الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


The Coat

مروة التجاني

2017 / 9 / 29
الادب والفن


يصور باستر كيتون الغير معقول في فيلم " المعطف - 1921م " بما في ذلك هيئة الأنسان الخارجية فلا تمييز بين الأصل والنسخ الكثيرة وكأن انسان القرن العشرين تحول لكتلة خارجية دون مشاعر ، يقف مع غيره من البشر دون أن يتميز عن أفراد القطيع نظراً لتحكم المدينة وقوانينها فيه ، لا يسمح له أن يلتحم ببناء المدن فيسير مجرداً من الطبيعة الأنسانية . برغم أن بدايات أفلام كيتون تبدو هادئة إلا إنها صادمة في ذات الوقت فهو يخاطب العقول الراقية قبل أن يقودك إلى بقية الأحداث و يشرح لك في المشاهد الأولى طبيعة المكان الذي تجري فيه الأحداث .


في هذا الفيلم بالتحديد يناقش كيتون موضوع العبث بشكل ساحر وحيث أن اللامعقول يملاء المدينة فأنه يتورط دون سبب مع شرطي واحد ، بالتأكيد سيحاول كيتون الهرب لكنه سيكتشف أن المدينة هي الشرطة ، حيثما ذهب و إلى أي مكان هرب سيجد شرطي ما يلاحقه ، فجأة يختفي البشر من المدينة فلا يتابعون أمر الملاحقة العلنية وهي الصورة المرسومة لهم في المشهد الأول " كائنات مستنسخة " . تطارد الشرطة كيتون دون سبب سوى إنه أراد أن يبحث عن الحظ وقليل من المال .



تتكرر مشاهد القطارات والآله في كثير من أفلام كيتون ولا يمكن أن نتحدث عنه دون أن نحسب له اهتمامه بالتكلفة العالية في ذلك الوقت . في أحد القطارات يرحل إلى مدينة جديدة هرباً من هذا العبث ليفاجأ بصوره منتشرة في جميع الوسائط ويبدأ بالشك في ذاته .. يتسائل هل قتلت أحدهم ؟ هل تغير مظهري ؟ في المدينة الجديدة يهرب منه الكل فلا يشعر مع ذلك إنه مجرم خطير أو منبوذ ، بل العكس يقلب كيتون الصورة ويبدأ هو بالهرب من البشر .



يمكننا القول أن الشرطة في هذا الفيلم نجحت في قتله وهو على قيد الحياة حين دفعه الهرب المتواصل ذات مرة إلى ادعاء الموت ومحاولة تغيير مظهره وخجله من صورته وهو يقف خلف قضبان حديد ، ورغم أن صورة كيتون المنتشرة في المدينة هي الكذبة الحقيقية والنسخة الأكيدة إلا أنها تحولت للتأكيد الواجب وصدقها الجميع . يكشف كيتون زيف المدينة والأعلام والطبيعة الأنسانية ويعريها في قالب كوميدي .



يطرح هذا الفيلم سؤال ماذا ستفعل إذا جلست يوماً أمام جلادك ومن يريد قتلك ؟ ويوضح كيف تحولت المنازل والشوارع إلى سجون كبيرة حيث الفرق الوحيد هو الأزياء الرسمية . يعيش كيتون في هذا الفيلم قصة هروب متواصل حتى داخل الغرفة الواحدة ولا يعني دمار منزل واحد أن القصة الكبرى التي طرحها الفيلم انتهت بل سيعيد احداثها في مكان آخر .


رابط الفيلم للعقول الحرة :

https://www.youtube.com/watch?v=q06pdBWMKNg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث