم الجميع بسودان جديد يسع الجميع لكن للأسف السياسات القمعية الديكتاتورية كانت و ما زالت تطارد كل من يرفع راية التمرد ضد سياساتها القهرية الديكتاتورية فتحاول أن تدمرهم بشتي الأساليب الخفية منها و المعلنه فتطلق إعلامها المضلل و أصحاب الأقلام المأجورة الناطقة و الكاتبة بالزور و أصحاب الأجندة الشخصية من بعض من يسمون أنفسهم بمعارضين و لا تتردد هذه الأنظمة المنافقه في أن تبث سمومها عبر رجال الأمن و الإستخباراتية الذين يتم زرعهم بطريقة إستراتيجية خبيثة لإصابات أهداف معينة فتجدهم تارة في الصحف الإلكترونية و المنابر و وسط تجمعات و قروبات أبناء النوبة و تارة أخرى بكثرة في الأوساط و المنابر الجنوبية الإعلامية منها و الفكرية و الإجتماعية بهدف تنفيذ سياسية (فرق تسد ) عن طريق نشر الإشاعات و الأكاذيب و أتباع سياسات التحريض و التاليب و الضغط على الأماكن الحساسه التي توجع و زرع الشكوك و الظن و الفتن من أجل تفريق و تشتيت الكيانات المعارضة كالحركة الشعبية على سبيل المثال ، و للأسف هذه الأنظمة الفاشستية لا تتردد في إستعمال أقذر الأساليب الإبليسية اللاإنسانية تاركة وراءها العديد من ضحاياها و ضحايا المجتمع الذي يسير في مسارها من غير أن يحس أو يدري لانها صارت تتحكم فيه بالرموت كنترول من على بعد فأصبح يرضخ لها بطريقة غير إرادية و يصدق أقاويلها الفاسقه الكاذبة التي تسعى من خلالها إلى تنفيذ أجندتها بالبقاء في السلطة و الحكم الي الأبد دون أن يعارضها أحد أو يعلو عليها صوت وأحد ، إذن فليفق الشعب السوداني العظيم حتي لا نصبح جميعاً ضحايا لهذا النظام و نعيش و نموت مسلوبي الإرادة و الحرية فإلى متي يسكت الشعب السوداني على هذا الظلم و الهوان ؟إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها كانت على الناس أهونا .
8/08/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات