الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الأهلي والمجانية ودولة الفقراء

عبدالكريم ابراهيم

2017 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



يمكن أن يكون التعليم الأهلي رديفاً وسنداً للتعليم الحكومي ليس بدلاً عنه ؛ لان لكلاهما إيجابياته وسلبياته. أما موضوعة التحول من نظام إلى آخر يحتاج إلى وجود مقدمات تساهم في بلورة هذا التحول بشكله الصحيح ،وعدم خروجه عن إطاره المرسوم له .
التعليم الحكومي اليوم يعاني من ضعف الدافعية عند منضوين تحت عباءته ؛ ما ولد حالات التسرب المدرسي وعدم أكمال التعليمي خصوصا لدى الإناث . وفي المقابل التعليم الأهلي رغم نجاح بعض مفاصله في الإدارة وكسب رضا أولياء أمور الطلبة وتحقيق نسب تفوق جيدة ،ولكن أصبح عند بعضهم ،دكاكين للكسب المالي على حساب العلمية والمهنية لا سميا في التعليم الجامعي لدرجة من الكم ما يضع عليه علامات استفهام كثيرة .
المهم في كل هذه المعادلة ؛ كيفية التحول إلى تعليم أهلي سليم معافى يحل تدريجاً عن التعليم الحكومي ؟ وقبل كل شيء هل البيئة العراقية أصلاً مؤهلة إلى هذا التحول ؟ . المقدمات الموضوعية على ارض الواقع تعارض مثل هذه الخطوة ،لكنها في نفس الوقت لا تعارضها أن وجدت المؤهلات اللازمة التي تجعلها حقيقة شاخصة . أدارة الدولة بعد 2003 ولدت سلبيات لا يمكن تجاهلها المنصف ،ومنها شيوع الطبقية المفرط التي وزعت المجتمع العراقي إلى تصنيفات يجب الأخذ بها بالحسان . الطبقة الوسطى التي تشكل الغالية العظمى للمجتمع ( موظفو الدولة ) نجد تباين في مدخولات هؤلاء من مؤسسة حكومية لأخرى .موظف بنفس الدرجة والمؤهل العلمي يقضى أربعة أضاف أقرانه في دائرة أخرى لمجرد انه يعمل في مؤسسة قريبة من صنع القرار . ونفس الموظف التميز حصل على قطعة ارض سكنية في وسط بغداد يصل سعرها إلى أكثر من نصف مليار دينار عراقي أما الطبقة العظمى من ذوي الشهداء والجرحى وبعض الموظفين والصحفيين حصلوا على قطع أراضي في منطقة نائية لا تشملها الخدمات ألا بعد عشرات السنين . ولعل الطامة الكبرى أن بعض القوانين العراقية التي اقرها البرلمان وسعت الهوة الطبقية بين فئات المجتمع من خلال إقرار قوانين أجازة الجمع بين أكثر من راتب و حصول طفل "رفحاء" الذي يسكن خارج العراق على راتب يفوق متقاعد قضى أربعين سنة من العمل . وأيضا هناك سياسي الصفة يحصل على راتب ومنافع وحماية لا يصدقها العقل لمجرد انه دون اسمه في سجل البرلمان في حين آلاف الأطفال والشباب والشيوخ يخرجون كل صباح بحثا عن " قواطي الببسي " في أكوام النفايات حاملين بأيدهم معاول " النبش " وهم يضعون على ظهورهم أكياس غائم مغارة " علي بابا " فضلا على أطفال " الكلنس " وقناني الماء البارد عند الإشارات المرورية والسيطرات الأمنية . صوت المنطق يقول: التعليم الحكومي الخيار الأفضل اليوم حتى لا تكون دولة للأغنياء والطارئين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا