الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهانات الحزب اليساري الكبير اليسار اللبرالي اتجاهات أيضا

بشير الحامدي

2017 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


رهانات الحزب اليساري الكبير ـ اليسار اللبرالي اتجاهات أيضا

ـــــــــــــــــــــ
مكمن ضعف ما يسمى باليسار أنه لم يقدر على الاستقلال عن المشروع اللبرالي المعادي لمسار 17 ديسمبر والمسمّى مشروع الانتقال الديمقراطي. نقطة اللاعودة كانت انخراط الجبهة الشعبية بالكامل في إسقاط حكومة الترويكا لصالح التجمع العائد في ثوب نداء تونس وعدم قدرتها على تمثل مهام التغيير الجذري لحظتها والتي كانت تستدعي رفع شعار لا نهضة لا نداء والارتباط بالحركة الجماهيرية ودفعها لتستقل تنظيميا وسياسيا عن البيروقراطيات الممثلة لمختلف أجنحة العصابة المنقلبة على المسار الثوري. عجز الجبهة هذا هو التي أنتج فقدانها لمصداقيتها في صفوف الجماهير كما راكم كل عوامل أزمتها الداخلية التي تعمقت في الأشهر الأخيرة والتي صارت تهدد بانهيارها الكلي بعد دعوة عبيد البريكي لتأسيس حزب يساري كبير.
دعوة عبيد البريكي إلى تأسيس حزب يساري كبير تعبير على أن اليسار اللبرالي يسارات واتجاهات أيضا مثله مثل اليمين اللبرالي بشقيه الحداثي والديني . لم تكن الجبهة الشعبية ومنذ تأسيسها كيانا يوحي بأنه يمكن أن يكون منسجما سياسيا وتنظيميا نظرا لعديد الاختلافات التنظيمية والسياسية الكامنة في تركيبتها وقد برزت هذه الاختلافات إلى السطح في عديد المحطات إلا أنه كان يقع التغطية عليها دون حلها وتجاوزها.
عبيد البريكي كيساري لبرالي قريب من الجبهة وكنقابي بيروقراطي قديم فهم أن لا إمكانية لدفع الجبهة من الداخل أي لا إمكانية حقيقية في ظل العطالة التي عليها الجبهة في تحويلها إلى قوة سياسية ثالثة فاعلة في الساحة السياسية فبادر بالدعوة إلى تأسيس الحزب اليساري الكبير والذي هو مبادرة كان رفعها سابقا شكري بلعيد قبل استشهاده في نطاق طرحه للجمهورية الديمقراطية الاجتماعية التي يتحالف فيها اليسار مع البرجوازية المحلية الحداثية.
رهانات عبيد البريكي رهانات واقعية من وجهة نظره وهي الأقرب لتجسيم فكرة شكري بلعيد فهو [عبيد البريكي ] يراهن على أن يكون حزبه هو المعبر عن اليسار اللبرالي المنسجم مع أطروحاته و هو المعني بالتحالف مع نداء تونس عوض النهضة بما أن العدو الرئيسي بالنسبة له هو النهضة وهو يخطط للتحول إلى قوة سياسية يمكن أن تكون بديلا للنهضة في التحالف الحكومي بعد انتخابات 2019 .
أطروحة القوة السياسية الثالثة هي التي حركت عبيد البريكي والتي رأى أنها يمكن أن تستميل شقا كبيرا من حزب الوطد الموحد و طيفا واسعا من النقابيين في الاتحاد العام التونسي للشغل وفي الجمعيات إضافة إلى عديد الشخصيات اليسارية اللبرالية غير المنتظمة أو التي ستستقيل من أحزابها اللبرالية وتلتحق به.
قد لا تعرف مبادرة عبيد نجاحا في بدايتها ولكنها على المدى المتوسط يمكن أن تسحب البساط من الجبهة الشعبية حين يلتحق بها جزء من حزب الوطد الموحد أو كله لكن رهانات عبيد أكبر من ذلك فهو يراهن على استمالة وجذب كتلة كبيرة من منتسبي الاتحاد العام التونسي للشغل قواعد وهياكل وسطى خصوصا.
...
حزب عبيد سيكون إثباتا جديدا على أن التغيير الجذري لا تصنعه الأحزاب بل إنه مهمة الجماهير المطروح عليها معارضة التحزب بالاستقلال التنظيمي والسياسي عن النظام .
ـــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
25 سبتمبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل