الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنا غريب - الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التحرّر الوطني والمقاومة العربية الشاملة.

حنا غريب
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني

2017 / 8 / 21
مقابلات و حوارات



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -205- سيكون مع الأستاذ حنا غريب - الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني -  حول: التحرّر الوطني والمقاومة العربية الشاملة. 

مقدمة
شكّلت المنطقة العربية التي تقع عند ملتقى القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وإفريقيا، إحدى أكثر المناطق أهمية في الاستراتيجيات الدولية المتعاقبة. وتتميّز هذه المنطقة بكثافتها السكانية المرتفعة التي تصل إلى نحو أربعمائة مليون نسمة راهناً، معظمهم من العرب إلى جانب قوميات وجماعات أخرى منها الأكراد، والأمازيغ، والأقباط، والتركمان، والأرمن، والسريان، والكلدان، والشركس، وغيرهم. وقد شهدت المنطقة تاريخياً غزوات إقليمية متعاقبة من دول الجوار، العثمانية والفارسية والأوروبية، ومن الدول الآسيوية البعيدة خلال غزوات المغول والتتار إبان حكم هولاكو وتيمورلنك . كما شهدت منذ أكثر من مئة عام تركّز جزء مهمّ من الصراعات الدولية فيها، نتيجة تعدّد إستراتيجيات السيطرة الغربية عليها، عبر الشركات الرأسمالية الاحتكارية المتعددة الجنسيات المتنافسة على مواردها وثرواتها، وإستخدام كل أشكال النزاعات الداخلية والإقليمية لإخضاعها سواء بالقوة العسكرية أو عبر التحالفات الإلحاقية لزعمائها.
وإذ قامت غالبية الأنظمة العسكرية والنفطية العربية على قاعدة تثبيت شرعية الدول العربية الناشئة متوسّلة القمع وتعميق التبعية للدول الكبرى، فإنها حافظت، شكلاً، على وحدة أراضيها ومؤسساتها، ولكن مع استخدامها أقصى درجات القمع والاستبداد ضد شعوبها وضد التيارات والقوى العلمانية المطالبة بالحكم الوطني الديموقراطي، ورفضها الفعلي للاعتراف بالحريات العامة، بما فيها حرية الأقليات، عرقية كانت أم طائفية، ما تسبب باتساع الدعوات الإنفصالية والتقسيمية وفي طليعتها دعوة الأكراد لقيام كردستان الكبرى المستقلة، ودعوة الأمازيغ للحكم الذاتي، وتقسيم السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية، والحروب المستمرة في الصومال، واليمن، وسوريا، والعراق، والتفجيرات الإرهابية التي تحصل في مصر وغيرها، والتي تنذر بتفكيك المنطقة راهناً إلى دويلات صغيرة وضعيفة تخدم المشروع الأميركي – الصهيوني في تحقيق أهدافه في تصفية القضية الفلسطينية واقامة مشروع "إسرائيل، دولة اليهود في العالم، وفي نهب ثروات المنطقة والعودة بها إلى سياسة الأحلاف والمحاور والتطبيع السياسي والعسكري المعلن مع إسرائيل مؤخرا خلال زيارة ترامب إلى كلّ من السعودية والكيان الصهيونيّ ، وتأسيس حلف «الشرق الأوسط الجديد»،
ان هذا الصراع الدائر في منطقتنا العربية، ومنذ سنوات، يأشكاله المختلفة وتداخلاته المتعددة ، هو في احد جوانبه الخارجية ، جزء من هذا الصراع الدولي القائم حاليا على غير صعيد وفي أكثر من مكان، ويندرج في سياق ما يشهده العالم من صراعات في هذه المرحلة الأنتقالية من النظام العالمي الآحادي القطبية إلى نظام جديد متعدد الأقطاب حيث يشتد فيه الصراع ويتداخل بأبعاده كافة الدولية والاقليمية والداخلية، هذا التداخل الذي يتجلى اليوم بوضوح في الحرب الدائرة بشكل خاص في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كما تجلى ويتجلى أيضا في ما عبرت عنه أيضا انتفاضات شعوبنا العربية ضد أنظمتها العسكرية والنفطية والقمعية، وما جسدته حركات المقاومة، مؤكدة جميعها على موقفها وارادتها في التحرر الوطني والاقتصادي والاجتماعي، وعزمها على مقاومة هذا المشروع الأميركي - الصهيوني في آن.
من هنا، أصبح ما نطرحه من قضايا أساسية متعلقة بقيام مشروع يساري نهضوي عربي يجسد شعار :المقاومة العربية الشاملة، ضرورة ملحة يفرضها الواقع المأزوم لمجتمعاتنا العربية وحاجتها الملحة للتغيير الديمقراطي ليس على صعيد كل بلد عربي فحسب، بل على صعيد بلداننا العربية كافة. وإذ تغطي الأزمة المستويات كافة - السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية - فإن ثمّة مسؤولية تاريخية تقع على عاتقنا أفرادا وأحزابا يسارية وديمقراطية للاستجابة لتحديات الواقع وابتكار الأساليب والأدوات والبرامج الأكثر فعالية من اجل تحقيق هذا الشعار، بعد الاتفاق على فهم مشترك لطبيعة هذه الأزمة وعواملها الأساسية.
وقد سبق وطرح المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي اللبناني هذا الشعار وقدّمه في بعض المقالات والندوات آخرها الورقة التي قدّمت في الندوة التي أقامها اللقاء اليساري العربي في تونس بعنوان: "فلسطين 100 عام من المقاومة"، ونحن نرغب من خلال هذه الورقة الموسّعة توسيع دائرة النقاش الذي لا بد ان يصب باتجاه بلورة الموضوع.


خلفية تاريخية:

إن ما يجري اليوم في منطقتنا العربية يذكّرنا بمحطات خطيرة شهدتها هذه المنطقة منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، حين أدخلت في دائرة الخضوع للسيطرة الاستعمارية ومن ثمّ للتبعية للإمبريالية. وأهم تلك المحطّات هي تلك التي برزت مع نهايات الحرب العالمية الأولى وترافقت مع تقاسم القوى الاستعمارية المهيمنة عسكرياً آنذاك (فرنسا وبريطانيا) لمنطقتنا تحت مسمى معاهدة سايكس- بيكو، بالتزامن مع بدء الاكتشافات النفطية والموارد الطبيعية العربية الغنية. وقد فرض الواقع الاستعماري تمزيق هذه الأمة وتشتيتها ومنع تقدمها وتحررها وتوحدها، عبر إعلان وعد بلفور وخلق بؤرة سرطانية في قلبها، تجسيداً لتقاطع المصالح الاستراتيجية بين المستعمرين وبناة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، المولود من رحم الأطماع الغربية تجاه المنطقة. وسرعان ما تجاوز هذا المشروع كونه كياناً إستيطاناً إلى اعتباره كيان- وظيفة يندرج عضوياً في بنية السيطرة الاستعمارية على بلادنا.
ولا بدّ أن نشير إلى أن النواة الجنينية للمقاومة بدأت تتشكل منذ السنوات الأولى للاستيطان وللاحتلال على مستوى الأمة عموماً، وعلى أرض فلسطين على وجه الخصوص، حيث واجه شعبها بصلابة، رغم الاختلال في موازين القوى، مفاعيل وعد بلفور، ودفع في أتون ذلك الصراع المبكر أثماناً باهظة. واندلعت لاحقاً بوجه هذا الاغتصاب الصهيوني المدعوم من الإمبريالية - البريطانية بداية ثم الأميركية والغربية – مواجهات توّلت قيادتها ودعمها أنظمة عربية كانت في معظمها تابعة. وإذ انطلقت هذه المواجهات تحت راية العروبة بداية، إلا أن طبيعة القوى الطبقية والسياسية المسيطرة على مقاليد الحكم في هذه الأنظمة المرتبطة تبعياً بالدول الاستعمارية، جعلت هذه الشعارات تبقى حبراً على ورق، ما أوصل هذه الأخيرة، في كثير من الأحيان، إلى حدّ ممارسة الخيانة الوطنية الصريحة مع نشوء الكيان الصهيوني .
أما تلك الفئات من البرجوازية الصغيرة التي تسلّمت السلطة لاحقاً في عدد من البلدان العربية، رافعة لواء الوحدة والحرية والاشتراكية، فإنها لم تلبث هي الأخرى أن وصلت إلى طريق مسدود، بسبب طبيعتها الطبقية الملتبسة وميلها الدائم نحو المساومة وتحوّل الشرائح العليا منها إلى برجوازية كولونيالية مشبعة بالنزوع نحو الاستبداد، وذلك بالرغم من إنجازات اقتصادية واجتماعية نسبية سعت إلى تحقيقها في عدد من المجالات. وبالرغم من عظيم الجهود والتضحيات التي قدمتها جيوشنا العربية، وشعوبنا ومقاومتها في حروبها مع إسرائيل، فقد ظلت هذه الفئات عاجزة عن تحقيق الشعارات التي أوصلتها إلى السلطة.
لقد سلكت بلداننا باكراً طريق التحرّر الوطني وحقّقت استقلالها الوطني، ولكن آفاق هذا الإستقلال سرعان ما أُقفلت عند حدود إنتاج وتجديد علاقات الإنتاج الكولونيالية المحكومة بالتبعية للأمبريالية. وإذا كانت الظروف الموضوعية قد أمنت في البداية للبرجوازية تبوّء موقع القيادة في حركة التحرّر الوطني، لكن الطبيعة الطبقية لهذه البرجوازية حملت في طيّاتها بذور الانحراف عمّا تطمح إليه هذه الحركة، في ظلّ العجز الموضوعي والذاتي للطبقة العاملة وأحزابها الثورية عن القيام بدورها. وقد سبق لنا كحزب أن ناقشنا هذه الأزمة في مؤتمرنا الرابع وأكدنا وجود أزمة مزدوجة في حركة التحرّر، هي أزمة قيادتها وأزمة بديلها الثوري. وقد تفاقمت هذه الأزمة المزدوجة مع رحيل الرئيس جمال عبد الناصر وسلوك البرجوازية (بشخص أنور السادات) طريق الخيانة الوطنية عبر توقيع إتفاقيات صلح مع الكيان الصهيوني، وما تلاها من اتفاقيات وصولاً إلى اتفاقية أوسلو التي وقعتها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقدمت فيها التنازلات على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. ولم تجد البرجوازية والقوى المتنفذة في النظام الرسمي العربي حيال تداعيات الهزائم العسكرية والسياسية، سوى اعتبار تلك الهزائم أمراً واقعاً، واستسهال التنازل عن الثوابت وتبديد الحقوق، والتسليم المتسرّع بالتسويات المجحفة مع هؤلاء الأعداء، ومواصلة التمسك "بالحل الأمريكي" لقضايا الصراع العربي – الصهيوني على حساب الحقوق المشروعة.


"الفوضى الخلّاقة" الراهِنة في بعديها الأمني والسياسي:


إن الإستعمار الغربي عمدَ في الوقت الحاضر، إلى تجديد مشاريع الهيمنة والاستتباع، وأخطرها مشروع الشرق الأوسط الجديد. فتحقيقاً لهذا المشروع، لم تكتفِ الإمبريالية باستخدام آليات السيطرة التقليدية و"الناعمة"، السياسية منها والإقتصادية والثقافية، ولا بخدمات الأنظمة المحلية الدائرة في فلكها، بل عاد من جديد إلى الاحتلال العسكري المباشر للأرض ونشر المزيد من القواعد العسكرية في المنطقة، وإلى تفجير كل أشكال الصراعات المذهبية والطائفية والإثنية المحمومة فيها....مع تجهيل صراع واحد أريد له أن يبقى مغلقاً، هو الصراع العربي – الاسرائيلي.
ونحن ندرك أن فهم ما جرى ويجري من أحداث وتطورات في بلداننا غير ممكن من دون فهم القانون العام الذي يتحكم بتطورها، ألا وهو قانون التطور التابع. والقناعة تزداد لدينا بأن الانعتاق من أسر هذه التبعية مشروط بإطلاق حركة للتحرر الوطني تعمل على تفكيك القاعدة المادية للسيطرة الإمبريالية وتحقّق الاستقلال الوطني الفعلي، الذي لا يعني أبدا النزوع نحو العزلة الدولية. وتنسحب قناعتنا هذه على القول بتلازم العداء للإمبريالية مع العداء للرأسمالية وصيغها النيوليبرالية الفجّة، وبضرورة تبديد الأوهام بإمكان بناء رأسمالية مستقلة في بلدان تابعة.
إن المشروع الاستعماري، بأدواته المتنوّعة، قد استخدم الطبيعة الكولونيالية التبعية لغالبية الأنظمة العربية - سواء تلك التي كانت تعتبر نفسها خارج إطاره، أو خصوصاً تلك التي كانت منذ البداية جزءاً لا يتجزأ منه – ليخلق البيئة الحاضنة والداعمة فعلياً للمجموعات الإرهابية المتنوعة المشارب والأصول. وبما أننا نواجه ضمن هذا التوصيف (المفتوح للنقاش والإغناء) مشروعا عدوانياً شاملاً ومتكاملاً يهدد وجودنا ومصيرنا، فإنه لا بد لنا من مواجهته بمشروع نقيض شامل ومتكامل، كي يكون ندّاً له في الساحات كافة. وما طرحناه ونطرحه كحزب وندعو إلى السير به في مواجهة هذه الهجمة العاتية، هو مشروع تجديد حركة التحرر الوطني العربية وإعطاؤها وهجاً جديداً يتجسّد في إطلاق حركة مقاومة عربية شاملة، بما في ذلك المقاومة العسكرية، تغطي بشكل خاص البلدان الرازحة تحت خط النار من فلسطين إلى سوريا وصولا إلى العراق واليمن ولبنان ويكون فيها لليسار دور اساسي.
نطرح ذلك استنادا واستكمالا لما شكلته الانتفاضات الشعبية العربية، من مرحلة نوعية جديدة في النضال التحرري العربي، من حيث الشعارات التي رفعتها وبخاصة شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" والطابع الواسع للقوى الشعبية المشاركة فيها. لقد استطاعت هذه الانتفاضات إسقاط رؤوس أنظمة ديكتاتورية تابعة، إلاّ انها لم تتمكن من اسقاط الأنظمة لأسباب عدة أهمها ضعف اليسار والحاجة الملحة للارتقاء بمشروعه وبناء ذاته، كبديل ديمقراطي قادر برؤيته وبرنامجه على ربط التحرر الوطني بالتحرر الاجتماعي، ذلك ان المشروع الأميركي القائم على القوى الطائفية والمذهبية لا يمكن مواجهته بقوى من الطبيعة نفسها، التي لا أفق لمشروعها أيضا، بحكم تركيبتها الطبقية والطائفية، حيث ستجد نفسها في نهاية المطاف تلتقيه عند منتصف الطريق، ضمن دور أو حصة وفي إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد - بغياب المشروع البديل - الذي يعمل الأميركي بغض النظر عن قدرته على تحقيق النجاح، على ضبط الجميع، بما فيها حركة القوى الإقليمية والدولية وطموحاتها الخارجية في اطار مشروعه هو، وبما يحفظ مصلحته ومصلحة إسرائيل وأمنها أولاً وأخيراً.
ولا بدّ من التأكيد، في معرض الحديث عن هذه المقاومة العربية الشاملة، على أن فلسطين تشكّل القضية الاساس في هذا التوجه المقاوم، باعتبار القضية الفلسطينية شكّلت، تاريخياً الاستهداف الأساس الذي انعقدت حوله مجمل التدخلات الاستعمارية المتعاقبة التي طاولت المنطقة منذ نشوء الكيان الصهيوني. وبهذا المعنى، فان إعادة الاعتبار للقضية الأم، أي قضية فلسطين، كعنوان مفصلي وجامع لمقاومة المشروع الاستعماري، من شأنها أن تحفّز كلّ من يريد فعلاً أن ينتصر لهذه القضية أن يوجّه بندقيته في الاتجاه الصحيح، أي في اتجاه المشروع الأميركي والعدو الصهيوني والاستيطاني والقوى الرجعية والإرهابية المتحالفة معها، وأن يخلق في الوقت ذاته في كلّ بلد من بلدانه الشروط التي تعزّز الانتصار في هذه المواجهة، ليس بأبعادها العسكرية فقط، بل كذلك بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


البعد الاقتصادي: غاية أم وسيلة؟

لقد ولّدت البرحوازية الكولونيالية والطفيلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي نتائج مدمرة لشعوب المنطقة، مع انّ عالمنا العربي يزخر بموارد ضخمة (الموقع الجغرافي، الثروات البترولية والغازية والفوسفات والمعادن الثمينة، والموارد البشرية الفتية، والمساحات الزراعية الواسعة الانتشار، والقدرات الهائلة الكامنة لاستخراج الطاقة الشمسية....). لقد كان من المفترض أن تؤمن هذه الموارد للشعوب العربية قدراً مستداماً من التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، وهذا ما لم يحصل. ويشهد على ذلك واقع الأوضاع المعيشية البائسة التي تعاني بسببها تلك الشعوب (الجوع والأمية والبطالة والتهميش والمرض لعشرات الملايين من الناس)، والتي شكلّت - إلى جانب القمع والاستبداد - الدافع الأساسي للانتفاضات الشعبية العربية الأخيرة.

وتثبت المقارنات الدولية أن البلدان العربية قد سجّلت خلال العقود الستّة المنصرمة أدنى معدلات النمو السنوية للناتج المحلي للفرد فيها وسطياً، مقارنة بالتكتلات العالمية الأخرى. كما تثبت أن العديد من بلدان العالم التي كان مستواها الاقتصادي والاجتماعي في الخمسينيات أدنى بكثير من مستوى البلدان العربية، باتت في الوقت الحاضر تتجاوز هذه الأخيرة بشكل حاسم، ما يطرح الإشكالية الأساسية المتعلقة بأبعاد الدور الوظيفي للنفط وكذلك حجم المنافع ووجهة استخدامها مع كل ما انطوى عليه تاريخياً وجود هذه الثروة في منطقتنا العربية.

لقد ثبت بوضوح أن التوظيف السياسي والاقتصادي لعائدات هذا المرفق الحيوي قد شكّل الأداة الأساسية في عملية إنتاج وإعادة إنتاج سيطرة البرجوازية الكولونيالية، وبالتالي سيطرة الإمبريالية على المنطفة. وعلى إمتداد عقود طويلة جرى تدمير أو تبديد الجزء الأساسي من هذه الثروة، عبر استجلاب وتكرار الغزوات والحروب الخارجية أو التواطؤ معها (الحروب العربية-الإسرائيلية، حرب الخليج الأولى ومن ثمّ الثانية، التدخلات الأميركية والأطلسية الموضعية، ...)، وتعميم وتمويل العديد من الحروب والنزاعات الأهلية في غير بلد من بلدان المنطقة. كما جرى ترسيخ نمط اقتصادي عربي يقوم على الفقاعات العقارية والتكتلات التجارية الاحتكارية والاستهلاك الاستيرادي التبذيري وغير المنتج، الأمر الذي سهّل عملية السطو عبر سياسات عامة – مالية وضريبية واتفاقيات – مشوّهة نهبت الخيرات والموارد المتاحة لمصلحة الطبقات الطفيلية الداخلية المهيمنة ومصالح الدول الأجنبية الراعية والمتحكمة بقواعد "اللعبة الدولية".

إن هذا النمط الاقتصادي العربي بقيادة البرجوازية الكولونيالية قد تميّز بطبيعته التبعية وبسيطرة النشاطات الريعية، ما مهّد السبيل أمام إنتاج مجتمعات هجينة تحتكر فيها القلة - من أمراء السلطة والمال والمنتفعين من الأجهزة المتنفّذة والعائلات الحاكمة - بالجزء الأعظم من الموارد والثروات الوطنية المتاحة، فيما تنحسر رقعة الطبقات الوسطى وتتوسع جيوش الفقراء والمهمَّشين والمتعطلين عن العمل والمستبعدين. لقد أفضى هذا النمط إلى إعاقة مسيرة التنمية الاقتصادية، من خلال التسريع في انهيار الزراعة والإصلاح الزراعي وإجهاضه محاولات الثورة الصناعية (مصر، الجزائر، تونس، العراق، سوريا...)، وعدم تطويعه التكنولوجيا عبر قنوات التعليم الجامعي والمهني ومحفّزات سوق العمل، وحؤوله دون مراكمة القيم المضافة في المزايا الاقتصادية الانتاجية النسبية المقارنة. وقد بقيت الشعارات المعلنة حول التنمية، من جانب هذا النمط، شعارات ذات صفة خطابية عامة، وكان الهدف الأساسي منها توفير ستار أيديولوجي فوقي يغطي "لعبة" المصالح الرأسمالية الفئوية والعشائرية و"الجهازتية" والزبائنية الضيقة. وينطبق هذا الواقع، بنسبة أو بأخرى وبأشكال متفاوتة على مشرق العالم العربي ومغربه، كما ينطبق بشكل خاص على البلدان النفطية العربية التي اضطلعت بدور القاطرة الاقتصادية لمجمل النظام الرسمي العربي، سواء خلال الحقبة التي سبقت تعاظم ظاهرة العولمة أو خصوصاً خلال الحقبة التي تلتها.

وقد فشلت الأنظمة العربية وتشكيلاتها الحاكمة – الملتحقة بالمشروع النيوليبرالي الدولي - في بناء نسق نمو رأسمالي يحظى بقدر مقنع من الاستقلال الذاتي (على غرار ما حصل في تجربة الغرب عموماً)، وفي تحرير الثروات القومية ووضعها في خدمة المشاريع التنموية، والاقتصاد المادي المنتج، وفي توفير حدّ مقبول ومستدام من الخدمات العامة الرئيسية (طبابة، صحة، تعليم، وظائف، سكن، نقل)، التي تشكّل جميعها ركيزة أساسية ليس فقط للاستقرار الاجتماعي والسياسي، بل لبناء الأساس المادي للتحرر الوطني.

لقد فشلت، أي هذه الأنظمة، بحكم طبيعتها الطبقية أبضا، في توجيه عملية التراكم الداخلي لخدمة أهداف التنمية، وفي التحكم بالفائض المالي لمصلحة تحقيق هذه الأهداف. كما أنها لم تنجح في تجسيد نموذج إنمائي يقوم على حدّ أدنى من مفهوم الاعتماد على الذات، ويستفيد قدر المستطاع من الخبرات والتقنيات الخارجية المتاحة، مع التأكيد على انّ خيار الاعتماد على الذات لا يعتبر خياراً اقتصادياً بحتاً، بل هو في الدرجة الأولى خيار سياسي يندرج ضمن سيرورة نضال الشعوب من أجل تحقيق استقلالها الحقيقي وتقدمها الاجتماعي. وإذ إدعت التيارات الدينية – بما فيها التيارات الدينية الممانعة – القدرة على ملء الفراغ الناجم عن فشل النمط الاقتصادي والاجتماعي المهجوس بالنزعات الليبيرالية، إلا أن جلّ ما توخته فعلياً إقتصر بشكل مقصود على طمس الانقسامات الطبقية والاجتماعية وإخفائها، ومحاولة التحكم بالحركات المطلبية والسيطرة على النقابات العمالية وإخضاعها لأجندتها السياسية المباشرة، ناهيك عن ميلها الطبيعي نحو قمع الحريات العامة وتقييد الطابع المدني والعلماني للدولة، والحؤول دون تحرّر المرأة من خلال الإبقاء على قوانين متقادمة للأحوال الشخصية. وهذا ما أثبتته على الأقل تجارب العديد من الحركات الدينية الإسلامية التي استلمت الحكم لفترات زمنية متفاوتة في العديد من البلدان العربية، كتونس ومصر والسودان والصومال وغيرها.



مهمات القوى اليسارية:


لقد بات أمراً ملحاً أن تعيد احزاب الطبقة العاملة والقوى اليسارية والوطنية والديموقراطية النظر في ممارساتها النظرية والسياسية وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية، بغية مواجهة المرحلة المستجدة التي تحاول فيها القوى الامبريالية تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. والمطلوب من هذه الأحزاب التي يفترض أن تجسّد تطلعات العمال والفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة أن تستعيد دورها التاريخي في تشكيل وقيادة كتلة شعبية تتولى دفع مسيرة التغيير السياسي إلى الأمام، آخذة في الإعتبار مغزى التحولات التي اقترنت بها ظاهرة العولمة ومحصلة تجارب التحالفات السابقة. ونحن ندرك الفرق الواضح بين الضرورة التاريخية التي تتطلب احتلال الطبقة العاملة موقع القيادة في حركة التحرر وبين الواقع التاريخي لهذه الطبقة في البنية الكولونيالية وتأثير العلاقات الإجتماعية الموروثة ما قبل الرأسمالية.
ونحن نعلّق الآمال على إمكان تعويض مواطن الضعف والخلل لدى الأحزاب اليسارية، من خلال إعادة صوغ نهجها الثوري في التصدي لمهمات التحرّر الوطني المرتبطة مع مهام الصراع الطبقي في جميع حقوله وبناء التحالفات الطبقية الضرورية والواسعة في مواجهة التحالف الداخلي المسيطر بقيادة البورجوازية الكولونيالية الطفيلية. ونشدّد في هذا الإطار على ضرورة الانفتاح على التشكيلات الديمقراطية وغير الطائفية، بما فيها خصوصاً الطيف الواسع من القوى الوطنية والديمقراطية والقومية والتقدمية والتجمعات النقابية المستقلة وسائر المنظمات المدنية الديمقراطية.
إنه لمن السذاجة بمكان مطالبة البرجوازية بأن تقود ثورة تستهدف تقويض الأسس المادية لسيطرتها الطبقية وتضع التاريخ الاجتماعي لأمتنا على طريق الانتقال إلى الإشتراكية. وحتى بالنسبة إلى الأنظمة البرجوازية الصغيرة التي سميت تقدمية، فإن سعي بعضها إلى تنفيذ إصلاحات بنيوية ومناصبة الإمبريالية العداء لم ينسحب ممارسةً من النوع نفسه في موقفها من الرأسمالية، ما جعل الانعتاق من الإمبريالية أمراً شبه مستحيل من دون التخلص من الرأسمالية. وقد عزّز هذا الفصل بين مهمات التحرر الوطني ومهمات التغيير الديمقراطي انتشار المساومات غير المبدئية داخل هذه الأنظمة التي انتهت إلى مغادرة مواقعها التحررية وإلى توسّل القمع والاستبداد والسير في طريق التبعية الكاملة.
وإذا كان طبيعياً ان تنتهج البرجوازية هذا المسار، فإنه من غير الطبيعي أن تستقيل الطبقة العاملة وأحزابها اليسارية من مسؤوليتها التاريخية في خلق البديل الذي يقود نضال حركة التحرر الوطني العربية. وهذه الاستقالة ليست قدراً محتوماً، وإنما هي ناجمة عن قصور في الممارسة السياسية وفي النهج البرنامجي اللذين لم يمكّنا هذه الأحزاب من الاضطلاع بمثل هذا الدور. وقد جاءت الانتفاضات الشعبية التي تعاقبت بعد العام 2011 كتعبير ساطع عن تفجّر الأزمة في قطبيها: أزمة القيادة البرجوازية التي عجزت عن تجديد سيطرتها على الجماهير التي احتلت الشوارع مطالبة بإسقاط الأنظمة السياسية، وأزمة البديل الثوري الذي عجز عن توظيف الأحداث والتأثير الفاعل في تقرير مصيرها.
وهذا ما شكّل حافزاً للقوى الإمبريالية للتدخل العسكري المباشر ولحرف مسار هذه الانتفاضات وصولاً إلى تفتيت وتفكيك الدول المعنية بها، من ليبيا إلى العراق وسوريا واليمن، التي تحولت جميعها إلى مسرح لواحدة من أخطر ظواهر العصر، أي الإرهاب. ومن الأسس البديهية لهذا المشروع أن تبادر قوى اليسار وما تبقى من قوى حركة التحرّر الوطني العربية إلى إعادة الاعتبار للعروبة بمفهومها الواسع الوحدوي التحرري والديمقراطي والمقاوم لكافة اشكال التسلّط والاستبداد من اجل بناء الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة، في مواجهة سياسات الهيمنة والاستتباع والاستئثار واغتصاب الأرض والتاريخ والثقافة والحقوق، التي يمارسها التحالف الأميركي - الصهيوني – الرجعي وأدواته الداخلية المتنوّعة.
تلك هي المهمة التاريخية الأساسية المطلوبة منّا كشيوعيين لبنانيين وعرب وكيساريين وعلمانيين وقوى مقاومة على اختلاف تياراتها. وهذه المهمة تتطلب منّا التوجّه الواضح والحاسم نحو التجمّع والتوحّد كي نتمكّن من خوض هذه المعركة بنجاح على مستوى كلّ من بلداننا وعلى المستوى العربي ككلّ، مع العمل الجاد على الاستفادة من تجاربنا الخاصة، كلّ في بلده.
ومع إقرارنا بالصعوبات الموضوعية والذاتية أمام تحقيق هذا التوجه، فإن التاريخ النضالي لشعوبنا العربية في مواجهة الاستعمار يبقى حافلاً بالتجارب المشرقة في غير مجال: أجيال النهضويين العرب والمشروع الإصلاحي النهضوي العربي في القرن التاسع عشر (محمد علي، رفاعة رافع الطهطاوي...)، وثورة الشعب الفلسطيني المستمرّة منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وثورة المليون شهيد في الجزائر، والتحولات السياسية والاجتماعية التحررية في مصر عبد الناصر (قبل حرب العام 1967) وفي عدد من البلدان العربية، وحركات المقاومة الوطنية والاسلامية المتنوعة المشارب التي انطلقت في الضفة وغزة ولبنان والعراق وسوريا وغيرها ضد الغزوات الإسرائيلية والإمبريالية المتعاقبة،....ولا تقف المعركة عند حدود الخطر الخارجي الذي يمثله مشروع الهيمنة الغربية والإسرائيلية على المنطقة، بل هو يشمل – بالقدر ذاته من الأهمية - التصدي في إطار النظم السياسية العربية القائمة لمخاطر احتكار السياسة والسلطة وتعميم الفساد والاستبداد وقمع الحريات العامة وانتهاك القانون والدستور، وكذلك مخاطر تشويه إرادة الشعوب في الانتخابات وتزويرها، وتجاوز استقلالية القضاء وإلحاقه بالسلطة التنفيذية، وتكبيل الصحافة بسيف الرقابة عليها، واحتكار الإعلام، وفرض أحكام الطوارئ والقوانين الاستثنائية، وإنشاء محاكم غير قانونية لمحاكمة سجناء الرأي، والتضييق على حرية البحث العلمي، وحرمان المرأة من حقوقها الطبيعية، وغير ذلك من حقوق.
وعندما نسترجع ذكرى التجارب الكفاحية المختلفة التي حقّقت الكثير من النجاحات، فإننا لا نتجاهل في الوقت ذاته ما رافقها من قصور وأخطاء واستدراج إلى أفخاخ مؤامرات حاكها العدو (كما "الصديق"). وقد جاءت الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت أواخر العقد التاسع من القرن الماضي لتنفض الغبار عن إرادة شعب يرفض الخضوع لمنطق الانكسارات والهزائم التي لحقت بثورته المسلحة في الحقبة السابقة، وليسجل مرحلة نهوض ثوري جديد كان يمكن لنتائجها وإنجازاتها – فلسطينياً وعربياً – أن تكون أكبر بكثير لولا الخلل والتسرّع غير المسؤول في مواقف الفريق المتنفّذ في منظمة التحرير، الذي غلب عليه منطق المساومة والاستسلام. فقد ارتضت هذه القيادة، بفتات مقايضة تقضي بإقامة سلطة فلسطينية شكلية وهزيلة وملحقة، مقابل إخماد نار الانتفاضة، ومنذ بدء تجربة الفصائل الفلسطينية، لم تنفك الانقسامات في التنامي حتى استقرّت على شكلها الأخطر الذي تعانيه راهناً الساحة الفلسطينية، وهو القائم بين قوتين أساسيتين، لا بل سلطتين، هما فتح وحماس. ويصبّ هذا الأمر دون شك في مصلحة المحتل الإسرائيلي، سواء أدرك الطرفان ذلك أو لم يدركاه، مع العلم أن مفاعيله الخطرة لا تقتصر على فعالية المواجهة مع الاحتلال والساحة الفلسطينية فحسب، إنما تطال أيضا الساحات العربية كافة.

أما على الصعيد الوطني اللبناني، فقد قاومنا وحررنا أرضنا بالمقاومة بمختلف اتجاهاتها السياسية، ونحن اليوم نستكمل تحريرها من المجموعات الإرهابية في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وما زلنا نقاوم الكيان الصهيوني الغاصب منذ نشوئه. فالشعب اللبناني وقواه الحية، وفي مقدمتهم الشيوعيون واليساريون، حسموا انحيازهم إلى خيار المقاومة منذ ستينيات القرن الماضي، ودفعوا على مذبح هذا التاريخ المقاوم تضحيات جساماً وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين نبتوا من كل بقاع الوطن. والشيوعيون اللبنانيون هم أول من بادر إلى إطلاق الرصاصات الأولى في إطار هذه المقاومات، بأشكالها المختلفة، بدءاً من الحرس الشعبي الذي دشّن عملية ممارسة الكفاح المسلّح المقاوم في ستينّيات القرن الماضي، مروراً بقوات الأنصار في الجنوب أوائل السبعينيات والتي دشّنت مشاركة أحزاب شيوعية عربية في المقاومة المسلّحة، وانتهاء بجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" التي انطلقت ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانه على لبنان عام 1982، لتنشأ بعد ذلك حركة "المقاومة الإسلامية". ومن دواعي فخرنا أن الخيار الذي إتخذناه في مواجهة الاحتلال حظي باعتراف وإقرار الشعب اللبناني له، فحمل معنا السلاح، بسبب تخلي الدولة عن واجباتها لاعتقاد أطراف أساسية فيها آنذاك "أن قوة لبنان في ضعفه"، في وقت كانت إسرائيل تشن العدوان على أهلنا في الجنوب والبقاع والجبل. وقد شكّل حملنا للسلاح جزءاً من واجبنا الوطني والقومي والإنساني، دفاعا عن كرامتنا وحريتنا وسيادتنا الوطنية.
وختاما نقول إن مهمات مواجهة المشروع الأميركي- الصهيوني هي مهمات راهنة وتاريخية في آن، وهذه المواجهة يجب أن تكون على امتداد ساحة المعركة في كل الأقطار العربية، وفي الميادين الفكرية والسياسية والإعلامية والإيديولوجية والاقتصادية وبالمقاومة المسلحة؛ انه المشروع الذي نرفع لواءه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعوبنا العربية، إنه مشروع المقاومة العربية الشاملة.


بيروت في 20 آب 2017
حنا غريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف والعلاقة مع حزب الله
حسين المهدي ( 2017 / 8 / 21 - 20:59 )
شكر جزيلا لك رفيقي العزيز
ماهو موقف الحزب الشيوعي اللبناني والعلاقة مع حزب الله؟

احترامي


2 - رد الى: حسين المهدي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 22 - 14:22 )
هناك تواصل وحوار مفتوح ومتبادل مع حزب الله في ما يتعلق بالعديد من القضايا.
نتقاطع مع حزب الله في موضوعي مقاومة العدو الصهيوني واحتلاله واعتداءاته ومقاومة المجموعات الإرهابية. ولكننا نختلف معه في بقية القضايا. فنحن في موقع المعارضة الداعية للتغيير الديمقراطي للنظام السياسي الطائفي والمذهبي بينما حزب الله في الموقع المقابل. فهو شريك في السلطة السياسية ونظامها الطائفي.


3 - لابد وان نبداء بتحرير الحرمين -- الجزيرة العربية و
جعدش جعدشا ( 2017 / 8 / 22 - 18:25 )

لابد وان نبداء بتحرير الحرمين -- الجزيرة العربية و الخليج !!!

ايوااااا كده هوت زي ما بقلك !

قضية القدس و فلسطين والاستعمار الصهيوني شغلتنا عن التحرر من الملكية الاستبدادية بتوع سعود و الخلجان الداعمين للاستيطان الصهيوني عبر تفقيس مخلفات الأحزاب الدينية و المذهبية و التي يسيرونها لا لتحرير فلسطين و انما لتدمير الجمهوريات العربية و إشعال فتنة بين المذاهب الاسلامية و بين المسيحين و اليهود العرب ليلهونا عن التركيز في وجوب التخلص من دعمام دواب عصابات مافيا الاسر الملكية سعود ١-;- + ١-;-٠-;- الخلجان ( ٧-;- منهم في الإمارات و ٣-;- موزعين بين الكويت و قطر و البحرين)= ١-;-١-;-.

مش حنقدر نشوف الأبيض من الأسود الا بعد منخلص من ال ١-;-١-;- دعمام و بالتالي مخلفاتهم القواعد و الدواعش و الانظمة العسكرية. و بعد ده كله و قد توحد العرب مسلمين مسيحين و يهود حنعرف نقول للصهاينة شكرًا لحد هنا و بس دلوقت يا تعيشوا معنا كعرب يهود اهلًا و سهلا بالرحب و السعة و لا تفضلوا شرفوا ورونا عرض اكتفكو.


4 - رد الى: جعدش جعدشا
حنا غريب ( 2017 / 9 / 10 - 22:37 )
شكراً للمداخلة


5 - شيوعيين وتدعمون نظام الاسد
جميلة - القامشلي ( 2017 / 8 / 22 - 18:27 )
شيوعيين وتدعمون نظام الاسد
هل من تفسير؟؟؟؟؟


6 - رد الى: جميلة - القامشلي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 25 - 00:11 )
نحن نرى في استمرار الحرب الطاحنة في سوريا التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين والجرحى والمتضررين تستوجب الإسراع بالحل السياسي كمخرج وحيد يحمي سوريا والسوريين من تبعات استمرار الحرب. وهو ما يطرح على القوى الديمقراطية في سوريا أهمية بلورة برنامجها التغييري في المفاوضات، وذلك حتى لا تكون العملية السلمية مدخلاً لإقامة سوريا تحاصصية، تعكس موازين القوى الدولية والاقليمية والمحلية، شبيهة بما حصل في العراق بعد 2003، بل لإنتاج حل سياسي يصب لمصلحة الشعب السوري وتحقيق مطالبه الإصلاحية التي انتفض سلمياً وخرج من أجلها إلى الشارع، والتي دعمناه بها منذ البداية بما يلبي طموحاته في بناء سوريا موحدة ديمقراطية علمانية.


7 - تحية على هذا التحليل العلمي الرصين،
عبد الفتاح فتيحي ( 2017 / 8 / 22 - 18:55 )
تحية على هذا التحليل العلمي الرصين، أود فقط أن اتلقى اجابات دقيقة وواضحة على بعض تساؤلاتي التي تشكلت بذهني وانا اقرأ تقديمكم القيم جدا، ولكم جزيل الشكر والامتنان:

ما الفرق لديكم بين اليسار والماركسية وبين الماركسية والماركسية لينينية ؟ وهل تدخلون جوزيف ستالين ضمن الماركسية اللينينية أم تخرجونه منها؟
ما هو مضمون الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية؟ وهل هي ثورة جماهير أم حزب سياسي ؟ وهل تتم هذه الثورة بواسطة الاسلحة أم هي ثورة فكرية فقط؟
ما هو مضمون الدولة الاشتراكية التي تستهدفها استراتيجية حزبكم؟ وهل هي شبيهة بالاتحاد السوفياتي والصين الشعبية ؟ أم هي دولة اشتراكية من نوع آخر؟
كيف يمارس الحكم في الدولة الاشتراكية هل يتم بواسطة الحزب الشيوعي ام بواسطة الجالس الشعبية المنظمة في كل مكان على شاكلة السوفياتات؟
هل الدولة الاشتراكية دولة موحدة مركزية تخضع للحزب الوحيد أم هي دولة فدرالية تشكل اتحادا بين عدة أقاليم تتمتع بالاستقلال الذاتي وتمارس تدبير شؤونها الداخلية بواسطة لجانها المحلية العضوة في الحزب الشيوعي الوحيد؟
هل توجد بالدولة الاشتراكية نقابات تدافع عن مصالح العمال في مواجهة غطرسة البيروقراطيةفي المجتمع الاشتراكي؟
ما هو شكل المجتمع الاشتراكي في ظل الدولة الاشتراكية وهل سيكون خاليا من الفوارق الطبقية؟ أم ترى أن الفوارق الطبقية ستستمر حتى في المجتمع الاشتراكي؟


8 - رد الى: عبد الفتاح فتيحي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 25 - 00:19 )
ما الفرق لديكم بين اليسار والماركسية وبين الماركسية والماركسية اللينينية؟ وهل تدخلون جوزيف ستالين ضمن الماركسية اللينينية أم تخرجونه منها؟
اليسار هو مفهوم يشير إلى اتجاه فكري سياسي يضع نصب عينيه نقد النظام الرأسمالي السائد ويقدم رؤية لتغيير الواقع السياسي السائد ووضع حد للظلم والاستغلال. غير أن هذا الاتجاه السياسي يضم عدة قوى، متحالفة على أساس برنامج محدد، أو متعاونة حول أمور معينة، وغير متفقة حول أمور أخرى، ذلك انها متعددة المشارب وذات سقوف سياسية متنوعة من حيث جذرية الطرح والنقد.

أما الماركسية فهي منظومة فكرية ومنهج علمي للتفكير صاغها كارل ماركس وفريديريك انجلز وتُعرف بـ -الاشتراكية العلمية-، من أعمدتها ومكوناتها الاساسية نظرية المادية التاريخية، التي تفسر كيفية انتقال المجتمعات البشرية تاريخياً عبر مراحل العبودية والاقطاعية والرأسمالية ومن ثم الاشتراكية والشيوعية. وهي ترى في الاشتراكية نظاماً ستتطور إليه كل المجتمعات البشرية لأن الرأسمالية ستعجز عن تلبية حاجات المجتمعات للتطور الاقتصادي والتكنولوجي وتطور القوى المنتجة اذ ان ما اسماه ماركس وانجلز علاقات الانتاج الرأسمالية (أي سيطرة الرأسماليين على القيمة الزائدة في الاقتصاد وعلاقات الأجر والملكية الخاصة) ستكبح تطور القوى المنتجة مما سيؤدي إلى التناقض بين علاقات الإنتاج والقوى المنتجة وبالتالي نشوء الحاجة الموضوعية لتخطي الرأسمالية والانتقال إلى الاشتراكية..

أما الماركسية-اللينينية فهي منظومة فكرية اعتمدت في الاتحاد السوفياتي وغيرها من البلدان الاشتراكية واعتمدت أيضاً من قبل كثير من الأحزاب الشيوعية الأخرى كإيديولوجية للأحزاب الشيوعية، وقد اكتسبت مشروعيتها مما اضافته من عملية اغناء للمفاهيم والقوانين التي وضعتها الماركسية. ومن أهم أسسها: دور الحزب الشيوعي الطليعي في الصراع الطبقي والثورة الاشتراكية، -ديكتاتورية البروليتاريا-، والمركزية الديمقراطية كشكل تنظيمي للحزب الشيوعي..
أما الستالينية فهي تيار ماركسي- لينيني، صبغت تاريخ الاتحاد السوفياتي بين 1928 و1956 لكنها لم تقدم انتاجا مضافا أغنى الماركسية كما هي حال اللينينية.

ما هو مضمون الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية؟ وهل هي ثورة جماهير أم حزب سياسي؟ وهل تتم هذه الثورة بواسطة الاسلحة أم هي ثورة فكرية فقط؟
الثورة الوطنية الديمقراطية هي جملة المهام الاقتصادية - الاجتماعية والسياسية التي عجزت البرجوازية عن انجازها في البلدان التابعة، وتحديدا طبيعة العلاقات الاجتماعية ما قبل الرأسمالية التي تبقى تشكل القاعدة المادية لتأخر هذه البلدان. لكن هذه المهام لا يمكن انجازها بقيادة البرجوازية بحكم تبعيتها للخارج، وانما تتحقق بقيادة تحالف طبقي ديمقراطي تلعب فيه الطبقة العاملة دور القيادة او دوراً مميزاً حسب ظروف الصراع الطبقي الذي قد يأخذ شكلا عسكريا. وعلى المستوى السياسي تؤدي هذه الثورة إلى قيام حكم وطني ديمقراطي بقيادة الطبقة العاملة وعموماً فان هذه الثورة هي مرحلة يجب ان تمهد لإنجاز الثورة الاشتراكية في هذه البلدان .



ما هو مضمون الدولة الاشتراكية التي تستهدفها استراتيجية حزبكم؟ وهل هي شبيهة بالاتحاد السوفياتي والصين الشعبية؟ أم هي دولة اشتراكية من نوع آخر؟

ان مضمون الدولة الاشتراكية هو الغاء الملكية الخاصة اما الشكل الذي يأخذه هذا المضمون فقد يختلف من بلد إلى آخر وفق الظروف الخاصة لكل منها . هناك ستكون حاجة في المرحلة الأولى من الاشتراكية للدولة او المجتمع للتحكم بالإنتاج والتوزيع ولكن في المراحل اللاحقة سيتكفل التقدم المادي والتكنولوجي بإنشاء اشكال اخرى من التوزيع في ظل مجتمع الوفرة. لكن التحكم لا يعني بالضرورة اعتماد سبل التخطيط المركزي أو اشتراكية السوق. في لبنان نحن نرى ان درجة تطور الرأسمالية اللبنانية لا تسمح بالانتقال مباشرة إلى الاشتراكية اذ نحن بحاجة إلى مرحلة من التطور الرأسمالي لا تقوم به البرجوازية اللبنانية الآن ولن تستطيع القيام به بحكم تبعية نظامها السياسي. لذلك في المرحلة الأولى علينا انجاز مهمة التغيير الديمقراطي وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية بأفق بناء الدولة الاشتراكية في ظروف لبنان الخاصة مع تطور القوى المنتجة والتقدم التكنولوجي، فلا يمكننا نقل التجارب بالكامل، كما هي من بلد إلى آخر.

كيف يمارس الحكم في الدولة الاشتراكية هل يتم بواسطة الحزب الشيوعي ام بواسطة المجالس الشعبية المنظمة في كل مكان على شاكلة السوفياتات؟ هل الدولة الاشتراكية دولة موحدة مركزية تخضع للحزب الوحيد أم هي دولة فدرالية تشكل اتحادا بين عدة أقاليم تتمتع بالاستقلال الذاتي وتمارس تدبير شؤونها الداخلية بواسطة لجانها المحلية العضوة في الحزب الشيوعي الوحيد؟

مرة اخرى ليس هناك وصفة واحدة. فالسوفياتات ظهرت في مرحلة معينة في روسيا خلال الثورة وكان من المفترض ان تشكل احدى مداميك السلطة الاشتراكية التي تتمثل فيها القوى المتعددة الاتجاهات. ولكن ظروف الثورة والحرب الأهلية وتخاذل المناشفة والاشتراكيين الثوريين وفوز البلاشفة بالأكثرية قبل ثورة اكتوبر جعل السوفياتات شكلا من اشكال حكم الحزب البلشفي. اذن الامر يعتمد على الظروف الموضوعية وكيفية وصول حزبنا إلى السلطة: عن طريق البرلمان ام بسبب الظروف الثورية؟ لا يمكننا من الآن التنبؤ بشكل السلطة السياسية الاشتراكية في لبنان: هل ستكون متعددة الأحزاب ام حكم الحزب الواحد؟ الآمر مفتوح امام كل الاحتمالات..

هل توجد بالدولة الاشتراكية نقابات تدافع عن مصالح العمال في مواجهة غطرسة البيروقراطية في المجتمع الاشتراكي؟

بالتأكيد. ولكن لن أسميها في مواجهة -غطرسة-. ان الحكم الاشتراكي هو حكم الطبقة العاملة وقد تنشأ تباينات بين اهداف الاشتراكية الطويلة الأمد بالتقدم المادي والتكنولوجي ومطالب العمال الآنية بالاستهلاك وزيادة الأجور مثلا. هذا واضح عند ماركس في -نقد برنامج غوتة-. الاشتراكية العلمية هنا ايضا تختلف مع المثاليين الاشتراكيين. فانتاج المجتمع في المراحل الأولى للاشتراكية لا يمكن توزيعه كله على العمال وإلاّ لن يبقى هناك -فائض- للاستثمار وللسلع الاجتماعية كالتعليم والصحة والثقافة الخ. فنحن لا نريد استبدال الرأسمالية ب -اشتراكية تعاونية- بل باشتراكية اكثر تقدمأ من الرأسمالية نفسها..

ما هو شكل المجتمع الاشتراكي في ظل الدولة الاشتراكية وهل سيكون خاليا من الفوارق الطبقية؟ أم ترى أن الفوارق الطبقية ستستمر حتى في المجتمع الاشتراكي؟
في نفس الاطار فان الاشتراكية لا تسعى للمساواة خارج الاطار التاريخي للتطور. بالطبع سنخفف الفوارق في الدخل بين فئات المجتمع إلى حدها الادنى ولكن في المراحل الاولى ستستمر هذا الفوارق لأن المجتمع سيكون غير حاضر للمساواة الكاملة خصوصا على المستوى المادي. ان الاشتراكية العلمية تقدم للإنسانية فكرا تحمله الطبقة العاملة نحو تحرير الانسان النهائي من الاستغلال والسيطرة والتخلف ونهاية الاشتراكية هو الوصول إلى الشيوعية والغاء الطبقات نهائيا وهناك سنكون في مجتمع الوفرة المادية بحيث حتى مفاهيم نحملها حاليا مثل المساواة والعدالة تفقد محتواها ومضمونها. وفي هذه المرحلة، ستكون حرية الإنسان وتطوره وتحقيقه لذاته خارج إطار الرأسمال والسيطرة الطبقية، هي الاساس في المجتمع الذي سيرفع شعار -من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته-.


9 - التحديات
مديح الصادق ( 2017 / 8 / 23 - 06:57 )
من مديح الصادق، كندا
تخوض قوى اليسار في المنطقة العربية صراعا على عدة محاور، أهمها الطبقة البرجوازية التي تقف وراء الأنظمة المستبدة أيَّا كان شكلها، والتيار الديني المتعصب، والأنظمة الرأسمالية العالمية ومن يتحالف معها، السؤال: كيف يمكن لقوى اليسار في المنطقة العربية ان تواجه هذه التحديات للوصول إلى أهدافها، المرحلية والستراتيجية؟


10 - رد الى: مديح الصادق
حنا غريب ( 2017 / 8 / 26 - 00:24 )
شكراً على سؤالك استاذ مديح. من المؤكد ان التحديات التي تواجه اليسار في منطقتنا متعددة الأوجه وهذا التعدد قد لا يكون موجودا في مناطق أخرى من العالم (التيارات الدينية المتطرفة و/او تدخل الدول الامبريالية مباشرة) وبالتالي فإن مواجهة هذه التحديات يتطلب رؤية شاملة للتغيير على المستويات الوطنية وعلى المستوى العربي وهذا ما حاولت طرحه ضمن مفهوم المقاومة العربية الشاملة الذي على قوى اليسار بلورته اكثر نحو برنامج شامل للتغيير وكاطار لرؤية جامعة لها.


11 - حسنا فعلت بطرح هذا الموضوع الحساس
أبو علياء ( 2017 / 8 / 23 - 18:55 )
استاذ حنا غريب . السلام عليكم . حسنا فعلت بطرح هذا الموضوع الحساس الذي لو تحقق على ارض الواقع لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية والأجتماعية والسياسية التي يعاني منها الوطن العربي والأمة العربية . وانا اجدك مع مجموعة من زملائك القياديين في الاحزاب الشيوعية العربية في الوطن العربي وقد اسهبتم وافضتم الحديث والتحليل في قضايا التنسيق والوحدة بين القوى اليسارية والديمقراطية والقومية التقدمية .. الخ الخ الخ , ليس تعبيراعن القدرة على الفعل الملموس بل عن العجز الذي استوطنكم عن مواكبة النضال من اجل التقدم والد يمقراطية والوحدة القومية . واصبحت الأعلانات اللفظية المكتوبة بلغة منمقة بديلا عن الفعل الثوري الملموس الذي ينبغي ان تضطلعوا به من اجل القضايا الأساسية للوطن والأمة . ان الكثير مما ورد في مقالكم كان المؤتمر القومي السادس لحزب البعث العربي الأشتراكي ت 1 1963 قد تصدى له وطرحه على الصعيد النظري والعملي ولكن اخفاق القيادات البعثية في مختلف اقطار الوطن العربي عن تطبيق تلك القرارات ( لاسيما في سوريا والعراق ) ولأسباب عديدة معقدة موضوعية وذاتية افضت الى تراجع وهزيمة حركة التحرر الوطني العربية داخليا امام التيارات الدينية الطائفية والرجعية وخارجيا امام الأمبريالية والصهيونية وخلق الوضع المأساوي الذي يعيشه وطننا وامتنا الآن . ومع ذلك فانا لازلت اؤمن وأثق بأن الأطار النظري لحركة للبعث في الوحدة والحرية والاشتراكية لازال حيا وصحيحا ولكنه يحتاج الى قوى اجتماعية منظمة ومتجانسة معه من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين للأضطلاع والنضال في ضوءه وانجاز اهدافه الأستراتيجية في الوحدة القومية العربية والتحرر الأقتصادي من الهيمنة الأستعمارية وتحقيق التنمية الشاملة كطريق للمستقبل الاشتراكي الحر للأمة العربية . وانا من هنا كمواطن عربي ادعوك استاذ حنا غريب الى الدعوة الى وحدة الآحزاب الشيوعية العربية تنظيميا وفكريا وانشاء حزب شيوعي عربي واحد والتحرر من حالة التشرذم والعجز الذي تعيشه احزابكم وهي متفرقة منطوية على ذاتها تجتر مشاكلها القطرية وتفتقر الى القوة الجبارة التي يتيحها المدى القومي العربي الحي والمتجانس فكريا ونفسيا وثقافيا تحياتي وبأنتظار ردكم


12 - رد الى: أبو علياء
حنا غريب ( 2017 / 8 / 26 - 00:27 )
شكراً أستاذ أبو علياء على مداخلتك وسؤالك. من المؤكد أننا في المنطقة العربية مررنا بمراحل عديدة منذ تفكك الإمبراطورية العثمانية وحتى الان، وكان أساسي فيها قيام الدول الوطنية المختلفة. ولقد كان السؤال الدائم الذي طبع تلك المرحلة، والى حد ما لا يزال الان، هو: هل تحقيق الوحدة العربية ممكن او أكثر من ضرورة؟ نحن في الحزب الشيوعي اللبناني منذ المؤتمر الثاني في عام 1968 دعونا الى قيام حركة تحرر وطني عربية تحقق الاستقلال الفعلي للشعوب العربية وتنهي الحالة الصهيونية وتستعيد فلسطين وتحقق الاشتراكية. وقد ساهمنا في تأسيس الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية، ودافعنا عن عروبة لبنان وعن الثورة الفلسطينية عندما تعرضت للتصفية من اليمين اللبناني ومن إسرائيل، وقدمنا مئات الشهداء، فنحن لا نقدم كلاما منمقا بدون افعال. لكننا الان بعد الصراعات والحروب الكبرى التي حصلت، نعي ان الوصول الى الوحدة العربية ليس هدفاً إرادياً يمكننا تطبيقه عبر قيام احزاب عربية واحدة مهما كانت تلاوينها الأيديولوجية، وتجربة حزب البعث العربي خير دليل على صعوبة هذا التوجه التنظيمي الموحد في مرحلة ما قبل الوحدة. بالتالي فإننا الآن نسعى الى قيام شكل من اشكال التنظيم للأحزاب الشيوعية العربية في إطار ما يشبه ما كانت عليه -الامميات- التي نظمت علاقة الاحزاب الاشتراكية والشيوعية العالمية ببعضها البعض والتي ابتدأت في اواخر القرن التاسع عشر وأخذت اشكالا مختلفة في القرن العشرين. اليوم على الصعيد العالمي هناك تجمع ما يعرف:
Solidnet الذي ينظم مؤتمراً سنوياً عالمياً للأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم ومنها أحزاب كبرى مثل الحزب الشيوعي الصيني والفيتنامي والروسي ونحن جزء منه ونتمثل في اللجنة الدائمة له. وعلى الصعيد العربي هناك -اللقاء اليساري العربي- الذي ساهمنا بإطلاقه. نحن في الاطارين نعمل بجدية ونشاط لتطويرهما، ونحن ندرك أيضا ان ذلك ليس كافيا فنحن بحاجة للانفتاح والحوار مع كل التيارات والأحزاب الوطنية والعلمانية والقومية والمدنية والديمقراطية، واخذ العبر والدروس من تجاربنا السابقة. وهذا ما نفعله معا على موقع الحوار المتمدن وعلى غير صعيد..


13 - ملحوظتان:-
خليل محمد إبراهيم ( 2017 / 8 / 24 - 18:35 )
ملحوظتان:- يسرني أن أقرأ هذا الموضوع الفكري الغني؛ الذي أحب تعميقه بملحوظتين أولاهما ابتهاجنا بمقولة (الشعب يُريد إسقاط النظام)، فهل يريد الشعب إسقاط النظام بقصد الفوضى؟! من هنا أرى أن يكون الشعار:- (الشعب يريد إسقاط النظام الظالم). الملحوظة الثانية تتعلق بمسألة التغيير، فهل نريد أي تغيير؟! لا بد أن نفهم أننا نريد التغيير إلى الأحسن، ولكم غالي ودي.


14 - رد الى: خليل محمد إبراهيم
حنا غريب ( 2017 / 9 / 1 - 22:30 )

التغيير الذي نريده واضحة مواصفاته في المقالة ولا حاجة للعودة اليها، وبالتأكيد ليس تغييراً شكليا يقتصر على تغيير وجوه المسؤولين، او لتغيير نظام بآخر أكثر ديكتاتورية واستبدادا ًاو استغلالاً. .


15 - انا ضد كل اشكال الاحتلال
Mohammad Salih Etiti ( 2017 / 8 / 25 - 11:06 )
انا ضد كل اشكال الاحتلال مهما كان ومن اي مصدر كان واشمئز من كلمة الكيان الصهيوني الذين حشروا في ادمغتنا كأن اليهود ليسوا بكائنات وهذا بحد ذاته احتلال وارهاب فكري ،فمثلا الدول العربية محتلة اكثر من شعب في المنطقة كانوا العرب فقط يعيشون في الجزيرة


16 - رد الى: Mohammad Salih Etiti
حنا غريب ( 2017 / 9 / 1 - 22:31 )
عندما نقول الكيان الصهيوني فليس معناه الكيان اليهودي، فالصهيونية حركة سياسة عنصرية ينبغي محاربتها، اما اليهودية فهي دين ولا تعنيي الصهيونية. وليس كل اليهود صهاينة


17 - التوحد في حزب شيوعي عربي
أبو علياء · ( 2017 / 8 / 25 - 15:25 )
كتبت تعليقا على موضوع الأستاذ حنا غريب وخلاصته دعوة الأحزاب الشيوعية العربية الى التوحد في حزب شيوعي عربي واحد لانجاز المهام الوطنية والديمقراطية التي عجزت البرجوازية العربية عن انجازها وفي مقدمتها الوحدة القومية العربية كمقدمة ضرورية للأنتقال الى الأشتراكية . وطلبت رد الأستاذ المحاور , ولكني فوجئت بفقدان تعليقي وعدم الرد عليه !! تحياتي للأستاذ حنا غريب على هذا التصرف الغريب .


18 - رد الى: أبو علياء ·
حنا غريب ( 2017 / 8 / 25 - 15:48 )
الأستاذ العزيز أبو علياء المحترم
يشرفنا الحوار معكم. كما نعتذر عن التأخير فنحن نرد على التعليقات تباعاً. بسبب ضغوطات العمل. وتعليقك موجود ورقمه 3 وسيتم الرد عليه طبعاً
مع التحيات


19 - الرفيق العزيز حنا غريب
ناصر عجمايا ( 2017 / 8 / 25 - 16:16 )
بداية نتقدم بالتهنئة الفكرية والعطف القلبي لمهامكم الجديدة بأنتخابكم أمين عام الحزب بدلاً من الرفيق خالد حدادة
أنبهرنا بتحليكم للواقع السياسي والأجتماعي والأقتصادي من النواحي الفكرية والثقافية والسياسية لما أنتم تصبون اليه
كعراقي سياسي قديم تهمني علاقة حزبكم العتيد مع الحزب الشيوعي العراقي عبر مسيرته النضالية المصحوبة بالكفاح والنضال لما يقارب 83 عاماً وحزبكم تجاوز ذلك بعقد كامل سابقاً الحزب الشيوعي العراقي
ماهي ملاحظاتكم بأختصار عن تجاربه العملية في تعامله مع النظام الملكي العميل والمسير من قبل بريطانيا ، وفي فترة مشاركته ودوره في قيام ثورة 14 تموز عام 58 ، وتحالفه مع البعث الفاشي بالرغم من الدماء والآلام والمآسي لرفاقه عام 63 وما رافقها بعد عام 68 من أستلام البعث الفاشي نفسه السلطة ليمارس النهج نفسه في قمع وقتل وتغييب وأغتيال رفاق الحزب الشيوعي ورغم كل هذا وذاك تحالف معه في تجربة مريرة عام 73 من القرن الماضي (أقصد القيادة فقط)، وأخيراً مشاركته ومساهمته بعد التغيير عام 2003 في سلطة طائفية محاصصاتية عنصرية مسيرة من قبل الأحتلال الأنكلوأميركي؟
مع خالص تحياتا


20 - رد الى: ناصر عجمايا
حنا غريب ( 2017 / 8 / 27 - 01:07 )
من دواعي سروري أن تجد آراؤنا وتقديراتنا وإقتراحاتنا ردود فعل إيجابية لما لذلك من دور في تحفيز وتوسيع النقاش حول قضايانا المشتركة. ونحن وإن سعينا لإستخلاص الدروس من تجاربنا وتجارب رفاقنا الشيوعيين في البلدان العربية فإننا نركز الإهتمام على القضايا العملية التي يمكن أن نصوغ منها بوصلة لمسيرتنا المشتركة في المرحلة المقبلة .اما في ما يطال التساؤلات التي تفضلت بها بصدد الممارسة التاريخية للحزب الشيوعي العراقي الشقيق بشأن علاقاته السياسية الداخلية وتحالفاته فلا نسمح لأنفسنا ان نلعب دور : -كان يجب - او -كان ينبغي- على الرفاق العراقيين ان يقوموا بهذه السياسة او تلك ، او ان يقيموا تجربتهم ويخرجوا باستنتاجات وفق هذه الوجهة او تلك. فهم أدرى بتفاصيل الأمور وتشعباتها أكثر من أي طرف آخر. وانطلاقا من موقعنا وموقفنا الداعم والمتضامن مع الرفاق الشيوعيين العراقيين حيث كنا ندين ما تعرضوا له من قمع واعتقالات واغتيالات... من قبل أجهزة النظام العراقي المستبد مقدرين حجم المعاناة المريرة التي تعرضوا لها خلال هذا التاريخ الطويل وخاصة في سياق التحالفات التي أقاموها صادقين من جانبهم لصالح تحرر وبناء العراق.
وعلى ما تقدم نسمح لأنفسنا بأن نكرر ما سبق وقلناه في متن المقالة ان عجز البرجوازية الصغيرة عن إنجاز مهام التحرر الوطني بسبب طبيعتها الطبقية، قد دفع بها الى اعتماد سياسة القمع والاستبداد ليس بحق الشيوعيين فقط بل أيضا بحق الشعب العراقي بكل مثقفيه ومفكريه وأحزابه الوطنية ونقاباته وشخصياته المستقلة وقد دفع رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي ثمنا باهظا نتيجة لذلك، وعسى ان يكون رفاقنا الشيوعيين ليس فقط في العراق بل أيضاً في كل البلدان العربية، قد استخلصوا الدروس والعبر من هذه التجربة. وكنا نتمنى ان يقفوا ضد الإحتلال الأميركي للعراق ويقاوموه بما لديهم من إمكانيات ومن موقعهم اليساري المستقل. وعلى العموم نحن نحتفظ بعلاقات رفاقية مع الحزب الشيوعي العراقي ومع مكونات يسارية عراقية أخرى في إطار اللقاء اليساري العربي ونأمل أن تتوحد كل أطراف اليسار في العراق على قاعدة برنامج تحرر وطني حقيقي يجذب أطياف الشعب العراقي المتضررة من النظامين السابق والحالي ونأمل ان تتسع قنوات ومجالات العمل المشترك بيننا وبين اليسار العراقي ككل.


21 - الحركة العمالية
حميد طرابلسي ( 2017 / 8 / 25 - 21:08 )
عرفناك قائدا نقابيا قبل ان تقود الحزب
اين الحركة العمالية الان في لبنان؟ في ضوء التفاوت الطبقي الهائل
كيف ترى دور العمال في الحزب؟ وعلاقة الحزب بالحركة العمالية
من الممكن ان تكون لي أسئلة أخرى
شكرا لك رفيقنا المناضل على هذا الحوار الشفاف


22 - رد الى: حميد طرابلسي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 27 - 01:05 )
الاستاذ العزيز حميد
الرد على أسئلتك تباعاً:
اين الحركة العمالية الان في لبنان في ضوء التفاوت الطبقي الهائل؟
الجواب:
على الرغم من أن الحركة النقابية اللبنانية استطاعت الحفاظ على قدر معيّن من وحدتها وكفاحيتها خلال سنوات الحرب الأهلية، مع تمسكها بإستقلالية نسبية عن أطراف النظام السياسي الطائفي، فقد نجح التحالف الطائفي المهيمن في العقدين الماضيين في تفكيكها وتهميشها، عبر مضاعفة إجمالي عدد الإتحادات النقابية المرخّص لها نحو ثلاث مرّات، في وقت كان يسجّل فيه تراجع في نسبة العمل المأجور الى إجمالي القوى العاملة على المستوى الوطني. ومن المؤكد أن معظم الإتحادات النقابية الجديدة المرخّص لها من قبل النظام، كانت مفصّلة على قياس القوى الطائفية والطبقية المسيطرة، مما حوّل الإتحاد العمالي العام الى مجرّد بناء فوقي شبه فارغ. وخلّف هذا الواقع النقابي البائس بصماته الواضحة في غير مجال:
- إنخفاض معدلات الإنتساب الى النقابات – خصوصا من قبل العمال الشباب، مع إستمرار الغلبة الذكورية على المنتسبين رغم إزدياد نسبة العاملات، جزئياً، بسبب ضعف القطاعات المنتجة.
- إغلاق مواقع القيادة النقابية أمام العمال الشباب، وتبعية القيادة الرسمية للحركة النقابية لأجهزة النظام وزعاماته الطائفية، جزئياً، بسبب تفشي ممارسات الفساد وطغيان ثقافة الريع السياسي على سياسات التوظيف والترقية في القطاع العام، ومن ضمنها قطاع المعلمين.
- التواطؤ المعلن بين هذين الطرفين - ومن خلفهما النواة الأساسية للبرجوازية اللبنانية - حول ملفّات كثيرة تهمّ الطبقة العاملة، ومن ضمنها ملف تصحيح الأجور، وملف مشروع التقاعد والحماية الإجتماعية، وملف إصلاح صندوق الضمان الإجتماعي.
- عدم تحقيق أي تقدم فعلي على طريق إقرار قانون جديد للعمل يعالج الفجوات الهائلة التي نشأت منذ إصداره عام 1946.
- عدم إقرار هيكلية نقابية جديدة تراعي واقع التحولات والتغييرات الحاصلة في البنية الإقتصادية والإجتماعية للبلد.
كذلك، نجح التحالف الطائفي المهيمن في ابعاد القوى النقابية المستقلة في هيئة التنسيق النقابية، لكنه لم يتمكن بفعل قوة التحرك الذي خاضته هذه الهيئة يوم كنا في قيادتها من الإفلات من طوق السلسلة واضطرت مرغمة لاقرارها منذ أسبوع ولو بعد خمس سنوات على تحرك لم يشهد لبنان مثيلا له منذ سبعينيات القرا الماضي . فقد اصطدمت هذه التجربة بمستوى غير مسبوق من التعاضد بين الزعامات السياسية الطائفية المهيمنة ورأس المال المالي المسيطر . لقد تجاوز تحرك هيئة التنسيق السقف المطلبي المتعلق بالسلسلة ، واستطاعت تسجيل نجاحات ملحوظة، أهمها:
- مواجهة وخرق الإصطفافات الطائفية المترسّخة، واطلاق حركة شعبية مطلبية واسعة النطاق، شملت فئات إجتماعية ومهنية من المناطق اللبنانية المختلفة.
- جمع قطاعات واسعة من الأجراء والموظفين ممن ينتمون الى القطاعين العام والخاص، والتمكّن من صياغة برنامج موحّد لتحركهم.وادخل العمل النقابي الى قطاعات جديدة كموظفي الإدارة العامة والمتقاعدين في الدولة المدنيين والعسكريين
- كشف زيف وهشاشة المواقف التي إتخذتها غالبية القوى السياسية المهيمنة ،
- ارساء توجّه لقيام حركة نقابية جماهيرية، متحررة من الإرتباط الذيلي بتحالف السلطة والمال، وتضم، الى جانب الإتحادات النقابية والنقابات الديمقراطية واللجان العمالية القائمة أو التي يجري تأسيسها، روابط المعلمين وأساتذة التعليم الرسمي والخاص وموظفي الإدارات العامة وأساتذة الجامعة ونقابات المهن الحرّة.
لقد شكّلت معركة سلسلة الرتب والرواتب، الى جانب المعارك التي خاضتها الحركة النقابية العمّالية في أكثر من قطاع، والى جانب الحركة الشبابية والنسائية وحركة المستأجرين، محطة نضالية مهمة لكسر غطرسة التحالف الطبقي المهيمن، وإعادة الإعتبار الى دور القطاع العام والوظيفة العامة، وحقوق العمال والموظفين وكل ذوي الدخل المحدود. وقد قاومت هيئة التنسيق كل الإغراءات المقدّمة لها: فهي رفضت فكرة التوظيف السياسي لمشروع السلسلة في التجاذبات الفوقية بين أطراف الحكم؛ ورفضت الضغوط الرامية عن قصد الى التضحية بمصالح أحد مكوّناتها خدمة لمصالح مكوّنّ آخر؛ وأصرّت على أن يتم تمويل السلسلة عبر إقتطاع ضريبي إضافي من الأرباح الرأسمالية والريعية، حتى لا ينجم عن إقرار السلسلة ارتفاع في أسعار الإستهلاك أو في معدلات الفوائد؛ فعطّلت بذلك محاولات تمويل السلسلة على حساب الفقراء والطبقة الوسطى، وفضحت المرتكزات الأساسية للنموذج الاقتصادي والاجتماعي القائم: تقاعس الدولة عن وضع موازنات وحسابات صحيحة، وتغاضيها عن الاعتداءات المتمادية على حقوق المواطنين والمصلحة العامة والأملاك العامة، وإمعانها الممنهج في تهشيم صورة الإدارة العامة ومشروعيتها، وإصرارها على إلغاء التوظيف النظامي وإستبداله بصيغ هجينة من التعاقد الوظيفي.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة الى أن نجاح النظام في انتخابات هيئة التنسيق، اضافة الى المعركة الحكومية ضد حق انشاء النقابات وما جرى من تشويه لقانون حماية المرأة من العنف، هو مؤشر على فعالية ممارسات السلطة في ضرب استقلالية النقابات. وهذا يظهر بالتالي عقم اقتصار مطالب النقابات في القطاعين العام والخاص على برامج مطلبية من غير ارتباطها بمشاريع للحفاظ على استقلالية العمل النقابي، من جهة، وعلى الدور الذي يؤديه القطاع العام وتطوير تقديماته وووقف التدخل السياسي الطائفي في التوظيف.



السؤال : كيف ترى دور العمال في الحزب؟ وعلاقة الحزب بالحركة العمالية
الجواب:
للعمال دور أساسي في الحزب، فحزبنا بهويته الطبقية هو فعلا حزب الطبقة العاملة رغم كل المتغيرات التي طرأت على البنية الاجتماعية وعلى الأقتصاد اللبناني حيث تراجعت قطاعات كانت أساسية في انتاج فرص العمل وتوسيع صفوف الطبقة العاملة ( الصناعة والزراعة )، لكن الجسم الأساسي للحزبظل من حيث تكوينه من العمال والاجراء، ولهم دور أساسي في رسم سياساته كما نعمل على تعزيز هذا الدور في مختلف الأطر التنظيمية ، على مستوى الهيئات التنظيمية او على مستوى العمل القطاعي.
على ما تقدم، تتأكّد ضرورة أن يكون مناضلو حزبنا في طليعة الحركة النقابية والشعبية من أجل إقرار الملفات الأساسية التي تهم الطبقة العاملة وكل الكادحين، بل وكل المتضررين من نظام المحصصة الطائفي بشكل عام، بدءا بالملفات التالية:
- تطوير القطاعات المنتجة، الزراعة والصناعة، أسوة بقطاع الخدمات، إن عبر تحديد دور الدولة في حمايتهما، أم في تقديم الدعم المادي والسياسي لهما.
- الدفاع عن أولوية حق العمل ووضع خطة لمكافحة البطالة وخلق فرص عمل جديدة، خاصة بين الفئات العمرية الشابّة، والخريجين منهم على وجه الخصوص.
- النضال من أجل فرض سياسة جديدة في مجال تصحيح الأجور، أساسها إقرار السلّم المتحرّك للأجور.
- النضال من أجل إقرار مشروع التقاعد والحماية الإجتماعية والصحية، وإصلاح الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وكل الصناديق الضامنة.
- الدفاع عن حق السكن في مواجهة الشركات العقارية، خاصة في بيروت والمدن الكبرى.
- الحفاظ على الخدمات الأساسية التي يقدمها القطاع العام وتعزيزها وتطويرها، والتصدّي للمحاولات الرامية الى خصخصتها، وأسقاط كل السياسات التي تضمنتها إتفاقيات باريس الثلاث.
- التأكيد على الحق في التعلّم، عبر العودة الى شعار -ديمقرطية التعليم-، ومن خلال حماية التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية.
- إعادة الاعتبار لمفهوم الخدمة العامة ولحق المواطن في التمتّع بها، من دون المرور بالوسيط -الطائفي-، كون هذا الحق يندرج في صلب بناء دولة الرعاية الاجتماعية.
- كما تتأكد أهمية تحرّك الحزب الشيوعي اللبناني من أجل إقرار قانون جديد للعمل، يعالج الفجوات التي تعتري هذا القانون منذ إصداره عام 1946، وكذلك إقرار هيكلية نقابية جديدة تراعي واقع التحولات والتغييرات الحاصلة في البنية الإقتصادية والإجتماعية للبلاد؛ اضافة الى تعديل قانون الموظّفين لجهة فرض حق التنظيم النقابي للعاملين في القطاع العام. فالحزب الشيوعي بالتحديد مدعو لأن يضع قضية تطوير الحركة النقابية في طليعة أولوياته، وأن يخوض المعارك لإعادة إستنهاضها وتجديد آليات عملها وضمّ كوادر شابة الى قياداتها، وصولا الى إستهداف كل مكونات الطبقة العاملة.
والخيار الإستراتيجي في هذا المجال هو العمل على تشكيل مركز نقابي بديل ديمقراطي ومستقل.


23 - نهاية النظام الرأسمالي
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 27 - 06:15 )
المفكر الماركسي الكبير فؤاد النمري يؤكد أن فصل النقد عن البضاعة وهو ما قرره مؤتمر رامبوييه 1975 له معنى واحد لا غير وهو نهاية النظام الرأسمالي
الرأسمالية انتهت قبل نصف قرن وما زلتم تخطبون ضد النظام الرأسمالي وكل برامجكم تقوم على هذا الوهم
قبل كل حديث عن أية برامج ومشاريع سياسية يتوجب على الماركسيين عقد ندوة عالمية تقرر ما إذا انتهت الرأسمالية أم ما زالت حية تستغل الشعوب والطبقة العاملة

لئن كان حنا غريب ماركسيا فما هي براهينه على أن النظام الرأسمالي ما زال يحكم العالم؟


24 - رد الى: فاخر فاخر
حنا غريب ( 2017 / 8 / 28 - 22:46 )
إذا كان المقصود بالكلام ما جرى في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي حين تم فك الدولار عن الذهب فإن المحصلة كانت حماية الرأسمال وتعزيز مواقعه عبر تعزيز مواقع الدولار الأميركي الذي حصل على حرية حركة لم يكن يحلم بها في وقت من الاوقات وضمن سيطرة لا منازع عليها.
وقد جرى فعلا التخلي عن اتفاقيات بروتون وودز التي ربطت الدولار بالذهب. لكن هذا الأمر لم يسقط الرأسمالية ولا يمكن للرأسمالية أن تسقط بتدبير ما بل بالعكس شهدت ما تغنى به ارباب الرأسمال العصر الذهبي. هذا شيء ووجود الرأسمالية الأمبريالية في حالة إحتضار طويل شيء آخر. وعموما من المفترض ان نقول ما هو النظام المسيطر وما هو أسلوب الإنتاج المسيطر إذا لم يكن الرأسمالية؟
وعلى العموم ولتبسيط الأمور نشير الى أن الماركسية تقدم معيارين للتمييز بين الأنظمة الإقتصادية الإجتماعية كمنظومات علاقات إنتاج هي الإطار الإجتماعي الذي يتم في ظله إنتاج الثروة ، وكمنظومات قوانين إقتصادية تحرك وتحكم هذه العلاقات :المعيار الأول هو العلاقة الإنتاجية الأساسية ( شكل ربط قوة العمل بوسائل الإنتاج ) والمعيار الثاني هو القانون الإقتصادي الأساسي الذي يعبر عن الهدف الذي يحرك المجتمع ككل.وهنا نزعم أن العلاقة الإنتاجية الأساسية المسيطرة اليوم في كل العالم هي علاقة العمل المأجور وأن القانون الأساسي المسيطر هو قانون انتاج القيمة الزائدة (الربح) والمعياران هما مميزان للنظام الرأسمالي . ولذلك هذا هو النظام الذي نناضل من أجل إسقاطه.
طبعا يمكن في مجال آخر أن نتوسع في عرض مسيرة إحتضار الرأسمالية المتمثلة في إستعارة الرأسمالية خلايا غريبة عن طبيعتها لم يعد لها ان تستمر بالحياة من دونها كتدخل الدولة ونفي الإحتكار للملكية الرأسمالية الفردية والتخطيط وغيرها من الظواهر


25 - الانفتاح أصبح ضرورة العصر ولابد،
طاهر شهاب احمد ( 2017 / 8 / 27 - 08:17 )
طاهر شهاب احمد
الانفتاح أصبح ضرورة العصر ولابد،
منها شئنا ام أبينا وهذا ماتشير؟
الوقائع للعصر الحديث لانبقى وإلى،
نبقى كما كانت الجاهلية جهل،
كل القوانين إلى ان جاء الإسلام وحررهم ،
من قيد جهلهم؟
بعض الأحزاب أخذت تخبط كون ضربة مصالحها ،
تريد ترغم من،
حولها أن يمارس أفكار ظلامية،
حتى تبنو فكر الراديكالية اي من أبشع الافكار التطرف التي،
أغرق العرب به والمسلمين (اي الإسلام السياسي) وهذا؟
نتائج مايحصل للعرب والمسلمين ،
أما اليوم العالم اختلف إختلاف جذري ولابد من وجود تصحيح،
لمسيرة الفكر العربي ؟؟؟

الروائى العراقي،
طاهر شهاب احمد،


26 - رد الى: طاهر شهاب احمد
حنا غريب ( 2017 / 8 / 28 - 22:48 )
الانفتاح أمر ضروري. هذه مسلمة. ولكن في أية ظروف ومن يقود عملية الإنفتاح ولمصلحة أية قوى إجتماعية؟ . ما نشهده اليوم هو عملية عولمة إمبريالية مضمونها محو الحدود لتسهيل حركة السلع والرساميل. وبالتالي فرض علاقات تفاعل في ظل موازين قوى لصالح الطغمة المالية العالمية تكون حصيلتها مصادرة الثروات والإدخارات والأدمغة بكافة الوسائل. في هذا السياق ينبغي استعادة المبادرة في البلدان التابعة بتغيير جذري للأنظمة السياسية من أجل صياغة سياسات إقتصادية-إجتماعية داخلية وسياسات خارجية تخدم التطور الوطني وتحول دون إبقاء التبعية والتخلف متحكمين بمصير االشعوب المغلوب على أمرها.


27 - لقد إكتشفتْ الماركسية قوانين علمية عظيمة،
صالح ( 2017 / 8 / 27 - 08:22 )
لقد إكتشفتْ الماركسية قوانين علمية عظيمة، عبرت عنهما في ما يسمى بالمادية الجدلية والمادية التاريخية، ولكنه يبدو لي بأن هذه الفلسفة جاءت قبل أوانها، بمعنى أنها جاءت قبل أن تنضج بعض الظروف الموضوعية في العالم ألا وهي انتشار الفكر الديموقراطي، مما أدى إلى سقوطها بسبب السيطرة الديكتاتورية للحجزب الواحد. وبالفعل، فإني أرى بأن سبب سقوط كل تنظيم سياسي أو ديني، فإنه يعود إلى عدم إحترامه لمبدأ التداول على السلطة وحرية ابداء الرأي. للأسف أن الإشتراكية سقطت بفعل إحتوائها على مكونات سقوطها. والسقوط ليس هو ناتج عن عمل ذاتي(مع العلم أنه لا يمكن إلغاء العامل الذاتي في تفسير السيرورة التاريخية) بل هو ناتج عن عامل موضوعي. ومن هذه الأسباب الموضوعية فكرة الديكتاتورية البروليتارية. ويا ليت أن هذا الفكر الإشتراكي نجح وانتشر بتأثير الرياح الديموقراطية، حتى ولو كانت ديموقراطية نسبية. أرى أنه من العار الإشادة بفكر ديتاتوري، وهذا طبعا، لا ينقص من رأيي وهو أن الماركسية جاءت بفكر عظيم، ولكنه فكر يحتوى على بعض الأخطاء القاتلة. ما رأيك يا أستاذ حسقيل قوجمان؟ مع تحياتي لك ولنضالك الكبير. تمنياتي لك بالهناء والسعادة لما بقي من حياتك العظيمة.


28 - رد الى: صالح
حنا غريب ( 2017 / 8 / 28 - 22:50 )
الاستاذ صالح المحترم
يبدو أنكم أردتم توجيه السؤال إلى الأستاذ حسقيل قوجمان حسب ما ورد في تعليقكم.
الرجاء اعلامنا بحال موجه لنا
تحياتي


29 - الحضور الباهت للحزب الشيوعي
Abdellah Antar ( 2017 / 8 / 29 - 09:09 )
الأستاذ حنا غريب : كيف تفسر الحضور الباهت للحزب الشيوعي في المشهد اللبناني بالمقارنة مع بقية الأحزاب؟ محاربة الطائفية من أجندات الحزب ولكن لا فاعلية على الأرض؟ اسستم قناة تقدمية في لبنان سرعان ما توارت عن الأنظار ما السبب؟


30 - رد الى: Abdellah Antar
حنا غريب ( 2017 / 8 / 30 - 13:10 )
فلنحدد المشهد اللبناني بداية لنرى ما إذا كان حضور الحزب الشيوعي باهتا، أم لا، بالمقارنة مع الحضور -اللامع- لبقية الأحزاب الطائفية.
لبنان يعيش منذ مدة طويلة أزمة بلغت حد المأزق في جميع المجالات اٌلإقتصادية والأجتماعية والسياسية .وهذا ما شكل عامل تهجير للبنانيين الى الخارج .الأحزاب التي تفترض وجودا غير باهت لها هي أحزاب طائفية بدون إستثناء لجهة تشاركها في نظام طائفي ألغى وجود الشعب وحول اللبنانيين الى رعايا طوائف هي كيانات مفتعلة وتمكن التحالف الطبقي من ذلك بتمزيقه للنسيج الإجتماعي اللبناني وتهميشه كل الأعراف والقوانين وخاصة الدستور وأوصل الغالبية العظمى من الناس الى مستويات معيشة متدنية .الى ذلك يعيش لبنان على حدود فلسطين المحتلة ما جعله عرضة للأعتداءات الصهيونية . وإنعكست الصراعات الدائرة في سوريا وعليها على الوضع في لبنان لجهة الخطر الذي مثلته المجموعات الإرهابية عليه. وغني عن القول ان أحزاب التحالف الحاكم مختلفة حول كل هذه القضايا لدرجة أنها غير متفقة على تحديد العدو لا بل ان بعضها يسهل تهديد لبنان من قبل اعدائه.
في ظل هذه الظروف يعيش ويعمل الحزب الشيوعي. ولا نريد في هذه المناسبة سرد المسيرة النضالية التي خطها الحزب على الأقل من ستينات القرن الماضي بانشاء الفصائل المسلحة لمواجهة الصهاينة والدفاع عن لبنان وصولا لإطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وطرد العدو الصهيوني الى حدود ما سمي بالشريط الحدودي، ويفخر الحزب بانه اسس حركة عمالية نقابية وحركة روابط مهنية كان له الدور الرئيسي في إطلاقها وأنه كان في طليعة المتصدين لحماية مصالح الفئات الشعبية والخ. واليوم يكمن الدور اللامع لأي حزب سياسي في توضيح المأزق القائم (بكل مكوناته) قبل كل شيء لتتاح معالجته ولا يوجد حزب يسبق الحزب الشيوعي اللبناني في تنفيذ هذه المهمة: لا لجهة ابراز السبب في حال الجمود والشلل في الوضع السياسي ولا لجهة تجويع الناس وتهجيرهم ولا لجهة توضيح العلاقة بين ترابط التهديدات الخارجية والداخلية. ولذا كانت طروحاته في غاية الوضوح والجذرية. اذ لا حل لأية مشكلة ولا مخرج من هذا المأزق الاّ باسقاط النظام الطائفي ومدخله تغيير في قانون الإنتخاب وإلغاء آليات إستتباع الناس وتحريرها من قيودها الطائفية. وقد سعى الحزب طيلة العقود الثلاثة المنصرمة على تجميع القوى الإجتماعية المتضررة من هذا الواقع. وكل مطلع بحدود دنيا يعرف ان الحزب الشيوعي محاصر من قبل أطراف هذا التحالف، ومع ذلك لم يتوقف يوما عن نضاله من أجل هذه الأهداف. وكان قد أبعد عن النضال المسلح في ظروف محددة. ومع ذلك يعمل الحزب على تأميم الحد الأدنى من المقومات للمساهمة في الدفاع عن الوطن
أم المحطة التي أنشئت ولم تستمر فقد حصل ذلك بسبب تمسك الحزب باستقلالية قراره، خاصة ان هذا المشروع يحتاج الى استثمارات لم تتوفر لديه ولا لدى القوى اليسارية الشريكة



31 - حزب الشيوعي حزب فشل
ماهر جميلي ( 2017 / 8 / 29 - 09:14 )
حزب الشيوعي حزب فشل وتهدم حتى في الاتحاد السوفيتي
وفي لبنان لن يكون له قائمة
ولا في اي بلد عربي


32 - رد الى: ماهر جميلي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 30 - 13:11 )
ان دور الحزب على الصعيد الوطني وشهداؤه الذين سقطوا في المقاومة من اجل التحرير، ودوره في محاربة الفكر الظلامي وفي محاربة النظام الطائفي والمذهبي وشهداؤه من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية ووحدة لبنان وعروبته وتطوره الديمقراطي، وشهداؤه في النضال النقابي في الحركة الطلابية وعمال معمل الغندور ومزارعي التبغ في الجنوب وضد شركة الريجي وكل الحراكات الشعبية او ما حققته من مكتسبات للطبقة العاملة والفئات الشعبية تشهد على تاريخه وان للحزب العديد من القوائم.
ان الحزب الشيوعي اللبناني اثبت عبر هذا التاريخ المجيد، انه نشأ كضرورة وحاجة موضوعية داخلية وطنية وسياسية في سياق التطور التاريخي للبنان وما انتجه هذا التطور من بنية طبقية وتناقضات وبنية سياسية وسياسات استدعت تشكل قوة سياسية تدافع عن مصالح الطبقات الكادحة، وكان بالفعل لوهج نشوء الاتحاد السوفياتي دور كبير في تطور الحركة الثورية في العالم، كما كان لانهياره أثرا سلبيا بالمقابل.
اما نتائج هذا الانهيار على البشرية جمعاء فكان المزيد من الحروب والنزاعات والتفاوت الاجتماعي والاستثمار الطبقي ونهب خيرات وثروات الشعوب، الأمر الذي يزيد من حدة وتوسع الصراع الطبقي رغم كل المحاولات التي تجري لطمس حقيقة هذا الصراع، عبر تأجيج الفتن والاقتتال والانقسامات الطائفية والمذهبية والاتنية... الخ.
كل ذلك يستدعي وجود أحزاب ثورية خاصة في البلدان التي تشبه لبنان لأن مهمات التحرر الاجتماعي تتقاطع وترتبط بمهمات التحرر الوطني، وتلك هي قضية الأحزاب الشيوعية ومهماتها بهكذا بلدان. وحتى يتم ذلك لا بد من اعداد هذه الأحزاب نظريا وسياسيا وتنظيميا وهذا ما نعمل على تأمينه ولذلك لا خوف لدينا ولا شك من قدرتنا على القيام بذلك استنادا الى ما قام به حزبنا عبر تاريخه النضالي الطويل، وما قدمه من إنجازات على مستوى النضال المقاوم على كل الجبهات الوطنية والسياسية والنقابية والتنظيمية.


33 - معنى تعزيز الدولار
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 29 - 16:16 )
الدولار وكل النقود الأخرى هي بالتالي بضاعة طالما أنها البديل المكافئ لكل البضائع
فك الدولار عن الذهب والذهب هو الممثل لكل البضائع يعني فك الدولار عن قيمته البضاعية وهو لا يعني غير أن الدولار لم يعد ذا قيمة بضاعية
مؤتمر الخمسة الكبار في رامبويية نوفمبر 1975 قرروا تعزيز الدولار كما تفضلت حضرتك لك التعزيز لا يجري بالفصل عن البضاعة بل هو السقوط
المؤتمر تكفل سعر صرف عملاتهم الصعبة آنذاك لكنهم لم يتكفلوا قيمته الحقيقية البضاعية ولذلك كان سعر أونصة الذهب في العام 1975 أقل من 40 دولاراً أما في العام 2012 فقد كان سعرها 1900 دولاراً أي أن دولار 2012 لا يساوي أكثر من ثلاث سنتات من دولار 1975
سقوط الدولار يعني أن أميركا لم تعد تنتج البضاعة التي وحدها وسيلة الانتاج الرأسمالي
الرأسمالي يخاطر برأسماله من أجل الفلوس لا غير لكن الفلوس سقطت فلماذا يخاطر بأمواله؟
الإنتاج البضاعي في أميركا هو 6/1 مجمل الإنتاج العام فكيف يكون النظام في أميركا الحصن الأخير للرأسمالية رأسمالياً وإنتاجه سدس الإنتاج القومي فقط
إنتاج الخدمات في أميركا هو خمسة أضعاف إنتاج البضائع وإنتاج الخدمات ليس إنتاجاً رأسمالياً بأي شكل من الأشكال فلماذا ما زلتم تعتبرون أميركا رأسمالية إمبريالية ؟
اليوم تحديداً ينشر رفيقنا الكبير فؤاد النمري مقالا هاماً جداً ينفي كل قيمة للخدمات يمكنكم الرجوع إليه في الحوار المتمدن
أنتم تتجاهلون آثر ثورة أكتوبر الاشتراكية في العالم والتي بفضلها برهن الاتحاد السوفياتي في الحرب على أنه أقوى دولة في الأرض وبفضل ذلك انطلقت ثورة التحرر الوطني في العالم فكت كافة الدول المحيطية تبعيتها للإمبريالية وسدت المنافذ على فائض الانتاج في المراكز الرأسمالية فانهار النظام الرأسمالي في مراكزه
كانت أميركا تحول قوى العمل المتجددة يوميا في العمال وتحصل فائض القيمة بمقدار 350 مليون دولار يومياً في الخمسينيات وهي تساوي اليوم 10 مليار دولار فلماذا أميركا مدينة اليوم بعشرين ترليون دولار ؟ أليس ذلك لأنها لم تعد تحول قوى العمل إلى بضائع ونقود ولم تعد رأسمالية؟
تلك هي القراءة الصحيحة لتاريخ ثورة أكتوبر التي ما زالت في الأرض
أعود لأنادي باجتماع عام لثقات الماركسية ينظرون فيه بمصير النظام الرأسمالي وهذا الأمر هو
الشغل الشاغل للشيوعيين الثوريين وليسوا الإصلاحيين وقد انكفأ معظمهم إلى الإصلاح بعد انهيار المعسكر الاشتراكي
تحياتي


34 - رد الى: فاخر فاخر
حنا غريب ( 2017 / 8 / 31 - 00:44 )
الدولار نقد ورقي في الأساس يملك حق إصداره المصرف المركزي (الاحتياطي المركزي) الأميركي وهو مصرف خاص وبالتالي الدولار عملة أميركا بطريقة غير مباشرة. كان يحظى بتغطية الذهب والسلع والخدمات الأميركية حتى مطلع السبعينات، عندما أعلن الرئيس الأميركي نكسون فك علاقة الدولار بالذهب وان تغطيته الوحيدة هي سمعة أميركا وموقعها في العالم. ومنذ ذلك الوقت هذه هي حالة الدولار الذي لا تغطية مادية جدية له لكن مبدئيا هو مغطى بالأنتاج الأميركي باعتبار حملة الدولار يستطيعون مبادلته بسلع أميركية. واليوم يمكن القول ان كل دول العالم تساهم بتأمين تغطية الدولار باقتصادها كون أكثر من 70% من الصفقات العالمية تتم بالدولار. الطلب عليه عالمي في حين أن عرضه إحتكار لأميركا التي تعجز آلة الطباعة عن تلبية هذا الطلب ولا أحد يعرف كميات الدولارات المتداولة في العالم.فهل يصح التشكيك بهيمنة الدولار والقول بانه منهار؟
لذا يعيش العالم حالة إنفصام بالعلاقة بالدولار بما في ذلك البلدان التي تشهد علاقاتها بأميركا توترا ملحوظا (من روسيا الى فينزويلا الى الصين الخ...) وهي التي تعطي الدولار قدرته وعظمته علما أن الواقع يشي بأمكانية إنهياره. وهو ورقة لا تتجاوز قيمتها ما تم إنفاقه على طباعتها. ومع ذلك نحن لا نرى مبررا للدخول في نقاش حول ما إذا كان مهيمنا أم لا. هذا هدر للوقت.
أما الذهب فهو سلعة قائمة بذاتها قبل ولادة النقد وبعد ولادته وهو لم يصبح نقدا الاّ بفضل خصائصه وقيمته الإستعمالية. لم يعد نقدا لأن كمياته المتوفرة لا تسمح لهذا الرأسمال الهائج بان يكتفي بما يؤمنه له من أرباح. الرأسمال يريد نقدا لا يضع حدودا لحركته ولذا الغي الذهب كنقد. وهو سلعة له قيمته وسعره الذي يتأرجح، بالظاهر، حسب العرض والطلب أما فعليا فان سعره يتحدد يوميا في جلسة تهيمن عليها عائلة روتشلد.
إن طابع إنتاج الخدمات يحدده طابع أسلوب إنتاجها. فاذا كان الأسلوب رأسمالياً تكون نتاج أقتصاد رأسمالي، ولأنها تنتج للتبادل فلها سعر كباقي السلع. ونحن نعلم أنه مع التغيرات التي طرأت على الأسلوب التكنولوجي للإنتاج – بولادة الإسلوب المعلوماتي وإنتشار الروبوت والعمل العلمي – تعقدت مسألة تقييم السلع والخدمات وأن بقاء أسلوب أنتاقها رأسماليا بات يتعارض مع منطق تطور البشرية.
ومع ذلك لا نفهم هذا الإصرار على إعلان إنهيار الرأسمالية (الرأسمالية لا تنهار إلاّ إذا تم إسقاطها) وقد سبق لنا في الجزء الأول من الجواب أن ذكرنا بمعايير تحديد النظام الإقتصادي الإجتماعي. ولم نحصل من حضرتكم على تفسير لهذا الإنهيار الذي تصرون عليه. فاذا كانت الرأسمالية قد انهارت وخاصة في المراكز فما هو هذا النظام الأجتماعي الموجود فيها؟
كما أننا لم نفهم قولك عن تجاهلنا أثر ثورة أوكتوبر الإشتراكية على العالم ونحن كنا جزءا من هذه الجبهة ونعلم ما قدمت لشعوب العالم ومنها شعوبنا. أما أن الإتحاد السوفياتي كان دولة عظمى فهذا أمر لا شك فيه لكن ولعميق أسفنا فقد إنهار الإتحاد السوفياتي (وليس الرأسمالية) ونحن من أكثر الشعوب التي تضررت من إنهياره.ولا نفهم قولك ان كل الدول المحيطة فكّت تبعيتها بالإمبريالية وسدت المنافذ على فائض الإنتاج في المراكز الرأسمالية ( من ؟ ومتى؟ وكيف؟) وأن النظام الرأسمالي قد إنهار، في وقت تستمر شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية غارقة في التبعية بمختلف أشكالها وآخرها التبعية التكنولوجية. ولا ندري إذا كان عدد الدول المستقلة عن الهيمنة الإمبريالية تتجاوز أصابع اليد.


35 - ,التحرّر الوطني والمقاومة العربية الشاملة
ثائر ابو رغيف ( 2017 / 8 / 29 - 16:42 )
ليعذرني السيد غريب على امتعاضي من الموضوع وبالاحرى عنوانه , انا رجل خمسيني تعلمت منذ بداياتي اممية الشيوعية وان القصد والغاية منها العالمية فلا قومية او قطرية ضيقة كما يدعو لها عنوان هذا الحوار المفتوح الذي اشم فيه رائحة القطرية بل والحركات القومية الشوفينية, فاذا كان القصد جذب الرعاع وكل من هب ودب لاغناء العدد فتباً لمثل هذا القصد. وان كان القصد التكيف مع العصر فهذه خيانة لامثيل لها لما نادى به ماركس والرعيل الاول ممن حقبوا التاريخ بداية بالمشاعة البدائية ووصولاً للشيوعية, يدعي الكثير كونه شيوعياً ولكن لا أعتقد ان عدد الشيوعيون الحقيقيون على وجه هذه الارض يناهز المئة شخص.


36 - رد الى: ثائر ابو رغيف
حنا غريب ( 2017 / 8 / 31 - 00:40 )
من حقك أن يكون لك رأي وموقف وقناعة تجاه أي مسألة. أما أن تمتعض من دعوتنا للتحرر الوطني ومواجهة الاحتلال الإمبريالي وتفتيت الوطن العربي فهذا يتطلب سعة الصدر والانفتاح واحترام الرأي الآخر ونقاشه. نحن لنا الحق في فهم مشاكل أمتنا وتقديم الإقتراحات علّنا نستطيع القيام بشيء نؤكد به إنتماءنا وتطلعات شعبنا. لقد علمتنا الماركسية واللينينة أن القوانين والظواهر التي إكتشفتها في بيئات معينة وأوقات محددة تتميز في تحققها في بيئات وأوقات مختلفة. وإنطلاقا من ذلك نرى أن ما تواجهه بلدان ما يسمى بالعالم الثالث تواجه رأسمالية وعملية إنتقال الى مابعد الرأسمالية مختلفة عن تلك التي بحثها واقترحها ماركس. فهي رأسمالية تبعية تملي عملية إنتقال هي تحرر وطني من االسيطرة الإمبريالية على كل مقومات الحياة والثروات والنشاط ومن سيطرة البرجوازية المحلية التابعة التي تؤمن مقومات التبعية. والمجال لا يتسع لإيراد أمثلة على الإختلاف لكن حسبنا التذكير بقانون الميل العام للتطور في الرأسمالية الأمبريالية والرأسمالية التبعية الذي يملي الإختلاف في الإنتقال من الرأسمالية الى الإشتراكية (في الأمبريالية تصفى علاقات ما قبل الرأسمالية وما قبل الإحتكارية بينما تبقى متعايشة مع الرأسمالية في ظل التبعية. ويتم التجديد الموسع للإنتاج بدون عوائق بينما يكون مكبوحا في ظل التبعية). الإنتقال في بلادنا يتخذ شكل التحرر الوطني بما هو عملية تغيير لعلاقات الإنتاج الراسمالية التبعية وقطع التبعية عموما بتطور مستقل. وتأخذ علينا مقاربتنا لهذا الواقع ونفهم منك ان الأممية الشيوعية هي الحل بما هي نصوص في الكتب؟
هل يعني ما نقول انه إنكفاء أو إنعزال أو قومية أو شوفينية ؟ لو أننا طالبنا شعوبنا بأكملها بمعزل عن انتمائها الطبقي لمواجهة شعوب أخرى لصح الأتهام . ألم يتوجه لينين الى الشعوب الخاضعة للاستعمار الذي ينهب خيراتها وثرواتها بندائه الشهير: يا عمال العالم ويا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدوا. السنا نحن من هذه الشعوب المضطهدة وان المقاومة الشاملة من اجل تحرير فلسطين وثرواتنا واسقاط الأنظمة الديكتاتورية هو فعل صراع طبقي في جوهره. من هنا نضع البرجوازية الإمبريالية والبرجوازية المحلية على نفس المستوى وندعو لمقاومتهما. إنه موقف طبقي- موقف الطبقات المستغَلة ( بفتح الغين) . نحن نتوجه للأحزاب الشيوعية واليسارية والتقدمية العربية لتنخرط في نضال مشترك تؤآزرها فيه القوى التقدمية العالمية للتصدي للإمبريالية ومشاريعها، وأبرز مثال على ذلك وجود لقاء يساري عربي نفترض ان يقوم بهذه المهمة ووجود لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية الذي يجتمع سنويا وحزبنا عضو دائم في لجنته التحضيرية. وهكذا نفهم الأممية وإسهامنا في تجديد هذه الأممية.


37 - افكار سمير امين
احمد صالح سلوم ( 2017 / 8 / 29 - 19:34 )
ما هو موقف الحزب الشيوعي اللبناني الفكري من تنظيرات المفكر الشيوعي الكبير سمير حول التطورات المعاصرة ونظرية المركز والمحيط وامكانية فك الارتباط مع الرأسمالية؟


38 - رد الى: احمد صالح سلوم
حنا غريب ( 2017 / 8 / 31 - 00:37 )
نقدر عالياً الجهد والتراث النظري للماركسي العربي والعالمي د. سمير أمين حول طبيعة الرأسمالية العالمية والرأسمالية في البلدان التابعة وحول سبل إنعتاق شعوبنا من هذه التبعية وتوجهها الى التنمية المعتمدة على الذات، وهي تتقاطع الى حد بعيد مع قناعاتنا وإجتهاداتنا .
ويساهم الدكتور أمين باستمرار في إغناء مطبوعاتنا وخاصة مجلة الطريق بمقالاته القيمة.


39 - ألف مرحبا -1
حميد خنجي ( 2017 / 8 / 30 - 06:13 )
مرحبا بالأمين العام الجديد_ نسبيا_ النقابي البارز؛ حنا غريب. أكيد و من الملاحظ أن وضع الـ ح.ش. ل. قد تعزز منذ انتخاب الأخ حنا غريب أمينا عاما جديدا في المؤتمر الأخير لهذا الحزب العتيد، حالا محل سلفه الدكتور خالد حدادة.. ليس فقط لأن الأستاذ حنا ذو خلفية عمالية/ نقابية وشخصية نشطة ومتواضعة وديمقراطية وشفافة، حيث أضحى الحزب الآن بعيدا - نوعا ما- عن هيمنة الإنتلجنسيا بعد عدة عقود. بل لأن ما طرحه ويطرحه الأمين العام الجديد يختلف نوعيا عما كان يطرح سابقا من مواقف متناقضة ومشوشة، يمالىء بعض القوى الطائفية اللبنانية أو بعض المستبدين في المنطقة! فهو واضح ومنسجم مع فكره في طروحاته .. والدليل أيضا هنا في هذه المقابلة مع الحوار المتمدن. نتمنى من هذا الحزب العريق التعافي في هذا العهد الميمون من موبقات وخلافات فكرية وتنظيمية كان - وما زال نسبيا- عانى ويعاني منه أحد أهم الأحزاب الطليعية العربية. فقد كان الحزب في العقود الأخيرة في يد مجموعة من القياديين غير المؤهلين، لإيجاد حل عملي لخروج آلاف من الأعضاء المخلصين من الحزب في السنوات والعقود الماضية أوالإبتعاد الوقتي عنه، نتيجة الطموح الشخصي والذاتيات والخلافات المفتعلة للقيادة السابقة، بغية استمرار هيمنتهم! نتمنى أن يوفق السيد حنا فيما فشل فيه سابقيه من القيادة ويتمكن من إعادة ألق الحزب ووحدته التنظيمية والفكرية. ويرجع إلى صفوف الحزب الأعضاء والكوادر المبتعدين أوالمبعدين سابقا. أكيد سنناقش الأستاذ حنا بعض النقاط المطروحة من قبله لاحقا وتباعا. نتمنى التوفيق للأخوة الجدد في القيادة الحالية..... يتبع


40 - رد الى: حميد خنجي
حنا غريب ( 2017 / 8 / 31 - 00:40 )
أشكرك جزيل الشكر على ما أبديته من رغبة ومن تمنيات على ان يتمكن الحزب من ان يستعيد قدرته ويتجاوز مشاكله السابقة. واعتقد أنك بدون شك توافقني الرأي بأن المشاكل والصعوبات هي بجزء أساسي منها موضوعية وتتجاوز مسألة تغيير القيادة لتطال الرؤية وبلورة المشروع السياسي العام للحزب على الصعد كافة.


41 - متابعة - 2
حميد خنجي ( 2017 / 8 / 31 - 01:52 )
شكرا، رفيقنا العزيز؛ على الرد الموجز والغني. بالطبع قد اتفق معك ان هناك عوامل موضوعية وأيضا ذاتية للمشاكل والمعيقات، التي كانت -وما زالت- تجابه الحزب الشيوعي اللبناني.. وهي بالطبع ذات المشاكل، التي تجابه اليوم الكثير من الأحزاب الشيوعية والعمالية، خاصة مع تغيير ميزان القوى العالمي ، سمة العصر وتعقيد الوضع الدولي. ودخول العالم في مرحلة انتقالية طويلة صعبة ومؤلمة (مرحلة الإنتقال من القطب الأوحد إلى تعدد الأقطاب)، وذلك على أثر تفكك المنظومة الإشتراكية الأوروبية وسقوط الثنائية القطبية! على أن كل حزب له خصوصيته النسبية فيما يتعلق بالمشكلات، القادمة أصلا من البنية الطبقية الهشة والضعيفة لأي حزب طليعي (العامل الموضوعي)، بجانب الضعف النظري/ المعرفي والتخبط التنظيمي (خليط من عوامل موضوعية وذاتية). غير أن الطامة الكبرى- بتقديري- آتية من الإنتهازية الداخلية لحفنة من الطامحين، بغية تحقيق ذواتهم ومصالحهم الخاصة (هنا الكثير من العوامل الذاتية)، والمستندة اساسا على خرق الديمقراطية الداخلية والأنظمة الداخلية لهكذا احزاب طليعية وجذرية! على أية حال.. ليس هذا موضوعنا - على أهميته- المطروح في هذه المقابلة مع شخصكم الكريم. فالموضوع بالطبع مسألة أخرى، تتطلب التركيز عليها (التحرر الوطني والمقاومة العربية الشاملة!). سأحاول أن افهم بشكل أعمق جل الأطروحات هنا (الطرح نفسه والمداخلات والأجوبة)، حتى يتسني لي متابعة السجال تباعا..... يتبع


42 - رد الى: حميد خنجي
حنا غريب ( 2017 / 9 / 10 - 22:37 )
شكراً لمتابعتك والمداخلة


43 - ماهية النظام العالمي القائم
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 31 - 07:28 )
أقدر بداية الأفكار التي توصل إليها الرفيق الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني والتي تتماس مع دفاعي اللينيني عن نقاء الماركسية والإسترشاد القويم بالماركسية اللينينية
يتساءل الأمين العام عن ماهية النظام الدولي القائم إذا لم يكن هو الرأسمالية ؟
الإجابة على هذا السؤال هي في غاية الصعوبة ولأنها صعبة يعتقد العالم أن الرأسمالية ما زالت حيّة وقائمة حتى وإن فصل مؤتمر رامبوييه 1975 الربط القانوني الدولي كما في علم الإقتصاد بين البضاعة والنقود وإصدار كفالة أممية لقيمة الدولار بعد انحطاطة الكبير حيث أعلنت إدارة نكسون التخفيض الرسمي لقيمة الدولار ثلاث مرات في عامي 72 و 73 وتبيّن أخيراً أن تلك الكفالة الأممية لم تكفل سوى سعر الصرف بينما القيمة الحقيقية انحطت حتى أن دولار 2012 لا يساوي أكثر من ثلاث سنتات من دولار 1975 الأمر الذي لم يثن أنصاف الماركسيين عن ايمانهم بالنظام الرأسمالي ودوام حيويتة مع أنه من الحماقة بمكان وصف أزمة الرهن العقاري في خريف 2008 بأزمة النظام الرأسمالي بينما من أفلس هو البنوك وأسواق أميركا كانت تغص بالبضائع الصينية واليابانية
نعود للتساؤل المكرور : إذا ما كان النظام القائم ليس رأسماليا فماذا يكون إذاً ؟؟
مفتاح الإجابة الصعبة على هذا التساؤل هو السؤال عن طبيعة النظام القائم اليوم في روسيا ؟
يجيب القوم الذين لا يفهمون النسيج الرأسمالي بأن روسيا على مسار بناء الرأسمالية
لكن من يبني الرأسمالية لا يعيش على تصدير المواد الخام ولا يبني أسلحة الحرب بما يوازي ربع ميزانية الدولة كما حال روسيااليوم
ثم إن البورجوازية الوضيعة التي انقلبت على الاشتراكية في العام 1953 وألغت الخطة الخمسية الخامسة التي أقرها المؤتمر العام التاسع عشر للحزب في نوفمبر 52 والتي قامت بانقلاب عسكري ضد الحزب وحلت المكتب السياسي وطرد أعضائه من الحزب في حزيران 1957 وانقلاب عسكري آخر في اكتوبر 64 لطرد خروشتشوف هذه البورجوازية الوضيعة هي ليست ضد الاشتراكية فقط بل هي ضد الرأسمالية أيضاً كما أشار البيان الشيوعي في فصله الأول
النظام في روسيا ليس هو غير الفوضى، فوضى الهروب من الاشتراكية
وهو كذلك في الصين فكان دنغ هيساو بنغ خروشتشوف الصين كما سماه ماوتسي تونغ هو من تعاون مع نكسون في بناء النظام الحالي الذي لا يمكن أن يكون رأسماليا في حين أنه فوضى الهروب من الاشتراكية
النطام القائم في كل العالم هو فوضى الهروب من الاشتراكية فلا يمكن أن تستمر أميركا في نظام يحتم عليها كل صباح استدانة ملياري دولار كي تبقى في نفس الحال
ذلك هو فوضى الهروب من الاشتراكية
كل ذلك هو من تداعيات ثورة اكتوبر الإشتراكية والتي ما زالت في الأرض ريثما تنهار طبقة البورجوازية الوضيعة في كل العالم
ستنهار البورجوازية الوضيعة التي تحكم عالم اليوم قبل أن تصل ديونها 100 ترليون دولار وهي اليوم 75 ترليون
أليس من الغباء بمكان الإفتراض أن النظام العالمي القائم الآن هو نظام رأسمالي في حين أن العالم يستدين سنوياً 2 ترليون دولار بينما سداة الرأسمالية هي تحويل قوى العمل المتجددة يوميا في أجساد العمال إلى نقود لم لكن موجودة في اليوم السابق

أما الخدمات فهي من إنتاج البورجوازية الوضيعة التي ليس لها دور في النظامين الرأسمالي والإشتراكي حيث النظامان يجهدان في تحويلها إلى بروليتاريا , ومن هنا فإن إنتاجها من الخدمات ليس إنتاجاً رأسماليا
وهي ليست ذات قيمة تبادلية لأنها تستهلك تماما لحظة استكمال إنتاجها ولأن ليس لها قيمة تبادلية فالسلعة تتحدد قيمتها بقيمة ساعات العمل المكتنزة في السلعة أما الخدمة فليس لها سعر تحدده ساعات العمل فتستبدل تعسفاً خارج السوق بحكم الزمان والمكان ولا تمتلك الهيئة الصنمية التي تمتلكها السلعة
أميركا تستدين كل يوم 2 مليار دولار لأن 80% من إنتاجها خدمات والخدمات بتعريف ماركس
Unproductive
تحياتي للسيد حنا غريب






























































لقيمة الدولار


44 - رد الى: فاخر فاخر
حنا غريب ( 2017 / 9 / 10 - 22:43 )
كل الشكر والتقدي


45 - اعطيت اجابتك على الكثير من التساؤلات
نبيل عودة ( 2017 / 9 / 1 - 06:59 )


رفيقي العزيز .. قرأت عرضك رغم التطويل .. عمليا انت اعطيت اجابتك على الكثير من التساؤلات .لكن سؤالي يتعلق بواقع الحركة الشيوعية التي تواصل التمسك بالنهج السوفييتي الذي بات واضحا انه نهج شوه الماركسية واوقف تطوير مقولاتها. التعابير العتيقة حول الطبقة العاملة لا اراها الا تمسكا بثوب مهلهل.. ما هو تعريف الطبفة العاملة اليوم؟ انا لا ارى انها تشكل قوة وتحديا للنظام الرأسمالي الذي يتطور نحن مجتمع رفاه اجتماعي (رغم وجود فئات على هامش هذا التطور لكنها لا تشكل تحديا يؤخذ بالحساب) .. تركيبتها اليوم انها طبقة اكاديميين وتكنوقراطيين ومدراء شركات ومهندسين واطباء .. وهي طبقة تحتلف عن صفتها في التراث الماركسي من القرن التاسع عشر.ربما في العالم العربي والشرقي غير المتطور اقتصاديا نجد بقايا من الحالة العتيقة.. حتى نقايات العمال فقدت مكانتها.. في اوروبا مثلا نجد أقل من 25% من العمال منظمين في النقابات. فقط في الدول الاسكندافية ذات واقع الرفاه الاجتماعي نجد أكثر من 85% منضوين في النقابات، تفاجأت لكن تبين ان السبب ان النقابات هي التي تدفع الأجور للعاطلين عن العمل...في اسرائيل كان اكثر منن 90% اعضاء في النقابة (الهستدروت) اليوم أقل من 20% السبب ان التنظيم النقابي كان يعني التأمين الصحي الكامل .. اليوم التامين الصحي اصبح قانون دولة فانفض العمال عن نقابتهم..
ما يقلقني أكثر مواصلة التمسك بطروحات فات موعد تسويقها.. كان يجب تطويرها ، لكن النظام السوفييتي فرض الجمود العقائدي الذي قاده الى التفكك مع الأسف.وقاد الأحزاب الشيوعية الى فقدان قوتها ومكانتها ؟؟ اين الحزب الشيوعي الفرنسي ... والايطالي وسائر الحركة الشيوعية الأوروبية؟ لقد أصبحت مجرد مكاتب..
مثلا لم يعد شعار الاشتراكية يجذب العمال او الفئات الفقيرة.. اصلا كل مفهوم الطبقة العاملة تغير، وكل فكر الصراع الطبقي لم يكن الا وهما لم ينعكس على الواقع السياسي حتى في اوروبا المتطورة اقتصاديا.. وكل نظرية المادية التاريخية فقدت معناها .. متى ستبدأ الحركة الشيوعية بتطوير ماركسية القرن ال 21 ؟؟ هنا السؤال الجوهري. وما هي الشعارات المفروض طرحا في الواقع الجديد؟ طبعا هناك مشكلة مفهوم الدولة الاشتراكية.. ما كان في الاتحاد السوفييتي هو ابقاء الدولة القديمة بتركيبتها وفكرها البرجوازي لبناء نظام جديد يفترض ان ينسفها من الأساس وان تبنى دولة النظام الجديد بفكر مختلف ونظام مختلف . الم يكن ذلك ضمن اسباب سقوط النظام؟ طبعا اعرف قضية اكثر خطورة تتعلق بالاصلاح الاقتصادي كما طرحه كوسيجين لكن رفض معظمه حتى لا يتهم النظام السوفييتي بالعودة الى الراسمالية.ومن المهم الاشارة الى هزيمة النظام السوفييتي في المنافسة الاقتصادية حيث كانت انتاجية العمل اقل من 30% من مثيلتها في الدول الرأسمالية.


46 - رد الى: نبيل عودة
حنا غريب ( 2017 / 9 / 5 - 00:38 )
نحن لا نوافقك الرأي في الأفكار التي عرضتها، علما أنها تؤشر لضرورة توسيع الإجتهاد، لكنها تتضمن خلطا بين مستويات مختلفة.الخلط بين النهج السوفياتي والمفاهيم التي أنتجتها الماركسية ( الطبقة العاملة، الإشتراكية، والدولة الإشتراكية، الصراع الطبقي، المادية التاريخية).هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، الخلط بين مستويات المفهوم الواحد( الطبقة العاملة بذاتها والطبقة العاملة لذاتها، شعار الإشتراكية ومفهوم الإشتراكية والدولة الإشتراكية).هذه المنهجية لا تساعد على إنتاج معرفة وتوظيفها في النضال السياسي للشيوعيين.
حول الطبقة العاملة ، هذا مفهوم يعبر عن فئة إجتماعية تجمعها مجموعة من الخصائص معروفة من قبل الماركسيين والشيوعيين ولا حاجة للتفصيل فيها، هي الخصائص التي تحدد هذه الطبقة بذاتها حسب تعبير ماركس.وهي موجودة وتغيرت تركيبتها وشكلها مع تغير الأساليب التكنولوجية للإنتاج وهي موجودة طالما ان الرأسمالية قائمة. تختلف الطبقة العاملة بتركيبتها وشكلها في الأسلوب المانوفاكتوري عنها في الإنتاج الآلي والإنتاج المؤتمت وأخيرا في الإنتاج المعلوماتي.لا حياة للرأسمال ولا للرأسمالية بدون إستغلال العمال .والرأسمال قبل كل شيء علاقة إجتماعية بين طبقة تحتكر وسائل الإنتاج وأخرى محرومة منها لا تملك الاّ قوة عملها هي الطبقة العاملة.لكن التغير في شكلها لا يغير من طبيعة العمل المأجور الذي هو إطار الإستغلال الرأسمالي. صحيح ان إستغلال العامل خلف الآلة يختلف عن إستغلال العالم في المختبر الاّ أن الإثنين يقدمان للرأسمال مادة حياته وتناميه.وصحيح ان وضعية وجود الطبقة العاملة يتقرر بما إذا تحولت الى طبقة لذاتها أو لا لكن ليس هذا ما يقرر وجود الرأسمالية أو عدمه. كما أن وضعية الإحزاب الشيوعية لا تقرر وجود الطبقة العاملة.
الرأسمالية تتطور وترفع مستوى الرفاه نسبيا للفئات المختلفة في المجتمع ربما بمتوالية حسابية أو أقل .لكن الطفيلية والتعفن يتناميان بمتوالية هندسية .فهل البشرية بحاجة الى هذا الحجم الهائل من البشر للعمل في إنتاج السلاح وبناء الجيوش والقوى الامنية، وتشغيل الذكاء البشري لإنتاج القنابل الذكية والأسلحة المدمرة؟ وهل هي بحاجة الى هذا الجيش الجرار من العاملين في الهندسة المالية التي لا تزيد ثروة المجتمع بشيء بل تزيد ثروات أفراد؟ وهل البشرية بحاجة الى هذا الكم من إنتاج الثقافة التافهة؟. ويكفي تصفح المعلومات عن توزع الثروات في العالم لندرك المستوى الذي بلغته الطفيلية.
ثم هل نفهم من القول بأن المادية التاريخية فقدت معناها لانه تم التوصل الى تفسير آخر للسببية في التاريخ والتطور التاريخي؟وهل هذا الصراع الدائر في العالم الذي يحصد يوميا آلاف الأرواح هو تعايش سلمي بين الطبقات؟ أليس نهب الثروات والأدمغة والإدخارات وحتى قيمة الإنسان هو صراع طبقي مستمر؟. لقد كان الصراع الطبقي محركا ومنتجا للتاريخ وما يزال.
ولا يمكنك أن تنفي جاذبية شعار الإشتراكية وتعود لتطرح فكرة الدولة الإشتراكية.كما لايمكن نفي وجود الطبقة العاملة وتعود وتتحدث عن تغير مفهوم الطبقة العاملة.
طبعا هذا السجال لا ينفي ضرورة الإلتفات الى التغيرات التي تشهدها البشرية على كافة المستويات من أجل تصحيح بوصلة النضال إرتباطا بذلك، وهذا يقتضي عكس التغيرات إما بإدخالها الى المفاهيم القائمة إذا كانت متوافقة معها وتوسيع اطر هذه المفاهيم أو إنتاج مفاهيم جديدة.
نحن لا نحكم على الحركة الشيوعية بالجملة . كل يقوم بما تتيحه له قدراته . لكننا نرى أن العولمة الإمبريالية تملي على الشيوعيين في العالم نوعا من العمل والجهد المشترك لإنتاج معرفة بالتغيرات الجارية وصياغة شعارات وبرامج جديدة تتوافق ومستجدات العصر لأنقاذ البشرية . انها قضية تستحق كل التضحيات في سبيلها .


47 - تعقيب على حديث الرفيق حنّا غريب وبعض الردود عليه
كمال هاني / بيروت ( 2017 / 9 / 1 - 22:54 )
جاء في بعض الردود على حديث الرفيق حنّا غريب أن الرأسمالية قد سقطت في بداية السبعينيات مع سقوط الدولار، وإذا صحّ هذا الكلام، فأيّ وصف آخر يمكن إطلاقه على النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد في دول الغرب منذ ذلك التاريخ؟ فرأس المال لا يزال متسيّدا على المستوى العالمي، وكذلك العمل المأجور - المحكوم بانتاج القيمة المضافة لصالح رأس المال – الذي لا يزال قائما على نطاق واسع، بل هو إتسع أفقيا ليشمل دولا كانت سابقا في عداد المنظومة الاشتراكية وإنتقلت في معظمها الى إعتماد إقتصاد السوق. ومع ذلك، ينبغي الإقرار بأن الأشكال الملموسة لتطور العمل المأجور وسماته القطاعية قد تعرضت لتبدّلات كبيرة خلال العقود الخمسة المنصرمة، مع الإزدياد المطرد في حصّة الخدمات من الناتج المحلي القائم للدول الرأسمالية الأساسية، ومع تغيّر أليات إقتطاع رأس المال للقيمة المضافة من أفواه العمال. ولكن من النادر أن ذهبت المدارس الماركسية الشديدة التنوّع الى حدّ وصف إنتاج الخدمات بكونه لا يشكّل إنتاجاً رأسمالياً، في معرض مواكبتها لظاهرة تعاظم دور قطاع الخدمات في التشكيلات الرأسمالية المتعاقبة خلال هذه الحقبة الممتدة لأكثر من نصف قرن (مع العلم أن هذه الظاهرة كانت ظاهرة جنينية عند كتابة ماركس لأبحاثه الأساسية زبخاصة -رأس المال-).

ومجدّدا ينبغي التأكيد على إن ما حصل في مستهل السبعينيات (سقوط نظام بريتون وودز عام 1971) لم ينطوي - كما جاء في بعض التعليقات – على فصل بين النقد والبضاعة، بل هو إقترن بفصل الدولار عن قيمته الثابتة المحدّدة بالذهب. وقد أدّى هذا الفصل الى إعفاء الولايات المتحدة من التزاماتها السابقة بوجوب سداد قيمة الدولارات الأميركية المتداولة خارج أراضيها (التي تعتبر ديونا عليها) بما يوازي قيمتها ذهبا، بحسب ما كان حدّده نظام بريتون وودز. وهذا ما أتاح لها عمليا ليس فقط الخفض الحاد والمصطنع للقيمة الفعلية لديونها الخارجية المتعاظمة، بل سمح لها أيضا القيام بعملية قرصنة أخرى لا تقلّ دلالة: فرض العملة الأميركية – وليس الذهب – كأداة رئيسية للاحتياطات الخارجية لدى المصارف المركزية لغالبية بلدان العالم، وبالتالي تثبيت علاقة التبعية التي تربط هذه البلدان بالولايات المتحدة الأميركية. وبهذا المعنى يمكن القول تأكيدا لما أورده الرفيق حنا غريب، أن فكّ العلاقة بين الدولار والذهب لم يشكّل نهاية الرأسمالية، بل كان بمثابة تصعيد وتكريس إستثنائيين لهيمنة الدولة الأكثر رأسمالية في العالم على مجمل منظومة العلاقات النقدية الدولية، مستفيدة من موازين قوى مؤاتية لها. وهذا بالذات ما دفع لاحقا أوروبا – ثم الاتحاد الأوروبي - الى البحث الحثيث، من داخل آليات النظام الرأسمالي نفسه، عن عملة أوروبية موحدّة تضطلع هي الأخرى بدورها كعملة احتياط دولية تضاف الى الدولار الأميركي.

أما الانتاج البضاعي، وخلافا لما جاء في بعض الردود، فقد بقي مستمرا في الجوهر لجهة إرتباطه بالتناقض بين رأس المال والعمل (العمل المأجور)، بحسب ما هو معرّف عنه في التعبير الماركسي. ولكنه شهد تحوّلات عميقة في العقود المنصرمة تبعا لتغيّر محددات وآليات التراكم الرأسمالي وبخاصة في زمن تنامي الاتجاهات النيولبيرالية والعولمة. كذلك استمرت وظيفة العملة الأميركية قائمة -كبديل مكافيء لكل البضائع-، ولكنها أصبحت -عائمة- بعد تحريرها من علاقة الارتباط المحكم بالذهب وتعاظم إنتفاخ دور رأس المالي المعولم. وقد اتجهت قوتها الشرائية نحو الانخفاض التدريجي كلما إتجه سعر الذهب نحو الارتفاع، حيث لم تعد تمثّل راهنا أكثر من 5% من قيمتها الفعلية في أواسط السبعينيات. وإستخدم هذا التراجع بأشكال متفاوتة من قبل رأس المال كأداة للتحكم بتطور قيمة الانتاج البضاعي، بما فيها قيمة قوّة العمل، ولتعديل توزّع الناتج المحلي بحسب مكوّناته المختلفة في صالح رأس المال وعلى حساب قوّة العمل. وربما يصحّح القول أن تعاظم رأس المال المالي المعولم - وما إنطوى عليه من إنتاج ليس فقط للأرباح الرأسمالية بل كذلك لريوع قياسية هائلة - قد شجّع الأقسام المسيطرة في النظام الرأسمالي العالمي على إضافة وظيفة جديدة للعملة الأميركية (ولغيرها من عملات البلدان الرأسمالية الكبرى): تسهيل تضمين هذه الريوع أو جزء متزايد منها (الريوع المالية والعقارية) في بنية الأسعار المحرّرة بهذه العملات لا سيما الدولار الأميركي، كعامل إضافي لتعميق هيمنة رأس المال على العمل وزيادة معدلات الاستغلال الاجتماعي.





48 - رد الى: كمال هاني / بيروت
حنا غريب ( 2017 / 9 / 10 - 22:39 )
شكراً للمداخلة والتعقيب


49 - تعليقاً على حديث كمال هاني من بيروت
فاخر فاخر ( 2017 / 9 / 2 - 07:43 )
ثمة أخطاء كثيرة في هذاالحديث الذي يفتقر للتحليل الماركسي
لا، قرار مؤتمر رامبوييه في تكافل الدول الرأسمالية الخمسة الأعظم في تثبيت معدلات صرف نقودهم يقتضي فصل قاطع بين النقد والبضاعة ولذلك قرر صندوق النقد في يناير 76 أن قيمة العملة تحددها الدولة صاحبة العملة وليس البضاعة منتوج هذه الدولة والذهب منها
بعد هذا الفصل القاطع تعطلت دورة الإنتاج الرأسمالي (نقد - بضاعة - نقد) حيث تفترض هذه الدورة أن النقد يساوي البضاعة التي تعود بدورها لتساوي النقد مرة أخرى لتحقق فائض القيمة غير أن قرار مؤتمر رامبوية قال الدولة تقرر قيمة النقد وليس البضاعة وهذا يعطل دورة الإنتاج الرأسمالي ومن هنا هربت رؤوس الأموال إلى الإتجار بالمال أي المال مقابل المال الذي لا يحقق أدنى قيمة كما في البورصة والبنوك وشركات التأمين
الرأسمالية كما وصفها بدقة ماركس هي تحويل قوى العمل المتجددة يوميا في العمال إلى نقود وهو ما يعني أن ثمة إثراء يومي في المركز الرأسمالي لكننا نرى إفقار قومي في أميركا منذ أربعة عقود وهي أكبر مركز رأسمالي
هناك عجز سنوي في الميران التجاري يتجاوز 700 مليار دولار
وتكابد أميركا دينا خارجياً يصل إلى عشرين ترليون دولار فائدتها السنوية تزيد على 500 مليار دولار
دولار 2012 لا يساوي 3 سنتات من دولار 1975
وبعد كل هذا لا يقول أن أميركا ما زالت دولة رأسمالية إمبريالية إلا من لا علم له بماركس
تقرير حل هذا الإشكال هو ما يقرر برنامج أي حزب شيوعي في العالم وليعلم أن ثورة أكتوبر ما زالت في الأرض حيث زرعها ستالين عميقاً في تربة العالم

بسبب ثورة أكتوبر بررز الإتحاد السوفياتي كأقوى قوة في الأرض وهو ما مكن البورجوازية الوطنية في مختلف الدول المحيطية أن تحقق استقلالها وتتوقف عن استقبال فائض الإنتاج المتحقق بالضرورة في مراكز الرأسمالية وهو الذي يجسد فائض القيمة
عندما وجدت مراكز الرأسمالية أن مصارف فائض الإنتاج قد سدت تماما توقفت عن الإنتاج البضاعي وبذلك لم تعد رأسمالية
مراكز الرأسمالية الكلاسيكية تحمل اليوم أكثر من 70% من ديون العالم

بسبب الإفلاس الماركسي الذي أخذت تعاني منه الأحزاب الشيوعية بعد الانقلاب على الاشتراكية في الخمسينيات تحولت الأحزاب الشيوعية في العالم العربي إلى أحزاب وطنية إصلاحية ونسيت ثورة أكتوبر وتداعياتها التي ما زالت تتحكم بتطور العالم

أنا أحيي شخص الشيوعي حنا غريب وقد أظهر اهتماماً بالفكر الشيوعي


50 - رد الى: فاخر فاخر
حنا غريب ( 2017 / 9 / 10 - 22:40 )
التعقيب خاص بالرفيق كمال هاني


51 - تساؤلات حول معتقداتكم الشيوعية
عبد السلام أديب ( 2017 / 9 / 2 - 23:20 )

تحية للمناضل حنا غريب خاصة على تعيينه امينا عاما للحزب الشيوعي اللبناني، ان حزبكم الموقر الذي يعد من أقدم الأحزاب الشيوعية العربية شكل مصدرا للكثير من الأفكار السياسية الجادة التي تعاملت مع الواقع السياسي اللبناني ومع الواقع العربي والمغاربي ولعل كتابات حسين مروة ومهدي عامل لا زالت تصدح براهنيتها في أي تحليل ملموس للواقع الملموس الجهوي.
اسمحوا لي الرفيق حنا غريب ان أتساءل معكم حول بعض القضايا الشيوعية العامة المتناقضة مع بعض القضايا التي تطرحونها، والتي قد تكون نتيجة التعارض بين التكتيك والاستراتيجية، فالحديث كثيرا عن -الوطنية- والثورة -الوطنية- الديموقراطية الشعبية والتي عرفت منشأها في خضم الثورة الصينية بقيادة ماو تسيتونغ، ورسخت مكانتها بقوة في القاموس القاموس السياسي للأحزاب الشيوعية العربية والمغاربية، يدخل نزعة التناقض في ذهن أي مناضل شيوعي بهذه المنطقة. فالمنطق الشيوعي ينطلق من الشعار الذي اطلقة كارل ماركس وفردريك اجلز -يا عمال العالم اتحدوا- وهو الشعار الذي ينفي أي نزعة وطنية شفوفينية، كما أن أيديولوجية -الوطنية- انفضح امرها كصناعة برجوازية صغرى لخلق فضاء سياسي يربط الطبقة العاملة ببرجوازيتها المحلية التي تمتلك الوطن وخيراته وتستغل ابشع استغلال البروليتاريا. وقد نضيف الى هذا وذاك ان الهيمنة الحالية للرأسمال المالي العالمي وللشركات متعددة الاستيطان جعل كافة البرجوازيات الكومبرادورية المحلية تخدم مصالح رأس المال المالي الدولي، مما يجعلنا نجزم بأن بروليتاريا اليوم أينما وجدت، سواء في بلدان الشمال أو الجنوب، هي عبارة عن بروليتارية أممية تخضع لاستغلال اممي للرأسمال المالي العالمي. إذن، فالمحافظة على شعار الوطنية أصبح سيلة للاستهلاك وتشويه الفكر البروليتاري. وقد نضيف الى شعار الوطنية شعار -القومية العربية- التي أكل عليها الدهر وشرب حيث انفضح امرها لدى البرجوازيات المحلية في العديد من البلدان وحيث كان رد فعل الجماهير الشعبية قويا على تحول الشعار الى أسلوب ديكتاتوري للاغتناء من جهة وقهر الشعوب العربية والمغاربية. كلمة -عربية- ذات النزعة الشوفينية هي أيضا تحدث صراعات وتناقضات سياسية لا حصر لها، ففي المنطقة العربية والمغاربية قد نتحدث تجاوزا عن العروبة ولكن منطقة العروبة تقتصر فقط على الجزيرة العربية أما عذا تلك المنطقة فهناك قوميات متعددة لعل ابرزها القومية الامازيغية والقومية الكردية. فكيف يمكنك كشيوعي ان تتجاوز هذه التناقضات الرئيسية وتتجدث عن الوطنية والقومية العربية.
السؤال أعلاه يشكل جزءا أساسيا في ازمة اليسار والحركة الماركسية اللينينية في هذه المنطقة ومن شأن معالجة الإشكالية السماح بخطاب سياسي جديد مبدع لإعادة هيكلة الفضاء السياسي البروليتاري القادر على مقاومة المخططات الامبريالية والصهيونية وتعبئة الجماهير الشعبية من أجل خوض الصراع الحاسم في آن واحد ضد الكمبرادورية الاستبدادية المحلية وضد الهيمنة الامبريالية راعية هذه الكمبرادورية. فالفضاء السياسي العربي والمغاربي زاخر بالتناقضات والمطالب الجماهيرية المتعارضة وعلى الحركة الشيوعية ان تكون في مستوى توحيد مختلف المطالب المتعارضة في اطار كتلة سياسية تاريخية من اجل اسقاط الأنظمة الاستبدادية القائمة والتوجه مباشرة بعد ذلك نحو الثورة الاشتراكية.
السؤال الثاني يتعلق بكيفية حسم الأحزاب الشيوعية لمسألة السلطة، فنحن نعلم ان الديموقراطية البرجوازية لها من القوة ما يجعلها وسيلة حاسمة لتحقيق الاصلاحية والتعاون الطبقي خاصة وانها تمكنت من الفصل بين العمل النقابي والعمل السياسي ، وحيث أصبحت الأحزاب الشيوعية مجرد تجمعات لمثقفين سياسيين لا علاقة لهم بالبروليتارية الا فيما يتعلق بالوصاية لاستخدام البروليتاريا لتحقيق مآرب سياسية برجوازية صغرى، والى اليوم لم نلاحظ في الأحزاب الشيوعية العربية والمغاربية من تضم في مكاتبها السياسية قيادة طليعية عمالية ، فهذا التناقض الصارخ ينعكس على الممارسة السياسية لهذه الأحزاب ويحولها الى أحزاب برجوازية صغرى إصلاحية وليس الى أحزاب شيوعية ثورية.
انه عدا شرط قيادة عمالية ثورية في المكاتب السياسية للأحزاب الشيوعية فإن حسم السلطة لصالح البروليتارية قد لا يتحقق عبر العملية الانتخابية والبرلمانية مما يعني الاندماج في اللعبة الديموقراطية البرجوازية التي لا تحقق سوى المزيد من البرجزة والاصلاحية، فهل في رأيكم قد يتطلب الأمر اللجوء الى الانتفاظة الشعبية المسلحة من أجل انتزاع السلطة من البرجوازية، كما حدث في ثورة 1905 وثورة أكتوبر 1917 التي نعيش اليوم ذكراها المائوية؟.
المراهنة على النقابات كاطارات برجوازية إصلاحية لا يضيف للأحزاب الشيوعية الكثير من عوامل اقوة بقدر ما يجب استعمال هذه الإطارات كاطار لرفع مستوى الوعي الطبقي البدائي والنضال الى جانب الطبقة العاملة، لكن الرهان الأقوى هو كيفية الرفع من الوعي الطبقي العمالي من مجرد وعي طبقي بدائي الى وعي اشتراكي سياسي يستهدف حسم السلطة لصالح الطبقة العاملة ومن اجل الاشتراكية. سؤالي لكم هو عن ممارسة الحزب الشيوعي اللبناني بعد حوالي مائة سنة تقريبا عن تأسيسه، هل لا زال يؤمن بهذه الأفكار الثورية خاصة منها العمل المسلح وديكتاتورية البروليتارية خلال المرحلة الانتقالية للقضاء على الطبقات والتطلع الى المجتمع الشيوعي الديموقراطي الشعبي الخالي من الطبقات؟


52 - رد الى: عبد السلام أديب
حنا غريب ( 2017 / 9 / 3 - 23:07 )
مع تحياتي الخالصة وتقديري لأهمية ما تطرحون، نتوقف بإختصار عند بعض النقاط المثارة في مداخلتكم. نحن لا نرى تعارضاً بين الماركسية والشيوعية من جهة ومفاهيمنا عن الوطنية والثورة الوطنية الديمقراطية التي هي عملية تمييز للفهم الماركسي للصراع الطبقي والتغيير في البلدان التابعة. وقد سبق ان تناولنا هذه المسائل في إجابات سابقة. ذلك أن هذه المسائل هي في صلب اللينينية حيث وجدت تعبيرها في مداخلات لينين في المؤتمر الثاني للكومنترن وفي خطابه أمام كوادر منظمة موسكو عام 1920 التي أعلن فيها أن الكومنترن طور شعار البيان الشيوعي ليصبح - يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة إتحدوا-. وبصراحة نحن لا نفهم كيف يمكن أن يكون الفرد شيوعياً إذا لم يكن وطنيا خاصة في الظروف المعاصرة للتبعية التي تعيشها شعوب البلدان التابعة. ونحن عندما نؤكد على فكرة الوطنية والقومية والثورة الوطنية الديمقراطية فلكي نعطيها مضمونا غير مضمونها البرجوازي، بما في ذلك القومية العربية التي لا نرى في تحررها خطرا على القوميات الأخرى المتعايشة معها وإنما حل لمشاكلها أيضا. فالبرجوازية في هذه البلدان ليست أبدا وطنية إنها تابعة وعميلة للإمبريالية ولذلك لا تشكل قضية حل المشاكل الوطنية هدفا لها رغم ادعاءاتها التي باءت بالفشل. فهذه البلدان عدا ذلك تعاني من إستغلال مزدوج : إستغلال البرجوازية الإمبريالية وإستغلال البرجوازية المحلية التابعة، وهي تعاني من التخلف الذي انتجته الإمبريالية وتتجاهله البرجوازية الكولونيالية المحلية.
نحن لا ندعو الى تآلف الشعب وخاصة قواه الكادحة حول أو مع البرجوازية وإنما ضدها لإسقاطها في سياق تحرر وطني من كل قيود وعوائق تقدم بلداننا ولذلك فالقومية والوطنية بهذا المعنى ليست شوفينية لأنها ليست موجهة ضد شعوب أخرى وإنما ضد قوى طبقية إستغلالية في الداخل والخارج.الوطنية إطار لمعالجة وحل المشاكل الوطنية لصالح الوطن وليس لفئة فيه، هي مسعى لقطع التبعية بالإمبريالية .
ونحن لا نربط الوطنية والتطور القومي بالتطور الرأسمالي لأنه لا أفق للرأسمالية في بلادنا ونحن ندعو الى تطور يؤمن الإنتقال الى الإشتراكية، وسبق أن عرضنا فهمنا لهذه القضية عبر مفهوم التحرر الوطني بما هو عملية تغيير للعلاقات الرأسمالية التبعية وحل مهام التحرر الإجتماعي والتحرر القومي بشكل مترابط. أما المفهوم البرجوازي للقومية فهو مجبول بأوهام بناء رأسمالية مستقلة.
إن خطابنا المستمر هو خطاب التحرر الوطني وتجديد حركة التحرر الوطني العربية إرتباطا بالتغيرات الجارية في العالم. هو خطاب الجمع بين جانبي التحرر الوطني – الجانب الإجتماعي والجانب القومي.
أما مسألة السلطة وكيفية إنتزاعها من قبل القوى الثورية فهذه مسألة تخضع لشروط كثيرة ذاتية وموضوعية ولحيثيات الصراع الطبقي الذي يتخذ في بلداننا شكل الصراع الوطني. وغني عن القول أن جميع الوسائل والأساليب المتاحة مشروعة. لكن الشرط الرئيسي لنجاح هذه العملية هو تجميع الغالبية العظمى من الشعب لقطع الطريق على الثورة المضادة بغض النظر عن الإسلوب المتبع سلميا كان أم عنفيا.فالإمبريالية لا تجد حرجا في التدخل لقمع أي ثورة أو تغيير للسلطة لا يتوافق مع مصالحها . ولنا في مثال التشيلي حيث أسقطت سلطة منتخبة ديمقراطيا.
ومع ذلك فعندما نعلن التحرر الوطني طريقا للتغيير فإنه من حيث المبدأ نعلن فعل مقاومة شاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع لقوى داخلية وخارجية ويتضمن كل أساليب النضال المتاحة بما فيها المقاومة المسلحة آخذين بعين الإعتبار تمرحل الأهداف والصراع وتمرحل التحالفات. وندرك أيضا أن الإنتفاضات ستكون شكلا أساسيا خاصة عندما تلجأ القوى الخارجية للتدخل دعما للأنظمة القائمة. ذلك ان القوى الثورية ينبغي ان تكون على جهوزيتها لاستخدام كل الوسائل الممكنة والمطلوبة عندما تدعو الحاجة او الضرورة لذلك
ونحن كحزب نسعى لتعميق فهمنا لهذه القضايا وتحديد تناقضات الواقع اللبناني والقوى المنخرطة فيها لصياغة البرامج والتحالفات الضرورية وهذا يتطلب صياغة برامج وفق مراحل وتجميع القوى حولها في كل مرحلة. ونسعى عمليا لتنفيذ ذلك في إعادة صياغة برنامجنا وكل هذه المسائل في المؤتمر الثاني عشر للحزب.
الى ذلك نرى ضرورة مناقشة القوى الثورية العربية لمسألة التحرر الوطني والتغيير الديمقراطي لكي نجعلها تيارا واحدا مترابطا لأن عملية التغيير في بلد عربي واحد لم تزل إشكالية مطروحة في ضوء التجارب التي مررنا بها وخاصة في بلد عربي كلبنان .




53 - الاعلام اللبناني والحزب
ألين حلاق ( 2017 / 9 / 4 - 23:56 )
ما هو رأيك بكل صراحة بالاعلام اللبناني ؟ وهل تعتقد ان انتخابك أميناً عاماً للحزب الشيوعي اللبناني ساهم في تسليط الضوء الاعلامي من جديد على الحزب بعد ان كان ابتعد عنه لسنوات


54 - السيد حنا غريب
فؤاد النمري ( 2017 / 9 / 9 - 19:59 )
لي عدة أيام أترقب ردكم أو رأيكم فيما كتبت عن انهيار النظام الرأسمالي في السبعينيات
حقيقة الأمر سلباً أم ايجابا تحكم حزبكم في الاستراتيجية والتاكتيك
ولذلك لا يجوز ترك الأمر معلقاً دون تقرير


55 - متابعات و نقاشات قد تكون مفيدة - 3
حميد خنجي ( 2017 / 9 / 9 - 20:07 )
حسنا عودة إلى ملف السجال : التحرر الوطني والمقاومة العربية الشاملة.. عنوان معقول بالرغم من عموميته. سوف أنآى عن التقييم أو الطرح المباشر للملف، مفضلا الدخول في التفاصيل الصغيرة (حيث تكمن الشياطين وتمرح) المتحكمة- بتقديري- بنجاحنا أو اخفاقنا في الهدف المرجو وهو استكمال أو إعادة تأسيس جديد للتحرر الوطني العربي والشروع في مقاومة المعيقات لتقدم العرب وهي كثيرة وقوية، ابتداء من العدو الخارجي (الغربي) والعدو الداخلي.. مستعيدا هنا ما أفادنا به من شرح مسهب ودقيق؛ رفيقنا القيادي في؛ ح.ش. ل. الأستاذ والنقابي الكبير حنا غريب
قبل الدخول في ما نختلف عليه مع الأستاذ وأمين عام ح.ش.ل. الأخ حنا غريب، لابد من تقديرنا لإسهامه المتميز والصريح والنوعي، سواء في طرحه العام أو في أجوبته الشافية والواضحة، والتي تعبر بالطع عن ذهن وقاد ومعرفة نظرية وعملية للوضع اللبناني والإٌقليمي العربي والعالمي، في هذه المرحلة الحساسة لحركة التاريخ الملتبسة، والمتسمة بالتراجعات عن المكتسبات الإجتماعية والسياسية والثقافية للطبقة العاملة على مستوى العالم
لنعد ما له (الاستاذ غريب) في البدء، قبل أن ننقد ما عليه : حدد بشكل لالبس فيه علاقة حزبه مع حزب الله (تعليقه رقم 2) ، الأمر الذي لم يتجرأ من قبل أي كادر قيادي في الحزب المذكور من طرحه بهذا الوضوح والصراحة. 2 . كذلك أيضا رؤيته للقضية السورية وفهمه العميق والمركب للإشكالية تلك (حسب التعليق رقم 5). 3. أما في تعليقة رقم 7 فقد وفي وكفى !.. غير أن ما نختلف عليه هو ايضا في البند نفسه وخاصة تصوره لإستكمال المرحلة الراسمالية في لبنان ولكن بدون البرجوازية اللبنانية! .. وهنا لابد من الإشارة أن غالبية الماركسيين ما زالوا اسيري هذا الوهم النظري العتيق (استاذنا ليس وحده!)
لا أريد أن أخوض، في هذه العجالة، في طرح هذا المسألة المعقدة؛ وهي انتفاء دور البرجوازية الوطنية تاريخيا بالإطلاق. وفي كل بلدان العالم -الثالث- المتطور أوالناشىء ؟!.. قد يكون صحيحا أن نقر بهذا في عهد -لينين- وفي خضم حركة التاريخ السريعة والعنفوان الثوري، أبان الثورة البلشفية! أكيد لا توجد وصفات مطلقة في القاموس الماركسي!.. وفي هذا بالذات عمق وعلمية الرؤية والتحليل الماركسيين. فنظرة عامة وفاحصة للوضع الدولي الحالي والتغييرات أوالتراجعات، التي حدثت منذ ذلك الوقت حتى الآن وكيف أن الحراك التاريخي للثورات المأمولة قد تباطأت، منذ عقود خلت (خمسة أو ستة عقود). فما بالنا بالوضع الحالي حيث أن منظومة واسعة إقتصادية إجتماعية سياسية ثقافية قد تفككت وامحت من الخريطة، مسببا تراجعا واضحا على جميع الصعد. بل أن الإمبريالية عادت لفترة التدخل المباشر للبلدان، بغية الحفاظ على مصالحها الطبقية، مستفيدة من السانحة الحالية ألى وهو سقوط القطبية الثنائية وتراجع التوازن الدولي الذي كان قائما ومساندا الدول الحديثة والضعيفة
لقد نشأ وضع دولي جديد غير مسبوق، حيث أن هناك الآن منظومتان راسماليتان تتنافسان؛ العتيقة بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا العجوز بجانب البرجوازيات والإقطاعويات العائلية، التابعة والهشة في التخوم. وهذه المنظومة تستميت من اجل إبقاء الاحادية القطبية لاطول فترة ممكنة. ثم هناك البرجوازيات أوالرأسماليات الناشئة الجديدة (مثلا مجموعة بريكس ومثيلاتها القادمات )، وهي تكافح من اجل الوصول إلى منظومة متعددة الأقطاب بأقل الخسائر، بجانب إنطلاق هذه الأخيرة من مبادىء السيادة الوطنية والقانون الدولي..الخ. وهي أمور تصب في صالح التطور المستقل للبلدان الأضعف والأفقر. والسؤال هنا؛ ما هي استراتيجيات وتكتيكات الاحزاب الشيوعية واليسارية والتقدمية من هذه الظاهرة الجديدة. أم أن الاحزاب تلك تنظر نظرة أحادية للأجنحة البرجوازية هذه، وتضعها في سلة واحدة، متخذه موقفا واحدا من البرجوازية القديمة والجديدة (الدوغما نفسها)؟!.. لابد أن الحاجة الماسة تستدعى اجتهادات وابتكارات نظرية جديدة، منبثقة من الجدل الماركسي الثري، الذي يتحتم ضرورة توسيع قاعدة الحلف التقدمي، الساعي لتحقيق المجتمع المدني المعاصر. وليس تضييق وإضعاف الحلف المذكور!
من المؤسف أن الحس أو الفكر القومي أضحى هو السائد منذ عقود خلت، مزيحا عن ساحة الرؤية والتحليل الحس الطبقي الماركسي. هذه الظاهرة عتيقة بعض الشيئ، فيما يتعلق بالاحزاب الشيوعية العربية، حيث غزى الفكر العروبي البنية الفكرية والنظرية لهذه الاحزاب حينا. والفكر العدمي حينا آخر.. هنا نلاحظ بوضوح أن بعض الأحزاب الشوعية العربية تنافس الأحزاب العروبية لتسويق شعارات وخطابات هذه الأخيرة!. فهذه الظاهرة السلبية تتحكم في ملفات أساس، في حاجة إلى بلوة فكرية جديدة/ قديمة.. إنطلاقا من المعضلة الفلسطينية والوحدة العربية والمجتمع المدني إلى آخر الملفات الرديفة. حيث لانرى أي جديد يذكر. بل أن الرؤية وفهم تلك الملفات تراجعت وأضحت عروبية بحتة، حيث ذاب الفكر الطبقي في الفكر القومي العاطفي! فبدل أن يشكل الماركسيون منارة فكرية هادية تقلل من غلواء القومجية وطرحها المدمر، نرى – للاسف- العكس هو الصحيح
لعل الأخطر فيما أفادنا به الاستاذ -غريب- هو إتكائه على بنود وثائق المؤتمر الثاني لحزبه، الذي ينص على الشعار الخيالي والعدمي (استعادة فلسطين!.. هكذا...!) / شخصيا لأول مرة اسمع بهذا الهدف الغريب والمستحيل وهو صادر عن حزب شيوعي من المفترض أن يكون اول همه كيفية فن التعامل العقلاني والجدلي مع الواقع والبحث عن الإمكانيات وليس المستحيلات!/ .. وكذلك في معرض نقده للشيوعيين العراقيين بعد الغزو.. وكيف أن دستة – في حينه- من المناضلين الشيوعيين وهم يحاولون إستعادة عافيتهم تدريجيا ومن الصفر تقريبا، يلمون جراح بعضهم البعض في الداخل والشتات. حيث يحثهم إلى مجابهة -اليانك- وجبروته في العراق! وكانه يدعوهم للإنتحار! هنا أثبت الحزب الشيوعي العراقي للقاصي والداني، فهمه العميق لميزان القوى المختل أصلا لصالح الرجعية المحلية والإقليمية والدولية في الوقت الحاضر، مبديا عقلانية، نضج، واقعية وقراءة صحيحة
يتبع


56 - متابعة وتكملة قد تكون الأخيرة - 4
حميد خنجي ( 2017 / 9 / 9 - 20:45 )
تكملة تعليقي الثالث أعلاه

أثبت الحزب الشيوعي العراقي للقاصي والداني، فهمه العميق لميزان القوى المختل أصلا لصالح الرجعية المحلية والإقليمية والدولية في الوقت الحاضر، مبديا عقلانية، نضج، واقعية وقراءة صحيحة للوضع العراقي المعقد وغير المسبوق، وهو في مغب إستعادته لبنيته التنظيمية قبل أي شيء آخر (فن الأهم فالمهم)، في ظروف صعبة غير مواتية لاتسمح لأية مغامرة غير محسوبة!؟
في معرض رده على سؤال حول الصهيونية واليهودية يقول الاستاذ المناضل -غريب- (رقم 15) أن اليهودية دين، ملمحا أن اليهود هم ليسوا بشعب!؟ بل قد يشكلون طائفة دينية فحسب!.. في الوقت، الذي تعامل القانون السوفيتي مع اليهود كشعب مثل كل الشعوب. حتى أن شخصا مثل -ستالين- وهو لا يجل اليهود أصلا.. ابتكر لهم دائرة قومية. والادهى أن بعضا من الشيوعيين/الماركسيين العرب الآن -بعد خراب البصرة- يرددون التصنيف القومجي الشوفيني للشعوب.. وأخطرها واكثرها بشاعة؛ هو طمس صفة شعب من هذا الشعب العريق والمبتكر(اليهود)، الذي لايمكن للبشرية الإستغناء عن مساهماته التاريخية والمعاصرة. من هنا نستطيع أن ندرك كم هو صعب ومؤلم طريق تجديد أوتطوير الأحزاب الطليعية والجذرية العربية (الشيوعية)، وهي غارقة في الماء الآسن!.. كم من الجهود الفكرية والنظرية يجب أن تنصب على المسألة الجدية هذه (التخلص من الفكر العروبي والجرثومة القومجية)، بغية استعادة الأحزاب هذه لألقها الاممي والطبقي، كرة أخرى. بتقديري هذا هو جذر وأس المشكلة وكل المشكلات؛ المجتمع المدني، الصهيونية، الوحدة العربية، الخلاف الفلسطيني اليهودي والخلل الديمغرافي (الهاجس الإسرائيلي الاكبر).. الخ. أكيد.. وكما أشار المناضل حنا غريب بحق، لحاجتنا الماسة لبلورة فكر صائب وتجديد مأمول ورؤية جدلية حقيقية. لقد حان الحين لمقارعة الواقع العربي التعيس. والفهم العميق والعلمي لتركيبة البنية العربية الغريبة والفريدة. ومحاولة طرح أطروحات عملية وممكنة لكل مشكلات دنيا العرب، الأمر الذي لايحدث بالطبع إلا بتقوية شوكة الطبقة العاملة في البلدان العربية وتغيير وجهة الإقتصاد العربي الريعي إلى إقتصاد منتج (البرجوازية الوطنية العربية قد تكون شريكا في هذا المنحى). وحتما بسلك درب التغيير النوعي للأحزاب الطليعية العربية وعلى رأسها النواة الصلبة والصلدة؛ الحزب الشيوعي المأمول

اخر الافلام

.. مدرب ليفربول الجديد.. مزيج بين كلوب وغوارديولا | #سكاي_سبورت


.. في اليوم العاشر من الحراك الطلابي.. ما هي مخاوف #أميركا؟




.. تراكم القمامات في غزة يهدد حياة الفلسطينيين في ظل استمرار ال


.. غزة.. ماذا بعد؟ | الاحتجاجات تعم أكثر من 40 جامعة في الولايا




.. نتنياهو يهاجم الاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة في أمريكا