الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(1_س) حرية الارادة_ طبيعتها, وكيفية تحديدها وقياسها!؟

حسين عجيب

2017 / 8 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما يزال الانسان (كفرد, او جنس ونوع, أو علاقات اجتماعية...) المجهول الأول في الكون.
....
لادراك مدى جهل معارفنا الحالية للانسان_ بشكل فعلي_ يكفي للدلالة على ذلك تمرين ذهني بسيط لعدة دقائق,
تخيل العالم قبل قرن_ سنة 1917.
كان العالم بالجملة والتفصيل, غارقا في الجهل والخوف والوحشية_ بلا استثناء.
بنفس الوقت, كان كل شخص (امرأة أو رجل) على ثقة ويقين بصواب موقفه وقناعاته وأفكاره (مع جماعته بالطبع),...بمن فيهم سيغموند فرويد ولينين واينشتاين.
....
طفل في العاشرة ويتمتع بالذكاء والحساسية, يدرك اليوم وجوده الموضوعي المتكامل (كفرد وإنسان), بما يفوق وبدرجات من الدقة والوضوح_ تصور الانسانية لنفسها وللعالم معها, كما كان قبل قرن فقط.
العالم والموقف الانساني حياله, في حالة تطور متسارع, بحيث يتعذر على العقل الفردي تصوره وإدراكه كما هو عليه. وهذه المشكلة واجهت الانسان قبل آلاف السنين...وربما لا يتغير الجوهر الانساني, كثيرا, بعد عدة آلاف من السنين.
* * *
هل الانسان حر؟!
وما الذي يمنع حريته ويعيق تحققها إذا كان الجواب بالنفي؟
...
بعد الخمسين, تتغير بعض قناعاتي وافكاري ومواقفي, بأسرع واسهل من _يوم كنت في العشرينات!
كنت أردد موقف ميشيل فوكو, واستعلائه المغرور_ على سارتر_ بأنه مفكر من الدرجة الثالثة!
ولم أكن أتبين شعور الحسد في هذا الموقف, أو افهمه.
واليوم بخجل_ أتذكر,...لم أقرأ سارتر من قبل, وكنت أكتفي بترديد العبارات السماعية أو المقتطعة من سياقها مع الشائعات حول سارتر أو غيره,....الجهل أول دوافعها_ اعترف.
وهذا النص_ الذي أرغب بأن يكون نوعا من الحوار الثقافي حول حرية الانسان, وحرية الارادة على وجه الخصوص_ يدين إلى افكار سارتر أكثر من غيره ( من المفكرين_ المعلمين_ الكثر الذين ذكرتهم من قبل).
* * *
ما هي الارادة؟
لا يجادل أحد اليوم_ مهما بلغت درجة حماقته_ احد المدمنين او يحاول تغيير تفكيره وتحريره من الادمان, عن طريق الاقناع أو بالقوة.
صارت معرفة مشتركة, أن المدمن إنسان مسلوب الارادة, وللتحرر من وضعه السلبي, يلزم القيام بخطوات وإجراءات عديدة لا يمكن اختصارها أو تجاوزها.
بالمقابل, لن يشعر أحد بالود والامتنان_ مهما بلغت درجات تسامحه_ تجاه شخص انفعالي ومزعج, فقط لأن مبررات مرضه واضحة وقوية.
الارادة والشعور من نسيج واحد, مفرد, هذا باختصار ما أود تأكيده ومناقشته.
كلنا نعرف البعد الآخر, المجهول وغير الواعي, في الارادة والرغبات.
وهو نفسه البعد الثاني في الشعور_ هذه فرضيتي وخبرتي, ومحور هذا النص.
* * *
المستوى المعرفي _الأخلاقي للفرد....
1_ المستوى الأول, الرغبة الكلية (النرجسية)....هي مفردة ومتناقضة دوما_ بالتزامن, ويتعذر ضبطها أو تحديدها.
لا اعتقد أن أحدا يجهل هذا المستوى_ الطور, أو ينساه. ناقشت ذلك بتوسع عبر حلقات سابقة في هذه السلسلة.
2_المستوى الثاني, إدراك حدود الرغبة...., وتباينها عن الوعي.
مثال بسيط وعام, تلميذ يطلب مساعدة أحد الأبوين, على شرح وحل وظيفة مدرسية, بلغة اجنبية (يجهلها الأبوان).
هنا يبدأ شعور جديد, مع تطور نوعي في الفهم والادراك_ الحاجة إلى المهارة والمقدرة, كشرط مسبق لتحقيق الرغبات والانجازات, كلا طرفي العلاقة (الاجتماعية)_ بعد تجربة الاحباط, يدركان بوضوح المستوى الثاني الذي يعلو الرغبات ( المقدرة).
3_ المستوى الثالث, تطوير المهارات وتنويعها.... المقدرة تتطلب الاهتمام (منح الوقت, وبذل الجهد, مع تركيز الانتباه على الموضوع المحدد), بالاضافة إلى إمتلاك المهارات الجديدة (التدريب).
يتغير الشعور للمرة الثالثة ويتعمق, مع نشوء مستوى جديد من الخبرة والوعي (الثقة).
4_ المستوى الرابع, عبر عنه سارتر بمفهوم الالتزام....
نفس الخبرة _الفكرة حاولت مناقشتها عبر نصوص سابقة من خلال موضوع (قفزة الثقة) إلى الايمان الانساني, عبر تفتح العقل والضمير.
المستوى الرابع يمثل خبرتي الشخصية مع الادمان ( تدخين وكحول)....
حرية الارادة!.....التعبير الشخصي والفردي للانسان.
الحب والحرية والسعادة والمعرفة والثقة متلازمة_ حسب خبرتي المزدوجة ثقافيا ومعيشيا, ولا يمكن فصلها وتفكيكها إلى وحدات مفردة وأصغر, بدون تدميرها معا.
يتعذر أن تجتمع الحرية مع الجهل, او الحب والتعصب, أو السعادة مع الجشع, او الثقة والخوف....
" أنت ايضا ضيعتك الطرق السهلة"
* * *
قياس الارادة ومعايرتها!؟
الحد الأدنى للارادة, يتمثل عبر الضبط الذاتي للأفعال الضرورية, كالتغذية والاطراح, أيضا وبدرجة أقل من الوضوح_ من خلال الكلام والاصغاء أو الفهم.
الحد الأدنى يكتسبه الأطفال بالعموم من خلال مهارات عديدة, تبدأ بالفطام وتجربة الانفصال عن الثدي والأم_ وما يلازمها منة خبرات عاطفية معقدة, وتتدرج إلى عادات النظافة وخاصة التحكم بعمليات الاطراح (التبول, والتغوط, وإطلاق الغازات, والبصاق,...).
الحد الأدنى لحرية الارادة بيولوجي واجتماعي_ ثقافي مشترك.
....
الحد الأعلى لحرية الارادة_ هو الجانب الغامض والصعب دوما.
مع ذلك توجد أمثلة كثيرة ومتنوعة عليه,...نوعه وشكله وطرق تحققه.
في الرياضة مثلا, حيث يحقق أبطال الألعاب المتنوعة المستوى الأعلى (الحالي), كل حسب مجاله وموهبته الشخصية, كذلك الأمر في الموسيقا والفنون ايضا الآداب والفلسفة كما في العلوم والاقتصاد.
بعد توضيح وتحديد العتبة والسقف أو الحد الأعلى والأدنى, يتمهد الطريق للخطوة التالية في القياس العلمي والتجريبي للظاهرة (الانسانية), وصولا إلى الخطوة الحاسمة مع تصميم النماذج المعيارية.
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو