الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادارة البلديات ليست حقل تجارب

محمود الشيخ

2017 / 8 / 11
القضية الفلسطينية



يعاني المجتمع الفلسطيني من مجموعة ازمات تعيق تطوره وتحرره من قيود صنعتها مجموعة سياسات لقوى سياسيه من جهه وللسلطة الفلسطينية من جهة اخرى،فلو حاولنا القيام بإطلالة على الحياة السياسيه خاصه في الريف الفلسطيني نجد انها مصابة بعيوب كبيرة تقف حجر عثرة في اعادة الحياة السياسية لما كانت عليه قبل نشوء السلطة،مما يشير الى ان اداء السلطة وطرائق عملها مع القوانين التى سنتها والقيود التى عن طريقها طوقت العمل السياسي بل هدمت الحياة السياسية بالكامل،يلاحظ ذلك بشكل جلي في غياب اي شكل لحياة سياسية مثلا في الريف الفلسطيني،الذى يشكل العمود الفقري لأي نشاط واي مواجهة في الحياة السياسيه مع الإحتلال،ولو حاولنا اجراء اي مقارنة للحياة السياسية في الريف الفلسطيني في زمن الإنتفاضة الأولى ستجد ان الريف الفلسطيني لعب دورا مركزيا ومحوريا في حياة الإنتفاضة الأولى وبات الريف الفلسطيني المهمل من مختلف القوى السياسي بعد اوسلو وهنا لا استثني منهم احدا،حيث ان تركيز القوى انصب على المدينة رغم ان قيادات القوى من اصول ريفية ولها باع طويل في العمل بالريف،فكان على القوى ان تلعب دورا في نشوء قيادات للريف وثابتة لتساهم في خلق مناخ سياسي فيها،لكن اول اخطاء تلك القوى انها لم تنتبه للريف الذى تغول فيه الإحتلال وقصده في نشاطاته الإستيطانيه وبفعل تلك السياسة وهذا الإهمال لم ينشأ في الريف الفلسطيني قيادات سياسية ثابتة الا ما ندر منها هذا من جهة،ومن جهة اخرى قضت السلطة على الحياة السياسية هي الأخرى فلعب ذلك دورا في بقاء الريف بعيدا عن السياسة والوعي السياسي،مثلما ايضا قضت على الحياة السياسية في المدن بفعل تغول الأجهزة الأمنية على اي نشاط في انتقاد السلطة وقيادتها،ثم ان اسلوب القيادة من خلال تفردها في العمل ساهم بشكل فعلي في ضرب الحياة السياسية،فبات مجمل العمل السياسي محل تندر الناس واستخفافهم،خاصه انهم لمسوا بأن مشاركتهم في اي نشاط يعني خدمة للقائمين على السلطه وليس خدمة للنضال الوطني،اي انهم كفروا بالعمل السياسي وهذا بالضبط المناخ الذى يعيشه الريف الفلسطيني والمدينة ايضا.
ولذلك نرى ان ريفنا الفلسطيني يعاني بشكل كبير من تبعات هذه السياسة،وبمقدورنا ملاحظة الفراغ السياسي الذى يعيشه الريف الفلسطيني من خلال تركيزنا على الإنتخابات المحليه في مرحلتيها الأولى من جهه ،وفي المرحلة الإستكماليه،نلاحظ ان قانون القوائم الذى عملت به السلطة في ظل مجتمع ريفي قبلي وعشائري قد خلق مشكلة لعبت دورا في خلق اشكاليات مجتمعية،ولم يراعي المشرع ان ريفنا الفلسطيني لم يصل بعد لتلك المفاهيم بحكم تجذر الفكر العشائري في عقول الناس وقلوبهم واننا حتى اليوم لم نتخلص من التفكير التقليدي ومترسخه في عقول الناس تلك المفاهيم العشائرية ،خاصه ان المجموعات الشبابية المحسوبه على التنظيمات لم تتمكن من مواجهة هذه المفاهيم بل عجزت عن مواجهتها بسبب اولا ضعف مفاهيمها الإجتماعية والسياسية من جهه،وبحكم استمرار تمسكها بالهيمنة والإستئثار المترسخة في عقولهم ولأنهم اصلا ينتمون للعقلية العشائريه المولودين فيها والغارقين حتى اذنينهم فيها،ولأنهم كذلك كان همهم هو استمرار سيطرتهم على ادارة البلديات،مما ساهم في اعادة سيطرة الفكر العشائري على الريف الفلسطيني وتسبب في اشكاليات جديدة لن تخدم المجتمع الريفي على الإطلاق.
ليس هذا فحسب بل ان جهل المجموعات الشبابيه الملتصقه بالتنظيمات في كيفية معالجة ومواجهة ازمة ادارة البلديات وسيطرة فكرة ابعاد الناخب عن صناديق الإنتخابات بتشكيل قائمه منفرد ومن وراء ظهور الناس امتدادا لفكرة الهيمنة والإستئثار خلق بيئة جديدا لعبت دورا في اتجاه تشكيل قوائم عائلية لتخوض الإنتخابات مما يعني ان اسلوب السلطة هو الذى زكى هكذا تفكير ودفع بإتجاه نموه بإضطراد فمجتمعنا خاصه في الريف لم يصل بعد لمستوى قوائم بسبب غياب الحياة السياسية في الريف وبسبب عدم خلق قيادات لا اجتماعية ولا سياسيه،وبذلك ابقت الفكر العشائري له سطوة كبيرة في الريف الفلسطيني.
وانا اتحدث هنا عن معضلة تواجه بعض القرى في اختيار من يمثلها في ادارة البلديات اسبابها ما ذكرت في سياق مقالي هذا وايضا تلعب العلاقات الشخصية هي الأخرى دورا في منع وصول بعض العناصر المهيئة لمثل هذا المكان وهذا الدور،مما يعني ان قدرة المجموعات الشبابيه في اختيار قائمه باتت ضعيفه وحتى معدومه لأنهم هم انفسهم غير مهيئين اصلا للقيام بدور الراعي لمصالح البلد بل يلعبون دور المعطل في اختيارهم اسلوب اما ان يكون اختيارنا هو النافذ او عودوا الى ما كنا عليه قبل الإنتفاضة الأولى الى الدواوين،وهذا ما حصل في بعض القرى التى عانت من اساليب الهيمنه و الإستئثار ردحا من الزمن وعادت الى الدواوين فتجد في بعض القرى (8) قوائم حسب عدد الحمايل فيها او قائمتين مع غياب ثلاث عائلات لم تتمكنا من تشكيل قوائمها ،انه من المعيب حقا وصولنا الى هكذا تفكير لن يخدم تطور العقل ولا المنطق ولا الفكر..
اعتقد هنا يجب على النخبة في ريفنا الفلسطيني اخذ دورهم ومكانتهم في قلب الطاولة على فكر الهيمنة والإستئثار من جهة،ومنع طغيان الفكر العشائري على السطح من جديد،مما يتطلب قيام المثقفين بدور المواجهة المكشوفه لكلا الاسلوبين ( الهيمنة والإستئثار وطغيان الفكر ألعشائري) هذين الإسلوبين يشكلان معول هدم لأي بيئة واي مناخ مهمته الإرتقاء بالفكر والإرتقاء بالوعي الإجتماعي والسياسي،ومن منطلق ضرورة المواجهه على المثقفين التحرك لأخذ مكانتهم في بلداتهم وقراهم كي ينهضوا فيها على ان لا تترك اجيال شابه عرضة لهذين الإسلوبين في حياة ريفنا الفلسطيني..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم