الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراح القس بليدا .

صادق العلي

2017 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من اكبر الحروب الدينية على مر التاريخ هي الحروب المسيحية الاسلامية التي وقعت فيما يسمى بـ اسبانيا اليوم ,إذ دام الاحتلال الاسلامي لهذه المناطق قرون عديدة , حمل هذا الاحتلال بالتأكيد الكثير من الظلم , بعد ذلك جاء التحرير المسيحي وطرد الاسلام بكل تفاصيله , بمعنى اقتلاع كل شيء يمت للاسلام بصلة كل شيء وهذه الحالة ليست غريبة في الحروب الدينية وما يترتب عليها .
يعرف الجميع ما وقع من مجاوز وقتئذ لذلك لن اتناولها , ولاني اعرف تماما ً كما الجميع حجم القسوة والكراهية التي يحملها اتباع الدين الابراهيمي اتجاه بعضهم البعض ,عدم تناولي للمجازر التي ارتكبها اصحاب الدين الابراهيمي فقط لانها تحمل فضائع بشعة لا انسانية يصعب ذكرها , ولكنني سأتناول اقتراح احد الرهبان وهو من المقربين للبطريرك او كبير اباء الكنيسة , هو الراهب بليدا فماذا كان اقتراحه ومن هو وكيف تعاملوا معه ؟.
من هو بليدا : هو راهب دومنيكي اسمه خايمي بليدا ( 1550م-1622م ) , كان ضمن قافلة الرهبان والقساوسة الذين دخلوا مع الجيوش المسيحية المنتصرة , ايضاً كان ضمن القساوسة الذين تكفلوا بنشر المسيحية خصوصا بين المسلمين .
اقتراح القس بليدا :
(( ينبغي علينا قطع رؤوس جميع المسلمين بمن فيهم النساء والاطفال حتى الذين اعتنقوا المسيحية , لاننا لا نستطيع تحديد الصادق والكاذب منهم , وعندما تصعد ارواحهم الى السماء سيحدد المسيح بعلمه الصادق من الكاذب , كي تبقى المسيحية نقية من الكاذبين )) .
الاقتراح واضح ولا يحتاج الى تفسير او تأويل , هو بلا شك شخص شجاع ومخلص لدينه بالدرجة التي تؤهله لقتل اكثر من مئة وخمسين الف انسان !, ايضا ًهو يعرف جيدا ً ان هذا الاقتراح ليس غريبا ً على المسيحية التي يمثلها وبالتالي ليس غريبا ً من حوله فهو راهب يعني ان لديه درجة دينية عالية وصل لها بدراسة الاهوت المسيحي بشكل معمق .
بالاضافة للقسوة الموجودة في هذا المقترح لفت انتباهي :
1-القناعة الراسخة عند هذا الراهب بأن المسيح موافق على قطع الرؤوس بالتحديد وليس الحرق الجماعي او وضعهم في سفينة واغراقها مثلاً !.
2-مباركة جميع القساوسة والرهبان لهذا الاقتراح بمن فيهم البطريرك كونهم يتحدثون باسم المسيح الذي وافقهم وبارك خطواتهم !.
3-يحتاج قطع رؤوس مئات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ الى الكثير من الاستعدادات مما جعل الكنيسة الكاثوليكية تتكفل بكل شيء لتنفيذ اقتراح الراهب بليدا ولينتعش المسيح بهذا الكم الهائل من دماء الصادقين والكاذبين على حد سواء .
يبدو ان التدرج الوظيفي في الدين الابراهيمي بنسخه الثلاث ( اقصد وظيفة رجل الدين ) تخضع لمنطق واحد وهو القسوة المفرطة في التعامل مع الاخر المختلف , وهذا المنطق ( منطق قسوة رجال الدين ) يضع الرب والدين في اشكالية كبيرة ليس امام الاعداء فقط وانما امام اتباعهم , على اعتبار ان الرب هو رب الجميع وانه راعي الجميع خصوصاً الاطفال , ولكنهم يصرون على احراج الرب والدين بأفعلهم لانهم ليسوا اناس بسطاء يقوموا بأفعال فردية كي تٌحسب كأفعال فردية , انهم من يمثلون الرب والدين ويتحدثون بأسم الرب والدين ويتخذون القرارت نيابة عن الرب وعن الدين .
بالمقابل هناك مجازر سيرتكبها ذات يوم لو انقلبت المعادلة وانتصر الطرف الاخر في الحرب المقبلة على اعتبار ان الحروب الدينية لن تتوقف يوماً, وهذا ما حدث بالفعل في مذابح الارمن بعد عدة قرون , وكيف تعامل الاسلام مع المسيحيين بشكل مخزي ؟, فهل تكون دماء البسطاء من الاطراف الدينية المتناحرة جاهزة في أي وقت يحدده رجال الدين ؟.
بالرجوع الى الراهب الدومينيكي خايمي بليدا واقتراحه الذي يصب بمصلحة الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص والمسيحية بشكل عام , قام بتأليف كتاب اسماه ( الدفاع عن العقيدة ) مما يؤكد بأنه المخول من قبل المسيح للدفاع عن المسيح وعن العقيدة المسيحية , وعليه فلم يجد الراهب بليدا طريقة افضل من القتل وتقطيع الاجساد ليدافع بها عن المسيح , متناسيا ً ان النظرة العامة للمسيحية هي التسامح والغفران وما الى ذلك من مصطلحات تقوم على تهذيب النفس البشرية , هذا بالضبط ما يحدث اليوم بين الشيعة والسنة إذ يتلذذ الجميع بمنظر الدماء ومنظر تقطيع اجساد الاطفال والنساء , فهي الطريقة الوحيدة التي توصلهم الى الجنة وتوصل الاخر الى جهنم .
في كل يوم جديد سيكون بيننا مثل الرهب بليدا !, ولانه المدافع المخول الوحيد عن العقيدة الصحيحة التي يعتقد بها , بالضرورة سيحصل على موافقة الرب كي يمارس هواية القتل وبالطريقة التي يراها مناسبة له ولربه , ولا نملك ان نقول شيئاً له فهو مفوض من قبل الرب ليحدد اعمار الاخرين .
صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر