الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وكردستانه... دولتان ام دولة ؟!

سلام صادق بلو

2017 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لقد بات من الواضح وبدون مواربة ان وجود السيد مسعود البرزاني سوف يكون كارثة على المواطنين الكرد، واعتقد ان اغلب المكاسب التي حصلوا عليها سابقا ام لاحقا سوف يفقدونها بسبب عنجهية السيد مسعود، وانا واحد من الناس الذين كنت متعاطفا مع الكرد، لكن الان لم اعد احتمل مطالبهم واستغلالهم لظروف العراق الحالية. ..والجميع يعلم ان دولة كردستان حلم الاكراد منذ زمن بعيد... ولسوء حظ العراق المنحوس وقع الاختيار على اكراده ليكونوا منطلقا لاكراد سوريا وايران وتركيا للملمة شتاتهم في دولة كردية خاصة بهم، وكانت حرب الاكراد بمساعدة اسرائيل وايران الطويلة مع العرب في شمال العراق كلفت كلا الطرفين خسائر فادحة بالعدة والعدد، ومن بعدها نالوا الحكم الذاتي المدمر للعراق اساسا والذي وهبه لهم صدام حسين بمساعدة اسرائيل وشاه ايران لاسكاتهم وليبقى هو في سدة الحكم مستمتعا بالسلطة التي يحبها حد قتل كل شعبه لاجلها... ومن ثم حاولوا ثانية في 1990 عندما ارادوا احتلال كركوك ففشلوا في حينها، ولكنهم الان استلموا السلطة واصبحوا يحكمون العراق وطبعا يحكمون اقليمهم ويقيمون لانفسهم دولة حلمها ان تكبر بضم جزء من ايران وجزء من تركيا وجزء من سوريا اليها , فيكون الاكراد العراقيين هم اساس بناء الدولة الكردية الحلم ، ولكن هل يمكن لحلمهم هذا ان يتحقق ؟
ايران طبعا لن ترضى باقتطاع جزء من دولتها لتهبه للاكراد الايرانيين لتصبح لهم دولة كبيرة ولا تركيا ترضى ولا سوريا طبعا، وعلى فرض ان كل ذلك حدث ورضيت كل من ايران وتركيا وسوريا باقتطاع اجزاء من اراضيها لتكوين كيان كردي يشبه الكيان الاسرائيلي من سيحكم ذلك الكيان عندها... هل سيكون كردي ايراني ام كردي عراقي ام كردي تركي ام سوري؟
الا تلاحضون ان حكام صهيون نجحوا في تنفيذ بروتوكولاتهم باحكام تشبه احكام تنفيذ اقامة دولة اسرائيل، وتابعوا المجهودات التي قام بها البرزاني والطالباني وقادتهم مع حكام صهيون للمساعدة في اقامة دولة الكرد ،اعتقد انها ستقوم وهذه هي البداية ,, واللي يعيش ياما يشوف... لكن هناك نقطة وهي ان الاكراد لاتجمعهم لغة واحدة ولا ثقافة واحدة، وربما لاتجمعهم سوى كلمة اكراد، فكيف يستطيع الاكراد ان يتوحدوا وهم لايملكون من المقومات غير كلمة اكراد ... ففي العراق ينقسم الاكراد قسمين قسم يتكلم سوراني وهم في السليمانية ويتبعون الرئيس جلال طالباني , اربيل ودهوك يتكلمون بهداني واللغتين مختلفين... وصحيح هم قاموا بتوحيد كردستان وحكومة واحدة نظريا لكن عمليا مازال شطري كردستان يخضعان بالتساوي للحزبين الكرديين ... واكراد العراق اغلبهم سنة مع اقلية شيعية مهملة... ولو ذهبنا الى تركيا نجد انهم علويون مع اقلية سنية، ونفس الشيء في ايران حيث ينقسم الاكراد الى سنة وشيعية مع لغات مختلفة، وبسبب القمع القومي الذي تم ممارسته من قبل الحكومات ضدهم فان القضية الطائفية نائمة تحت الرماد، وسوف لاتلبث ان تنهض لو حصل الاكراد على حقوقهم بانشاء دولتهم... وعليه انا اتوقع لو تم منح الاكراد حقوقهم واعطائهم دولة فانهم سوف يمرون بقتال داخلي فيما بينهم لمدة طويلة ولن تلوح في الافق بوادر نهايتها!!
صحيح ان الاكراد يملكون كردستان ويسخرون كل مافيها من اجل خدمة الكرد، لكنهم بنفس الوقت يحاولون ان يشاركوا ايضا بما بقي من العراق... وهم بالفعل دولة داخل دولة لها علمها وميزانيتها وحكومتها ويمنعون الحكومة المركزية من الدخول الى كردستان الا باذن مسبق، بينما العراق كله مسرح لهم ويذهبون اينما يحبون او يرغبون ..بل انهم يحاولون ان يفرضوا القومية الكردية على الجميع على التركماني والايزيدي والشبك... صراحة غير معقول مايقومون به... والكثير من العراقيين بدا بالتذمر... وبما ان حكومة كردستان العراق تؤسس لأستقلال كامل عن العراق لهذا فهي بحاجه الى منابع نفط كركوك.... حيث تتعامل حكومة كردستان مع حكومة بغداد بشان كركوك وكأن حكومة كردستان جارة للعراق وليست جزء منه، لا ادري لماذا كل هذا الاصرار على كركوك في وقت يشهد فيه العراق عدم استقرار وانفجارات بين فترة واخرى ... لقد كانت كتلة الأكراد محركاً رئيسيا في الأنتخابات البرلمانيه السابقه ..لأنها بتكتلها مع غيرها شكّلت ثقلاً اكبر من جميع التكتلات الأخرى... لذا فقد اصابها الغرور كثيراً وظَنَّ مسعود برزاني أن أمر الأستقلال يسير أذا ضمن كركوك... وقد فاوض الكيانات (العربيه) الموجوده على شراء أصواتهم لضم كركوك لأقليمه ولا أعتقد أنه قادر على الدفع للجميع... لذا ستبقى كركوك معلّقه الى اجلٍ آخر... وإقليم الشمال بعيد جداً عن مفهوم الفدراليه بل هو كونفدراليه حقيقيه... فلديهم حكومه ووزراء ومفاصل دوله كامله مستقله إلاّ من حصّتها من عائدات النفط وهي لا تخضع باي شكل من الأشكال لحكومة المركز... فأسلوب رئاسة إقليم كردستان في إدارة العلاقه مع الحكومه المركزيه أسلوب غير ملائم في ظروف العراق الحاليه... ويعتبر الكثير من الأكراد إن هذه السياسه( اي سياسة البرزاني) قصيرة النظر، وتقتصر على مسعود والذين يدورون في فلكه ... وأعتقد إن ما يشجع على هذه السياسه، هو الإستقرار الأمني الذي يشهده الإقليم، والإعمار الحثيث الذي يحدث فيه، بسبب سبق منطقة كردستان الخروج من تحت يد الديكتاتوريه قبل بقية أجزاء العراق ب 12 سنه، مما أدى الى تطور الحياة في الإقليم . (علماً إن المنطقه الكرديه عانت أيضاً من خلافات سياسيه بين الحزبين الرئيسيين وأدت الى معارك داميه بينهما)... ويبقى أيضاً أن تخرج بقية أجزاء العراق من حالة الفوضى، لكي تبدأ عمليات إعمار العراق، وعندما تتساوى كل مناطق العراق بوتيرة التقدم، حينها أعتقد ستحل الكثير من المشاكل وبضمنها العلاقه بين المركز والفدراليات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة