الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة سلام عادل

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2017 / 9 / 14
الادب والفن


ساعة سلام عادل !
عام 1963 وفي قصر النهاية عندما قام انقلابيو شباط الأسود بإجراء جلسات تعذيب فريدة من نوعها للشهيد البطل ( سلام عادل ) كان ثمة شاعر بعثي يحضر تلك الجلسات ويشاهد كيف يتم تعذيب البطل سلام عادل حتى قلعوا عينيه بطريقة أكدت للعالم حينها ان هذه الطغمة الفاسدة والحاقدة على العراق وأهله من جزاري البعث ليس لديهم رحمة ولا شفقة ولا ذرة من الانسانية !
وبعد استشهاد عادل في غرفة التعذيب التي حضرها الشاعر البعثي ! ظل يجلس في مقهى الادباء وهو يرتدي ساعة الشهيد سلام عادل ويتباهل بها أمام الادباء من الشيوعيين الذين تشتعل نيران الغضب في دواخلهم على رفيقهم وقائدهم المغدور وفي اليوم التالي ينشر ذلك الشاعر قصيدة يتغنى فيها بالحب والاخلاق والولاء المطلق للقتلة !
لا أعرف كيف يستقيم الشعر مع نفسية مريضة حاقدة لشاعر يحضر جلسات تعذيب مناضل ويسرق ساعتة والكارثة يبتسم لكل من ينظر له داخل المقهى وهو يحرك يده اليسرى لتظهر ساعة سلام عادل .
ثمة خلل كبير داخل النفوس المريضة التي حكمت العراق وفي ذلك الوقت وهي ترى وتسمع وتسكت ولا تفضح مثل تلك الافعال المشينة والمخيبة لآمال الانسانية في بلد مثل العراق تعيش فيه قوميات واديان مختلفة منذ آلاف السنين .
ومن موسكو في ذلك الوقت ندد الجواهري والبياتي بإنقلاب شباط الأسود وبإعدام المناضل سلام عادل وأصدروا بيانا بالضد من تلك الممارسات القمعية التي أتخذها نظام البعث المجرم وهو يضع خطواته الأولى في هرم السلطة داخل العراق قبل ان يحيله الى ركام ودمار جراء حروبه واعتقالاته وقمعه المستمر الذي أعاد فيه العراق وشعبه مئات السنين الى الوراء .
وبعد ثلاثين عاما على إعدام سلام عادل كان الشاعر البعثي يراقب حتى بريد الأدباء عندما يرسلون كتبهم الأدبية الصادرة حديثا لاصدقائهم في أوروبا وبخاصة بريد إتحاد الأدباء الذي كان يُمرر على ذلك الشاعر ويقرأ أغلب الرسائل في الكتب المرسلة ويستنسخها ويهدد بها بطريقة حقيرة .
وظل سلام عادل يعيش في ضمائر الشرفاء والاحرار في العالم بينما الشاعر البعثي يختبىء في جحور من ورق ! ولم يعرف حتى ثقافة الاعتذار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية