الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلم في كردستان

علي عرمش شوكت

2017 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ما اشبه اليوم بالبارحة عندما يضطر الوطنيون العراقيون لرفع شعار" السلم في كردستان" هذا الشعار الذي بادر برفعه الحزب الشيوعي العراقي عام 1962 على اثر نشوب قتال بين الحركة الكردية وحكومة ثورة 14 تموز. وكان ذلك الشعار انطلاقاً من قراءة ناصحة ونظرة ثاقبة لتداعيات القتال الاخوة على مصير الوضع السياسي في البلد. وسرعان ما تجسدت المخاوف منه دامية بانقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 . واليوم ترتفع الاصوات المخلصة وفي مقدمتها صوت الحزب الشيوعي العراقي ، من خلال مذكرة قدمت للرئاسات الثلاث. لتحذر من تداعيات مشكلة الاستفتاء في كردستان، الذي ينطوي على قيام الدولة الكردية، وفقاً لاستمارة التصويت.
تتمثل نتائج الاستفتاء بالقبض على كرة النار التي كلما استمر المسك بها كلما مضى حريقها الى عمق مؤلم، وتنطبق عليها ايضاً صفة كرة الثلج التي كلما تدحرجت كبرت. ولهذا اقتضى الامر الى الاسراع بايقاف مخاطرها ، سيما وان تجار الحروب المتربصين لمثل هذه المناسبة ، قد غدا صوتهم يدعو بلا تحفظ لاشعال فتيل القتال بين ابناء شعبنا، خلف مغالطة فاضحة عنوانها الحفاظ على وحدة البلد متجاهينن بان القتال يمزق العراق شعباً وارضاً لا يمكن ان يفرز وحدة البلد باي شكل من الاشكال.
ان الدعوات للحوار تعترضها عقد قاسية، منها الاتهامات المتبادلة بخرق الدستور، وكذلك صعوبة التنازلات المتبادلة ايضاً، ولا ننسى وجود تعدد لمواقع القرار، هذا اذا لم نزد عليها الارتباط لبعضها بالاجندات الخارجية، التي لاشك انها تبحث عن مصالح لا تمت باية صلة بهموم شعبنا العراقي بكافة اطيافه. وهنا يتطلب البحث عن الحكمة والحنكة والوطنية العالية لادارة الازمة. وتاتي الرؤية القائلة بالتفاوض من دون شروط كعلاج لمغادرة حالة الاستعصاء بامر التنازلات المتقابلة التي غالباً ما افضت الى حل اعقد اعظم المشاكل في التاريخ السياسي الدولي.
لنتبحر في اعماق الشروط المسبقة المطروحة من كلا الطرفين بغية التأشير على مواطن الخطاً فيها , وعلى سبيل ذلك ، طلب الاكراد بالاعتراف بنتائج الاستفتاء ، ذلك بعناه الاعمق الاعتراف مسبقاً بالدولة الكردية المزمعة قبل بدأ الحوار !!، دون الادراك بان اعتراض الجانب العراقي هو اصلاً على نوايا قيام الدولة الكردية التي تبينت من خلال عملية الاستفتاء غير الدستوري، اذن لم يبق ما يقتضي التفاوض حوله. اما الشرط المسبق الذي تطرحه الحكومة لكي يتم التفاوض يتمثل بضرورة لغاء الاستفتاء. وهنا ينبغي معرفة حقيقة الورطة التي ادخل القادة الكرد نفسهم بها والتي تتجلى بتعشيم شعبهم بقيام الدولة الكردية على اثر الاستفتاء، واذا ما اقدموا على الغائه فسوف تسقطهم جماهيرهم لامحال، وبالتالي لا امل بقادة يفتقدون للشرعية ولا يركن للتفاوض معهم ، وعليه كيف يؤمل من هؤلاء ان يلحموا الجرح الوطني،
وبعد هذا وذاك ما العمل ؟؟ اذن فتح الحوار ينبغي ان يكون بصيغة وطنية اي اشراك كافة القوى الوطنية العراقية بمؤتمر عام، دون شروط وعلى الحكومة ان تتعهد بتلبية كافة الحقوق الدستورية للاخوة االكرد، مقابل ان ان يقدم السيد البرزاني بخطوة تاريخية على غرار ما اقدم علية رئيس اقليم كاتالونيا الاسبانية" كارليس بوتشيمون " الذي علق نتائج الاستفتاء قائلا " لكي يتسنا لنا الحوار مع الحكومة الاسبانية، لان التعليق يختلف عن اللالغاء الذي يواجه صعوبة لا يستوعبها ولا يقدم عليها القادة الكرد. وبهذا يتم السلم في كردستان ويتجنب الشعب العراقي تكالب القوى الاقليمية على العراق بذرائع مخادعة خطرها سوف لن ينجو منه احد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة