الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تُنتهك الحريات في العراق ؟

سعيد العراقي

2017 / 9 / 24
حقوق الانسان


لماذا تُنتهك الحريات في العراق ؟
من الملفت للنظر أن جميع العهود و المواثيق الدولية نصت على فسح المجال أمام الشعوب أن تخرج من صمتها لتعبر عن مأساتها وما تمر به من انعدام الخدمات و غياب الحلول الناجحة الكفيلة بتوفير سبل الحياة الكريمة وهذا سببه الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وهو طبعاً نتيجة الفشل و التدهور الكبير و التخبط السياسي الذي تعيشه جل القيادات السياسية بشتى مسمياتها مما يجعل الجماهير تطرق أبواب وسائل التعبير عن مدى امتعاضها و خيبة أملها من تلك السياسات الفاشلة علها تخرج من سباتها و تكف جرائمها البشعة و تسمع صوت الجماهير الغاضبة و لكن وكما يُقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فمع وجود تلك القيادات الفاسدة و تحكمها بمقدرات البلاد و درايتها الكاملة بأنه يشكل جبلاً من الخيارات ذات الموارد المتعددة تجعلها تواجه الملايين الغاضبة برد عنيف وغير متوقع و تنتهج أساليب ألبستها ثوب القمع و التعسفية و الإجرامية و الوحشية فضربت بها كل المعايير دولية و الإنسانية عرض الحائط من خلال قمع التظاهرات السلمية التي خرجت للمطالبة بأبسط الحقوق و الواجبات الملقاة على عاتق الحكومات التي وصلت إلى كرسي الحكم على أكتاف الفقراء و الأبرياء من أرامل و أيتام ولم تكتفي بذلك بل أن تلك الحكومات لجأت إلى سياسة تكميم الأفواه من خلال تضيق الخناق على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ممارسة الاعتقالات الإرهابية و الممارسات اللاأخلاقية ودون أي مسوغ قانوني فضلاً عن ملاحقة المدونين و اعتقالات بالجملة للناشطين المدنيين و الصحفيين المستقلين و المصوريين و مصادرة أدوات عملهم ودون سابق إنذار وقد تعدى ألامر إلى أكثر من ذلك فقد تعرض الكثير من الكُتاب و الإعلاميين إلى الطرد من أعمالهم و عدم مزاولة مهنتهم الشريفة أو إلى عمليات خطف و التي قد تنتهي بالقتل و الفاعل طبعاً مليشيات الجهات السياسية المتنفذة في الدولة وهذا كله غيض من فيض فرغم كل الاتفاقيات و البرتوكولات التي وقعتها حكومات العراق مع المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب و إطلاق العنان للحرية عن التعبير نراها حكومات نفاق سياسي و عصبة عمليات جرائم منظمة و قادة مليشيات إرهابية تعمل كخفافيش الظلام تقدم مصالحها الفئوية على مصالح الشعب المضطهد فلماذا إذاً تنتهك الحريات و تضرب بيد من حديد ؟ فحكومة العراق تعلم أنها هي مَنْ أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن من فساد و إفساد أطاح بكل مقومات الحياة و جعلت من الشعب مشرداً بين نازح و مهاجر يستجدي عطف بلدان الغربة وبعد كل هذه المصائب و الويلات تأتي حكومات العراق الفاسدة لتضع القيود و القوانين الصارمة على حرية التعبير و تكمم الأفواه و مصادرة الحريات كي لا يعلم الشعب حجم الصفقات المشبوهة التي تعقد و داخل أروقة السياسيين
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة