الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاتو الدفاتر تتقرا

طارق المهدوي

2017 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في عام 1996 وبعد أن تخطى عمره الخمسين عاماً قرر الإسلامي المصري حسن شحاتة العناني تغيير معتقداته الشخصية من المذهب السني إلى المذهب الشيعي ضمن نطاق حرية الاعتقاد التي يكفلها الدستور المصري كما يكفلها الدين الإسلامي، فاعتقلته الأجهزة الأمنية عدة مرات بتهمة ازدراء الأديان في محاولات فاشلة لإجباره على العودة إلى المذهب السني لينتهي الأمر بمنع تلك الأجهزة له من السفر خارج مصر وهي لمن لا يعلم أشد العقوبات الموقعة على السياسيين المصريين المعارضين، وخلال الأيام الأخيرة من حكم الإخوان المسلمين الشكلي لمصر وتحديداً يوم 24 يونيو 2013 حلت ذكرى الإمام المهدي التي يحتفل بها الشيعة في العالم كله باعتباره إمامهم الثاني عشر، فاستعد حسن شحاتة العناني مع بعض أتباع المذهب الشيعي من المصريين للاحتفال بالذكرى داخل منزل أحدهم في زاوية أبومسلم التابعة لمركز الجيزة والتي يسكنها حوالي ثلاثين ألف نسمة وتبعد عن قلب القاهرة بعشرة كيلومترات فقط، حيث كان بعض المشايخ السلفيين المصريين التابعين للحركة الوهابية السعودية هناك في انتظاره متخفين كي يرونه أثناء وصوله دون أن يراهم وفور تيقنهم من شخصيته كلفوا توابعهم من القتلة المحترفين بالمجيء إليه وقتله، ليصل إلى مقر الاحتفال عشرات البلاطجة السلفيين المجهزين بكل أنواع أسلحة الاقتحام والهجوم والقتل حيث ثقبوا سقف المنزل وجدرانه ثم ألقوا داخله عبر تلك الثقوب عدة عبوات مولوتوف حارقة أشعلت فيه النيران، ثم اقتادوا شحاتة وثلاثة من مرافقيه خارج المنزل لإعدامهم علناً أمام الجمهور الذي لا يملك من أمره شيئاً حيث قام البلاطجة السلفيين بتكبيل ضحاياهم ثم ضربهم بالسيوف والجنازير والقضبان الحديدية لتقطيعهم من خلاف، وبعد اطمئنانهم إلى مقتل الضحايا الأربعة سحل البلاطجة السلفيين جثثهم في جميع شوارع الزاوية وهم يدوسونها بالأقدام ويبصقون عليها ويهتفون الله أكبر والحمد لله لا إله إلا الله والشيعة أعداء الله، وامتنعت الأجهزة الأمنية عمداً عن التدخل طوال ما يزيد عن عشر ساعات هي المدة التي استغرقتها هذه المذبحة البشعة لتصل تلك الأجهزة في نهاية المطاف بعد تلقيها الإخطار من البلاطجة السلفيين بانسحابهم عقب انتهاء مذبحتهم الدموية، حيث تولت الأجهزة دفن جثث الضحايا ثم أحالت أمر المذبحة كجريمة جنائية عادية إلى القضاء المدني العادي الذي قضى بمعاقبة تسعة كباش فداء من عوام السلفيين بالسجن لمدد مختلفة أقصاها أربعة عشر عاماً، رغم ما كان يقتضيه طابع المذبحة ودافعها باعتبارها قتل على الهوية من توسيع نطاق المسؤولية الجنائية والسياسية لتشمل مرتكبيها ومحرضيهم والذين خلف محرضيهم والمتواطئين معهم والممتنعين عمداً عن وقف الجريمة بعد الشروع في ارتكابها إن لم يكن منع ارتكابها مسبقاً، لذلك فإن بكائيات الوهابيين السعوديين وتوابعهم السلفيين المصريين على المذابح التي يتعرض لها اليوم المسلمين الروهينجا في ميانمار على الهوية تبدو كدموع التماسيح التي لا تخدع أحداً، أو كما يقول المثل باللهجة العامية المصرية "لو كنتم نسيتم اللي جرى هاتو الدفاتر تتقرا"!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24