الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيتماتوف يجمع الكتّاب في ملتقى حوار الثقافات

عماد الدين رائف

2017 / 8 / 21
الادب والفن


أنهى ملتقى "قراءات أيتماتوف لحوار الثقافات" الدولي أعماله في العاصمة القرغيزية بشكيك (17-19 آب/ أغسطس الجاري)، بمشاركة كتاب وأدباء ومثقفين ودبلوماسيين وأساتذة الآداب من دول آسيا الوسطى وجمهوريات روسيا الاتحادية والعالم العربي والصين. ويهدف الملتقى الذي نظمته وزارة الثقافة القرغيزية و"مجموعة الرؤية الاستراتيجية - روسيا والعالم الإسلامي" إلى تعزيز روح الحوار بين الثقافات ونبذ العنف، وتبني الأفكار الإنسانية السامية في أدب الكاتب القرغيزي العالمي جنكيز أيتماتوف (1928 - 2008) سبيلا لتحقيق ذلك.
في الافتتاح الرسمي للملتقى، وبعد وضع الوفود المشاركة أكاليل من الزهور على ضريح أيتماتوف في ناحية آتا-بييت، بدأت أعمال الملتقى في فندق "جنّات" في بشكيك، حيث ألقى الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية، نائب وزير الشؤون الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف تحية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي تناولت أهمية التراث الأدبي في عملية البناء المشترك للعلاقات بين الشعوب، وفي الصراع مع الأفكار الراديكالية لبناء عالم أكثر عدلا وديمقراطية وتعزيز احترام القانون الدولي واحترام سعي الشعوب إلى تحديد مستقبلها بنفسها. وقال: من دواعي سروري أن يكون التراث الأدبي والإبداعي الغني لأيتماتوف لا يزال إلى اليوم يلهم الناس ضرورة البحث عن اجابات فعالة عن التحديات العديدة في عصرنا على أساس القيم الأخلاقية والروحية الثابتة، والإيمان بالمبادئ الإنسانية.
كما حيا رئيس جمهورية تتارستان، في رسالة، المشاركين في الملتقى متمنيا أن ينتج أفكارا جديدة في إطار حوار الثقافات، معتبرا أن أيتماتوف يشكل ظاهرة ثقافية عالمية. كذلك رئيس جمهورية قرغيزستان المازبيك اتمبايف أكد في رسالة قرأتها نائبته الفيرا سارييفا على أهمية الأفكار الانسانية السامية التي حملها فكر أيتماتوف من قرغيزيا إلى العالم كله، حيث قرأ سكان الأرض نصوصه وتفاعلوا معها كل بلغته. واستشرف احتفال بلاده السنة المقبلة بالذكر التسعين لولادة كاتب يفخر به كل المثقفين النابذين للعنف والتطرف.
وتطرق رئيس تحرير الموقع العربي للمجموعة الاستراتيجية الدكتور سهيل فرح في كلمته، التي حملت عنوان "دور الشخصية في حوار الحضارات: جنكيز أيتماتوف نموذجًا"، إلى مميزات شخصية أيتماتوف وأعماله على صعيد ترسيخ القيم الإنسانية، وأهمية الأدب في حوار الحضارات. ولفت إلى السمات التي تفرّد بها ايتماتوف، والتي خوّلته عبر ترجمات مختلفة إلى لغات العالم، الوصول إلى التفاعل الحضاري مع الثقافات المختلفة التي تجد صدى لها في أبطال قصصه المختلفة حينًا وفي الواقعية السرديّة أو في أفكاره التي بثّها عبر تلك القصص والمقالات المختلفة أحيانًا أخرى. وبذلك يمثّل أيتماتوف النموذج الذي يعتبر تعميمه ضرورة على صعيد الفكر الإنساني.
وتناولت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ أهمية الأدب في نبذ العنف، وتعبيد الطريق امام فهم إنساني واسع للمشكلات التي تواجه الإنسان في عصرنا الحاضر، مؤكدة على القيم الإنسانية السامية التي حملها فكر جنكيز ايتماتوف والتي تصلح للتعميم في الدول التي تشهد نزاعات ومنها الوطن العربي. وقالت: إن روايات أيتماتوف جسدت الواقع بقلم وأسلوب أدبى بالغ الدلالة والتأثير، وعكست الكثير من الرؤى والدلالات السياسية، التي تمحورت حول ضرورة الاصلاح السياسي والسلام العالمي.

أعمال الملتقى

بعد الافتتاح الرسمي انطلقت أعمال الملتقى بتيسير من منسق "مجموعة الرؤية الاستراتيجية - روسيا والعالم الإسلامي" الدبلوماسي فينيامين بوبوف، الذ رأى أن الميزة المدهشة لأيتماتوف هي أنه لم يستوعب فقط المكونات المدمجة لتاريخ البشرية، بل فهم أيضا المجتمع الحديث، كما لو أنه كان يستشرف المستقبل. وكثيرا ما كان يكرر أن مشكلة التفاهم في عصر العولمة تتطلب رؤية مقترنة استراتيجيا بدلا من الرؤية القديمة البالية. واعتبر بوبوف أن الوضع العالمي في عصرنا هذا معقد للغاية، وهناك قوى عتية ذات جبروت تود أن تظهر هذا التعقيد وكأنه نتيجة لصراع حتمي بين الحضارات، خاصة بين العالم الإسلامي ودول الثقافة الأوروبية أو دول التكامل الأوراسي. ولكن لا ننسى أن الاتجاهات الحالية هي السلام والوئام. فالسلام والوئام هما أهم إنجازات البشرية. ونحوهما يجب أن تتدفق أفكار الأديان العالمية، مثلما تتدفق الأنهار التي تصب في بحر واحد أوحد.
وقد تناولت في كلمتي علاقة أيتماتوف بلبنان والكتاب والمثقفين، والهموم الأدبية المشتركة، قبل الحرب الاهلية في لبنان، وتوصياته إلى المؤتمر الثالث لكتاب آسيا وأفريقيا ربيع العام 1967، الذي عقد في بيروت. وقدمت عرضا لنتائج استطلاع أجريته حول أيتماتوف وأعماله المترجمة إلى العربية، طارحا إمكانية إعادة تقديم تلك الأعمال وجعلها في متناول الفئات الشابة من القراء العرب.
ومن المداخلات المهمّة في الملتقى، كلمة عميد كليّة الآداب في جامعة موسكو الحكومية الدكتور ألكسندر بوندريوف، بعنوان "الحوار بين الحضارات في إبداع جنكيز أيتماتوف"، وكلمة رئيس اتحاد كتّاب تتارستان الدكتور دانيل صاليحوف بعنوان "تعاون الكتاب التتار والقرغيز في بداية القرن الحادي والعشرين"، وكلمة أستاذة العلوم الفلسفية في جامعة بشكيك الحكومية الدكتورة آينورا قاديرمانبيتوفا بعنوان "فلسفة الأسطورة الشعرية عند جنكيز أيتماتوف"، وكلمة الدبلوماسي الدكتور سالم الريامي من سلطنة عمان عن أهمية الأدب من التفاعل الحضاري بين الدول وتعزيز سبل حوار الحضارات، وكلمة الدكتور عامر السبايلة من الأدرن بعنوان "أيتماتوف ورسائل الإنسانية العابرة للحدود: ملامح الشخصية ومعالم الإبداع"، بالإضافة إلى مشاركات أخرى من قرغيزستان والصين وأوزبكستان وطاجيكستان والمملكة المغربية. وقد عبرت المداخلات المختلفة عن أهمية فكر أيتماتوف، معترفة بأنه كمفكر سبق زمانه إلى تحديد مشكلات المجتمعات محاولا ابتداع الحلول الإنسانية الملائمة لتلافي الصراعات بين القوميات والاثنيات والثقافات. وقدمت أفكار أيتماتوف كعلاج للمشكلات المتراكمة التي تغرق فيها المناطق الملتهبة في آسيا والعالم العربي.
كما شاهد المشاركون فيلمًا وثائقيًّا عن حياة أيتماتوف، واستمعوا إلى شهادات من زملاء لأيتماتوف عاصروه وكانوا من أصدقائه، كان من بينها شهادة بروفيسور أكاديمية العلوم القرغيزية غولجيغيت سورونكولوف، ورئيس اتحاد كتاب قرغيزستان أكبر ريسكولوف، بالإضافة إلى شهادة من أخت الكاتب الراحل روزا أيتماتوفا، التي أصدرت كتابين من المذكرات المشتركة لها مع الكاتب، وفيها الكثير من التفاصيل لم ترو سابقا عن حياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا