الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة الشيوعي لحرية العالم من تناقض بنى التدين والدولة

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2017 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



التدين طور قديم من أطوار نمو العقل و المعرفة، وكانت مزيته في ادعاءه معرفة أصل الحياة وحِكمة المجتمعات ونهايتها وزاد عن حده بادعاء معرفة الطريقة المثال للمعيشة والحياة اليومية والحياة الإستراتيجية التي تقود إلى الجنة و أظهر موجهات أخلاق اجتماعية جميلة سوى انها تناقضت بين فرديتها واجتماعيتها وانسانيتها وثقافتها وسياسيتها، فصار حال الدول الدينية اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية إمبراطوريات للجهل والظلم والحروب باسم القراءة والعدل والرحمة!

من هذا التاريخ فان فساد الاسلاميين الحلضر لا ينفصل عن الفساد البنيوي في التاريخ الإسلامي من حيث التقديس ومن حيث الانفراد ومن حيث التفكير ومن حيث الممارسة، لذا ليس غريباً مع الاستغناء عن الفلسفة والتاريخ ومحاربتهم الفكر الشيوعي والبعد التام عن التفكير الجدلي والالتزام بالتفكير الديني الصوري أن لايستطيعوا تجنب حتى الأخطاء المعروفة والمألوفة في عالم الدول وإدارة النظم أو في عدم إدارتها.

وهو فشل بنيوي من فشل ادارة الامبراطورية إلى فشل إدارة الدولة إلى فشل ادارة الإقليم الى فشل ادارة المدينة إلى فشل إدارة القرية، وفي كل مجال في الاقتصاد (فشل في الزراعة، وفي الصناعة، وفي خدمة حقوق الانسان والمجتمع في التعليم والصحة والسكن وفي الحريات، وفشل في التمويل المقسط لاحتياجات المجتمع) كذلك فشل التدين في كل وجوه السياسة سوى الكذب وكذا فشل التدين في تشكيل ثقافة مفيدة لتطور إجتماعي متناسق وفي بناء الإجتماع التعاوني و الإشتراكي والإنساني للرجال والنساء، وللمدر والحضر، وللانتاج والتوزيع، وللضبط والحرية، الخ، وحدث بلاحرج عن فشل التدين في المناطق الذهنية والوجدانية للجماليات وجدلها في مجالات الفن والتفكير الإجتماعي والإنساني مع الهندسة الإبداعية للكينونات والحدائق الارتقائية.

قصدي أن أزمة التدين والفكر الديني عامةً لاتنحصر في الجانب السياسي ولا في اختلاف فهم الافراد لطبيعة الدين أو لطبيعة السياسة وكذا لا تنتهي أزمة التدين الفردي أو السياسي في إسلاميي اليوم أو في إسلاميي الماضي لأن الأزمة عناصر وعلاقات وبنى متداخلة ونامية، لكن أساس لأزمة التدين وتحققها وتكررها عبر آلاف سنوات الممارسة مرتبط بنمط التفكير والمعرفة الذي شكل في اتون مراحل الخروج من طبيعة مشاعات التيه و الوقوع في سراب الإستعباد والإقطاع كنظم معيشة تدفع الانسان التعامل معها بشكل مولد لـ"التقديس" والتفكير في التنظيم العام والداخلي للأمور بصور تحيل إلى "الميتافيزيقيا" وما وراء الطبيعة والتفكير الغيبي والتغييبي، الغبي عن معرفة عناصر وتفاعلات الحياة، وتفاعل كل ذاك الضيق والجهل وما فيه من أماني وخيالات لينبت الطور التالي لعقلانية إلتقاط المعاني (=الصوفية) وسبكها الفهم عبر ازواج المفردات إلى ظاهر وباطن وقريب وبعيد، ومادة وشعور، إلخ ومن ثم تشكل حالات التدين الصغرى ثم ظهور الديانات الكبرى ودولها الإمبراطورية.

فأزمة التدين ليست في مظهره السياسي الحاضر بل في بنيته ومضمون معلوماته الشتات والمتناقض، ويشمل هذا الضعف التاريخي البنيوي حتى تصور عبادة المال بديلاً لعبادة الأديان المعروفة.

علة التفكير الدينية ليست في تناقضات شكله بل في تناقض أسلوب التفكير الخطي الأحادي و التجزيئي الذي ولده. وكما هو معروف فان أي تعديل جذري لجهة التناسق بين الفردي والاجتماعي والانساني وبين الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي وبين التاريخ والواقع والمستقبل في أي من عناصر أو علاقات أو بنى التدين، تجعله كياناً موضوعياً فعالاً، وهي مهمة تحتاج من الحادبين على (نقاء الدين) سواء كان فرداً أو جماعة أو مجتمع، والحادبين على (نقاء الدولة) أن ينتبهوا إلى إمكانات تخديم الفكر الشيوعي في تحرير الدين والتدين من تناقضات المجتمع ومن تناقضات الدولة، إلخ ومن تناقضات أساليب واتجاهات التفكير والمعرفة.

مع النسبية

المنصور جعفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي