الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر مقبلة على سنوات عجاف؟

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



هذا ما فهمناه من خطاب الوزير الأول أحمد أويحي، أمام مجلس الوزراء خلال جلسات مناقشة مخطط عمل الحكومة، و قال أن مخطط عمل الحكومة خيارات إستراتيجية لمواجهة السنوات العجاف، و لعلها رؤيا رآها أويحي في المنام بأن الشعب الجزائري مقبل على سنوات عجاف، و لابد عليه أن يَشُدَّ الحزام، و أن يَدَّخِرَ "العُولة" لوقاية نفسه و أبنائه من الجوع، في شرحه للمعطيات المالية، و لم يفسر أويحي بقية الرؤيا، التي هي شبيهة برؤيا ملك مصر و التي أوّلها سيدنا يوسف عليه السلام، وفسر سيدنا يوسف الحلم بأن مصر ستمر بسنوات مجاعة تمتد سبع سنوات متتالية، و الكل يعرف بقية القصة طبعا، الملاحظ أن هناك وجه تشابه كبير في زمانهم آنذاك و زماننا هذا في ظل قلة الموارد من حيث تساقط الأمطار و قلة المياه، لاسيما و أن 16 ولاية جزائرية، تعاني اليوم من الجفاف و نقص المياه، و أن ولايات عديدة لم تحصل الموسم الفارط على"الصّابة" بسبب الجفاف، و بخاصة مناطق الغرب، و هذا باعتراف المسؤولين على قطاع الفلاحة.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ماهي الحلول التي يمكن أن تضعها الدولة لمواجهة السنوات العجاف، التي تحدث عنها الوزير الأول، و نحن نرى كيف تبذر الأموال هنا و هناك في مناسبات لا معنى لها و لا تخدم مصلحة الشعب، و الملايير التي تخصصها الدولة في المساعدات الإنسانية للدول التي تعيش الحروب، في وقت يعيش المواطن الجزائري في التقشف على مدار السنة، و المسؤولين و النواب في بحبوحة مالية، حيث وجدت الدولة نفسها عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب الذي أضحى يأكل من القمامة، لدرجة أنها تستورد القمح و غبرة الحليب من الخارج و من البلد الذي استعمر شعبها و اغتصب أرضها وعاث فيها فسادا ، مما أتاح لفرنسا أن تفرض سيطرتها، و إعطاء لنفسها حق إصدار قرارات سياسية تخص بلادنا.
والحقيقة أن الأزمة الاقتصادية في الجزائر ليس بالجديدة، و جذورها ممتدة إلى أيام حكم الدايات ، و لعل البعض ما زال يتذكر كيف و متى ظهرت المجاعة في الجزائر، أثناء حركة ابن الأحرش، و أزمة الخبز التي أدت في 1988 إلى ثورة دموية، و كما يقول الخبراء الاقتصاديون فالدولة التي تعيش على مادة تنتجها ولا تتحكم في سعرها ( البترول) هي دولة مهددة بالمجاعة، إذا قلنا أن الجزائر ما تزال بعيدة عن مجال التصنيع، فلا نقول عن تركيب السيارات مثلا صناعة، لأن صناعة سيارة تدخل في باب الاختراع و الابتكار، و الجزائر ما تزال تفتقر إلى "كوادر" ليس في مجال التصنيع فقط بل في مجالات أخرى مثل بناء المتاحف، و صيانة الجسور، و مشاريع أخرى.
وعلى ما يبدوا أن الخروج من الأزمة مرهون بإعطاء قطاع الفلاحة و قطاع الصناعة حقهما، و إعادة النظر في العقار الفلاحي و العقار الصناعي الذي نُهِبَ ، و تفعيل دور "مجلس المحاسبة" من أجل القضاء على الفساد، و محاسبة الناهبين لأموال الشعب، ثم أخيرا التفكير في ما بعد المحروقات، بعد انخفاض سعر البترول و انعكاساته على الاقتصاد الوطني، أي البحث عن مصادر الطاقة الكافية بقطاعي الصناعة و الزراعة في البلاد و بناء جزائر مصنعة و منتجة و قوية ، ما يمكن قوله أن النقطة التي تلفت انتباه المختصين في المالية هي أن الجزائر اقتنعت بضرورة محاربة الرّبا، من خلال العودة إلى المصارف الإسلامية في قانون المالية لسنة 2018 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا