الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يترنح مثقلا بالنعاس!..

يعقوب زامل الربيعي

2017 / 9 / 29
الادب والفن


قصة قصيرة
.........
خشيَّ أن يلوث بدمِ أصبعيه، ستيان زوجته أو قميص نومها المرميان على الاريكة، حيث يجلسان أمام التلفزيون بعد كل جولة حب، وحيث غالبا ما كانا، يدخنان بنعومة.
برفق أرخى جسده مستندا على ظهر ومسند الاريكة، وكان ما يزال يضغط بإبهام يده على مكان الجرح الذي أحدثه شوك أحدى باقة الورود في أصبعيّ يده الأخرى وهو يصففها في الآنية البلورية الزرقاء.
شعر بأنه يستطيع الآن، أن يبقي عينيه مغمضتين، وأن يفكر بأي شيء، وحتى قد يستطيع أن يدندن، دون أن يحدث ما يفسد على زوجته النائمة حلمها القشيب بعد المضاجعة.
الهدوء في الليل يريد من المتألق بالحب الخفيّ، أن يمشي على أطراف اصابعه.. ليتسلل كما العطر إلى غرفة من يحب، وأن يُبقي فقط على ضوء قنديل وعينيّ حلم يثق بهما، شهودا على حوار جسديهما.
إن كنت تريد من الأقدار الممتعة أن تحتفل معك بشعائر رمز الخليقة والمطر، أجعل يديك طيعتين كما جناحين ، يذهبان معك حيث قطعان تنتج الصوف والوبر الناعم، والى مجذاف يخف طرباً تحت يديك لمكان ماء دافق من بين صخور يشكل ثروة المراكب، ومعك حبك يحيط بك كما افياء اشجار سحرية.
غالبا ما نكون وديعين، حينما نربت على يد جارٍ لنا في الحافلة أو في مقهى. وقد نهمس بكلمات قصيرة دون أن نعيها على غرار ما نشعر بأهمية أن نقولها.
تململ قليلاً، حاول أن يقوم بحركة واضحة وعالية قليلاً لتصحو زوجته. منذُ أكثر من ساعة وهو يفكر في اشياء لا علاقة لها بهذه الخدش البسيط الذي للآن كان يضغط عليه، مع أنه قد ألتأم تماما.
أخذ وردة حمراء من تلك الآنية البلورية الزرقاء، وضعها في فسحة الدفء التي مسدها بحنان زائد، وكأنه يفسح مجالا لزوجته التي قد تستيقظ في أية لحظة، ومن المؤكد أنه سيحضنها بيديه مقرباً صدرها لصدره، وأنفاسها لحضن وجهه. وسيُقّبلها من فمها وخديها على نحو رقيق. كل ذلك سيجعله بصورة مختلفة تماماً، عما يحصل بينهما أحيانا في بعض المرات. وكان لابد أن يضيف لكلمات الغزل والمداعبة العاطفية كلمات اعتذار وثمة حبات أسف لما حصل بينهما قبل أن يأويا لسريرهما. فكما في كل مرة يصلان لتلاشي بعض اللوّن، يتوشحان، بعد وقت قصير، بما يشيع بينهما، وقت يلفهما تألق العقيق. فتنضج فيهما ألوان وتستمد عافيتها من طراوة حب ثمين يصنع صورته من أجزاء سعيدة لمغريات الحب: التنفس ..وشيء من وهج النظر.. والملامسة.. وانسياب الاطراف، حينها تذوب صلابة الجليد.
مسح جسدها المستلقي بين ذراعي النوم، بعينين شغوفتين بالعشق. ها هي الحقول ترتج بالحماسة الأشد من تدفق شلال ومن لهب مضطرب.
تردد صوت. وجفل الوله. واستبدت به رغبة . وخوفا من أن لا تشكل أصابعه تدابير الملائمة، قَرَّبّ قمر أمكنته الواطئة صعودا لملامسة الربوة الريشية المغطاة بعريّ العتمة.
كان لابد أن يكون لملامسته شكل العنقود ذو التكوين الرسوبي. وكان بعض صورة لمدينة إلهة الجوار العشبي، برتاجها الحراري المهيأ للطيران، يهس كما الأثير، تحت هشاشة أصابعه.
في تلك اللحظة كاد يصفع الارض كلها، وهو يحتوي بين أصابعه الخافتة، بقايا لهب منطفئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم