الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء الكردستاني :

فلورنس غزلان

2017 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم أكتب عن استفتاء " كردستان العراق"، انتظرت لأقرأ ردود الأفعال..مع أو ضد...مَن يؤمن بحق الشعوب لابد وأن يؤمن بحق الكرد في تقرير مصيرهم، إن جاء الوقت المناسب ــ كما يدعي أصحاب الرأي المعارض أم لا ــ فهي قبل كل شيء إرادة شعب تشرذم وتوزع على بلدان ثلاثة ، وجاء الوقت ...وقته هو ..ليقول بأكثرية ساحقة :" نعم " للاستقلال، لاشك أن إعلانه الانفصال عن العراق فيه الكثير من المخاطرة...لأنه بدأ يواجه حصارا اقتصادياً وسياسيا، ومن يدري إن خرج العقل الأردوغاني والروحاني عن طوره وخشيته من انتشار هشيم العدوان لعقر داره ، فربما يتفقا على شن غاراتهما الحقدية على دولة كردستان الحديثة جدا...لكني أرى أن هذا الشعب يعلم جيداً أنه يجازف وعليه أن يتحمل هذه المجازفة مع كل مايلحق بها من مخاطر، فكون العراق غارقاً حتى أذنيه بحرب دامية ضد داعش، وليس لديه أي إمكانية عسكرية ليرسل جنوده إلى مكان آخر ..فهي فرصة لكردستان، دون أن ننسى أن البيشميركة الكردية تشارك الجنود العراقيين حربهم ضد داعش!، وخطر داعش على كردستان لازال قائما، وهذه نقطة ضعف أولى تواجه هذا الاستقلال..والنقطة الأهم والأصعب هي وضع كردستان الداخلي اقتصادياً وسياسياً ، وبإعتقادي أن اختيار السيد البرزاني لهذه الخطوة وفي هذا الوقت هو نوع من أنواع التغطية على الوضع الاقتصادي المتدهور...والذي سيتدهور أكثر بفعل الحصار " الإيراني ـ العراقي ـ التركي وبعض الدول العربية كذلك.
وما نخشاه ويخشاه الشعب الكردي كذلك ...وبعد أن تمر فرحته ونشوته بالاستقلال، سيلتفت إلى حريته داخل دولته ، كما سيبدأ بالنظر إلى همه الاقتصادي ووفرة مايحتاجه ..خاصة بعد أن حوصِر وحُرم من منفذ بيعه لنفطه سواء من تركيا أو بغداد أو إيران...ناهيك عن موقعه الجغرافي المرتبط حُكما بهذه الدول ، وعن انعدام المنافذ البحرية أمامه وانغلاق الأجواء أمام طيرانه...
حريته مع المحسوبيات الوافرة والصاعدة لرجال البرزاني وعلى رأسهم دور ابنه الملحوظ والنافذ رغم عدم تسلمه لسلطة سياسية معينة ــ يشير إلى استنساخ النظام لأنظمة محيطه العربية...وهذا لايبشر بنقلة معنوية تسمح للشعب بتحمل شظف العيش من أجل الاستقلال إن لم يقترن بحرية الفرد والمجتمع وقانون متطور وديموقراطي يدفع باتجاه الصعود والنجاح...وقد لاينسى الفرد منا ماحدث لبعض الدول التي اختارت الاستقلال والانفصال عن الدولة الأم ...كما حدث للسودان الجنوبي وغرقه في حرب أهلية وصراع دموي على السلطة ..أخذ حتى اللحظة دولة السودان الجنوبي إلى هاوية لم تستقر بعد.
إن اعتمد السيد البرزاني على الموقف الأمريكي المؤيد لقراره ، كما الموقف الروسي الصامت نوعا ما والمنتظر ليدرس ما سيكسبه خاصة في سوريا وعلاقته مع تركيا وايران تتوقف على تبادل المصالح والنفوذ..يعطي بيد ويأخذ أكثر بالأخرى...فربما يأتيه الفرج من هذين الطرفين ، حينها تبدأ المساومات
والتنازلات ...
السؤال الآن : ماذا سيفعل البرزاني؟ ...يسعى للحوار مع بغداد وبغداد تصم أذنيها وتملي شروطها التعجيزية كي ترتضي الحوار..أعتقد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت ...وآمل لكردستان أن تمتلك حريتها واستقلالها...وألا تقع في مطبات أنظمة المنطقة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم