الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجذور (الداعشيه) للإدارة الأمريكية!

عزام محمد مكي
h

2017 / 9 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الجذور (الداعشيه) للإدارة الأمريكية!
عزام محمد مكي
[email protected]

في كتابه ((Colossus- the Rise and Fall of the American Empire يوثق المؤرخ
(Niall Ferguson) خطاب للرئيس الأمريكي الخامس والعشرين (وليام ماكينلي-William McKinley).
يأتي هذا الخطاب غداة الانتصار الساحق للقوات الأمريكية على القوات الإسبانية في 1898.
فخلال 3 أشهر من اعلان أمريكا الحرب على اسبانيا، مستخدمه ذريعة تفجير احدى سفنها الحربية في خليج هافانا (كم مره سيعيد التاريخ نفسه؟)، تم سحق القوات الإسبانية في كل من الكاريبي والفلبين (الفلبين كانت مُستعمره من قبل اسبانيا).
في هذه الحرب وقفت القوات الفلبينية التي كانت تقاتل من اجل الحرية، الى جانب القوات الأمريكية أملاً (امل ابليس بالجنة) في الحصول على الاستقلال بمساعدة (حملة الوية الحرية والديمقراطية!!) أمريكا.
ومن اليسير الاستنتاج بان الأمريكان رفضوا اعتبار ان الفلبيين انما كانوا يقاتلوا من اجل استقلالهم لا من اجل استبدال سيد بآخر. الشيء الذي كان الأمريكي يسعى اليه.
وهنا يأتي خطاب الرئيس الأمريكي، التحفه، المكتوب مسبقا ليلقى امام مستمعين من رجال الدين المتشددين.
في خطابه المليء بمظاهر الورع والتقوى، أراد الرئيس الأمريكي ان يختلق الذريعة الدينية لتبرير السيطرة على الجزر الفلبينية والحاقها بأمريكا.
فماذا تضمن خطاب الرئيس الأمريكي التحفه:
"لقد قضيت ليالٍ أذرع فيها أرضية البيت ذهابا وإيابا حتى منتصف الليل، ولست خجلا ان اذكر لكم ..... بانني خلال هذه الليالي قد ركعت على ركبتيً ضارعا الى الله العلي القدير أكثر من مره، لينير لي طريق الهداية. وفي احدى هذه الليالي وفي وقت متأخر جاءت لي الهداية بالطريقة التالية -لا استطيع ان اصف كيف ولكنها أتت):
1. انه علينا ان لا نُرجع الفلبين الى اسبانيا مرة ثانيه..........
2. انه علينا ان لا نسلمها الى المانيا او فرنسا، اللذين ينافساننا اقتصاديا في الشرق.......
3. انه علينا ان لانترك الفلبينيين لأنفسهم. أنهم غير مؤهلين لحكم انفسهم....
4. ولأنه لم يبقى لنا أي خيار آخر لنفعله، سوى ان نأخذهم كلهم.....، نثقفهم، ونرفع من شأنهم، وندخل الفلبينيين لعالم الحضارة، نحولهم للمسيحية، وببركة الله سنعمل كل ما بوسعنا ان نفعله لهم كرجال اقران لنا ولا اجلهم كذلك مات المسيح...."
وهكذا تكر مسبحة الإرهاب الأمريكي بشلالات من دماء الشعوب التي تمزقها بساطيل الاحتلال أينما حلت من شرق آسيا الى المنطقة العربية وما ورائها وارثا أبشع ممارسات الاستعمار الأوربي، (مهتدين) فيها من الهام ربهم(الصنم).
فبعد ما يقرب المئة عام من غزوة القلبيين يتكرر هذا المشهد وبنفس الروحية، فيستلهم الرئيس الامريكي (وهو المسيحي المتصهين) جورج بوش عندما صرح بان الله اناط به مهمة مقاتلة الإرهابيين في أفغانستان، وبعد ذلك يكمل بوش بان الله قال له " جورج اذهب واقضي على الدكتاتور في العراق، وهكذا فعلت".
الشيء المُختلف والمُمَيِز لممارسات الإرهاب الأمريكي في منطقتنا هي تبني (او التلاقح مع) الإرهاب المُلهم من رب (صنم)الوهابيين الصهاينة ليصح هؤلاء التكفيريين رأس رمح الإرهاب العالمي بقيادة أمريكا وحلفائها الاوربيين والصهيونية.
ولان الشيء بالشيء يذكر لابد من ذكر ما ورد على لسان الجنرال المتقاعد جاي كارنر-حاكم العراق الأول بعد الغزو، وفي مقابله مع مجلة (The National 2004) حيث يقول " في بداية القرن الماضي كانت الفلبين بالنسبة لنا بمثابة محطة الوقود لأسطولنا البحري التي ساعدتنا لان نبقي على تواجد كبير في المحيط الهادئ. وهذا هو بالضبط المطلوب الان من العراق لان يصبح للعقود القادمة من السنين، كمحطة للوقود التي ستسمح لنا بتواجد كبير في منطقة الشرق الاوسط"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ