الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدون مؤاخذة- الكورد وحق تقرير المصير

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2017 / 9 / 7
القضية الكردية


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الكورد وحق تقرير المصير
ستجري انتخابات في اقليم كردستان في العراق يوم 25 سبتمبر 2017 حول استقلال الكورد، والاعلان عن دولتهم القوميّة، وهذا ما يريده الحزب الديموقراطي الكوردي الذي يتزعّمه السّيّد مسعود البرزانيّ رئيس اقليم كردستان العراق، وبغضّ النّظر عمّا سيترتّب على هذا الاستفتاء الذي وصفته حكومة الاقليم بأنّه –غير ملزم- إلا أنّ كلّ الدّلائل تشير إلى أنّ فكرة الانفصال وإقامة الدّولة الكرديّة هي التي ستفوز بالأغلبيّة. وهذا ما سيتمّ سواء في هذه الأيّام أو في السّنوات القادمة. وهذا سيدخل ضمن المخطّط الأمريكي "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم دول المنطقة إلى دويلات طائفيّة و"قوميّة" متناحرة، وهذه واحدة من أسباب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 واحتلالة وتدميره وقتل وتشريد شعبه.
ومع ذلك فلا بدّ من النّظر للأمور من باب العقل والحكمة، فالأمّة الكرديّة لحقت بها مظالم كثيرة عبر تاريخها، ومن ضمنها التّاريخ المعاصر، وتعرّضت لاضطهاد كبير، وقتل منها مئات الآلاف، ومنعت من حقّها في تقرير مصيرها وإقامة دولتها القومية على ترابها الوطنيّ، وجرى تقسيم أراضيهم وشعبهم وإلحاقها بالدّول المجاورة لهم.
وتشير الإحصاءات العالميّة العامّة أنّ عدد الأكراد في مناطق انتشارهم أكثر من 28 مليون نسمة، وغالبية الأكراد يعيشون في تركيا بنسبة 57%، وبعد ذلك تأتي إيران، والعراق في نسبٍ متقاربة من عدد الأكراد، والتي تصل إلى ما يُقارب 16%، أمّا النّسبة المتبقيّة من الأكراد، فتقسم ما بين سوريا وايران. ويشكّل الأكراد نسبة ما بين 12-18% من سكان العراق البالغ حوالي 38 مليون نسمة. ويبلغ عدد الأكراد في سوريّا حوالي مليوني نسمة.
فالمنطق وبعيدا عن التّعصّب القوميّ، يقول أنّ من حقّ الأمّة الكرديّة أن تقرّر مصيرها على ترابها الوطنيّ، وأن تقيم دولتها المستقلّة، بالرّضا والتّوافق مع دول الجوار التي تهيمن عليهم. فالكورد أمّة أصيلة في منطقة الشّرق الأوسط، لهم تاريخهم العريق وحضارتهم وتراثهم القومي ولغتهم الخاصّة. وعلى دول وشعوب المنطقة أن تتفهّم ذلك جيّدا، وأن تستجيب طواعية لمطالب الأمّة الكورديّة في الحرّية والاستقلال. فالكورد ليسوا أقليّة ولا دخلاء في المنطقة، بل هم جزء أصيل من مكوّناتها. وأنّ الدّول التي تسيطر على الأراضي الكورديّة لم تحترم يوما الحقوق الكورديّة.
لكن بالمقابل فإنّ على الإخوة الكورد أن لا يدخلوا في صراعات مع دول وشعوب المنطقة، وأن لا يتشبّهوا باسرائيل التي تشكّل قاعدة أمريكيّة متقدّمة لقهر شعوب ودول المنطقة، كما يروّج لذلك بعض الأخوة الكورد، فالحزب الديموقراطي الكوردي تربطه علاقات وطيدة باسرائيل منذ ستّينات القرن الماضي، بناها الملّا مصطفى البرزاني والد السّيد مسعود البرزاني، حيث زوّدت اسرائيل الكورد بالسّلاح ودرّبتهم لمحاربة دولتهم "العراق"، وما جرّ ذلك على الكورد إلّا الويلات والقتل والدّمار، ومنذ بداية تسعينات القرن الماضي واقليم كردستان مفتوح أمام الاسرائيليين الذين يدخلونه من تركيّا، ومستقبل الدولة الكرديّة العتيدة مرتبط مع دول الجوار، وفي مقدّمته العراق، سوريا، تركيا وإيران. ومن حقّ الكورد أن يقيموا دولتهم العتيدة على أرضهم ليس في اقليم العراق فقط، بل على كامل أرضهم، وهذا يتطلّب من هذه الدّول أن تحترم رغبة الأمّة الكورديّة في إقامة دولتها القوميّة، وعلى شعوب المنطقة أن تستوعب ذلك. وأن تتجنّب الدّخول في صراعات دامية لن يستفيد منها سوى أعداء الطّرفين.
7-9-2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور


.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة




.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع