الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زويل ومصير العلماء المصريين

طلعت رضوان

2017 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زويل ومصير العلماء المصريين
طلعت رضوان
مرّ عام على وفاة د. زويل فى صمت (الميلاد26فبراير1946- الوفاة 2 أغسطس2016) فلماذا هذا الصمت؟ وهل السبب ما كتبه البعض فى الصحف، وما قاله البعض فى الفضائيات، عن أنه زار إسرائيل؟ والبعض قال أنه أخذ جائزة إسرائيلية. بينما صمتوا عن زيارة زويل لبعض الأنظمة العربية المعادية لمصر، بل وأعلن عن موافقته على إنشاء (مدينة علمية) لهذه الأنظمة العربية، فلماذا صمتوا وركــّـزوا على (إسرائيل)؟ بينما قال آخرون إنّ زويل رفض التعاون مع إسرائيل، فأين الحقيقة فى هذه المتاهة الإعلامية؟ خاصة مع تجاهل ما كتبه عنه صديقه الحميم الشاعر فاروق جويدة، ووصل التناقض للذروة، فبعد الأضواء الإعلامية المُـكثفة عليه (خاصة بعد حصوله على جائزة نوبل) بدأتْ مرحلة (التجهيل والتجاهل) لدرجة أنّ جامعة دمنهور أعـدّتْ حفل تكريم له ومعه الشاعر جويدة، وبعد تحديد الموعد ((كان الاعتذار المهين)) بحجة غير مُـقنعة ((لأسباب أمنية))
وبعيدًا عن هذه المتاهة فإننى أتذكر أنه عندما فاز أحمد زويل بجائزة نوبل صنـّـفته الصحف والمجلات والفضائيات العربية على أنه ((العالـِـم العربى الكبير)) وإذا كان العرب استحلوا هذا الزعم، فالكارثة أنّ الميديا (المصرية) ارتكبتْ نفس الجريمة عندما أصرّتْ على وصفه بالعالـِـم (العربى) وهو ذات الشأن الذى حدث مع نجيب محفوظ ومع كل (مصرى) تكون له اسهاماته العالمية والإنسانية، فلابد من (سرقة) جنسيته المصرية، ليكون بقدرة العروبة الطاغية (عربيـًـا) بينما يحدث العكس فى حالة الإدانة الأخلاقية، مثل ضبط راقصة أو ممثلة فى وضع لا أخلاقى، أوضبطها وهى تــحاول تهريب المخدرات..إلخ فى مثل هذه الحالات (فقط) تلتزم الميديا العربية و(المصرية) بالجنسية الحقيقية، فتكون مانشيتات الصحف ((القبض على الراقصة المصرية فلانة فى...إلخ))
وأعتقد بوجود علاقة عضوية (أو شرطية) بين التوجه العروبى وعدم الاهتمام بالعلماء المصريين. وبدأتْ تلك الظاهرة عقب سيطرة الضباط على مصر فى يوليو1952، حيث أنه فى يوم 5 أغسطس52 تم اغتيال العالمة المصرية (سميرة موسى) التى كانت تستعد للسفر إلى مصر لتحقيق حلمها بالتوصل لتخليق اليورانيوم للأغراض السلمية بمواد من التربة المصرية، فتمّ اغيالها فى أميركا، ولم يهتم ضباط يوليو بهذه الجريمة، أو حتى مجرد التحقيق، بينما كانت المباحثات تجرى بينهم وبين ضباط المخابرات الأمريكية لإنشاء محطة إذاعة فى مصر اسمها (صوت العرب) والتى بدأ بثها يوم6يوليو1953.
ولأنّ ضباط يوليو52من تركيبة واحدة وعقلية واحدة وسياسة واحدة، لذلك لم يهتم الرئيس (المؤمن) السادات بجريمة اغتيال عالم الذرة المصرى (يحيى المشد) الذى ساهم فى إنشاء مركز الأبحاث النووية فى العراق، فكان مصيره الاغتيال يوم13يونيو1980بفندق ميرديان بباريس، حيث تـمّ العثور على جثته مُـهشمة الرأس، فكان إتهام الموساد الإسرائيلى بإرتكاب جريمة الاغتيال، ولكن الميديا العروبية و(المصرية) تعمّـدتْ عدم الاشارة إلى العالـِـم العراقى الذى أخبر الموساد بمكان الفندق الذى يـُـقيم فيه د. المشد ورقم الغرفة، رغم أنّ هذا العالـِـم العراقى كان الصديق المُـقرّب من المشد، الذى نجح فى مقاومة الأساليب المخابراتية، ومن بينها إغراء المال والنساء. وذكرتْ إحدى بنات الليل (مارى كلود ماجال) فى التحقيق أنها سعتْ كثيرًا لقضاء ((ليلة مُـبهجة مع د. المشد)) ولكنه رفض باستمرار كل عروضها، بل وكان يرفض الحديث معها. وذكرتْ أنه فى الليلية التى تـمّ اغتياله فيها وقفتْ أمام باب غرفته فى الفندق على أمل أنْ يـُـغيـّـر رأيه ويفتح لها الباب، إلى أنْ سمعتْ ضجة فى الحجرة..إلخ. أغلقتْ النيابة الفرنسية التحقيق وتأشر بأنّ الفاعل (مجهول) ورضى السادات وجنرالاته بهذه النتيجة ولم يهتموا بإهدار دم العالم المصرى، الذى انخدع بشعارات العروبة.
ويأتى الفصل الثالث فى المسلسل الكابوسى/ العبثى فى عهد الضابط الرئيس مبارك، حيث تـمّ اغتيال العالم المصرى (سعيد بدير) المُـتخصص فى مجال الاتصال بالأقمارالصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوى. وكان اغتياله يوم13يوليو89 حيث تلقى قسم شرق الإسكندرية بلاغـًـا بسقوط شخص من أعلى عمارة بشارع طيبة بكامب شيزار. وذكر البعض أنّ الغاز كان مفتوحـًـا فى شقته (ليبدو الحادث على أنه محاولة انتحار) ومن سذاجة مؤلفى سيناريو الانتحار أنهم أضافوا ((وكذلك قطع شريان فى يده)) وذلك بهدف التعتيم على دور المخابرات الألمانية والإسرائيلية، فى عملية الاغتيال، والأهم (تجاهل) المخابرات المصرية (بالصمت) عن دور ألمانيا وإسرائيل، ومن هنا كان السيناريو الساذج عن محاولة الانتحار. ومثل كل النهايات المأساوية فى تاريخ ضباط يوليو تأشـّـر بأنّ الفاعل مجهول.
وبعد انتفاضة يناير2011 العظيمة تـمّ الكشف عن دورالجاسوس محمد مرسى (الذى صار رئيس مصر) حيث أنه عندما كان فى أميركا تعرّف على د.عبدالقادر حلمى عالم الصواريخ الزجاجية، الذى تمكن من شحن470 طن من مادة الكربون الأسود لتطوير قنابل الدفع الغازى للصواريخ الأمريكية. وشى الجاسوس مرسى الذى كان يعمل لصالح المخابرات الأمريكية بصديقه المصرى، الذى تـمّ القبض عليه لمحاولة تهريب سبائك الكربون لحساب القوات المصرية، وذلك فى عام1989، وصدر الحكم بسجنه 25سنة. والدرس المستفاد من قصة العالـِـم المصرى د.عبدالقادر حلمى، أنه فى التحقيقات (المصرية) مع الخائن مرسى، تـمّ تجاهل قضية الكربون الأسود، فلماذا هذا التجاهل؟ وهل هذا التجاهل مُـجاملة للإدارة الأمريكية؟ وهل (المجاملات الدبلوماسية) تكون على حساب الحقائق؟ حتى ولو كان من نتائج (المجاملة) استمرار سجن د.حلمى، هذا العالـِـم المصرى الذى كان يستهدف تطوير سلاح الجو المصرى، وإذا كان السيسى أزاح الجاسوس مرسى، فلماذا لا يُـطالب بفتح التحقيق حول قضية (الكربون الأسود) والمطالبة بالافراج عن د.عبدالقادر حلمى من السجون الأمريكية؟
000
أعتقد أنّ سر نجاح الأنظمة الوطنية الاهتمام بالعلماء، وترجمة هذا الاهتمام على أرض الواقع يعنى الاهتمام بالعلوم الطبيعية (كيميا، فيزيا..إلخ) فهل حكام مصر(منذ يوليو52) احتضنوا العلماء؟ أم ساهموا فى طردهم من مصر ليظهر نبوغهم فى أوروبا وفى دول العالم المُـتحضر حيث وجدوا الاهتمام والرعاية، وهو المعنى الذى عبـّـر عنه زويل فى قوله الحكيم ((العبقرية ليستْ حكرًا على الغرب.. ونحن (المصريين) لسنا أغبياء.. الفرق أنهم فى الغرب يـُـدعمون الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل)) وعن العبقرية المصرية، والجينات التى توارثتها الأجيال من جدودنا المصريين القدماء، قال فى كلمته وهو يستلم جائزة نوبل ((لو أنّ تلك الجائزة كان لها مثيل أثناء فترة صعود الحضارة المصرية، لحصد المصريون القدماء 95%من الجوائزالعالمية فى مجالات العلوم الطبيعية))
وتصديقــًـا لقوله فإنّ الجهازالمركزى للتعبئة العامة والاحصاء، نشر بيانــًـا منذ أكثر من عشر سنوات، ذكر فيه وجود 840 ألف عالم مصرى فى أوروبا وأميركا واليابان فى مجالات شديدة التخصص مثل علوم الفضاء والاستنساخ..إلخ لدرجة أنّ مديرمحطة الفضاء الفرنسية مصرى. والأمثلة عديدة. والسؤال الجارح والذى تتجاهله الثقافة السائدة هو: ما مصيرهؤلاء العلماء لوظلوا فى (خرائب) هيئة (البحث العلمى) وميزانيتها بالكاد تكفى رواتب (العلماء) وجيش الموظفين؟ وهل من الممكن ميلاد زويل آخر؟ أو مجدى يعقوب آخر؟ إلى آخر قائمة العلماء المصريين الذين نبغوا بعد خروجهم/ طردهم من مصر؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ إملائى ؟؟
صاحب رأي ( 2017 / 8 / 9 - 19:41 )
840 ألف عالم مصرى ،،،، خطأ إملائى ؟؟
لا أظنك من الذين يسمون مهندسا أو طبيبا أو جامعيا يعمل فى دولة غربية (علماء)


2 - يا راجل
عبد العزيز سيد علي ( 2017 / 8 / 10 - 04:32 )
جود 840 ألف عالم مصرى فى أوروبا وأميركا واليابا
رقم غير واقعي


3 - يا راجل
عبد العزيز سيد علي ( 2017 / 8 / 10 - 04:32 )
جود 840 ألف عالم مصرى فى أوروبا وأميركا واليابا
رقم غير واقعي

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر