الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم كوردستان فرصة لحكومة العراق

واثق الجابري

2017 / 9 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الأوطان حق للشعوب لا يسقط بالتقادم، والعراق وطن كوردستان والعرب والتركمان والشبك والمسيحيين والصابئة والايزديين، وكل الطيبين الاصلاء، لكنه حشر مجبراً أمام نارين أحدهما أسوأ من الآخرى، ويرى بعينه الإرهاب رأسه في الحويجة وأعالي الفرات، كرأس أفعى ما زال سم لدغته خطير، ونار تهديد أقليم كوردستان بالإستفتاء والتقسيم، وكنا نعتقد الحويجة ومن يماثلها معركتنا الآخيرة، لكن ما يبدو من يرغب بإطالة الحروب، على شعب ما عرف الإستقرار، وحاربه الخارج والداخل.
حشرنا بحروب الطائفية والقومية والسياسية والتقسيم، وفشل الإرهاب في إرغامنا على الصراعات الأهلية، فجاء من يريد تحقيق ذلك بذريعة حق المصير وخرق الدستور.
إرتفعت وتيرة التصريحات الكوردية، وأصبحت أكثر تمادياً وتحدياً للدستور العراقي، بتبريرات وإصرار وتحدٍ للإرادة العراقية والدولية، بعيداً عن كل أطر دستور يدعون عدم تطبيق بعض فقراته، ويخالفونه بسياسة بعيدة عن دولة وطلب إستقلال لم ينص عليه الدستور، مع غياب مقدمات الإستفتاء من التطبيع والتعداد ووجود مفوضية، ولا طبيعة وعدد السكان المستهدفين في الإستفتاء، وكم نسبة المشاركة من عدد السكان، ومن يصادق على الإستفتاء.
جاءت زيادة وتيرة التصريحات بعد زيارة وفد كوردستان الى المركز، وحينها لم يخرج بما كان يصبوا له بالحصول على تأجيل؛ لكي يكون الموعد الثاني ملزم، وهناك أشبه بالإجماع الوطني، على أن وحدة البلد الضمانة لكل المحافظات وكوردستان، العزيزة على بقية المكونات، وما يربطهم ليس مجرد حدود إدارية، مع وجود تاريخ وحضارة متواصلة متداخلة، وما دامت الحقوق محفوظة وطاولات الحوار مفتوحة، فلماذا هذا الإصرار على خرائط جديدة للخلاف والتقاطع، ومن الوهم الإعتقاد بحل المشكلات بالإنفصال، إذا كان في الأوطان ساسة عقلاء قادرون على التحاور وإشاعة السلام والإستقرار، والمحافظة على العلاقة التاريخية والمصير المشترك، وكان المفروض من الكورد أن يضعوا أيديهم بيد الحكومة لمحاربة داعش، والتسلح بالمواطنة وحل المشكلات بالحوار.
إن القوانين الدولية سمحت بتقرير المصير؛ حال حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان والتفرقة العنصرية والقومية، وما إعتراضات الإقليم على المركز، إلاّ هروب من مسؤولية المشاركة في الحكومة الإتحادية والبرلمان وبقية المؤسسات، طيلة 14 عام وعليهم جزء من هذه المسؤولية، كون النظام الديموقراطي، يسمح بالإعتراض والمعارضة وإقتراح القوانين، وبما أن آليات الاستفتاء بمقدمات خاطئة ستأتي بنتائج كارثية، ولم يُحدد مساحة وحدود الإقليم والشريحة المستهدفة، وكم نسبة المشاركين في التصويت.
الإستفتاء والتقسيم شرارة لتقسيم العراق وتشضي المنطقة، وفرصة لداعش وأخوتها لتحقيق ما عجزوا عنه في المنطقة.
واهم من يعتقد أن المنظومة الإقليمية والعالمية غافلة عن نتائج الاستفتاء الكارثية، وبما أن الإرادة الدولية عرفت أن نزاعات المنطقة ولدت عصابات منفردة في اوربا، وبعد طردهم من العراق سيكونون بشكل مجاميع أكثر تنظيماً، وبذا سيكون شرارة مُحرقة لبترول المنطقة ومحفزة لمجامعيها ومؤيديها بالنشاط في العالم، ولكن في نفس الوقت إصرار قادة الإقليم على الاستفتاء ورفض حكومة العراق والمنظومة الدولية؛ سيجعل للعراق فرصة بمعونة دولية، لإنتزاع ما إستحوذ عليه الإقليم بإستغلال إنشغال العراق بمحاربة الإرهاب، وبما أن الكورد يطالبون الإلتزام بالدستور، فالإستمرار بالإستفتاء مع تصويت البرلمان ضده، مخالفة آخرى الى سلسة المخالفات الكوردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل