الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توازن طاقتي الذكورة والانوثة (1)

كامي بزيع

2017 / 9 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان قطبي الطاقة الذكورية والانثوبة ليست منفصلة عن بعضها، تماما كما المغناطيس من جهة جاذبة ومن جهة اخرى منفرة، ولكن اين هي الحدود داخل المغناطيس بين قوة الجذب وقوة التنافر؟ هو الامر نفسه بالنسبة لطاقتي الانوثة والذكورة، اذا انها موجودة في الكائن البشري بقطبيها ولكن الحدود الفاصلة بينهما حتى الان لم يتم اكتشافها.
بالرغم من عدم اكتشاف الحد الفاصل بين طاقتي الاذكورة والانوثة الا ان مظاهر وتمثلات كلا الطاقتين يمكن وصف تجلياتهما، تماما كما هو الامر بالنسبة لطاقة الكهرباء التي نرى نتائجها في الضوء والالات وكل ما يعمل على هذه الطاقة.
ان اتحاد الرجل والمرأة هو الذي سمح بقوة خلق كائن جديد، كذلك الامر بالنسبة للطاقة في داخلنا، ان اتحاد طاقة الانوثة والذكورة داخل الكائن البشري هي ما يؤدي الى الخلق والابداع.
ففي داخلنا يتجلى قطبي الطاقة، السكون والحركة، العمل والراحة، العطاء والاخذ، الكلام والصمت، النوم واليقظة، وفي كل تفاصيل الحياة اليومية وهو ما يتطلب التوازن، وفي كل ذلك قطبي طاقة الانوثة والذكورة.
ان الاعتراف يوجود هاتين القوتين هو الخطوة الاولى في تحقيق التوازن، اما المضي في تجاهلهما فهو سيكرس الافكار القديمة بكل ما انتجته من ويلات على البشرية جمعاء لان الاساس يبدأ من الانسان نفسه.
ثم تأتي الخطوة التالية بقبول وجود هاتين القوتين، لاننا في كثير من الاحيان نرفض القبول، فالمرأة ستجد نفسها في موضع رافض لطاقة الذكورة داخلها وكذلك الامر بالنسبة للرجل الذي سيعتبر وجود طاقة الانوثة نوعا من الشذوذ او الضعف وغيره.
ما هي اهمية توازن طاقتي الذكورة والانوثة في الكائن البشري؟
ان فهم عمل وآلية عمل هاتين الطاقتين داخل الشخص، يسمح له بتفهم ما يجري خارجه ايضا، ويصبح التعاطي اسهل واكثر تفهما، لان مشاعر القلق والعذاب والحزن تأتي نتيجة عدم تفهم واستيعاب هذه القوة، الوعي يساعد على فتح زوايا اخرى لفهم الذات وبالتالي وكنتيجة لذلك فهم الآخر.
قد يظن الرجل ان تفعيل طاقة الانوثة فيه يجعله يخسر مميزاته "الرجولية"، واذا فعّلت المراة طاقتها الذكورية قد يجعلها تخسر طاقتها "الانثوية" والامر ابدا ليس على هذه الصورة. اننا نتكلم عن امر اعمق من الصورة التقليدية التي رسمت لكل من الرجل والمراة، بعيدا عن الدوري الجسدي، اننا نتكلم في اعماق النفس البشرية التي هي في الاساس ليست ذكر ولا انثى.
لقد رفع المجتمع كل ماهو "ذكوري" الى اعلى، ووضع كل ما هو "انثوي" في الاسفل، لكن الذكوري والانثوي يتداخلان ببعضهما البعض تماما كما لا يكون النهر بدون المجرى.
لقد ارتبطت الطاقة الانثوية بالرغبة والاستمتاع والجسد بينما الذكوري مرتبط بالعقل والمنطق وهذا الفصل قد شوه صورة كل من الرجل والمرأة، فقصيدة شعر مثلا هي لحظة ابداع تناغمت فيها طاقتي الانوثة (من حيث الخيال) بطاقة الذكورة (من حيث اللغة والكتابة) وانتجت امرا اخرا هو فن وخلق تجلت بالشعر، وهكذا في كل مرة تتناغم طاقتي الانوثة والذكورة تولد شيئا اخرا مبدعا.
ان الطاقة الانثوية المتعلقة بالحدس لم تحظ بالتقدير اللازم، بينما على العكس المنطق والعقل لقد حظي بالتقدير والاجلال، وهذا هو عدم التوازن.
علينا فهم الطاقة الانثوية لنفهم لماذا تتميز المرأة بالعفوية والكلية والشمولية والحدسية وتضيع امام التفاصيل، وكم من النساء تتهم بعدم العقلانية، وعند قهم الطاقة الذكورية نستطيع ان نفهم الرجل الذي غالبا ما يتهم بعدم الحساسية وبرود المشاعر واللامبلاة!.
ان التوازن هو السماح للحدس ان يتجسد، ان يكون له كيان مادي، فبذلك تكون طاقة الذكورة منسجمة مع طاقة الانوثة، وكذلك يجب السماح للاعقلانية ان تتحكم ببعض اعمالنا، وبذلك نسمح للطاقة الانثوية ان تتكامل مع طاقة الذكورة.
نتابع في المقال المقبل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا