الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل ؟ افتتاحية العدد 41 من جريدة طريق الثورة

حزب الكادحين

2017 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تونس الرّسمية أمام خيارات ثـلاثـة فما ورد في جريدة الصحافة على لسان الباجي قائد السبسي عندما قال : أردنا إدخال النهضة إلى خانة المدنية ويبدو أننا أخطأنا التقييم... يؤكّـد أن التوافق بين النهضة والنداء في حالة موت سريري وسيدوم ذلك لبعض الوقت أي بما تقتضيه المعارك الانتخابية المقبلة، وهو لا يخرج عن نطاق المنــاورة بالمساواة في الإرث أو المناورة بالأوقاف، وبعدها ستعود الروح لذلك التّـوافق ولكن بأشكال أخرى فالتوافقراطية في تونس مصلحة عليا للدولة وليس تصريح الباجي قائد السبسي اللاحق للتّلفزيون الرّسمي حول وطنية قادة النهضة وتضحياتهم إلّا تخفيفا لوطأة تلك التناقضات خاصة بعد أن قدمت النهضة هديتها للنداء بتصويتها لصالح قــانون المصالحة.
و لن يحسم أمر تلك التناقضات غير سيناريو شبيه بالمصري أو ضدّه الشبيه بالسيناريو التركي فالمعركة الكبرى بين اليمين الديني واليمين الليبرالي مؤجلة إلى حيـــن، في مصر انقلب اليمين الليبرالي على اليمين الديني وفي تركيا انقلب اليمين الديني على اليمين الليبرالي مستغلا ما قيل إنّـه انقلاب حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن على سلطة أردوغان.
و في تونس هناك مخاتلة بين اليمينين وكلّ طرف يشحذ أسلحته تمهيدا للانقلاب على الآخر، من سينفّذ انقلابه أوّلا وينجح في ذلك ؟ هذا هو السؤال في تـونس. فالمشكلة ليست في الانقلاب بل في نجاحه أو فشله ويتم ذلك كله تحت الأعين الساهرة للاتحاد الأوروبي وأمريكا. وسيحاول اليمين الديني تنفيذ انقلابه عبر صناديق الاقتراع وإن لم ينجح سيستعمل السيناريو التركي أمّا اليمين الليبرالي فيبدو مترددا وضعيفا ولولا الدعم الخارجي لانهار منذ وقت طويل. اليمين الديني له دعم خارجي أقل ولكنه يمتلك بنية تآمرية لا يستهان بها ويمكن أن تمرّ إلى العمل في أية لحظة .وفي الأثناء تغرق تــونس في الأزمة وهو ما تعترف به التصريحات الرسمية وأصبح مصطلح الكارثة متداولا أكثر فأكثر.
في خضم ذلك تجد تونس الشعبية نفسها في حالة ضعف جرّاء تفاعل جملة من العوامل، من بينها حدة الهجوم الامبريالي الرجعي على الطبقة العاملة والشعوب والأمم المضطهَدة الذي انطلق منذ سنوات ويصل الآن إلى مرحلة متقدمة من حيث تنفيذه وتقع إعادة تشكيل الوطن العربي وتدميره في مقدمة أولوياته والانتظام الهش للقوى الثورية ولامبالاة بعض مكوناتها وتنكّرها لتعهداتها وانعدام مسؤولية قادتها وافتقارها لخطة مواجهة وعدم ارتقائها إلى العمل الجبهوي الموحّد، فضلا عن ركون عدد كبير من المناضلين إلى اللهث وراء جمعيات "مدنية" مشبوهة وتفريطهم في الانتظام الثوري ومراهنتهم على برلمانيين ومسؤولين نقابيين بيروقراطيين لحلّ مشاكل البطالة والتنمية الخ.. وقد سمح ذلك كله للرجعية الليبرالية الدينية الحاكمة بالعبث بمصالح الكادحين.
ومن هنا فإنّ حلّ مسألة التنظيم في تونس اليوم ثوريّــا هو الإجابة المباشرة عن سؤال ما العمل ؟ وتلك الإجابة غير ممكنة دون الإمسـاك بحلقة النظرية فلا تنظيم ثوري دون نظرية ثورية فالخطوة الأولى على طريق الثورة هي التنظيم المستند إلى نظرية ثورية تقوده وتوجهه. ويظل الشعار قائما :
ننتظم ...ننتصر . لا ننتظم ...ننهزم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي