الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملك أحمد يغتصب زوجة ولده

داود السلمان

2017 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان ياما كان، يا سادة يا كرام، في وسيط الزمان، كان ثمة ملك يدعى ملك أحمد. وكان هذا الملك قد عاش يتيماً، إذ ماتا أبويه في مرض عضال، وهو صغير يحبو، فعاش في كنف جده حقبة طويلة من الزمن، حتى كبر عوده وأشتد ساعده. وحينما صار رجلاً وادرك سن الرشد وفهم لعبة الحياة، قرر أن يصبح ملكاً ويضع تاجاً على رأيه ويحكم الناس، حتى لو كان في ذلك اراقة دماء وزهق أنفس، المهم عنده أن يمتلك رقاب الناس وهو ما كان يصبو اليه.
وفي يوم من الايام، وبينما هو يتأمل ويفكر، كيف يصبح ملكاً ويحكم الناس وهو ليس له من الامكانيات والمؤهلات التي تجعل منه ملكاً كالملوك الذين تتحدث عنهم الناس في القصص والحكايات. وبينما هو كذلك جالساً يفكر في كهف من كهوف المدينة واذا برجل كبير السن وقوراً، يدنو منه رويداً رويداً، فألقى عليه السلام والتحية. وبادره الشيخ الكبير قائلاً: هل تسمح لي بأن أقرأ لك كفك، لأنني أقرأ الكف واتنبأ بالمستقبل، واعمل السحر والطلاسم؟. فابتسم الشاب الطموح أحمد وانشرحت أساريره، وأجابه بالإيجاب، فمد له يده بأن يقرأ له كفه. تأمل كفه لحظات وقال له بعد هنيهة: أرى في كفك بأنك سوف تصبح ملكاً تحكم الناس وتقود الامة، حتى أن الناس سوف تخضع لك وتنقاد الى اوامرك وتصير ذا شأن عظيم. فابتسم أحمد وقال للرجل وكيف ذلك وأنا رجل ضعيف ويتيم ومعدم الحال ولا مال لدي؟. فقال الرجل: هو كذلك مثلما قلت لك. فتعجب من كلام الرجل، واضاف: أنني لا أفهم ذلك هل لك بأن تساعدني أو تشرح لي المزيد من هذا الامر؟. قال نعم سوف أساعدك، وأكون لك العون واليد التي تأخذ بك الى بر الامان، وتحقق مستقبلك الزاهر.
وراح الرجل يدرّسه ويعلمّه، ويخبره بأمور تعود الى الغيبيات، وأنه سوف يتخاصم مع أقرب الناس اليه، وسوف تحاربه الناس وسوف تبعده عن بلاده وتحاول أن تقتله، لكنها "لم تضفر بلك"، بل أنه سينتصر عليهم بالنهاية ويصير الملك، شاءوا ذلك أم أبوا.
فثق أحمد بهذا الرجل الذي أصبح فيما بعد معلمّه الأول والأخير، فعلمّه السر الاعظم واوضح له بأنه ساحراً عظيماً، وأن له خدّام من الجن والشياطين والمردة، وهؤلاء جميعهم طوع أمره وتحت تصرفه.
فراح يدعو الناس الى طاعته، طوراً يوعدهم بنعيم دائم أن هم سمعوا كلامه، وأخرى ينذرهم بعذاب شديد أن هم لم يتبعوه وينصاعوا له.
فصار له أعوان وخدم وحشم ووزراء، وابتسمت له الدنيا وكبر ملكه، واتسعت إمبراطورتيه، وصادرت الدول المحاذية لدولته تهاب سطوته، وتخاف أوامره، ففرض على جميع الدول المحاذية له بأخذ ضرائب سنوية يقوّم به مملكته، من باب الاتاوات، يصرفها على رعاياه وعلى دولته. واثناء ذلك مات الشيخ الساحر الذي علمه السر الاعظم وتنبأ له بالملوكية، فحزن عليه حزناً شديداً، حتى قيل أن المردة غابوا عنه اربعون يوماً، فأخذت الناس تتقوّل عنه الاقاويل، الى أن فرج الله تعالى عنه محنته، وعادت له الامور كما كانت في سالف عهدها.
ومرت الايام تجري وكأنها ريشة تطاردها الرياح، فكبر وشاخ وخاف الموت، وما كان يخلّف اولاداً، فقط كانت ذريته بنات كثيرات، وكان الناس في ذلك الزمان تفضّل البنين على البنات، بل حتى في عصرنا هذا، أن البنت ليست كالولد، وكانوا في ذلك الزمان يستعينون بالرجال للحروب وللغارات، حيث تغير كل أمة على أخرى فتنهب اموالها وممتلكاتها وحتى نسائها، فكان بعضهم يحاول أن يتخلّص من البنت، بطريقة او باخري خوفاً من العار الذي قد تجلبه البنت لأسرتها. وكان الملك أحمد قد خلف العديد من البنات ولم يكن له ولداً واحداً، فحسب مشيئة الله تعالى، فجن جنونه، لماذا وكيف؟.
وفي يوم من الايام استشار وزرائه ومستشاريه في الامر، أنه يريد ولداً كي يخلفه من بعده لو حانت منيته وغادر مسرح الحياة، فأشاروا اليه أن يتبنى أحد الاطفال اليتامى ويكون له بمثابة الابن، فابتسم لهذه الفكرة وانشرحت اساريره. فجاءوه بطفل يتيم لكنه عبداً اسود البشرة، ومع ذلك قبل بالأمر الواقع. فكبر هذا الطفل حتى صار شاباً يعتمد عليه، وقد سماه زيدون، وكان يدعى بأبي زيدون، فزوجه بامرأة جميلة تكبره بأعوام، وطلب منها أن تطيعه طاعة عمياء ولا تخلف له مطلباً، ورغم اعتراضها، بانها امرأة جميلة شقراء وذات حسن جذاب كيف تكون زوجة لعبد أسود؟ّ؛ لكنها أوامر الملك ومن يعصي امر الملوك؟ّ، الا الشقي. وكان زيدون مقتنعاً بأن الملك أحمد هو اباه الشرعي ما لا غبار عليه، لكن بعض معارضة الملك وشوا لزيدون من أن الملك أحمد ليس اباه وأنه يتيم قد رباه الملك وتبناه.
وكانت هذه كالصاعقة التي وقعت على رأس زيدون، وبينما زيدون كان غائباً عن البيت، لأمر ما، فوقع نظر الملك وهو يتجول في المملكة على منظر زوجة زيدون، فتعجب لجماله الاخاذ وطلعتها البهية ومنظرها الجذاب، فنهشت الوساوس قبله. واثناء ذلك دخل زيدون على حين غفلة فرأى المنظر بأم عينه، فقال على الفور: يا جناب الملك أنني علمت الامر؟ فقال: أي أمر؟ قال: أنك لست بأبي أنما أنا رجلاً يتيم لا أب لي ولا أم، وزوجتي طالق بالثلاثة وهي حلال عليك فتتزوجها أنْ رغبت.
وكان الملك قد انصدم بالأمر الواقع من جهة، ومن جهة أخرى سر أشد السرور لأنه سوف يدخل بهذه المرأة التي اكتشف جمالها الفتان لأول مرة، رغم أنه قد تزوج السّمراء والبيضاء والحمراء، الكبيرة والصّغيرة، المطلقة والعذراء، فلم ير مثل هذه ابداً.
وفي اليوم التالي تعرّض الزوج المسكين عاثر الحظ، زيدون الى حادث قتل مروّع، حيث وجدوه مضرجاً بدمائه، ومرمياً على قارعة الطريق، وضاع دمه بين القبائل.
ملاحظة/ أقترح أضافة هذه الاقصوصة أو الحكاية الى موسوعة(ألف ليلة وليلة) لأنها قريبة الشبه بتلك القصص.
داود سلمان الكعبي- بغداد 29/ 8/ 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا رجل
احمد الجندي ( 2017 / 10 / 10 - 11:54 )
هل كان ابنه ؟؟ وهل هناك تبني ف يالاسلام
والم يطلقها زيد بصراحة دون اي تدخل من سيدنا محمد عليه السلام

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر