الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار النهائي للجيش العربي السوري وحلفائه على الإرهاب بات قاب قوسين أو أدنى

عليان عليان

2017 / 8 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


الانتصار النهائي للجيش العربي السوري وحلفائه على الإرهاب بات قاب قوسين أو أدنى
بقلم : عليان عليان
تعود بنا الذاكرة ثلاثة شهور إلى الوراء، وتحديداً في الثامن من أيار 2007 عندما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الأولوية العسكرية هي للبادية ..وكتبت في حينها " أن هذا الإعلان لم يأت من فراغ ، بل جاء في ضوء إدراك القيادة السورية بأن معسكر أعداء سورية من أمريكان ورجعيين وأطلسيين لم يسلموا بنتائج معركة حلب ، بل راحوا يعملون على قضية تقسيم سورية من بوابتين ، بوابة الجنوب والشرق السوري"
مياه كثيرة جرت منذ المؤتمر الصحفي للمعلم ، إذ أن الجيش العربي السوري وحلفائه في عمليات الفجر الكبير ،تمكن خلال ثلاثة شهور من تحرير ما مساحته 45 ألف كيلو متر مربع من تنظيم داعش الإرهابي في شرق وجنوب سورية شاملة البادية الشرقية وصولاً إلى الحدود السورية العراقية ، وتحرير كامل رف حلب الشمال الشرقي من الدواعش ، وتحرير معظم المناطق المتاخمة للحدود الأردنية بما في ذلك معبر نصيب الحدودي مع الأردن ، وكامل محافظة السويداء وكل نقاط تماسها مع الحدود الأردنية بما في ذلك معبر أبو شرشوح والمخافر الحدودية بشكل كامل .
وفي ذات الوقت يواصل الجيش العربي السوري عملياته في ريف الرقة الجنوبي وفي أكثر من محور باتجاه مدينة دير الزور المحاصرة منذ ثلاث سنوات من تنظيم داعش، من أجل فك الحصار عن المدينة وعن الحامية العسكرية فيها، وعن مطار دير الزور ، محققاً نتائج عسكرية كبيرة خاصةً بعد أن حرر مدينة السخنة من الدواعش، وبات يحاصر بلدتي الحميمة وأصبح على مسافة تقل عن 100 كيلو متر من قلب مدينة دير الزور.
هذه الانتصارات خلقت واقعاً استراتجياً على الأرض أفشل المحاولات الأمريكية والرجعية لإحداث حالة قطع ما بين مرحلة انتصار حلب الاستراتيجي وبين المراحل التي تلتها ، ما جعل الأمريكان يسلمون إلى حد كبير بالهزيمة على الأرض ، ويقبلوا بأن يكون لهم حضور شكلي في الترتيبات النهائية ، وفي هذا السياق يمكننا رصد ما يلي :
أولاً : إعلان وكالة المخابرات المركزية وقف برنامجها لدعم وتسليح الفصائل المسماة ( معتدلة ) في سورية والذي جرى تطبيقه منذ عام 2013 وكلف الخزينة الأميركية مئات الملايين من الدولارات، وذلك بعد أم اكتشفت المخابرات الأميركية بأن المجاميع المسلحة فشلت أيما فشل في وقف تقدم الجيش العربي السوري في مختلف الجبهات.
ويصف المحلل الأميركي في "فورين أفيرز" فابريس بالانش قرار إدارة ترامب بأنه تسليم براغماتي للواقع العسكري القائم على الأرض، الذي هو بشكل كامل لمصلحة الجيش العربي السوري وحلفائه .
ثانياً : توافق إدارة ترامب – رغم أنها ليست شريكاً في مؤتمر أستانة – مع القيادة الروسية على وقف إطلاق النار في الجبهة الجنوبية ،ومن ثم إلزام الفصائل الإرهابية المسلحة بذلك ، وقبول هذه الإدارة بأن يقوم ألف جندي روسي بمراقبة وقف إطلاق النار في مناطق خفض التوتر في الجبهة الجنوبية ، ما يعني رضوخ الأمريكان لحقيقة أن ملف الأزمة السورية بات في يد القيادة الروسية وبقية حلفاء سورية العروبة.
ويصف المحلل الأميركي في "فورين أفيرز" فابريس بالانش قرار إدارة ترامب بأنه تسليم براغماتي للواقع العسكري القائم على الأرض، الذي هو بشكل كامل لمصلحة الجيش العربي السوري وحلفائه.
ثالثاً : وصول الفصائل المسلحة في الجبهة الجنوبية- عدا داعش والنصرة- عبر حوار مع داعميها ومع الأمريكان إلى قناعة ، أن مشروعها العسكري انتهى إلى الهزيمة ، وأن المطلوب منها إعادة هيكلتها لتكون طرفاً في التسوية، وأن تتوقف نهائياً عن محاربة الجيش العربي السوري وحلفائه، بشرط أن تبدي حسن النية اتجاه الجيش العربي السوي من خلال التوجه لمحاربة تنظيمي داعش والنصرة.
لقد ثبت بالملموس أن مناطق خفض التوتر التي جرى التوافق عليها في مؤتمر أستانة لم تكن سوى تكتيك روسي سوري إيراني مشترك، في خدمة إستراتيجية القضاء على الإرهاب في سورية، وفي خدمة إفشال وتحطيم المؤامرة الصهيو أميركية الرجعية التكفيرية على سورية.
ففي ضوء تكتيك مناطق خفض التوتر، الذي شمل كما أسلفت المنطقة الجنوبية إلى جانب بقية المناطقٍ ، تمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه من تحقيق ما يلي
أولاً :تحييد دور بقية الفصائل " المسماة معتدلة " ما مكن الجيش العرب السوري وحلفاؤه من التفرغ لمحاربة داعش، وإنهاء وجوده بالكامل من الأراضي السورية، وقد حقق التكتيك الهدف المركزي منه ،ألا وهو المضي قدما لتحرر الأراضي السورية كافة من وجود تنظم داعش الإرهابي ، بعد أن حرر ما مساحته 45 ألف كلو متر مربع على مدى ثلاثة شهور ، وليتفرغ لاحقاً لإلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
وثانياً : استهدف هذا التكتيك دفع العديد من القوى الإقليمية الداعمة للإرهاب لمراجعة حساباتها، والبدء باتصالات مع الحكومة السورية بغية تطبيع العلاقة معها.
وثالثاً : يضاف إلى ما تقدم فإن هذا التكتيك يفسح المجال للتشكيلات العسكرية أو للكثير من أعضاءها الإرهابية، بأن ينخرطوا في عمليات المصالحة والعودة إلى حضن الدولة السورية.
في ضوء ما تقدم يمكننا أن نتوصل إلى حقيقة مدعمة بوقائع الميدان بأن الجيش العربي السوري وحلفائه، اقترب بنسبة عالية جداً من تحقيق الانتصار النهائي وإفشال العدوان الصهيو أميركي الرجعي التكفيري على سورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال