الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر تعود إلى محمد.

صالح حمّاية

2017 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الجزائر تعود إلى محمد . "بهذا العنوان هنأ الكاتب الإسلامي المصري محمد مورو الجزائريين بإستقلالهم ، فبالنسبة له لم يكن الامر أنه تحرير من الإستعمار لتعود الجزائر لمواطنيها ، بل هو تحرير من الإستعمار الصليبي لتعود للإحتلال الإسلامي ، وبما أن الجزائر ستعود محمية إسلامية تدفع الجزية لدولة الخلافة ، فالأحرى هو أن تذبق الشريعة ، و تحارب كل المخالفين فكريا ، خصوصا ما سمي حزب فرنسا" الذي لا يمثل في حقيقته سوى الجزائريين الذين يريد جزائر جزائرية ، وعليه سريعا ما أصطدمت الدولة الوطنية التي تم تأسيها عقب الإستقلال مع الإسلاميين الذين يشكلون الطابور الخامس لدولة الخلافة و الذين يريدون إعادة المحتل الإسلامي لحكم الجزائر ، و قد إستمر الخلاف طوال فترة الإستقلال وقبلها ، بين جزائر الجزائريين ، و جزائر الخضوع لدولة الإسلام ، ولهذا حين تبحث عن جواب لظواهر تحت في الجزائر اليوم ، على سبيل المثال أن تهتم الصحف المتأسلمة بلباس البنات وتفسح صفحات لنقاش طور تنانيرهن ، أو قضية كوجود الأحمدية بينما ، يتم إهمال أمور مهمه كخطر الإرهاب الإسلامي الذي ما يزال يهدد البلاد ، و أخر حالة هي قتل جنديين في مدينة تيارت على يد أحد جنود الرب ، فعليك فهم أن هؤلاء لا يهمهم مطلقا أم البلاد ، أو نهضها الاقتصادية ، أو حال معيشة المواطن ، ولكن يهمهم الدين و سلطة الدين ، لأن جزائر خارج سلطة الدين لا تعني شيء ، وهي لهم كاليونان او رومانيا ، مجرد دولة لا أهمية لها ، ولكن الجزائر فيجب ان تعود للحظيرة الإسلامية ، لأن الجزائر كانت غنيمة حرب ، و الإسلامي لن يفرض في غنيمة الحرب تلك ، فالمحتل الفرنسي عدو لأنه منع قيام الدولة الإسلامية ، و لكن لو أعانها فهو حليف ، و لقد رأينا هذا في حالة الفرضاوي يدعو أمريكا أن تقف وقفة لله في دعم ميليشيات دولة الله ، فأمريكا الشيطان الأكبر ، هي شيطان فقط لانها قد تدعم نظاما لا يذطبق الدين ، ولكنها الملاك المقدس إذا دعمته ، وعليه كان أن الإخوان المصريين زاروا أمريكا عدت مرة ، و استعملوا لوبيات عديدة لجعلها توافق على حكمهم لمصر مقابل صفقات تنازل يقدمونها ، منها حل قضية فلسطين بما يرضي أمريكا ، وكذلك فعل الإسلاميون في كل مكان ، بما أجبر الأنظمة الحاكمة المتشبة بالسلطة بتقليد نفس النهج ، وهو رشوت أمريكا بتسهيل حركة الإسلاميين لتحقيق مصالحها ، مع حفاظهم على الكرسي ، ومن هنا اطلقت يد الإسلاميين على الشارع ، كما حدث في مصر و الجزائر بقانون المصالحة ، ودخلوا التحالف الرئاسي ، وصار هناك تنافس في أسلمة الشعب و الدولة في خلكة ضبابة الهدفه منها السلطة ، سواء للنهب ، أو سواء للنهب باسم الرب ، و لكون المجتمع وقع فريسة طرفين متصارعين صار هو الآخر يزايد في الدين ، فكل ما يهم هو الدين ، وقد تسمع الشعب ساخطا على النظام بسبب نقص أمر ما في حياته ، ولكنه سرعان ما يصبح حليف النظام إذا مارس النظام تنازلات في سبيل هيمنة الدين ، لدرجة صارت كل الأمر لا تهم ، وما يهم هو الدين فقط .

وعلى هذا ، من السهل أن يموت الجنود في حرب الله المقدسة ولا يهتم أحد ، فقد ماتوا في سبيل قيام دولة الدين ، و ستجد ذلك الجندي الضحية يرى نفسه كذلك ممثلا لدولة الدين ، و أنه يحارب خوارج ، وليس إرهاب ، خوارج خرجوا عن الحكم ، وليس ارهابيون يحملون أفكار متطرفة ، ما يعني أن حربهم على الإرهاب مجرد حرب مصالح ، وكما يقول إبراهيم عيسيى " اننا دولة نحارب الإرهابيين ، و ليس الإرهاب" فالدولة راضية بالأفكار الإرهابية في المساجد و الجامعات و في كل مكان ، لكن إياك و الخروج عنها ، فنحن من سنحقق لك ما تريد ، مثل الحرب على الأحمدية في الجزائر ، وعلى البهائية و المسيحيين في مصر ، و التي جعلت الإسلاميين مبتهجين بها ، فالسلطة ستضمن عدم وجود صداع منهم وتحريض للشارع ضدها ، وهم يضمنون مزيدا من التمدد للدين ، لحين التمكين ، وفي هذه اللعبة لن نستغرب أن تتبدل طبيعة الأنظمة الحاكمة في كل البلاد الى النظم الإسلامية في سبيل البقاء في السلطة ، و السيسي خير نموذج للميكيافيلية في إدارة الصراع السياسي مع الإخوان ، فسأكون الرئيس المؤمن فقط لكي لا تحاربوني بالدين ، و حالة الجزائر وجامعها الكبير ، الذي ليس سوى مزايدة دينية هلل لها الإسلاميون ، فهم يعارضون النظام في كل شيء سوى رعايته للمسجد الكبير ، لانه يعلمون ، أنه حصان طروادة الذي يبنيه النظام الجزائري لقتل نفسه ، و لن يكون بأفضل حالا من جامعة قسنطينة التي صارت مرتع لتخريج الإرهابيين ، وفيما يحاضر وزير الشؤون الدينية محمد عيسى على أن المسجد سيكون منارة لدين متسامح كإسلام قرطبة ، فهو لا يدري أن قرطبة أحرقت كتب الفيلسوف ابن رشد ، وعادة لتكون مجرد دولة همجية تحكم بقوانين من القرون الوسطى .

وعليه فليس علينا الأمل في مستقبل الجزائر المنظور ، ولعبة خلط الدين بالسياسة حاظرا ، فمادام موضوع كموضوع طائفة الكركرية يتفوق في أهمية على قضية الإرهاب ، فلنبشر بالإرهاب وداعش و القاعدش وجمعية العلماء الخونة المجرمين ، فهذا اقصى ما يمكننا كأفراد خرجنا من العالم المعاصر ، لنعود الى خيمة البدوي .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني