الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي والقرآن 11

حميد المصباحي

2017 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1_الوحي و التفسير
______________
اعتبر التفسير ملازما للوحي،بحيث أن النصوص القرآنية،يشرح بعضها بعضا،فما
لم يفهم أو بقي عاما، تظهر نصوص أخرى شارحة،لكن هناك آيات لم توضحها
أخرى،هنا تحضر الرواية،أي ما رواه التابعون عن بعضهم إلى أن وصلوا إلى
السامع لبعض شروحات الرسول عليه الصلاة والسلام،و قد ترد بلغات تعبيرية
مختلفة،يتم استحضارها،وتصديقها بناء على سلامة عقيدة الرواة،وتسلسل
وجودهم التاريخي،ويكون ذلك مقياس صحة التوضيح و قبوله، شريطة ألا يكون
شرحا شاذا ،فلا تمحص لغته،و لا يتم إخضاعه لقياسات اللغة التي تختلف
باختلاف العصور،وتظهر فيها بعض الاختلافات التعبيرية.

2_الوحي والرجال
____________
ورد في حكايت التاريخ الإسلامي،أن علي ابن أبي طالب، وضع القرآن أما
الناس،وقال اسألوه،و عندما صمتوا،قال رضي الله عنه،إنه صامت،لا ينطقه إلا
الرجال،و هو القائل إن القرآن حمال أوجه،ولذلك،دعا أصحابه في محاجة
معاوية،باعتماد السنة،حتى لا يفسح المجال للمؤولين من أجل محاجته بنصوص
قرآنية تحمل على أوجه عدة،لكن السؤال،الا توجد آيات مشرعة لكيفية التعامل
في حالات تعدي الحدود؟

3_الوحي والتشريع
_____________
إن تلك التشريعات،ليست جديدة على التاريخ البشري،سواء كانت عقوبات
جسدية،أواجتهادات لحماية حقوق المختلفين،ولم يكن المسلمون يعتبرونها
نهائية في عصرهم،بدليل أن عمر ابن الخطاب،عطل حدودا واضحة،منها قطع يد
السارق،كما فعل غيره من الخلفاء،والذين كانوا مدركين للتشريعا
الدينيةنباعتبارها عقوبات واردة،لم يبدعها الإسلام ،بل كانت معروفة في
حضارات أخرى،تغيرت أسماؤها،وفيما بعد اعتبرت إسلامية،بحثا عن التميز
الهوياتي الذي احتاجته الحضارة الإسلامية حفظا لوجودها وتميزها عن باقي
الحضارات.

4_الوحي والفكر
____________
إن الفكر البشري حاضر في فهم الوحي،بل هو شرط له،فما لم يكن الإنسان
عاقلا،ما كان للوحي من معنى، والبشر بطبعه يفهم،لا كما أراد له الله أن
يفهم،فهناك تفاوت بين البشر في القدرات و المدارك،وكل ما يربطه
بالحياة،يطوره بدون أن يمس كتابته أو منطوقه،بل يحاول أن يوظف الوحي
لخدمة ما ذهب إليه عقله،بل إنه يمد هذا العقل حتى إلى ما هو غيبي،موظفا
خيالاته،ما لم يجد نصوصا شارحة أو مانعة لما ذهب إليه،و ربما لذلك،لم
يحاول النبي عليه الصلاة والسلام شرح كل آيات الكتاب،أي القرآن،بل ترك
آيات بدون أن يقدم أي تفسير لها،و هي الآيات نفسها،التي اشتغل عليها
المفسرون تأويلا و شرحا،واعتبرت متشابها من طرف البعض، من أجل إيقاف
التفكير فيها بدون جدوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24