الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستقلال إقليم كوردستان .. سيناريوهات ومواقف

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2017 / 8 / 23
القضية الكردية


لإقليم كوردستان العراق حكاية ذات فصول متعددة، بعضها مأساوي والبعض الآخر يشيد به التاريخ، يقول أحد الكتاب العراقيين "ان الكورد هم القومية الوحيدة التي يفتقرون الى دولة في الشرق الأوسط، مع ان لهم لغة وعادات وتقاليد وموقع جغرافي". للكورد صفحات من القتال مع الحكومات العراقية المتعاقبة منذ أن حل النظام الجمهوري محل النظام الملكي عام ١٩٥٨ وحتى سقوط النظام العراقي بتدخل أمريكي بريطاني عام ٢٠٠٣. الالاف من الكورد قتلوا أو أعدموا او سجنوا بيد أجهزة الأمن العراقية وكانت حلبجة أول مدينة في كوردستان والعراق والشرق الأوسط ضرب بالسلاح الكيمياوي عام ١٩٨٨وراح ضحيته ٥٠٠٠ انسان كوردي.
ساءت علاقة اقليم كوردستان بالحكومة العراقية منذ عام ٢٠٠٣ وازدادت سوءاً في ظل حكومة نوري المالكي ٢٠٠٦ - ٢٠١٤ بسبب وجهات النظر المختلفة تجاه القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية. عام ٢٠١٦ مرّ قرن على اتفاقية سايكس بيكو والتي بموجبها تم رسم حدود دول الشرق الاوسط وضمت بريطانيا كوردستان الى الدولة العراقية وانفجرت في المدن الكوردية حينها مظاهرات جماهيرية تشجب الاتفاقية وتؤيد قيام دولة كردية. لإقليم كوردستان كيان سياسي يتمثل ببرلمان مُنتخب وحكومة ائتلافية ومؤسسات قضائية منذ عام ١٩٩٢ حين حصل على شبه استقلال في ظل حماية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حين حررت القوى الغربية بقيادة امريكا الكويت ونتيجة لضعف القوات العراقية، حصلت انتفاضة شعبية في كوردستان واستطاعت الجماهير المنتفضة السيطرة على زمام الأمور واستطاعت الأحزاب السياسية عقب ذلك من اجراء انتخابات نيابية.
قبل شهرين أعلن رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني بان يوم ٢٥ / ٩ / ٢٠١٧ سيشهد الاقليم استفتاء لتقرير مصيره ويرى المراقبون بأن الاستفتاء يعد بداية نهاية لبقاء الإقليم ضمن العراق الواحد، رغم تصريح بعض المسؤولين الأمريكيين بالتريث وعدم التسرع في اجراء الاستفتاء. في حال صوت كوردستان بـ(نعم) ستكون لخمسة ملايين كوردي دولة تسمى (جمهورية كوردستان)، أعلنت تركيا التي لها حدوداً مع اقليم كوردستان تمتد لـ ٤٠٠ كيلومتر عن رفضها فكرة الاستقلال على لسان وزير خارجيتها، وقال إننا مع وحدة الأراضي العراقية واحترام حقوق المكونات المختلفة: العرب، الكورد، التركمان، الكلدو آشور، أما ايران التي لها حدود مشتركة مع الإقليم تمتد لـ ٥٠٠ كيلومت، فأرسلت مساعد وزير خارجيتها الى كوردستان لحث قادته على العدول عن اجراء الاستفتاء والبقاء ضمن العراق الواحد، بل ولوح بان اقليم كوردستان اذا ما حصل على الاستقلال سيكون دولة فاشلة، أما الحكومة العراقية فأعلن رئيس وزرائها حيدر العبادي برفض فكرة الاستقلال وحل خلافات بغداد وكوردستان وفتح صفحة جديدة من العلاقات.
كل هذه المواقف الإقليمية لم تثني رئيس الاقليم عن مشروعه القومي الذي يحلم به منذ زمن بعيد. استقلال كوردستان حلم والده المُلا مصطفى البارزاني الأب الروحي للكورد، فحتى اللحظة التي فارقت روحه الحياة عام ١٩٧٩كان يرغب برؤية الدولة الكوردية التي طالما حلم برؤيتها. هنالك العديد من السيناريوهات التي يمكن التنبؤ بها في الأشهر القليلة المقبلة:
السيناريو الأول: في حال حصول اقليم كوردستان على استقلاله وإعلان جمهورية كوردستان سيكون بإمكان الكورد بناء مقومات دولتهم ويصبحوا جيراناً لايران وتركيا والعراق وسوريا.
السيناريو الثاني: قبل أيام صرح عدد من السياسيين الإسرائيليين بأن الرفض التركي لاستقلال كوردستان مجرد تصريح شكلي، فتركيا ترغب بحصول اقليم كوردستان على استقلاله شريطة استمرار المصالح التركية في كوردستان والمتمثلة بالشركات التركية التي تتخذ من كوردستان مكاناً لأعمالها الاقتصادية، فضلاً عن استمرار تدفق نفط الاقليم الى ميناء جيهان التركي عن طريق خطط الأنابيب الكوردستاني.
السيناريو الثالث: فيما اذا عرقلت ايران استقلال كوردستان فان الإجراء الوحيد الذي تستطيع اتخاذه يتمثل بغلق حدودها وإيقاف عملياتها التجارية مع الاقليم وهو اجراء يتوقعه الإقليم وتعول عليه تركيا في هذا الشأن.
السيناريو الرابع: فيما اذا رفض العراق نتائج الإستفتاء وتوجه إلى المحافل الدولية للحيلولة دون حصول كوردستان على استقلاله، فمن الناحية القانونية فإن دستور العراق ينص على حق تقرير المصير فلن يكون هنالك مسوغ قانوني لعدم الإعتراف بإستقلال كوردستان، أنا دولياً فقد نصت المواثيق الدولية على حق الشعوب في تقرير مصيرها، لذا فلن يختلف موقف العراق عن موقف ايران.
السيناريو الخامس: سوريا الغارقة في الحروب والتي أصبحت بؤرة للدول العظمى لإختبار إسلحتها وتحقيق توازناتها لا تستطيع التدخل لإيقاف كوردستان عن المضي قدماً لتنفيذ مشروع الاستقلال، الأ أن السياسيين السوريين أعلنوا قبل إندلاع الثورة السورية بوقوفهم ضد استقلال كوردستان لأن ذلك من شأنه أن يشجع أكراد سوريا على المطالبة بدولة على غرار الدول الكوردية.
السيناريو السادس: لإقليم كوردستان علاقات جيدة بدول الخليج (المملكة العربية والامارات وقطر والكويت)، اذ لم يصدر اي تصريح رسمي معارض لاستقلال كوردستان عن هذه الدول، بل على العكس اذ قد ترغب هذه الدول بإستقلال كوردستان برؤية دولة حليفة لها في المنطقة ضد المشروع الإيراني المتمثل باحتلال الشرق الأوسط ايديولوجياً واستخباراتياً.
السيناريو السابع: الموقف الدولي يشوبه الغموض الى حد كبير، فهنالك تصريحات متباينة من قادة الاتحاد الأوربي بعضها مؤيدة والبعض الآخر تحث قادة اقليم كوردستان على التريث، لأن العديد من الدول الاوربية تجد ان قوات البيشمركة التابعة لإقليم كوردستان كان لها دور كبير في الحرب ضد داعش، فضلا عن مشاركتها الفعلية في تحرير الموصل، بدليل ان المانيا والولايات المتحدة وبلجيكا سلحت قوات البيشمركة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة رُغم رفض الحكومة العراقية. اذا رأت جمهورية كوردستان النور بعد الإستفتاء ستتغير خارطة الشرق الأوسط وتتغير حدود العراق، اذ لن تعد تركيا دولة حدودية للعراق، كما ستقوم الدول الكبرى بوضع استراتيجيات أخرى للتعامل مع الدولة الجديدة، أما اقليمياً فإن جمهورية كوردستان ستكون قوة أخرى في المنطقة وسيضاف طرف آخر الى الأطراف التي تسعى لتحقيق توازنات فيما بينها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر