الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم الحائر بين الخرافة والعلم!

محمد مسافير

2017 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتصل بي صديق من فرنسا، وحين انتهينا من السؤال عن الحال والأحوال والإجابة بما تعودت عليه ألسنتنا دون أن يعبر فعلا عن دواتنا، أخبرني والدهشة تفوح من كلماته:
"تخيل، دائما حين أعود من الشغل، أطلق أذناي للمذياع، حيث يستضيف المذيع وسيطة روحية أو ربما دجالة مسيحية، فتتدفق إليها الرنات من كل حذب وصوب، كلٌّ يسأل عن حاله وأمانيه، فتارة يشكون مشاكل الحياة الأسرية، وأحيانا أخرى مشاكل البحث عن عمل أو تفاهات لا حسر لها... هذا المجتمع الذي تنعتونه بالحضارة لا يزال غاطسا في وحل الخرافة، رغم نسبة الأمية التي تكاد تنعدم! حدثتُ زميلة بالشغل في هذا الموضوع، فذهلتُ لإشادتها بالمشعودة، قالت إنها أيضا جنت ثمارا من وصايا الوسيطة الروحية، لقد وجدت بفضلها هذه الوظيفة، وبفضلها أيضا استطاعت شراء شقة، حاولتُ إقناعها بأن الأمر مجرد مصادفات، وأن الإنسان لا بد أن يجد ما يسعى إليه، وربما كان لكلامها أثرا إيجابيا وتحفيزيا في نفسك، ما دفع بك إلى البحث عن مقصدك وأنت مفعمة بالأمل، أما أن تكون للمرأة قوى سحرية أو خارقة فهذا مجرد هراء، تخيل، هذه المرأة رغم ثقافتها وتكوينها العاليين، لا تزال تؤمن بالخرافة! وأعزو هذا إلى الفراغ الروحي الذي يعيشه أغلب الشعب الفرنسي!"
________________________________________________________
وللعلم، فهذا الشاب الذي نطق تقريبا بكل ما سبق، هو مسلم متزمت في حقيقته، أعرفه حق المعرفة، إلا أنه استحضر في عرضه هذا كافة الإثباتات المنطقية، وربما استنجد بالعلم ليذكي موقفه، إلا أنك لو أخبرته مثلا أن الله استجاب لدعائك بعد أن قمت الليل سبعة ليال، أو بعد أن تخشعت في البيت الحرام، فأبدا لن يربط النتيجة بالمصادفات، ففي نقاش معتقداته تنهدُّ كافة الاستدلالات المنطقية، وحتما سيؤمن بكل جوارحه أنه فعلا كان هناك، في فترة ما، شخص ما صعد إلى السماء السابعة على متن بغلة، أو أن آخر كان يكلم النمل والهدهد شأن ماوكلي...
هذا هو مبدأ البراغماتية – النفعية
قد تجد دكتورا في علوم معقدة يؤمن بالخرافة وربما يزور السحرة أو يصدق فعائل العين ومس الجن... لأن التخلص من هذه الفضلات لا يرتبط بتاتا بمستوى التحصيل أو الكم المعرفي... لكن بطبيعة المصادر، وسلامة الرؤية، والجرأة على الانسلاخ!
بعض الطوائف أو المذاهب الدينية، تناصر بعضها البعض ليس بدافع الغيرة أو الحب، لكن لأنها تشترك جميعا نفس اللبنات، ونفس الجدران الهشة، إن سقط بعضها انهدت جميعها...
الجميع، من مختلف الأديان، يقبلون بتخاريف بعضهم البعض كما هي، ليس اقتناعا، لكن رغبة في السلم والتعايش...
إلا المسلمون، فلا شيء يعجبهم... يريدون تنميط العالم على مزاج مشايخهم... أو نصوص السلف!
يبدأ الإمام دعاءه باللهم انصرنا على القوم الكافرين... ويختمه باللهم قنا شر الفتن!

نجاحك أو فشلك في الحياة، هي مسألة ذات أسباب لا علاقة لها بإيمانك أو كفرك!
أغلب المفكرين والعلماء ضحايا سيوف حماة الدين وتهمة ازدرء الأديان، لم تزهق أرواحهم بسبب افتقار أفكارهم لدليل، لأن الجاني هنا لا ينظر في الفكرة، بل في خروج صاحبها عن عموم القطيع... لذلك فهو يستحق أنياب الذئاب!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التناقضات
بارباروسا آكيم ( 2017 / 10 / 8 - 19:24 )
مسألة جداً طبيعية
التناقضات والكيل بمئة مكيال هي سمة الإنسان المسلم

هذا مثال لشخص متناقض يأتي بالشيء ونقيضه وقد دوخ العرب والعجم كلهم من المحيط الى الخليج

يعمل محاضرة عن شيء بعد يومين تجده ينسخ كلامه

https://youtu.be/OBnmQz_A2E8

هذه مناظرة بين عدنان ابراهيم وقرينه من الجن الذي يتشكل على هيئته ويتكلم بصوته لينسخ ما كان الله قد أَلقاه في قلبه

عدنان ابراهيم vs. عدنان ابراهيم


2 - الشعوذة مصدر رزق
Amir Baky ( 2017 / 10 / 9 - 16:41 )
إذا وقع شخصان فى البحر سينجوا من تعلم السباحة. الموضوع ليس له علاقة بديانة أى شخص منهما. التخاريف مصدر رزق للعواطلية وهم المستفيدين من هذه الشعوذة.

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24