الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر كرسي متحرك

هادي جلو مرعي

2017 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



كان الرئيس عبد العزيز بو تفليقة رغم تقدمه في السن وإستخدامه لكرسي متحرك رئاسي، وليس عاديا، واضحا كاالعادة فيما يتعلق بمشاركة الجيش الجزائري في عمليات عسكرية خارجية، وهذا كما يبدو نوع من التبرير الصريح لرفض الرئاسة الدخول ضمن التحالف الإسلامي الذي تعمل المملكة العربية السعودية على إنشائه بمشاركة دول عربية وإسلامية لمواجهة الإرهاب، فالجيش الجزائري يمكن له أن يقوم بعمليات عسكرية داخلية لمحاربة الإرهاب، أو أن يقاتل على الحدود في حال تعرض البلاد لخطر داهم من الخارج، لكن ليس مسموحا أبدا إرسال قوة الى الخارج مهما كانت المبررات والظروف، وبالتالي فليس من وجود يحسب للجزائر في التحالف الإسلامي، مايعني إن الرفض لايأتي لحسابات سياسية، أو لرفض لنوع التحالف وغاياته، بل لطبيعة العقيدة السياسية الجزائرية ونصوص الدستور الجزائري الحاكم.
فالمملكة العربية السعودية تطمح في مثل هذا الحضور مؤمنة بقوة الجزائر ودورها وتأثيرها وإمكاناتها الإقتصادية واللوجستية، كما هو الحال مع مصر مثلا التي تمثل ثقلا لايستهان به، وهذا مايفسر نوع الإهتمام الخليجي بالنظام السياسي في هذا البلد، فقد دعمت السعودية ومعها دول في الخليج التغيير الذي قام به الجيش بزعامة عبد الفتاح السيسي وعزله للرئيس الإخواني محمد مرسي وسجنه، وكان الدعم واضحا بعد ذلك من خلال مشاريع إستثمار وهبات وقروض وودائع مصرفية من الرياض ومن دبي والكويت والبحرين، وتكلل كل ذلك الدعم بالزيارة الأخيرة التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز لعاصمة بلاد الفراعنة الذي أشرف والسيسي على توقيع عشرات الإتفاقيات الثنائية في مجالات أغلبها إقتصادية كان من أهمها الإتفاق على إنشاء جسر الملك سلمان الذي يربط البلدين عن طريق البحر الأحمر وهو ماسيسهم في زياد حجم التبادل التجاري بين القاهرة والرياض ويمكن من نقل البضائع والأشخاص بيسر وسهولة.
للجزائر ظروف مختلفة وإهتمامات لايمكن أن تكون مقاربة تماما للدور المصري في المنطقة العربية، وعلى المستوى الدولي فالعقيدة المصرية ليست كالجزائرية، والجزائر تريد المحافظة على علاقات متوازنة مع الجميع، لذلك لم تكن متحمسة لمايحصل في سوريا وإستقبل بوتفليقة الوزير السوري الأول وليد المعلم، والملفت أن النظرة الجزائرية للحدث السوري تكاد تكون متفقة مع النظرة المصرية مع إختلاف في طبيعة العلاقات والمصالح بين مصر والسعودية عن تلك التي بين الجزائر والمملكة، وحتى بين الجزائر ومصر، لذلك فمن المستبعد أن يلتقي المشروع السعودي مع الجزائري، وهذا ماقد يتسبب على المستوى البعيد بحراك سري لتقويض النظام السياسي في الجزائر خاصة لو توفي الرئيس بوتفليقة وتحركت المعارضة العلمانية وحتى الإسلامية دون تجاهل مايمكن أن تسببه الإضطرابات في ليبيا من ضغط على الداخل الجزائري ووجود جماعات مسلحة في النيجر ومايجري في تونس أعمال عنف قريبة من حدود البلدين.
الجزائر على كرسي متحرك يمكن أن يتقدم الى الأمام وأن يتراجع، ولايمكن التنبؤ بالسبيل الذي يسلكه في الأيام القادمة التي لن تكون عادية على الجزائريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات