الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2017 / 8 / 24
الادب والفن



وصلنا إلى مراكش في الرابعة عصرا، كانت الحرارة مرتفعة جدا تدفع إلى الغثيان والاضطراب، لم تكن المدينة فارغة حسب ما توقعت، بل كانت تضج بالراجلين والدراجين وأصحاب السيارات والحافلات، كان الجو ساخنا .يلاحظ للزائر أول مرة النخيل الكثيف الذي يعم مدينة مراكش، لكنه يعاني من الجفاف والتهميش، ، لذلك لقبت بعاصمة النخيل، تلقب مراكش أيضا بالمدينة الحمراء لأن منازلها مطلية باللون الأحمر، بلغ عدد سكانها حوالي 920 ألف نسمة، تأسست سنة 1062 م خلال عهد يوسف بن تاشفين، تتركب مراكش باعتبارها كلمة أمازيغية من كلمتين : أموران : أرض وياكوش : الله . تتموقع مراكش شمال شرق أكادير بحوالي 153كلم، وجنوب الدار البيضاء ب 239كلم و196 كلم جنوب غرب بني ملال . أسس المرابطون المدينة وتركوا الأسوار التي تحيط بها، ودخل إليها الموحدون سنة 1147 وتركوا الكتبية وقنطرة وادي تانسيفت، أما المرينيون لم يتركوا شيئا حين دخلوا إليها سنة 1269، لكن السعديين تركوا قبورهم ومدرسة ابن يوسف وقصر البديع . على الرغم من كون مراكش المدينة السياحية رقم 1 في المغرب، فإنها تعاني من الفقر والتهميش والانتشار الواسع للبؤس وللدعارة، من بين المعالم الشعبية في مراكش : جامع الفنا الذي يعد مجالا شعبيا للترفيه والفرجة. إذ تحظى بعروض مشوقة لمروضي الأفاعي وحكاة الأحاجي والقصص وعازفي موسيقى الشارع، لقد تم تصنيف هذه الساحة من طرف اليونسكو كتراث شفوي وشعبي وإنساني سنة 1997، يبلغ طول سور مراكش حوالي 9 كلم، بني هذا السور بالتراب المدكوك أو ما يصطلح عليه باللوح أو الطابية. من الأبواب المشهورة في مراكش نجد باب اكناو وباب دكالة واغمات...ومن حدائقها المعروفة نجد : المنارة، ماجوريل و اكدال. ..نخرج من مراكش في الرابعة والنصف، نأخذ الطريق الوطنية رقم 8، نجد واد اوريكة وهو نهر صغير ينبع من الأطلس الكبير ويصب في واد تانسيفت، توجد إلى جانبه مزارع صغيرة .في طريقنا وجدنا رياض الدار الحمراء، بالإضافة إلى قرية الجعيدات التي يبلغ سكانها حوالي 11 ألف نسمة، تنتمي هذه القرية إلى اقليم الرحامنة، ثم إلى أولاد وكاد وهم قبيلة معقلية عربية تستوطن شمال مراكش، بلغ عدد سكانها حوالي ألف نسمة .وهي تابعة لجماعة بويا عمر التي يقع فيها ضريح يحمل هذا الاسم، يتموقع ضريحه حوالي 30 كلم شرق قلعة السراغنة، عاش صاحب الضريح في القرن 16 وبقي أميا إلى حدود الأربعين وسافر إلى زاوية تمكروت الناصرية على مشارف وادي درعة، و تتلمذ على يد مؤسسها محمد بن إبراهيم الناصري. يحج نحو الضريح مئات المرضى حيث يتم تكبيلهم بالسلاسل والحديدية وضربهم، إن الكثير من العائلات كانت تتخلص من أبنائها المصابين بأمراض نفسية الذين يشكلون خطرا عليها مقابل دفع أجر إلى أصحاب الضريح وتقديم القرابين إليهم، لكن منذ سنة تقريبا قامت السلطات المغربية باغلاقه .
في الخامسة وعشر دقائق نصل الى الطلوح، بلغ سكانها حوالي 10 آلاف نسمة، نجتاز حقولا كثيفة للزيتون، على يسارنا هضبة الرحامنة وعلى يميننا سهل الحوز، تتعرض القرية من حين لآخر لعواصف رعدية ولفياضنات تؤدي الى نفوق الحيوانات في دواوير ولاد غنام وأولاد سعيد، وبعد برهة وصلنا إلى تملالت، وهي قرية تابعة لقلعة السراغنة يصل عدد سكانها الى حوالي 17 ألف نسمة، ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1216 متر. نخرج من تملالت، نترك على يميننا قرية العثامنة، وبعد أقل من نصف ساعة نصل قلعة السراغنة حيث ينتشر الزيتون على نطاق واسع .

ع ع/ 23 غشت 2017/ بنسليمان - المغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-