الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيتحول اقليم كردستان الى جنوب سودان اخر؟؟

الاء السعودي

2017 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



منذ عدة ايام اصبحت جل اهتماماتي السياسية تدور حول القضية الكردية والاستفتاء الذي سيقوم على اثره الاكراد بتقرير مصيرهم ككيان وحكم ذاتي ودولة ايضا، وبعد ان تابعت وشاهدت العديد من وجهات النظر لكبار المحللين السياسيين العرب من بينهم بالطبع استاذ عبدالباري عطوان، خصوصا ان استفتاء الاقليم اصبح يحظى باهتمام إقليمي وعالمي على كافة الاصعدة السياسية والشعبية، تيقنت حقا ان الاستفتاء لم يتم بقرار من الاكراد أنفسهم بل هو لعبة سياسية قذرة تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل لغرض تمزيق الشرق كما اوضح استاذ عبدالباري عطوان في لقائه الاسبوعي الاخير، وبعد ان رأت فشلها في الاطاحة بنظام الرئيس الاسد، رأت اسرائيل في نفسها منظر المتسول بألحان الجيتار، يمضي ساعات طويلة بالعزف وتأليف الالحان لتكون النتيجة بالنهاية هي مجرد "بقشيش" لا يمكنه حتى من شراء الخبز!! فاستخدمت الاكراد ورقة لعب في وجه ايران وتركيا، فالمنتصر غير أريحي على ما هي عادة المنتصرين، ولا يريد للمهزومين غير هزيمتهم!! والمنتصر يبدو مستعجلاً، فما أن ينهي معركة صغيرة حتى يطوبها فتحاً، هو مبدئياً لا يحتاج إلى ذلك، لكنه يفعله!!
الكثير من ردود الفعل على الساحة السياسية ابدت اعتراضها وعدم تأييدها لهذا الاستفتاء تأييدا لوحدة العراق، يشار الى أن الطرف الكردي رفض التراجع عن إجراء الاستفتاء على رغم المناشدات والطلبات والتهديدات والعروض بما فيها "البدائل" التي كان آخرها وأبرزها ذلك الذي قدمه وفد أممي برئاسة المبعوث الأميركي المنسق لعمليات المواجهة ضد تنظيم الدولة الاسلامية بريت ماكغورك، والكثير ايضا غير ذلك تضيق اسطري هنا بالحديث عنها ولكن جميعها لم تجد أذناً صاغية من الطرف الكردي الذي تمسك بموقفه بالمطالبة بالانفصال على دولة لطالما كرمتهم ومنحتهم المناصب وجزء من الميزانية وسمحت لهم باقامة "دولة" في دولتهم ومنحتهم حكما ذاتيا بل وحتى لم تعارض ان يرفع علمهم على اراضي العراق!! ولكن للاسف يبدو ان الوضع في العراق لا يزال هشا واثار الحرب لا تزال تمتد بجذورها حتى احدثت شرخ بعلاقة الاكراد مع العراق، كما ان القضية حساسة للغاية ونتائجها حتى صعب ان يتحملها الاكراد اذا تم واقروا الانفصال. هذه المحاولات اتفقت على رفض الاستفتاء، معتبرة أن إجراءه ليس في وقته، لأن المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لاتزال مستمرة ولم تنته بعد، الأمر الذي يستدعي تركيز كل الجهود على هذه المعركة، ومن نافل القول أن الكثير من تلك المساعي خيبت الطرف الكردي واعتبرت أنها شجعت بغداد، حكومة وأحزاباً وبرلماناً وقضاءً على تصعيد موقفها العدائي حيال الاكراد، وإطلاق التهديدات التي وصلت الى حد التلويح باستخدام القوة ضده وحتى تحريض تركيا وإيران على ذلك، المحادثات مع ماكغورك لم تنجح لأن "البديل" الذي قدمه لم يكن مقنعا بما فيه الكفاية!! ولم يكن عمليا كذلك، بل هو تكرار بصيغ مختلفة لاقتراحات أبلغها إلى الطرف الكردي قبل شهور منصرمة مفادها يتمحور على أنه تؤجل أربيل الاستفتاء لاجل غير مسمى في مقابل أن تسهل واشنطن والأمم المتحدة إجراء مفاوضات مع بغداد من دون أي جدول أعمال وضمانات تتعهد بها الولايات المتحدة، الأمر الذي اعتبرته أربيل لا فائدة منه ومجرد خطابات مكررة بكلمات مرادفة مضمونها واحد هو رفض استفتاء الاقليم وتحجيم لطموح الاكراد والتطويق على مستقبلهم كشعب لطالما عانى من نازية بعض القوى والنظم، لا احد ينكر ان تركيا مثلا لاتزال تضطهدهم إلى الآن وتخوض حرباً ضدهم، وخلال سنين طويلة منصرمة، تم حرمانهم من التعليم بلغتهم بحجة "سياسة التتريك" ومحاولة فرض السيادة التركية، وفي العراق ايضا خلال القرن العشرين، حصل الأمر ذاته من حيث استعدائهم وخوض حرب ضدهم بحجة "التعريب" و "فرض السيادة"، أما إيران فلم تشذّ عن هذه القاعدة، فجعلتهم ضحاياها، وهجرتهم ونكلت بهم، في كل الدول المذكورة تمّ تهميشهم تماماً وإقصاؤهم واعتبارهم أعداء أو مجموعة مشتبه بها دائماً!! ما إن يتمّ تقريبها أو تحسين العلاقات معها حتى تنكفئ المعاملة وينعكس اتجاهها، بمعنى أن الدولة القومية في الإقليم لم تنصف هذا الشعب ولم تعامل طموحاته وتطلعه إلى كرامة قومية ضمن الدولة من خلال صيغة سيادية تمنحه الأمان والحريات والتطور الطبيعي!! ولكن راي كهذا هو مغلوط ومردود، فالعراق منحهم صلاحيات لم يكونوا ليحلموا بها اصلا!! كيف يكافئ العراق بذلك؟ لما هذا الانكار للجميل بالصورة الغير منطقية واللامقبولة هذه؟! ماذا حصل جنوب السودان بعد انفصاله؟ هل منحته الولايات المتحدة ما قد وعدته بتعويضه في حال حدوث الانفصال الذي قد اتم بالفعل؟ بلد خامل وشعب لا يزال يعاني البعض منه هذا ان لم يكن العديد منهم من المجاعة ولا يزال شبح الكوليرا يهدد العديد منهم؟ هل منحتهم الولايات المتحدة الماء والغذاء؟! الشكر لمنظمة الغوث او الانوروا لجهودها المتصنعة احيانا في سبيل منح كسرة الخبز للجائعين في جنوب السودان، لا احد كعربي ترقص بداخله حمى الانتماء يؤيد تطلع الاكراد الى اقامة وطن مستقل على ارض العراق والتقليص منه ككيان ودولة عربية تحت حجة "حق الشعوب في تقرير مصيرها"، هذا على رغم معرفتنا بما طرأ على مفهوم حق تقرير المصير في القانون الدولي والعلوم السياسية في ضوء تجربة شعوب العالم منذ فترة ما بين الحرب العالميتين إلى الآن!! صحيح أن هذا الحق يمكن أن يتجسّد في كيان سيادي اقل ربما منه بدولة ضمن ظل الحكم الذاتي المتطور والممتد الجذور والعميق بالمضمون أو ضمن فيديرالية أو نظام الكانتونات كسويسرا أو غيرها من الأشكال كدولة ثنائية أو متعددة القوميات، لكن الدولة الإقليمية في مناطق كردستان لم تُفلح في أقلّ من هذا!! وهي نفسها تفككت أو سالت عبـر الحدود وتمددت، الأمر الذي لا يترك للأكراد أي فُرصة حتى لضمان كيانهم وثقافتهم كشعب وجماعة ممتدة في عمق التاريخ والحيز الجغرافي، بل اجد نفسي كشخص عربي استمد الشعور بالأمل إذا ما استطاع العراق تخييب امال الاعداء الذين جل اهتماماتهم تدور حول تفكيك وتمزيق كل ما هو له علاقة بالمورثات العربية باختلاف انواعها وتصنيفاتها اولها اسرائيل التي أعلنت ترحيبها بقيام دولة كردية مستقلة، لأسباب تخصها.
نحن لا نريد تقسيم العراق الذي حوى الكثير من المعتقدات باختلافها وتقبل التنوع ووحد الجميع تحت راية الدولة الواحدة، لا احد يريد اعادة رسم الحدود التي تمتد من الفاو الى البصرة بالدم من جديد، واعادة رسم التوزيع الديموغرافي للعراق من جديد ايضا، ليس من السهل التجاوز وان يحظى الاكراد بمناطق متنازع عليها من الاساس لاقليات وجودها اصبح مهددا!! يعني ليس من السهولة ان يتجاوز الاكراد بقضيتهم عن حقوق الايزيديين بالعراق!! ليس من السهل التغاضي عن حقوق المسيحيين والشبك وشيعة العراق ايضا!!لهذا السبب نرى مقاومة كبيرة جداً للاستفتاء الذي من شأنه أن يسند حق تقرير المصير إلى أرضية صلبة من الشرعية الشعبية، ومن شانه ان يشعل حربا امريكية اخرى!! وتنقسم الاعتراضات، النظرية إلى الآن الى فئتين، فئة أساسية وفئة فرعية، أما الاعتراض الأساسي فهو ينطلق من مزيج من الإيديولوجيا والمصالح القومية، ليرفض فكرة استقلال الإقليم "أو حق الكرد في تقرير مصيرهم" رفضا مبدئيا قاطعا!! هذا هو موقف حكومات الدول الإقليمية الأربع، إيران والعراق وتركيا وسوريا ايضا.. يدعمه رأي عام مجتمعي متفاوت التشدد والشمول!! من المؤسف جدا ان يصل الامر الى هذه المرحلة، ويجب ان يفهم العراقيون خاصة والعرب عامة ان عرقلة مساعي الولايات والمتحدة واسرائيل في المنطقة يمثل المفتاح الذي من شانه ان يفتح باباً جديدا للحوار بين العرب والاكراد، ويجب ان نتمنع بمقولة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق والذي قاد بريطانيا الى نصر عظيم خلال الحرب العالمية الثانية انه "مستعد للتحالف مع الشيطان في مواجهة هتلر والنازية"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة