الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود عند أبي هذيل العلاف وإبراهيم النظّام ، مقاربة ميكانيكا الكوانتم

احسان طالب

2017 / 8 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الفكرة الرئيسة في العلم ـ التعلم والبحث ـ أن تكون منفتحا على كل الأفكار و مسلحا بالأدوات والمهارات والخبرات والمعرفة اللازمة الضرورية والكافية للفهم والإدراك والتمحيص ، إنني أدعو لفتح مجال البحث وعدم الخشية من العلوم والفلسفة ، فالعقائدوالأفكار المتينية والموازية للحقيقة لا تخشى السؤال والدرس ولا تهاب الكشف.فالبحث الأكاديمي يفترض مسبقا " الموضوعية " أي الحياد وعزل الموضوع عن الذات ، مالم تتحول الذات لموضوع وتكون هي محل البحث ، من ذاك المنطلق ينبغي للبحث العلمي أن يكون مجردا عن العواطف غير مستبق للنتائج ، وكلما كانت الدراسة أو المقالة أقرب للتجربة العلمية ، أي لا تحدد أي نتائج قبل نهاية البحث ، كانت أكثر موضوعية وإضافة .
هل حقا كان ابراهيم النظام أول من قال بفكرة الانفجار العظيم وهل رويته الذرية متفقة مع نظريات ميكانيكا الكم الحديثة في مقاربة أو مخالفة لأستاذه أبو الهذيل العلاف.

بداية وبعجالة سريعة نعرف الكوانتم حسب أ . د مصطفى كمـال مـحـمـد يــوســف ” الكوانتم نظرية شاملة تحكم قبضتها علي عالم الاشعاع الذري المتناهي الصغر. الذرة هي الوحدة الأولى للمادة والكوانتم هو الوحدة الأولية للضوء والطاقة، والطاقة مؤلفة من وحدات أولية هي الكوانتات والكوانتات هي جمع الكوانتم”

إن الفكرة الرئيسة في العلم ـ التعلم والبحث ـ أن تكون منفتحا على كل الأفكار و مسلحا بالأدوات والمهارات والخبرات والمعرفة الازمة الضرورية والكافية للفهم والإدراك والتمحيص ، إنني أدعو لفتح مجال البحث وعدم الخشية من العلوم والفلسفة ، فالعقائدوالأفكار المتينية والموازية للحقيقة لا تخشى السؤال والدرس ولا تهاب الكشف.

أبو الهذيل العلاف ( 135-227 هجرية/ 751-842 م ) أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل تلميذ واصل بن عطاء الغزال واختلف معهم في عشر مسائل تتصل بالإلهيات والأخلاق والاستطاعة، فأثبت أن لله صفات هي عين ذاته، وكان المعتزلة ينكرون هذه الصفات. قال كالمعتزلة بالإرادة الحرة للإنسان وخالفهم بقوله بأن أفعال الإنسان في الآخرة جبرية، وعنده أن الإرادة لا تكون تامة إلا إذا كانت للجوارح قدرة على تنفيذ الفعال، وأن الإنسان المكلف العاقل تجب عليه معرفة الله ومبادئ الأخلاق معرفة عقلية، وإلا استحق العقاب، بمعنى أن الإنسان يجب أن يميز بفطرته وعقله بين الحسن والقبيح، وأن يفعل الحسن ويتجنب القبيح. كذلك هو الحال مع تلميذ العلاف وابن أخته إبراهيم بن سيار النظّام ( 185-221 هجرية/ 799-853 م ( يقال أنه لقب بالنظّام لأنه كان يشتغل بنظم الخرز في سوق البصرة) حيث قال العلاف بأن المادة تتكون في وحدتها الصغرى من ” الجزء الذي لا يتجزأ ” وأن الجسم يقف عند نهاية في التجزئة، في حين ذهب إبراهيم بن سيار النظام إلى إنكار ” الجزء الذي لا يتجزأ ” وقال بأن الجسم يتكون من أجزاء غير متناهية صغارا لا تنقسم أصلا وأنه يتجزأ بلا نهاية، وهو ما عرف بنظرية الجوهر الفرد، ولعل النًظام من أجرأ علماء المعتزلة على صغر سنة فقد مات ابن 34 سنة وترك كتبا كثيرة بلغت تسعين كتابا لم يبقى من إلا ما ندر، حيث أنكر الجماع والقياس وقال بأن الأمة قد تجتمع على خطأ وأنكر المعجزات المنسوبة للرسول، واعتبر حادثة شق القمر غير صحيحة وعلل رأيه بأن الله لا يشق القمر له وحده – أي للنبي – ولا لآخر معه ولكن يشقه ليكون آية للعالمين وحجة للمرسلين ومزجرة للعباد وبرهانا في جميع البلاد، فكيف لم يعرف به العامة ولم يؤرخ الناس بذلك العام ولم يذكره شاعر، ولم يسلم عنده كافر ولم يحتج به مسلم على ملحد، وانفرد النظام بالقول بخلق العالم دفعة واحدة وكذلك الأمر في البشر” خلق الله الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن, معادن ونباتا وحيوانا وإنسانا، ولم يتقدم خلق آدم عليه السلام خلق أولاده، غير أن الله أكمن بعضا في بعض. فالتقدم والتأخر يقع في ظهورها من مكامنها دون حدوثها ووجودها” فالوجود موجود كله وإنما الظهور متعلق بالزمان والمكان. (5) ونفى العصمة عن الصحابة والأئمة وثبتها فقط للرسول محمد (ص)

من أفكار النظام :

“إن أفعال العباد كلها حركات فحسب، والحركة عنده مبدأ تغير ما، لا حركة النقلة”

” إن الروح جسم لطيف مشابك للبدن مداخل، للقلب بأجزائه مداخلة المائية في الورد، والدهنية في السمسم، والسمنية في اللبن. “

” إن كل ما جاوز حد القدرة من الفعل فهو من فعل الله تعالى، أي بخلق الله تعالى بإيجاب الخلقة، أي بما طبع الله تعالى الشيء عليه كالحجر ونحوه. “

” وافق الفلاسفة في نفي وجود الجزء الذي لا يتجزأ، سابقاً في هذا اكتشاف نظرية الذرة، وأن كل شيء قابل للتجزئة ما عدا

الإلكترون”

“يقول في الإجماع اتفاق المجتهدين بعد النبي ” (5)*



إن البحث الموضوعي والتحري المنطقي عن الحقيقة يسمح لنا بالأخذ والترك ، فالباحث كالمنقب عن المعادن النفيسة ، يقتني الثمين ويترك الغث ، وما أجمل وأبلغ : ما جاء في الحديث الموقوف عن ابن عباس : «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيَدَعُ غَيْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »وهو قول مشهور عن الإمام مالك وغيره من العلماء الأجلاء ،فنحن نأخذ ونترك عن ومن العلاف والنظّام والجاحظ وابن رشد والغزالي وغيرهم ونترك .بدون تعصب أوتطرف أو خشية من الحقيقة والصواب.
فليس عدلا بل ولا يمكن اعتبار البحث في ما لم تقدم فيه العلوم الأساسية ، رياضيات ، فيزياء ، أحياء ، كيمياء ، بحثا ميتافيزيقيا بحتا ، أو ضربا من ضروب الغيب ، لذلك كان الخوض في مسائل لا تخضع للتجربة مسألة علمية أيضا ، فببساطة ؛ أليست الفلسفة تأملا نظريا عقليا بالمقام الأول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي
نور الحرية ( 2017 / 8 / 13 - 20:02 )
المعتزلة كانوا فلتة في زمن المسلمين الرديئ


2 - ممكن
احسان طالب ( 2017 / 8 / 14 - 12:49 )
أهم فكر تجديدي مؤسس أصله المعتزلة

اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية