الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعراف... بين الزرادشتية والاسلام

داود السلمان

2017 / 10 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاعراف: هي منطقة تقع وسط، بين الجنة وبين النار بحسب القرآن، تجتمع فيها أرواح الاموات من الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فينظرون فيها طوابير بانتظار صدور الاحكام اما للجنة واما للنار. وهي أشبه بمنطقة للتوقيف بحسب المصطلحات القانونية ينتظر فيها المتهم لغرض الاستجواب وأخذ الاعترافات منه، ثم على ضوء ذلك تصدر الاحكام، أما براءة من الاتهامات الموجهة اليه واما بسجن مدة من الزمن بحسب الجرم الذي ارتكبه الفاعل.
ونزار قباني الشاعر العربي المعروف لا يعتقد بوجود مثل هذه المنطقة حيث يقول من قصيدة له: "لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار".
وفي القرآن سورة كاملة تسمى" الاعراف". وقد جاء فيها:" {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} الآية: (48).
والأعراف في اللغة "جمع عرف وهو المكان المرتفع من الأرض. وعرّفها الطبري بأنّها جمع عرف، وعند العرب كل مرتفع من الأرض هو عرف، وإنما قيل لعرف الديك عرف؛ لارتفاعه على ما سِواه من جسده. وعرّفها الشوكاني بأنّها: شُرُفات السور المضروب بينهم، ومنه عرف الفرس، وعرف الديك، والأعراف. ويعود سبب تسمية المكان المرتفع عرفاً؛ لأنّه يصبح أعرف ممّا انخفض منه".
ولفقهاء المسلمين بحوث طويلة في قضية الاعراف، اعرضنا عنها في هذا المقال خوف الاطالة والملل، ومن أراد ذلك فليرجع له في العديد من الموسوعات الفقهية والتفاسير.
وأما الزرادشتية فهي أحدى الديانات المعروفة، نشأت في بلاد فارس، (اليوم هي الجمهورية الاسلامية) وكانت الدين الرسمي للبلاد أيام الإمبراطورية الساسانية، وزرادشت هو مؤسس هذه الديانة ويعتقد أن الإله أهورا مازدا قد عرج به إلى السماء، وأنه الإله الخالق لكل شيء ولا يجب أن يعبد أحد سواه.
وتؤمن هذه الديانة بوجود إله واحد هو أهورا مازدا، لديه خصم روح شريرة تدعى أهورا ماينيو، ويعتقدون بمعركة كبرى بين الخير والشر، سيكون الخير هو المنتصر، وعلى الناس المشاركة فيها، وبحسب الجانب الذي يقفون في صفه سيقضون الأبدية بعد الموت. (راجع: العقاد- كتاب الله).
وفي تعليمات الزرادشتية:" والناس محاسبون على ما يعملون. فكل ما صنعوه من خير أو شر فهو مكتوب في سجل محفوظ. وتوزن أعمالهم بعد موتهم، فمن رجحت عنده أعمال الخير صعد الى السماء، ومن رجحت أعمال الشر هبط الى الهاوية، ومن تعادلت عنده الكفتان ذهب الى مكان لا عذاب فيه ولا نعيم(=الاعراف)، الى أن تقوم القيامة ويتطهر العالم كله بالنار المقدسة فيرتفعون جميعا الى حضرة هرمز(=الله) في نعيم مقيم.
وتوزن الاعمال عند قنطرة تسمى قنطرة "شنفاد" تتوالى اليها أرواح الابرار والاشرار على السواء بعد خروجها من أجسادها. فيلقاها هناك رشنود ملك العدل وميترارب رب النور وينصبان لها الميزان ويسألانها عما لديها من الاعذار والشفاعات، ثم يفتحان لها باب النعيم أو باب الجحيم". (راجع: العقاد كتاب الله، ص93 دار المعارف بمصر الطبعة الثامنة. وكتابنا: الاسلام والطقوس الجاهلية، مخطوط).
وهذه القصة هي عين ما حدث المسلمين بها سلمان الفارسي، وقصته معروفة، يمكن للقاري الكريم الاطلاع عليها في العديد من المصادر التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا