الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية

عليان عليان

2017 / 9 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية
بقلم : عليان عليان
تتوالى تصريحات المسؤولين في الدول الغربية وأدواتهم، حول بقاء الأسد على رأس الحكم، إذ فرضت انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه وتحريره معظم الأراضي السورية من الإرهابيين، على المسؤولين في حكومات الغرب الاستعماري والرجعيات العربية والإقليمية بلع تصريحاتهم، بشأن رحيل الأسد في ما تسمى بالمرحلة الانتقالية، وباتوا يتحدثون عن بقائه على رأس الحكم في سورية وعن حقه الطبيعي في المشاركة في أية انتخابات رئاسية ، ويسلمون بانتصار أطراف محور المقاومة.
وهذه التصريحات تعكس ما يلي :
أولاً : تسليم الدول المتآمرة على سورية بحقيقة ، أن ما لم تستطع تحقيقه في ميدان القتال لن تحققه على طاولة المفاوضات في مؤتمرات حل الأزمة.
ثانياً : تسليم الدول المتآمرة على سورية بأن الجيش العربي السوري تمكن من تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهابيين ، وأن بإمكانه حسم بقية الجيوب في دير الزور وإدلب ، وأن مصير الإرهابيين في ريفي حماه وحمص الشرقيين بات محسوماً باتجاه هزيمتهم.
ثالثاً: وهذه التصريحات تعكس أيضاً رضوخ الإدارة الأمريكية وحلفاءها وأدواتها لحقيقة أن الملف السوري بات في يد دمشق، وفي يد موسكو وطهران على صعيد الدعم والدور في إدارة الأزمة وإيصال فصائل الإرهاب إلى خانة الاستسلام.
لقد عبر السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد – والذي لعب دوراً كبيراً في دعم المعارضة المزعومة في بداية الأزمة السورية في آذار 2011 وكان أشبه بالمايسترو لها في مؤتمر جنيف"2" – عبر عن هزيمة المؤامرة على سورية بقوله :" إن الرئيس السوري بشار الأسد قد حسم النصر في حرب السنوات السبع لإسقاطه لمصلحته ، وأن الحكومة السورية لن تسمح بصيغ من الفيدرالية واللامركزية ، وأن سقف التغيير المتوقع هو مشاركة بعض المعارضين كوزراء في الحكومة"
وبالأمس القريب راح المبعوث الأممي الخاص بالأزمة السورية ستيفان دي ميستورا ، يشير في إيران أثناء لقائه مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى أن الظرف بات ملائماً لحل الأزمة السورية ارتباطاً بالوقائع الميدانية على الأرض التي فرضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه.
ودي ميستورا الذي تحول إلى الواقعية، كان على مدى جولات جنيف كافة منحازاً لمعارضة مؤتمر الرياض المزعومة على حساب منصتي القاهرة وموسكو، وكان منحازاً للجماعات الإرهابية التكفيرية في حلب قبل تحريرها، حين طالب بحكم ذاتي لهذه الجماعات في القسم الشرقي من حلب ، وحين قدم أرقام قليلة مغلوطة عن عدد إرهابيي جبهة النصرة فيها.
وفي رصد لتصريحات مسؤولي الدول المتآمرة على سورية، التي تعكس التسليم بوقائع الميدان وبنتائجه نشير إلى ما يلي:
1-وزير خارجية السعودية عادل الجبير- قبل إقالته- أبلغ المعارضة المزعومة في جنيف بأن الأسد باق في السلطة، وعليها أن تتخلى عن هذا المطلب في أية مفاوضات لحل الأزمة السورية...
2-وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أبلغ المعارضة المزعومة في الرياض" أنه لم يعد هناك أي جدوى لعرقلة المحادثات حول مستقبل سوريا بالإصرار على الموقف بأن على الأسد التنحي قبل انطلاق المفاوضات ، فالأسد باق في السلطة ،والخيارات مفتوحة أمام الأسد في حال أراد الترشح لخوض انتخابات ديمقراطية"
3-وزير خارجية فرنسا أبلغ المعارضة المزعومة بذات الموقف الذي تحدث به وزير خارجية بريطانيا.
4-تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل " بأن الأسد أقوى مما كنا نعتقد ".
5- الوفد الأمني الإسرائيلي عاد بخفي حنين من واشنطن ، بعد أن أبلغتهم الإدارة الأمريكية ببقاء الأسد في السلطة ، وأن الملف السوري بات بيد الروس وحلفائهم ، ما دفعهم للتهديد اليائس بقصف القصر الجمهوري في دمشق.
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلّع أن لقاء الوفد الأمني الذي زار واشنطن مؤخراً كان أشبه بمراسم دفن السياسة الأميركية في سوريا.
6- رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو عاد مكسوراً من موسكو ، بعد أن أسمعه بوتين كلاماً حطم آماله الزائفة حول موقف موسكو من إيران ودمشق وحزب الله، حين أبلغه بوتين بأن تحالف روسيا مع إيران استراتيجي ، وأن حضور ايران العسكري في سوري أملته تطورات الأزمة السورية والمؤامرة على سورية.
لقد باتت الأزمة السورية تقترب من محطاتها النهائية بعد تحرير ما يزيد عن 50 ألف كيلو متر مربع من البادية ومن محافظة السويداء ، وتحرير معبر نصيب مع الأردن وبقية المعابر والمخافر الحدودية في الجبهة الجنوبية ، وبدأت العديد من الدول التي انخرطت في الأزمة تعلن عن قرب عودة العلاقات مع النظام السوري.
فالناطق باسم الحكومة الأردنية أعلن عن تطور العلاقات مع النظام السوري وقرب تشغيل المعبر الحدودي مع سورية ، ومصر بدأت بمغادرة موقع الحياد باتجاه الانفتاح على سورية ، حيث أعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري بالإعلان عن نية التواصل مع الحكومة السورية، تعزيزاً لدور الوسيط الذي تتولاه مصر منذ رعايتها اتفاق التهدئة في الغوطة ، ومشاركتها في مسارات الحل السياسي في سورية.
وبتنا نشهد تحرر وزراء اللبنانيين من قيود المشاركة في الحكومة ،حيث أعلن عدد من الوزراء عن اعتزامهم زيارة سورية بمبادرات شخصية، دون تكليف حكومي رسمي متجاهلين ردات الفعل وانتقادات وزراء تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ووزراء تكتل 14 آذار ، بعد أن تلقوا دعوات رسمية من جانب الحكومة السورية وسط انقسام سياسي حول الموقف من هذه الزيارات.
ومن بين هؤلاء الوزراء وزير الزراعة غازي زعيتر من حركة أمل (شيعية) ووزير الصناعة حسين الحج حسن (حزب الله) ووزير المال علي حسن خليل (حركة أمل)
وقد نشهد زيارات لمسؤولين غربيين لسورية بذريعة الاستفادة من التجربة السورية في مكافحة الإرهاب ، ما يذكرنا بزيارات وفود برلمانية أميركية وأوروبية لدمشق غداة انتصار حزب الله في حرب تموز 2006 ، عندما قلبت دمشق ظهر المجن للإدارة الأمريكية ولمؤامرات المدعي الزائف لمحكمة الحريري الدولية ، بدعمها اللامحدود للمقاومة اللبنانية في تلك الحرب.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتعس وابخس واخسس نكتة اسمعها في حياتي
ملحد ( 2017 / 9 / 1 - 13:30 )
اتعس وابخس واخسس نكتة اسمعها في حياتي
اقتباس: ( إذ فرضت انتصارات الجيش العربي السوري ....)?????!!!!!

اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات