الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُد لنا كفيك َ، فلا ليل بعد ابتسامة عينيك

علاء داوود

2017 / 9 / 5
الصحافة والاعلام


مُخيف ٌ والليل الضيق مأواه ُ، ابتسامة عينيه فقط هي من أنارت حلكة الليالي، أخافهم مرارا ً ولم ينفك يفعل بعد الرحيل، ما هذا الجبروت الذي احتواه جسده !!، خط ّ على أوردة قلبه أن طوبى لمن قال لا، فالتزم النقش وكان الأمين في الإيثار، تذكُر خطاه كل الأزقة والبيوت وبأجمل الكلمات وأقلها كانت الأمنيات جلية برفقة ابتسامته المميزة، بأنه سيرحل.

المشهد الأول / رائد والقيد الزائل
جاؤوه مدججين قبيل الصباح، راهنوا على أن يخرج الصبح ليزيل مخاوفهم من عينيه إن هو حدّق عابسا ً، اقتادوا ظِله الى ظلمات القيد عابرين به أزقة المخيم وحدوده المترامية ليكون أسيرا ً، إذ محا من قمة صفحات الأسر سطر التردد الذي راهنوا عليه بالقضاء على عزيمة قلبه التي لطالما نبض بها.

المشهد الثاني / رائد والجرح النازف
وكما الخائبين الغيرنجباء في مسعاهم في طلب المعرفة، فقد أعادوا الكَرّة في الإقتحام بعد عامين، في حصار الرصاص من حوله، إلا أنه في وثبته كان كالقنبلة بين قلوبهم المرتجفة، فكان دوي رصاصاتهم كفيلا ً بإصابتهم هم أولا ً خوفا ً ورعبا ً من جراءته التي لا يجوز لفصاحة اللغة تفسيرها، ومن ثم جسده الذي ما اعتاد إلا المواجهة فكانت الثقوب الدامية قد تمكنت من هذا الجسد المُقبل حيث لا فرار، لتبدأ خارطة الوطن برسم أولى ملامحها بالكم الكافي من دمه حدودا ً للوطن المُكبل، فكان المخضب بجراحاته الدامية.

المشهد الثالث / رائد والقرار الحسم
لا شيء في جسده كان سليما ً إلا بصيرته، التي كانت ترسم أدق تفاصيل الرحيل نحو الوطن، كم كان موته بطيئا ً وعنيفا ً، حيث كان القرار أن يلحق بسابقيه الأحرار، فقد ركز الطغيان له بين اثنتين ( بين السِلة والذِلة ) وهيهات منه الذِلة، وكان الإرتقاء الى العلياء خلف كوكبة الحق على طريق الحق وإن شح سالكوه.

المشهد الأخير / رائد والدماء الموقوتة
أيعقل أن أن يكون الجسد مُخيفا ً الى هذا الحد !!، بعد الرحيل يواصل الجسد شموخه خلف القضبان، يرتعشون من الظِل، يرتعدون من موتك َ، ما زالت تُرعبهم ابتسامة عينيك، ونحن هُنا بين اوتاد الخيمة نبكيك َ وروحك َ فينا، في انتظار أن يأتينا جسدك َ ويمدنا بنشوات الإنتصار التي بدأتها بقلبك الفذ، وداعا ً رائد الصالحي وفي آخر وصاياك َ صدى الشهداء يطوف من حولنا، أن قوموا بنفوس ٍ أبية، وأنوف ٍ حمية، ولا تؤثِروا طاعة اللِئام على مصارِع الكِرام.

فإن لم تنفخوا نارا ً، فكيف يراكُم الأملُ ؟!
فإن قدِحت فكُونوا لبها، فتظل تشـــتعلُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم