الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل منصب وزير كاف لإطلاق حركة سياسية فلسطينية واعدة

محمود الشيخ

2017 / 8 / 21
القضية الفلسطينية


هل منصب وزير كاف لإطلاق حركة سياسية فلسطينية واعدة وناجحة
بقلم: محمود الشيخ
قبل اكتر من اسبوع اطلق المحامي ووزيير الشؤون الإجتماعيه السيد شوقي العيسه البيان الأول الذى يعلن فيه عن قرب الإعلان عن ميلاد حركه سياسيه داخل الأراضي المحتله وخارجها تحت اسم (حركة الإستقلال الفلسطيني ) (حقي ) محددا اهدافها كغيرها من الأحزاب والقوى السياسيه العامله على الساحة الفلسطينيه،مقاومة الإحتلال والعمل على اقامة الدولة الفلسطينيه وتصويب العمل التفاوضي ومقاومة الفساد وغير ذلك من الأهداف التى ستسعى لها تلك الحركه.
واستوقفني هنا تجارب سابقه لشخصيات فلسطينية تاريخيه كالدكتور حيدر عبد الشافي وغيره من الشخصيات الذين حالوا تشكيل حركات سياسيه ( كحركة البناء الديمقراطي ) لتكون حركه نوعيه على الساحة الفلسطينيه ورغم خبرتهم وتجرتهم الحزبية الطويله والغنيه ورغم حب واحترام وتقدير شعبهم لهم،بفعل دورهم النضالي الممتد عبر سفر شعبنا النضالي بعقود من النضال ورغم طول نفس الدكتور حيدر عبد الشافي وقدرته على الإقناع وجلده والذى لم يكن ينافسه احد على زعامة اي حركة ممكن ان تنشىء الا ان تجربتهم طويت في وقت قصير،رغم ان ظروف نشأتها تختلف عن الظروف الحاليه التى اعلن السيد الأستاذ شوقي العيسه عن ميلاد حركة (حقي ) اختصارا لإسم حركة الإستقلال الفلسطيني،ولأسباب موضوعية وذاتيه فشلت الحركه منها ان العدد الكبير ممن ساهموا في انشائها هم من الكوادر التى غادرت احزابها وبشكل خاص اليسارية منها وحاولوا اما استعمال الحركه كدعاسه للوصول الى السلطه او لإستعادة امجادهم القديمه،فمن وصل للسلطة منهم غادرها ومن لم يصل يأس وغادرها.
ففي الوقت الذى سعى الدكتور لإنشاء تلك الحركه كانت الظروف شبه مهيأه بحكم اختلاف سيكولوجية شعبنا في تلك المرحله عن سيكولوجيته اليوم ،كان حينها معبئ بمعنويات وامال وطموحات سياسيه قادته الى التفكير بأن الإحتلال الى زوال كما اوصلوه من وقع على اتفاق اوسلو الى هذا الإعتقاد،واشيعت الحياة الديمقراطيه بشكل واسع وكبير ولم يكن هناك ما يمنع تشكيل حركات وكان الناس مشحونين بمعنويات قويه لا حدود لها،ويمكن لأي حركة واي حزب استغلالها بإستقطاب الجماهير حول شعارته السياسيه،ومن السهل على التنظيمات نشر ثقافتها السياسيه وتوسيع تنظيماتها لو ارادت تجهيزا لها في معاركها القادمه سواء الإنتخابيه او مع الإحتلال،لكنها لم تفعل وفي نفس الوقت انتشرت ذهنية الركون لدى شعبنا على ان الإحتلال زائل بالمفاوضات السياسيه،واكبر عامل استقطاب في حينها كانت السلطه ووظائفها في مختلف المجالات وطويت المهمات الكفاحيه واصبح الكل يلهث وراء الوظيفة والعمل في السلطه بغض النظر كيف واين.
ورغم ان الإعتقاد الذى ساد حينها من ان الإحتلال رحيله قاب قوسين او ادنى مما شكل اعاقه حينها امام إنضواء الناس تحت اي مسمى من الحركات السياسيه لأن مهمة النضال ضد الإحتلال تمثلت في طاولة المفاوضات والشارع الفلسطيني ركن على الرف هكذا عملت القيادة السياسيه،لهذا غدت السلطه مطلب الشباب وعامل اغراء لوظيفه اولا والكلاشنكوف ثانيا والبرستيج ثالثا.
وكان الألاف يسعون للوصول الى وظيفه لهذا لا يوجد سبب يدفعهم للإنضمام لحركات سياسيه واكبر الحركات هي السلطه بالرغم من ان شخصيات عظيمه نظيفة اليد والفرج كالدكتور حيدر عبد الشافي يقود هذه الحركه الا انها فشلت للأسباب التى ذكرت ولأسباب اخرى منها الموضوعيه بعدم نضوج الظروف السياسيه والإجتماعيه والإقتصاديه لنشوء حركة جماهيريه تقود نضالات شعبنا،في مختلف المجالات،خاصه وانها يجب ان تعبر عن مصالحهم واهدافهم وغاياتهم.
فهل الظروف الحاليه التى نعيشها مواتيه لنشوء حركة سياسيه تحمل نفس الأهداف والغايات التى تحملها حركة الإستقلال الفلسطيني وتنتقد من تنتقده الحركات والأحزاب والقوى السياسيه القائمه،في نفس الوقت ان ارتباط نشوء حركات سياسيه بعدة اسباب اولها تطور النظام الديمقراطي،عند تطبيقه لحق الإقتراع والتصويت البرلماني فهل هناك اقتراع وتصويت ام ان المجلس التشريعي مغلق وموقوف العمل فيه منذ اثني عشر عاما والأعضاء فيه يتقاضون رواتبهم وهم نيام لا دور لهم في اي شيء لا في السلطه ولا في غيرها فقط دورهم الذهاب الى البنك لتقاضي رواتبهم،ثم ارتباط نشوء الأحزاب والحركات بتطور العمل النقابي والمؤسساتي فهل العمل النقابي تطور وزاد دوره وحقق للعمال ومختلف العاملين ما يصبون له ام ان بعض النقابات سحب الإعتراف بها ومنع البعض من موظفي التشريعي من دخول التشريعي،ثم تعتبر الحركات والأحزاب احد اهم عناصر النظام السياسي وعبر مشاركتها السياسيه او في المعارضه،ومعروف ان مهمة الحركات والقوى السياسيه هي مراقبة عمل السلطه وتصحيح عملها ومحاربة الفساد وتحديد سياساتها الإقتصاديه والإجتماعيه والسياسيه والإداريه،والسؤال هنا هل قوانا القائمه حاليا تقوم بهذه الوظائف ام انها عاجزه عن كل ذلك وتقوم بوظيفة واحده هي تلقي مخصصاتها ولا اعتراض على اي شيء اخر كمن يعمل تحت شعار ( اقبض مخصصك وانفد بريشك ) هذا هو حال قوانا السياسيه فهل ستكون حقي كمن سبقها من الحركات والأحزاب قابله للإحتواء وان كانت مثلهم فهي اضافه كميه وليست نوعيه فقد تشابهت مع باقي الحركات،المهم ان الظرف السياسي عربيا وفلسطينيا ودوليا ليس في صالح نشوء حركات سياسيه جديده على الساحة الفلسطينيه،الى ان تنشأ الظروف هي التى ستدفع الألاف من الناس لتشكيل حركاتهم السياسيه كبديل عن القائم الذى شاخ وهرم واصبحت احزابهم وقواهم كاحزاب النخبه لا هم لهم غير المخصصات،اما التوعيه والتثقيف والإستقطاب واعداد نخبة منهم لقيادة تلك القوى غير وارد في ذهن هؤلاء التاريخين.واخيرا في ظل غياب الديمقراطيه الحقيقيه لا حركات ولا احزاب يمكنها ان تنشأ وتعمل وتخالف السلطه،ولذلك اعتقد ان حقي جائت في ظروف سياسيه واجتماعيه واقتصاديه وعربيه غير مواتيه لذا لن تعيش اكثر مما عاشت حركة البناء الديمقراطي بزعامة رجل تاريخي كالدكتور حيدر عبد الشافي رحمه الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع