الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسقاط الكتّاب قبل إسقاط الدكتاتور

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هل البحوث التي ينشرها الكتّاب العرب هي بحوثاً تستحق القراءة؟
وهل نحن في سورية مسؤولون عن كل شاردة، وواردة على وجه البسيطة؟
أحياناً يهي~ لي أنّ كل كاتب، أو باحث سوري هو فريق يضم العالم المتناقض، يزوّقه حسب حاجة السّوق، وحسب المكان الأنفع لجيبه.
طبعاً التعميم خاطئ، لكن دائماً الكتابة تتم حول الأغلب.
تشبه الصّحف، ومراكز البحوث العربية الحواجز الأمنيّة في سورية، فعندما يقولون لك الكاتب الفلاني تعرف من يمثل، فتطلق عليه النّار، أو تسمح له بالعبور.
نحتاج لكاتب يشتري جحشاً كجحش حمار الحكيم يمكنه إدخاله الفندق سرّاً، ويقف على حال الحياة العادية في المجتمع، ونحتاج لمن يتابع أوضاع الحمار فيبقى الكاتب متحمساً لوصف الحقائق كي يمتّع قارئيه.
ما شأن السّوري بالخلاف القطري السعودي، أو بقبوله أو رفضه استفتاء إقليم كردستان العراق؟
السياسة هي السياسة، وتتلخص بتعبير بسيط: هي طموح نخبة حاكمة، أو طامحة في الحكم ، في مكاسب مادية، وإذا كانت هذه النّخبة في الغرب تأخذ تطلعات المواطن في حدودها الدنيا، فإنها في بلادنا تأخذ تطلعات الفرد ، وفي أغلب الأحيان تطلعاته الماليّة، وعندما نصفه بالبطل يبتسم في سرّه ساخراً منّا، ويشد على أيدينا كي نستمرّ في وصفه، وفي مرحلة ثانية الموت من أجله، نحن نعرف في دواخلنا حقيقة ما يجري. لكنّنا نرنّ أجراسنا الموضوعة في أعناقنا كي نثبت حضورنا البهيّ.
السياسيون، والكتاب السّوريون" من جميع المكونات" استطاعوا أن يبثوا ثقافة الكراهية ، والتي ترتفع كلّ يوم. على السّوري أن يستزلم لشخص ما. قد يكون غربياً، ومجاناً، فبينما فرنسا تتظاهر ضد ماكرون. البعض من السوريين يقولون أنه عظيم، وبينما أمريكا تقول ان ترامب عنصري، فإنّ السّوري يهدّدنا بترامب، وبينما إسرائيل تعتدي على الفلسطيني، بمشاركة الطبقة السياسية الحاكمة في فلسطين. يقول البعض أن فلسطين وطن قومي لإسرائيل. عندما يعترف الفلسطينيون بنا سوف نعترف بهم، وهم صدى لأفكار غيرهم.
الأخلاق لا تتجزأ. فهذا الازدهار الذي أصاب الغرب سببه وجود القيم، وعندما تقلّ يقلّ الازدهار.
خلقت بطبعي حساسة للظلم، كما أنّني حساسة تجاه الزّيف، لذا أقوم بالبحث عن مصادر البحث الذي يقدمه عظماؤنا من الكتاب على جميع منابر العالم، ومهما بذلت من جهد أخرج صفر اليدين.
لن يتغير المجتمع" السّوري" إلا بثورة جديدة تبدأ من مفهوم الأخلاق، وباعتبار أنّ الكتاب والسياسيين، والمليشيات، وكلها مجموعات إيرانية أسديه استطاعوا تدمير سورية من أجل بقاء النّظام، فلا بدّ من العمل على ثقافة جديدة تقتضي إسقاط المحللين السياسيين، الكتاب الثوريين، وكلّ من يثير نعرات الكراهية والعنصرية، فلا العربي أفضل من الكردي، ولا السّرياني أفضل من الآشوري، وعندما يتحدّث البعض عن الفكر العروبي الإسلامي مشيراً إلى عرقه الأعلى علينا اعتباره عنصرياً تماماً مثلما يتحدث احد العرب عن تلك المكونات بالسّوء.
تبنى الدكتاتورية على مفهوم الشعبوية، والقومية، ولا تحتاج لدكتاتور، فقد قتل اليهود في أوروبا دون توجيه من هتلر، كانت الثقافة الشعبوية تبيح قتلهم، والتعصب القومي يبرّر ذلك. سورية اليوم تشبه المانيا هتلر، والثقافة هي شعبوية قومية" عند جميع فئات الشعب السوري" وربما يوجد ضمن الفئة أشخاصاً لا ينتمون لتلك التيارات لكنهم لا يتجرؤون على البوح.
في نهاية المطاف. لو استطاع السّوري إلغاء كلمات النّفاق من القاموس مثل الرّائع، والقائد الملهم، والعظيم، ولو استطاع الحفاظ على علاقته مع أصدقائه من جميع المكونات دون إطلاق نار الحقد، أو نار السلاح. قد نكون بدأنا نضع يدنا على الجرح، لكن علينا أولاً أن نشبع، وأن نكتفي من الخبز، والدواء، ويكون لنا مكاناً نستطيع العيش فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل