الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثدي الأم/ قصة

محمود شقير

2017 / 8 / 10
الادب والفن


إلى فيليتسيا لانغر

الولد في السجن، والمحامية تتأمّل نفسها على عجل أمام المرآة، ترتدي ملابسها البسيطة: تنورة رمادية فضفاضة ، وبلوزة بيضاء ناعمة تنطبق على الصدر بأزرار.
تتأمل نفسها للمرة الأخيرة، تحمل حقيبتها الملأى بالأوراق والملفات، تخرج إلى شارع ديزنكوف، تخترق صدرها المتورد عيون ناشزة، تمشي مسرعة وهي تتلفت بحذر، فقد تلقت طعنة في الخاصرة قبل أشهر، فلم تمت، وازدادت قناعة بما تفعله، وأصبحت تشعر باعتزاز لأنهم في الجانب الآخر ينادونها "أم الفدائيين".
والولد في السجن، لم يفارق ثدي أمه إلا قبل وقت، والضابط الشرس لا يفهم حتى الآن، كيف تأتي امرأة من شارع ديزنكوف في الصباح المبكر، للدفاع عن "ولد مشاغب، معاد لنا، مستعد لإلحاق الأذى بنا في كل حين".
والمحامية تدخل السجن مثل مهرة تتأبى على الترويض، تتبادل بضع كلمات مع الضابط الذي وقف يحدق في ملابسها البسيطة، واتساع صدرها المليء، دعاها إلى فنجان قهوة، وفي نيته أن يغازلها لعلها تفيق من هذا الجنون الذي تتعشقه مضحية بأمن الدولة المصنوعة حديثاً، فلا تردّ عليه ولا تستجيب إلى توسلات عينيه.
فالولد في السجن، والمحامية المرأة تمضي إليه بشغف، تجلسه في حضنها، تداعب شعر الرأس المحروم من الماء، تمدّ الأصابع الرقيقة إلى الثدي الملموم، تخرجه أبيض ناصعاً من غير سوء وعلى طلعته بنفسجة، تدنيه من شفتي الولد الذي يغفو على صدرها الآن، والضابط الشرس يتلمس سلاحه تفصله عن شهوة القتل لحظة او لحظتان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية