الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن

محمد حبش كنو

2017 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يقرأ المنهج الفكري لحركة الإخوان المسلمين بدقة وعمق يجد أنهم إرتأو منهج التوغل الدعوي داخل المجتمعات في ظل الأنظمة القامعة وعملو بشكل حثيث على إيجاد قاعدة عريضة والعمل بشكل خفي باطني حتى إستطاع أحد فروعها الوصول إلى الحكم في تركيا ما فتح الشهية أمام بقية الجماعة في العالم العربي للوصول إلى الحكم مع الإستفادة من ترابط الجماعة وشبكتها العنكبوتية حول العالم وقوتها الإقتصادية مع إتخاذ تركيا مركزا ونموذجا لأية تجربة قادمة .

مع إنطلاق الحراك الشبابي في العالم العربي رأت الجماعة نفسها القوة الوحيدة التي تستطيع ملأ الفراغ الذي سيحصل في الحكم وسرعان ما قفزت إلى الواجهة بما تمتلك من إمكانيات وقاعدة شعبية عملت عليها على مدى عقود وكان المشهد آنذاك أن هناك إمبراطورية دينية تتشكل إبتداء من المغرب مرورا بكل شمال إفريقيا وصولا إلى تركيا ما يعني أن الضفة الجنوبية للمتوسط وجزءا من الضفة الشمالية أصبحت بيد الإسلاميين ما شكل خطرا على أوروبا و أعاد للأذهان سريعا ما حدث في القرون الغابرة ما إضطر بعض الدول كالمغرب في ظل هذه القوة المتنامية إلى تسليم الحكم بشكل مؤقت طواعية للجماعة التي تحمل نفس إسم العدالة والتنمية التركي تجنبا للدخول في أي إصطدام وحراك هي في غنى عنه كما حدث في دول المشرق العربي وعندما إنحسر نفوذهم في تونس وليبيا ومصر أعطتهم الدولة كرتا أحمر من جديد .

الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الجماعة وكان من أسباب تدهور مشروعهم هو التحالف مع تنظيم القاعدة الذي كان يشكل قوة عسكرية لا يمتلكها الإخوان الذين كانو بحاجة ماسة لقوة عسكرية تحميهم من غدر العسكر أو أية قوة أخرى تواجههم خاصة أن الإخوان إعتقدو أنهم سيستخدمون القاعدة لتنفيذ أعمالهم القذرة دون أن يتحملو هم المسؤولية من جهة ومن جهة أخرى إعتقدو أنهم يستطيعون جر القاعدة إلى التنظيم الباطني ومبدأ التقية بدل الوضوحية الشديدة لدى القاعدة في المطالبة بدولة إسلامية وتطبيق شرع الله بمنهج سلفي متشدد وهو نفس منهج الإخوان مع إختلاف الأداة فقط بين الإبهام والباطنية والتستر ومبدأ التقية لدى الإخوان وبين التهور والوضوح الشديد لدى القاعدة ما جعل العمل مشتركا بين السلفية الجهادية والإخوان المسلمين وكان من ثمرته التنسيق في تدفق المجاهدين إلى دول الصراع خاصة أن هيئة العلماء المسلمين التي يسيطر عليها الإخوان أعلنت فتح باب الجهاد إلى سورية في مؤتمر كبير في القاهرة أيام حكم الإخوان ثم فتحت تركيا مطاراتها وحدودها للمجاهدين .

إستمر هذا التنسيق بشكل حثيث وتمت عملية تدفق السلاح من ليبيا إلى سوريا عبر البحر إلى السواحل التركية و عبر البر إلى سيناء عبر طرق صحراوية وعرة من الحدود الليبية مرورا بالصحراء الغربية وطريق الواحات متجاوزين نهر النيل في محافظة المنيا أهم معاقل الإسلاميين في مصر نحو الصحراء الشرقية ومنها إلى شبه جزيرة سيناء وكان هذا السلاح هو النواة الأولى لتشكيل داعش في سيناء ومحاربته للدولة المصرية فيما بعد .

مبدأ المناصحة الذي تحدث عنه معاذ الخطيب في مؤتمر الرباط للمعارضة السورية والذي يتمثل في تشذيب جبهة النصرة وتلطيفها نجح في ضم النصرة إلى صفوف المعارضة السورية حيث تعتبر بلاد الشام محورا أساسيا لربط تركيا بتلك الإمبراطورية الإخوانية الممتدة حتى المغرب خاصة بعد وصول الإخوان المسلمين وقتها للحكم في مجمل شمال إفريقيا وأصبحت المعارضة الإخوانية في سورية تدافع عن جبهة النصرة في المحافل الدولية بشكل صريح أما اليوم فإنهم يحاولون إنقاذ تلك الجبهة عبر الدخول التركي إلى محافظة إدلب بعد أن فشلت محاولات تغيير إسمها عدة مرات والتي لم تقنع المجتمع الدولي في كل الأحوال .

من جهة أخرى كان يجب عليهم الإبقاء على جزء أكثر تشددا من القاعدة لتنفيذ العمليات القذرة من تهجير عرقي وتغيير ديموغرافي وخنق الأقليات لضمان التفوق السني وهو ما تمثل في تنظيم داعش الذي حاول على سبيل المثال محو الكرد من خارطة الشرق الأوسط الجديد .

أمام هذه التطورات كان على المجتمع الدولي أن يتحرك وكانت البداية بكسر ظهر الأفعى في المنتصف في مصر وفصل التركيبة الممتدة عن بعضها ومحاربة الجهاديين في ليبيا ودعم الكرد في سورية والعراق وتقليم أظافر تركيا وضرب القاعدة في سوريا وإطلاق الغرب مضطرة يد روسيا في المنطقة للإجهاز على رأس الأفعى في سوريا وتفكيك هذه الإمبراطورية التي ستشكل حتما تهديدا قاتلا للغرب ولروسيا و لإسرائيل ولكثير من دول الخليج و لمجمل دول العالم وإنشاء تغيير جديد في منطقة تعج بثلثي الإحتياط العالمي من الطاقة وتملك كل خيرات الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالانتخابات والديمقراطية فاز الاخوان
عبد الله اغونان ( 2017 / 10 / 10 - 14:15 )
بماذا فاز الاخوان وكيف ؟
هل فازوا بالانقلاب والدبابات ؟
أم فازوا بثقة الشعوب وبالانتخابات والديمقراطية والتصويت ؟
هي ظاهرة أينما توفر شيئ من الديمقراطية الا ويفوز الاسلاميون فوزا ساحقا
ابتداء من الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر وحماس في فلسطين وحزب العدالة والتنمية بالمغرب وحزب النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة بمصروحتى خارج مايسمى بالعالم العربي نجد ثورة ايران وتجربة تركيا الرائدة والتي وحدها واجهة الانقلاب والبلوكاج
حزب العدالة والتنمية المغربي سابق على حزب العدالة والتنمية التركي لمن يعرف التاريخ
يفوز الاسلاميون لأن كثيرا من شعوبنا تضع ثقتها فيهم بعج أن جربت تيارات هجينة من قومية واشتراكية ولبرالية وطائفية ففشلت فشلا ذريعا في كل المجالات
التجربة المصرية في الانقلاب على الاخوان الان تبين عوراتها وشوفينيتها
لابد من الرجوع وسيطرة الاخوان ديمقراطيا بعد تأكد الكل من تكرر فشل هذه الأنظمة


اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل