الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيب عرفة والتقرب إلى الله بذكر آل سعود

ناجح شاهين

2017 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


خطيب عرفة والتقرب إلى الله بذكر آل سعود
ناجح شاهين
دعا خطيب عرفة سعد الشثري الحجاج جميعاً إلى الدعاء لحاكم السعودية سلمان وولي عهده محمد بسبب مآثرهما الجمة في خدمة الإسلام والمسلمين.
حتى الآن قد يكون "الخبر" مفتقراً إلى مقومات الخبر بالمعنى الفني للكلمة، لأن مهمة الخطيب المرتزق هي التطبيل والتزمير لولي نعمته. الخبر على الحقيقة هو أن الشثري "يحمل الواقفين بعرفة جميلاً" لأنه يعد الدعاء طريقاً للتقرب إلى الله. إذاً الحجاج عندما يدعون لحاكم السعودية صديق ترامب ونتانياهو، وولي عهده محمد صديق الصبايا الأمريكيات الشقراوات، فإنهم يتقربون إلى الله تماماً مثلما يفعلون وهم يصلون على النبي، أو كبار الصحابة المبشرين بالجنة. بمعنى ما يقوم الخطيب بلا خجل ولا وجل بوضع ملك آل سعود عميل الإدارة الأمريكية وأداتها في المنطقة في مستوى القداسة دون أدنى شك.
تطرق الشثري بحكمة بالغة إلى ضرورة إبعاد موسم عرفة وما يليه عن التجاذبات السياسية وعن المذاهب والطائفية ...الخ وذكَر الواقفين بحرمة دم المسلمين التي لا يجوز بحال أن تنتهك. وهذا بالطبع يعيدنا إلى المربع الأول: حكام آل سعود ليسوا شأناً دنيوياً أو حتى دينياً تنطبق عليه معايير الطائفية والمذاهب: إنهم يتعالون على الدنيا كلها ويتم تصعيدهم إلى مستوى مقدس يتجاوز الطوائف، وهكذا فإن حرب الإبادة التي يقومون بها ضد الشعب اليمني وصولاً إلى قتله بالأمراض المنقرضة من قبيل الكوليرا والطاعون هي أيضاً حرب مقدسة مباركة من رب البلاد والعباد. وقد اندهشت بالفعل لأن الشثري قد نسي أو تجاهل الدعاء لجيوش خادم الحرمين وحامي حمى الإسلام التي تمارس الجهاد في اليمن ضد الكفار العرب المسلمين اليمنيين وتحت الإشراف المباشر لخبراء سلاح الجو الإسرائيلي، وبتوجيه عام من وكالة المخابرات الأمريكية وخبراء ترامب في "الشرق الأوسط".
حزنت لمصير الحكام المجاهدين الآخرين إخوان سلمان، من قبيل أردوغان وقابوس وآل السالم الكويتيين وملك المغرب حامي القدس والأقصى بالاشتراك مع شقيقة ملك الأردن: ألم يكن حرياً بالخطيب الشثري ومن لقنه دروسه أن يراعي أصول المجاملة الدبلوماسية ويكتفي بالطلب من الرعية السعودية أن تتقرب إلى الله عن طريق الدعوة لخليفتها المجاهد تاركاً للرعايا من الأمم الإسلامية الأخرى أن تمارس التقرب إلى ربها عن طريق الدعاء لحكامها؟ على الأقل في باب مجاملة حكام مثل السيسي في مصر وآل زايد في الإمارات الذين يعدون من "عظام الرقبة" هذه الأيام في السياسة السعودية.
بقي أن أسأل بجدية لا في باب التذاكي ولا السخرية: هل يظل الوقوف بعرفة مقبولاً دينياً بعد هذا الموقف الديني التقديسي لحاكم السعودية؟
أنا لا أملك الجواب ولا أدعي أنني خبير في المذاهب والطوائف والمعتقدات الإسلامية المختلفة. أنا أعرف أشياء أساسية عن الديانات الرئيسة جميعاً، وحتى عن طوائفها البارزة، ولكنني لا أزعم أنني أستطيع إصدار الفتوى.
أتوقع أن تصدر فتاوى تدين موقف الشثري من مفتين مجتهدين كبار من قبيل العالم القطري يوسف القرضاوي الذي منع أهل بلده من الحج هذا العام. وقد كان هذا العالم جريئاً كما تذكرون في تشريع الجهاد في سوريا وصولاً إلى إبادة الدولة السورية بشراً وزرعاً وحجراً. كما أفتى بجواز التعاون مع أمريكا، بينما مثلما هو معلوم لم ينبس ببنت شفة فيما يخص الجهاد في بلد بعيد يقع شرق بورما اسمه فلسطين.
بعيداً عن المزاح، بالفعل أتمنى أن أسمع "العلماء" من الطوائف المختلفة، وكذلك الأحزاب الدينية من قبيل الإخوان والتحرير والنهضة يدلون بدلوهم في مدى إمكانية التعبد والتقرب إلى الله عن طريق ذكر آل سعود في سياق الوقوف في عرفة وربما بعد الفروغ منه والعودة إلى الديار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج